أبو محمد الجولاني.. أمير "جبهة النصرة"

الأحد 26/يناير/2014 - 03:37 م
طباعة باهر عبدالعظيم
 
 يعد "أبو محمد الجولاني" زعيم قاعدة الجهاد في بلاد الشام "جبهة النصرة" من أكثر الشخصيات الجهادية في سوريا التي يكتنفها الغموض في العديد من تفاصيل حياته، وقد زادت أهميته عقب إعلانه عدم الالتزام ببيعة أبو بكر البغدادي زعيم "داعش " وبعدها تم إدراجه من قبل وزارة الخارجية الأمريكية بأنه "إرهابي عالمي" يوم 16 مايو 2013م ليصبح على رأس قائمة أخطر عشرة إرهابيين في العالم. 

نشأته وحياته

 الجولاني الذي أستطاع أن يحجز مساحة واسعة في المشهد السوري، ويمتد نفوذه من دير الزور إلى حلب ومن ريف اللاذقية إلى حمص وحماه وإدلب، بعد تبنّيه مئات الهجمات والعمليات الانتحارية في مختلف المحافظات السورية، والتي جعلته يحمل أسما حركيا هو "الفاتح"، هناك روايتان حول اسمه ونشأته: 
الأولى وهي الأقرب إلى الصحة: هو أن اسمه أحمد حسين علي الشرع، ويعود أصله إلى منطقة الجولان، التي نشأ بها ثم انتقل إلى العاصمة السورية دمشق ودرس بها لمدة سنة واحدة في كلية الإعلام، كان خلالها لا يسافر من دمشق إلى حلب لحضور خطب الجمعة التي كان يلقيها محمود قول آغاسي (أبو القعقاع) في "جامع العلاء بن الحضرمي" بالصاخور، وحين تعرض العراق للغزو الأمريكي في مارس 2003، نادي آغاسي بضرورة مقاومة هذا الغزو فكان الجولاني ضمن أوائل الملبين لهذا النداء ليتوجّه بعدها إلى العراق ليلتحق بصفوف "دولة العراق الإسلامية".
 الثانية: أن "اسمه أسامة العبسي الواحدي، وولد في عام 1981 في بلدة الشحيل التابعة لمدينة دير الزور وسط عائلة أصلها من محافظة إدلب، وانتقلت إلى دير الزور، ثم التحق بكلية الطب في جامعة دمشق؛ حيث درس الطب البشري سنتين، قبل أن يغادر إلى العراق بعد الغزو الأمريكي".
 وعلى الرغم من اختلاف الروايتين إلا أن الجامع المشترك بينهما أنه انضم إلى تنظيم القاعدة في العراق وفي التنظيم عرف "أبومصعب الزرقاوي"، وكان من المقربين له، وبعد أن قُتل الزرقاوي في هجمة جوية أمريكية عام 2006، غادر الجولاني العراق، وبقي لمدة قصيرة في لبنان؛ حيث عرض هناك دعمًا لوجستيًّا للمجموعة المقاتلة "جند الشام"، والتي اتّخذت أيديولوجيّة القاعدة.. عاد إلى العراق من أجل الاستمرار في القتال، ولكنه اعتُقل من قبل الجيش الأمريكي وسُجن في معسكر بوكا الأمريكي على الحدود الجنوبية للعراق مع الكويت وبعد إطلاق سراحه من سجن بوكا عام 2008 اتصل بزعيم داعش في العراق أبي بكر البغدادي. ولدى عودته إلى النشاط العسكري تم تعيينه رئيسًا لجناح العمليات لدى القاعدة في محافظة الموصل، ومع وصول "أبو بكر البغدادي" لقيادة التنظيم أرسله إلى سوريا لتأسيس التنظيم بها عقب اندلاع الثورة السورية في 2011م، وفيها أسس "جبهة النصرة" في يناير 2012، في بيان قال فيه: "تعالت أصوات النداء لأهل الجهاد، فما كان منا إلا أن نلبي النداء ونعود إلى أهلنا وأرضنا من الشهور الأولى لاندلاع الثورة". 
وعلى الرغم أن البيان لم يتضمن تبعية الجبهة لتنظيم القاعدة، وتزامن مع إعلان إنشاء الجبهة افتتاح مقارّ عديدة في مختلف المحافظات لتقديم خدمات صحية واجتماعية، أبرزها «مستشفى الأطفال» في مدينة حلب، الذي رُفعت عليه لافتة كتب عليها «جبهة النصرة لأهل الشام من مجاهدي الشام في ساحات الجهاد"، ثم بدأ توافد الجهاديين من العراق، وأفغانستان، واليمن، والسعودية، بكثافة إلى سوريا لمؤازرة «النصرة» المكوّنة أساساً من السوريين فقط، وكان السائد حينها أن «المجاهدين من غير السوريين جاءوا للمؤازرة الجهادية في القتال فقط، ولا علاقة لهم بإدارة أمور الجبهة»، ولم تتم أي إشارة علنية على تبعية الجبهة لـ«القاعدة».
وفي 8 أبريل عام 2013، ومع إعلان «أبو بكر البغدادي» حل الجبهة، ودمجها في تنظيم واحد مع «دولة العراق الإسلامية» أطلق عليه اسم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، وما يعرف اختصاراً بـ«داعش»، بدأ الصراع بين الجولاني وبين البغدادي لرفض الأول إعلان الاندماج، فرد أبو محمد ببيان بايعت فيه الجبهة أيمن الظواهري وتنظيم «القاعدة»، ليبدأ بعدها الخلاف بين التنظيمين وعلى الرغم من هذا الصراع المحتدم بين التنظيمين عبر مجموعة من الرسائل الصوتية المتبادلة منذ إعلان البغدادي للاندماج ورفض الجولاني له، واستطاعت "جبهة النصرة" السيطرة على مناطق واسعة في جنوب سوريا وقاتلت بضراوة في محيط دمشق وشمال البلاد، بقوة تقدر بستة آلاف إلى سبعة آلاف مقاتل.
أبو محمد الجولاني ظل طوال الوقت حريصًا على عدم الكشف عن هويته  حيث ذكرت مجلة التايم في إحدى تقاريرها أنه في إحدى الاجتماعات التي ضمت الجماعات المسلحة البارزة وحضره قادة كتائب أحرار الشام ولواء صقور الشام ولواء الإسلام وغيرها من الكتائب, أن أبا محمد الجولاني جلس متلثمًا رافضًا الكشف عن هويته وجرى تقديمه إلى الحضور بمعرفة أمراء الجبهة في حلب وإدلب، والجبهة عموما مصبوغة بهذا النوع من التكتم والسرية وترفض التصوير والتصريح لأحد إلا بإذن مسبق من الأمير، كما ترفض بتاتًا الإدلاء بأي معلومة تخص أسماء القيادات أو أعداد المقاتلين أو مصادر التمويل.

آراؤه

بعد عامين لم يُشاهد فيها في العلن، ظهر الجولاني، في مقابلة مع شبكة الجزيرة عبر خلالها عن العديد من أفكاره. 

سقوط النظام السوري

قال: "ستُحسم المعركة في سوريا في دمشق وسنستمر في التركيز على دمشق وإسقاط النظام وأنا أعد: سقوط الأسد لن يستغرق زمنًا طويلًا".

"حزب الله"

 اعتبر أن حزب الله، يقاتل إلى جانب نظام الأسد، وقال: "إنّ التنظيم الشيعي معروف بأنّ مصيره مرتبط ببقاء الأسد، وإنّ جهود إنقاذ الأسد هي جهود عقيمة وإنّه بعد سقوط الأسد، سيعمل التنظيم من أجل إسقاط حزب الله".

"النُّصرة" والغرب

 أكد على أن جبهة النصرة ليس لديها أي خطط أو توجيهات لاستهداف الغرب وقال: "لقد تلقينا أوامر واضحة من أيمن الظواهري بعدم استخدام سوريا كنقطة انطلاق لمهاجمة الولايات المتحدة أو أوروبا؛ من أجل ليست تخريب المهمة الحقيقية ضد النظام لا ربما تنظيم القاعدة ذلك ولكن ليس هنا في سوريا". 

"النُّصرة" في مستقبل سوريا

 قال إنه بعد انتهاء الحرب، سيتم التشاور مع جميع الفصائل في البلاد مع أي شخص يؤمن بـ "إقامة دولة إسلامية." و"حربنا ليست الانتقام من العلويين على الرغم من أن الإسلام، يعتبرهم زنادقة". ولكنه عاد وقال: "ليس هناك خيار سوى تصعيد المعركة واستهداف المدن والقرى العلوية في اللاذقية". 

شارك