عودة الى الموقع عودة رئيسية الملف
الشيعة والتشيع مدخل تاريخي
الشيعة هو اسم يطلق على ثاني أكبر طائفة من المسلمين، وهم الذين عرفوا تاريخيًا بـ"شيعة علي" أو "أتباع علي"، وغالبًا ما يشير مصطلح إلى الشيعة الاثنا عشرية لأنها الفرقة الأكثر عددًا، حيث يرون أن علي بن أبي طالب هو وأحد عشر إماماً من ولده (من زوجته فاطمة بنت النبي محمد) هم أئمة مفترضو الطاعة بالنص السماوي وهم المرجع الرئيسي للمسلمين بعد وفاة النبي. ويطلقون عليه اسم الإمام الذي يجب اتباعه دون غيره طبقًا لأمر من النبي محمد في بعض الأحاديث مثل حديث المنزلة، وحديث الغدير، وحديث الخلفاء القرشيين الاثنا عشر، وحديث الثقلين المنقولة عن النبي محمد بنصوص مختلفة والذي يستدلون به على غيرهم من خلال وجوده في بعض كتب بعض الطوائف الإسلامية التي تنكر الإمامة وهو كالتالي (إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي; أحدهما أعظم من الآخر; كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ولن يتفرقا حتى يردا على الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما).

يعتقد الشيعة أن أصول الدين خمسة هي: التوحيد - العدل - النبوة - الإمامة – المعاد، ويؤمنون أن التشيع هو الإسلام ذاته، كما يرون أن المسلم التقي يجب أن يتشيع ويوالي علي بن أبي طالب، وبالتالي فإن التشيع هو ركن من أركان الإسلام الأصيل وضع أساسه النبي محمد نفسه على مدار حياته.

وتؤمن الشيعة أن الكتاب الذي أنزل على محمد لا نقص فيه ولا تحريف ولا زيادة وهو ما عليه الإجماع، ومن اعتقد أو ادعى النبوة أو نزول وحي أو كتاب عليه بعد النبي فهو كافر، والإمامة هي الأصل الذي تتميز به الشيعة على أهل السنة وسائر الفرق الأخرى وهي تعني أن النبي ينص على الإمام من بعده بوحي من الله وهو قد نص على علي، وعلي نص على، الحسن، والحسن نص على الحسين، والحسين نص على علي زين العابدين، وعلي نص علي الباقر، والباقر نص علي جعفر الصادق، والصادق نص على موسى الكاظم، والكاظم، نص على علي الرضا، والرضا نص على محمد الجواد، والجواد نص على علي الهادي، والهادي نص على الحسن العسكري، والعسكري عين الإمام المهدي المنتظر، وتعتقد الشيعة بعصمة الأئمة وهي نتيجة منطقية لاعتقادهم أن الإمامة منصب إلهي.

كما يرون أن الطوائف الإسلامية الأخرى هي المستحدثة ووضعت أسسها من قبل الحكام والسلاطين وغيرهم من أجل الابتعاد عن الإسلام الذي أراده النبي محمد في الأصل، إذ يرون أن التشيع لم يكن غربيا على الإسلام وليس كما يرى بعض المؤرخين أن بذرته بدأت بعد وفاة الرسول محمد حيث اجتمع الصحابة في سقيفة بني ساعدة لاختيار الخليفة في غياب وجوه بني هاشم أمثال علي بن أبي طالب والعباس بن عبد المطلب اللذان كانا يجهزان النبي للدفن أثناء انعقاد السقيفة، وحسب المؤرخين فإن السقيفة انتهت باختيار أبو بكر بن أبي قحافة خليفة حسب إجماع من المجتمعين في السقيفة من المهاجرين والأنصار. بعد السقيفة بدأت مجموعة صغيرة من الصحابة منهم أبو ذر الغفاري وعمار بن ياسر والمقداد بن عمرو والزبير بن العوام تجتمع في بيت علي بن أبي طالب معترضة على اختيار أبو بكر.

 ويعتبر الشيعة أن الصحابة الذين يرون أحقية علي بن ابي طالب هم أفضل الصحابة وأعظمهم قدرا، كما يرى البعض منهم أنه بعد أن تطور الأمر في عهد عثمان بن عفان الخليفة الثالث أدت بعض السياسات التي يقوم بها بعض عماله في الشام ومصر إلى سخط العامة وأعلن بعض الثائرين خروجهم على عثمان وبدؤوا ينادون بالثورة على عثمان، وبالرغم من أن علي بن أبي طالب نفسه حاول دفعهم عن الثورة وحاول أيضا من جهة أخرى تقديم النصح لعثمان بن عفان لإنقاذ هيبة الدولة الإسلامية إلا أنه قتل في النهاية على يد الثائرين. وبعد ذلك اجمع المسلمون على الالتفاف حول علي بن أبي طالب يطلبون منه تولي الخلافة. وهنا يأخذ الفكر منعطفا جديدا حيث أن علي بن أبي طالب أصبح حاكما رسميا وشرعيا للأمة من قبل أغلب الناس.

 ومع بداية الصراع بينه وبين الصحابة أمثال طلحة والزبير بن العوام ومعاوية، بدأ يظهر مصطلح شيعة علي يبرز وهم أصحاب علي بن أبي طالب المؤيدين له، والذين ينظر إليهم الشيعة كمؤمنين بمبدأ إمامة علي، ومتبعين له من منطلق اعتقادي. ولكن بدأت في ظهور مجموعة في المقابل أطلقت على نفسها شيعة عثمان أعلنوا أنهم يطالبون بدم عثمان وقتل قتلته وتطور الأمر بهم ان أعلنوا رفضهم لخلافة علي بن أبي طالب الذي تباطأ في رأيهم في الثأر لعثمان. وعلى رأس شيعة عثمان كان معاوية بن ابي سفيان من جهة وعائشة زوجة النبي من جهة أخرى وبعد معارك مثل معركة الجمل ومعركة صفين وظهور حزب جديد هم الخوارج ومعركة النهروان. قتل علي بن أبي طالب على يد عبد الرحمن بن ملجم بسيف مسموم أثناء صلاة الفجر في مسجد الكوفة وقال جملته الشهيرة: "فزت ورب الكعبة".

وافترقت الشيعة إلى عدة طوائف أهما وأكبرها الإثناعشرية الذين يؤمنون بأربعة عشر إماماً، منهم اثنا عشر إماماً معصوما، ويعتقدون بأن محمد المهدي ابن الحسن العسكري وهو عندهم الإمام الثاني عشر هو المنتظر الموعود الذي غاب عن الأنظار ثم سيعود ليملأ الأرض عدلا.

وتعتبر الطائفة الإثناعشرية أكبر الطوائف الشيعية من حيث عدد السكان، حيث يقدر عددها بحوالي 85% من الشيعة، وتحتوي إيران والعراق وأذربيجان على أكثر من ثلثي عددها.

أما الطائفة الإسماعيلية فهي التي نشأت بعد وفاة الإمام جعفر الصادق الذي التف الشيعة حول ولده موسى الكاظم ولكن أعلن بعضهم أن الإمام كان إسماعيل بن جعفر الصادق وان مات في حياة أبيه فإن الإمامة في نسله ورفضوا إمامة موسى الكاظم.

 واشتهر الإسماعيليون بنشاطهم بل استطاعوا ولأول مرة بعد مقتل علي بن أبي طالب تأسيس دولة شيعية بخلافة شيعية يرأسها أئمة ظهروا بعد نجاح دعوتهم السرية قائلين إنهم من ذرية علي بن أبي طالب وهي الدولة الفاطمية، بدأت في شمال أفريقيا ووصلت إلى مصر.

 وظهرت الزيدية بعد مقتل الحسين بن علي وبعد وفاة ابنه علي زين العابدين الذي كان له ولدان محوريان هما زيد بن علي ومحمد الباقر، وخرج زيد بن علي على الأمويين والتف حوله جمع من الناس من الشيعة وغيرهم، وقضي أيضا أنفاسه الأخيرة بعد قصة مأساوية لا تختلف كثيرا عن قصة جده الحسين، وبعد وفاته تنفصل طائفة عن الشيعة لا ترى الإمامة لمحمد الباقر الذي كان الشيعة يعتبرونه إمامهم حتى في حياة زيد وعرفت هذه الطائفة بالزيدية نسبة إلى زيد بن علي واختلفت هذه الطائفة الموجودة إلى يومنا عن باقي الشيعة انها رأت أن الإمامة ليست بالنص على شخص محدد وإنما الإمامة هي لأي شخص من نسل علي بن أبي طالب يخرج طالبا لها ويعتبر من ائمتهم يحيى بن زيد بن علي وأيضا محمد النفس الزكية وغيره.

 هذا وتعتبر الزيدية قريبين من المذهب السني لأخذهم بفقه المذهب الشافعي، الذي يعد بدوره أقرب المذاهب السنية للشيعة.
مصر تحت ظلال آل البيت والشيعة
ظلت مصر منذ فتحها عمرو بن العاص، منارة لنشر الفكر السني في أرجاء المعمورة حتى دخلها الفاطميون فسعوا إلى استبدال المذهب السني بالمذهب الإسماعيلي الشيعي، وأنشئوا المسجد الأزهر لهذا الأمر، حتى إذا جاء صلاح الدين الأيوبي وتولى بها الوزارة أمره نور الدين زنكي بعزل الخليفة العاضد آخر الخلفاء الفاطميين، وأخذ البيعة من أهل مصر للخليفة العباسي، وأعلن المذهب السني مذهبا رسميا للبلاد، فسارع المصريون إلى تعلم المذاهب الأربعة السنية من جديد حتى صارت مصر بعد ذلك رائدة الفكر السني في العالم أجمع، وتحول الجامع الأزهر منارة لنشر علوم الإسلام والعربية.

 ومع بداية القرن العشرين خرجت فكرة من بعض العلماء تدعو إلى تقريب المذاهب، ولاقت الفكرة قبولا ممن يطمحون في وحدة العالم الإسلامي، وأنشئت لذلك دار سميت بدار تقريب المذاهب، وكان لها مجلة دورية تنطق باسمها، وأصدر شيخ الأزهر الأسبق محمود شلتوت، فتوى بجواز التعبد بالمذهب الجعفري طمعا في لم شعث المسلمين، وهو لا يعرف حقيقة هذا المذهب، ولا أتيحت له الفرصة لمراجعة المصادر المنحرفة التي يشتقون منها أحكامهم، والتي تحوي أمورا تخالف الفطرة الإنسانية فضلا عن تعاليم الإسلام، واستغل الشيعة تلك الدار في بدء ممارسة نشاطهم الشيعي في مصر، وأسسوا لهم جمعية سميت بجمعية أهل البيت، وظلت تمارس نشاطها حتى قيام الثورة الإيرانية سنة 1979م، فخشي السادات من أن يتخذها الشيعة الإيرانيون وسيلة للتوغل بفكرة تصدير الثورة داخل مصر فأمر بحلها ومصادرة ممتلكاتها، ثم أصدر شيخ الأزهر، وقتها عبد الرحمن بيصار فتوى تبطل الفتوى التي أصدرها الشيخ شلتوت.

 ورغم نشاط تلك الدار الذي امتد سنين طويلة إلا أنها لم يكن لها أي تأثير في تغيير معطيات الشيعة عكس أهل السنة الذين لم يجدوا أي مانع في تقبل الفكرة، لأن التقريب إذا كان يعني محبة أهل البيت فلا يوجد أحد من أهل السنة إلا وهو يحبهم.

 وفي عام 1987 رصد تنظيم يضم العشرات من هؤلاء المتشيعين، ومحاولات لاختراق أسر وعائلات كاملة في وسط الدلتا، وبصفة خاصة محافظة الشرقية، وقد تبين للسلطات الأمنية أن الشيعة، وخاصة الحركيين منهم كانوا على علاقة بالمؤسسة الدينية في طهران وقم، وحصلوا على تمويل لإدارة نشاطاتهم في مصر، ورصدت السلطات وجود التمويل حيث عثرت على ما يفيد حصول أعضاء التنظيم على مائة ألف جنيه..

 وفي سنة 1988، تم القبض على 4 عراقيين من المقيمين في مصر واثنين من الكويتيين، وثلاثة طلاب من البحرين، ولبنانيين، وفلسطيني، وباكستاني، متهمين بالترويج للفكر الشيعي.

 وفي نفس العام تم ترحيل القائم بالأعمال الإيراني محمود مهدي بتهمة التجسس والاتصال مع شخصيات شيعية مصرية والترويج للفكر الشيعي، أما في سنة 1989، فقد تم القبض على تنظيم من 52 فردًا، بينهم 4 خليجيين وإيراني.

 وفي سنة 1996، تم الكشف عن تنظيم يضم 55 عضوًا في 5 محافظات، وضم أغلب المتهمين في القضايا السابقة، وقد أشارت المعلومات الواردة بخصوص هذا التنظيم إلى أن المؤسسات الدينية الإيرانية التي يقف وراءها المرشد الإيراني علي خامنئي هي التي رسمت خطة لاختراق مصر من خلال الحسينيات الشيعية.

 وفيما يتعلق بأعضاء هذا التنظيم الـ 55، فقد سعوا إلى مد نشاطهم في خمس محافظات مصرية، وسعوا إلى تكوين خلايا شيعية سرية تحت اسم "الحسينيات" جمعها مستوى قيادي باسم "المجلس الشيعي الأعلى لقيادة الحركة الشيعية في مصر"، وقد تبين أن التنظيم برمته موال لإيران، وثبت أن ثمانية من الأعضاء النشيطين، زاروا إيران في الفترة التي سبقت حملة 1996، كما أن عدداً آخر تردد على بعض الدول العربية من بينها البحرين، والتقوا هناك مع قيادات شيعية إيرانية وعربية باعتبارها تمثل المرجعية المذهبية الشيعية.

وقد نجحت الجهات الأمنية في مصر في اختراق التنظيم والحصول على معلومات من داخله حول البناء التنظيمي، وأساليب التجنيد، والتمويل ومخططات التحرك، وحين ألقي القبض على عناصره تم العثور على مبالغ مالية كبيرة ومطبوعات وأشرطة كاسيت وديسكات كمبيوتر مبرمج عليها خططهم، وأوراقاً تثبت تورطهم في علاقة مع إيران.
وفي نوفمبر سنة 2002م تم القبض على تنظيم بزعامة رجل يسمى محمد يوسف إبراهيم، ويعمل مدرسًا في محافظة الشرقية، وآخر يسمى يحيى يوسف، إضافة إلى صاحب مطبعة، اتهموا بالترويج لتنظيم شيعي يسعى لقلب نظام الحكم وكان ذلك بقرية "المنى صافور" التابعة لمركز ديرب نجم، وقد تم الإفراج عنهم بعد أقل من أسبوعين من اعتقالهم، وفي عام 2005 تم القبض على محمد الدريني بتهمة نشر التشيع، وتم الإفراج عنه بعد 14 شهرًا ثم تم اعتقاله مرة أخرى في عام 2007 بعد أن تم القبض على مدير مركز "الإمام علي" الحقوقي المتهم بالتشيع.

 ومازالت الشيعة يعملون داخل مصر، وبعد الثورة استطاع هامش الحرية أن يدفعهم لبناء عدد كبير من الحسينيات في المحافظات المصرية.
خريطة القوى الشيعية في مصر وصراع آل البيت
"في يوم ما ستجد إيران نفسها أمام سؤال ينبغي عليها الإجابة عليه، هل تفوز برضاء مصر، فتكون لها الغلبة وتنطلق عالمياً كقوة دولية كبرى أم تفقدها فتظل محصورة"، بهذه الكلمات لخص فهمي الشناوي الطبيب المصري المتشيع، الذي كان الطبيب الخاص للخوميني، الأسباب الداعية إلى اختراق إيران للنسيج المصري، الذي نجحت فيه إلى حد ما في الفترة الأخيرة.

 "البوابة نيوز" حاولت أن تضع قراءها أمام الخريطة الشيعية في مصر، التى تشكلت عبر 4 قوى رئيسية أهمها: آل البيت، الذي يتشكل من مجموعة من الأشراف، حسب نسبهم لآل البيت، والناصريين والقوميين، حسب التوجه السياسي، وجمعية "البتول" والمجموعات التابعة للدريني، وغالبا بيتهم في الصعيد وسيناء، وإن لم يعلنوا تشيعهم إلا أن هناك من يحسبهم كذلك.

 وأما المجموعة الثانية فهي المنتشرة في طنطا والمحلة وأجزاء من القاهرة الكبرى، حيث تتواجد دائماً في نادي الزهور بمدينة نصر، وهي مجموعة شيرازية، مرجعيتها داخل النجف في العراق، وتقع الجماعة الأكبر داخل الخريطة الشيعية، تلك التابعة لإيران والمرجعيات الكبرى، داخل قم، ويمثلها "الدمرداش العقالي"، و"أحمد راسم النفيس"، و"الطاهر الهاشمي"، و"صالح الورداني"، و"سالم الصباغ" وهي نفس المجموعة التي أسست حزب "التحرير".

ولا يمكن بأية حال أن نغفل من يطلق عليهم "المستبصرون"، وهم على المذهب السني، لكنهم يميلون بشكل كبير إلى التفسيرات الشيعية للتاريخ، ومنهم "أحمد صبح"، وبعض القيادات الناصرية، الذين فتحوا مؤخراً مكاتب لدعم المقاومة، وحل الأزمة السورية، في وسط القاهرة.

في الدقهلية، انتشر الشيعة في عدة مناطق منها قرية العصافرة التي يوجد فيها "أ.ص" عضو الجماعة الإسلامية الذي تحول للتشيع، وهو يهتم بإرسال وفود كثيرة إلى طهران، وفي قرية "طناح" التي توجد بها 7 أضرحة، ظهر التشيع، وقدر بعض المراقبين أتباع المذهب في القرية بـ50 شيعيًا، فيما انتشرالمذهب ببطء في قرية "ميت زنقر" على يد طبيب بشري (م.ع) ومدرس (م. إ) وداعية أزهري يقيم بالقاهرة ويتردد على القرية (ط.ع).

 في الصعيد يعتمدون على السرية واستغلال التركيبة القبلية، وفى قرية "دنديط"، بمركز ميت غمر، تغلغل الشيعة في الطريقة البحراوية الصوفية، والشبلنجية، وظهروا في قرية "الأمير عبدالله بن سلام"، مركز تمي الأمديد، على يد 3 من عائلة واحدة "ح.ح.ف".

 وفى الغربية، وتحديداً في منطقة التجنيد، وعلى بعد 1500م، من ميدان الإسكندرية، أمام مزلقان القطار، بنقطة مرور سالم المقابل للاتجاه المؤدي إلى طريق شبين الكوم، يقبع هناك مبنى كبير على مساحة 200 متر مربع تقريباً، ويرتفع 5 طوابق غير البدروم، وجرى بناء الدور السادس، المبنى باللون الأحمر الداكن، وتابع للساحة الليثية الحسينية "أحباب الصفاء المحمدي".

 في الدور الأول منه، مسجد منقوش على جدرانه عبارات كلها في مدح الحسين وعلي بن أبي طالب، وبداخله أيضاً صورة كبيرة داخل إطار فسفوري لمؤسس الحسينية هذه، واسمه "أ. أ"، يرجع أصله إلى قرية "القلشي" التابعة للمنوفية، وكان في بداية حياته يعمل بائعاً لمنسوجات الكليم، واكتسب علاقات مع أصحاب تلك المصانع، ثم تطور أمره إلى العمل بالسحر والدجل، ولهم زاوية "مصلى" في نهاية شارع توت عنخ آمون، دور أرضي تحت عمارة على شاطئ ترعة القاصد، إلى جوار موقف سيارات أجرة المحلة الكبرى.

 وتوجد جمعية خيرية، عبارة عن مركز طبي، الكشف فيه بأسعار رمزية تابع لهذه الجمعية، وبها مسجد ضخم، والواقع أن لهذا المسجد بدروماً يجتمع فيه أهل التشيع على مستوى عال أيام الأحد والثلاثاء من كل أسبوع، وتعقد الولائم، ويقصدون هذا المسجد من كل مكان، كما أن هناك طريقة في طنطا تسمى "الصفاء المحمدي" تعمل كستار للشيعة أيضاً.

وفي قرية "الراجدية"، التي تبعد 5 كيلومترات عن طنطا، يوجد مسجد السيد البدوي، وهو تابع لشيعة مصر، تحت قيادة "ع. ق"، وفي المحلة نفسها توجد جمعية لرعاية حقوق الإنسان، مؤسسها هو "ع.ا" الذي تشيع بعد عودته من طهران.

 وبالبحيرة، فإن قرية "نديبة" الواقعة على مقربة من دمنهور، تشهد مدا شيعيا يقوده "أ.ق.أ" الذي عاد من البحرين لينشر التشيع، و"كوم حمادة" عاد "ف.ا" من اليمن ليكون من قيادات المذهب، وفي قرية "شبرا أوسيم" على الشاطئ الشرقى لقناة النوبارية، كانت عائلة "ج" التي كان منها إمام يدعو للتشيع علانية، ومن ثم ترتب نقله عن طريق الأمن لقرية أخرى، وفى مركز أبوحمص، ظهر الهاشمي، وجمعية "الأنوار الربانية"، التي نشرت بعض المطبوعات منها: مختصر العقيدة الإمامية، المأتم الحسيني مشروعيته وأسراره.

 وفي الشرقية، يعد مولد "يحيى المتوج بالأنوار" هو أحد أهم أماكن اللقاء بالشيعة، كما أن لهم في بعض المدن مثل "أبوحماد" انتشارا واضحًا، وشخصيات تابعة مثل "ط. ي" إمام وخطيب أحد المراكز الإسلامية في نيويورك، ومسجد مظلوم والمقرقع ببلبيس، حيث يوجد "ن. أ".

 وبالإسماعيلية، لوحظ في النصف الثاني من التسعينيات، وجود عدد من المحامين التابعين لشيعة مصر، على الرغم من أنهم كانوا يساريين من قبل، مثل "ع.أ" وشقيقه "م.أ"، المتزوج من شقيقة زعيم طريقة الصفاء المحمدي، ويقدر عددهم بـ30 محاميًا يترأسهم "ح.أ" الذي يعد جلسات نقاشية لهم في الإسماعيلية والغردقة.

 يضاف إلى ذلك أن الإسماعيلية التي خرج منها مؤسس جماعة الإخوان، باتت المقر الكبير للطريقة العزمية، التي تنشر كتباً مدفوعة الأجر مثل "الفتوحات العزمية"، وبها أيضاً الطريقة الدندراوية في منطقتي "البركة" و"أبي عطوة".

وفي الصعيد، يعتمد الشيعة المصريون على السرية التامة تنفيذا لمبدأ التقية، واستغلال التركيبة القبلية، التي تنتمي للأشراف وآل البيت، مثل الجعافرة الموجودين في قنا وإسنا، والأقصر الموجود بها قبر الأمير "حمد" الجد الأكبر لهم، والعبابدة الموجودين في "قفط"، و"قوص"، والقبائل الهاشمية الأخرى مثل "جهينة، فزارة، وهوارة وعبس المطاعنة والحجازية"، وعن طريق "الساحات" التي تعقد فيها "الحضرة" يروج للتشيع مثل "ساحة النبي الأعظم" في قرية "الكالوج" بأسوان، أو ساحات "الدندراوية".

وظهرت "العصبة الهاشمية" في قرية "كلح المفالسة" بأسوان، التي أصبح لها فروعا متعددة، لتدعو لأولوية آل البيت، وإقامة 12 احتفالاً بمولد النبي، بقرية "الكالوج" للاحتفال بالاثنى عشر إماماً لدى الشيعة، وكل ذلك على يد "أحمد أبوالحسن" الذي أشهر الطريقة في الشؤون الاجتماعية، وأقام "مزرعة الإمام علي" على مساحة 100 فدان، كما توجد طريقة "الأحفاد النورانية" بإدفو، التي تتشابه عقائدها مع الشيعة الاثنى عشرية.

وللشيعة بعض المكتبات ودور النشر منها دار الهدف التي تأسست سنة 1989، ويديرها "ص.و"، ومكتبة النجاح في القاهرة التي تأسست سنة 1952 وأسسها مرتضى الرضوي، وطبعت كتباً شيعية كثيرة، منها: وسائل الشيعة ومستدركاتها، ومصادر الشيعة ومستدركاتها، وأصل الشيعة وأصولها، والشيعة وفنون الإسلام، والمتعة وأثرها في الإصلاح الاجتماعي، وكذلك مكتبة الزهراء في حي عابدين في القاهرة ومكتبة "حراء".

ومن المؤسسات الشيعية "المجلس الأعلى لرعاية آل البيت" التي يرأسها محمد الدريني، الذي أصدر صحيفة "صوت آل البيت"، قبل أن تحدث فيها انقسامات كثيرة، أدت إلى وجود أكثر من قيادة لها، فضلا عن مؤسسات "المجلس العالمي لرعاية آل البيت"، وجمعية "آل البيت" التي تأسست سنة 1973، والمرشد الروحي للجمعية سيد طالب الرفاعي، الذي صلى على شاه إيران، محمد رضا بهلوي، في مسجد الرفاعي في القاهرة.

وهناك بعض الشخصيات البارزة في المحافظات المصرية، ساهمت في الزحف الشيعي، أولهم هو الدكتور أحمد راسم النفيس، أستاذ الباطنة والقلب بجامعة المنصورة، والكاتب والصحفي صالح الورداني، الذي صدر له موسوعة آل البيت، 7 أجزاء، وتثبيت الإمامة، والقطب الشيعي الطاهر الهاشمي، والشيخ حسن شحاتة، ومحمد يوسف إبراهيم، ومحمد الدريني، رئيس المجلس الأعلى لرعاية آل البيت.

ولعل أبرز قضايا الشيعة عام 1988، وجرى القبض على 4 عراقيين، وإغلاق دار النشر المصرية الشيعية البداية، وفي 1989، قبض على تنظيم من 52 فرداً، بينهم 4 خليجيين وإيراني، وفي 1996، جرى الكشف عن تنظيم يضم 55 عضواً في 5 محافظات، وتزامنت هذه الحملة مع محاولات إيرانية لتأسيس مؤسسة إعلامية في أوروبا برأسمال مليار دولار كان مرشحاً لإدارتها صحفي مصري، وأكدت معلومات أن محمد تقي المدرسي، الموجود في "قم"، هو الذي أشرف على الزحف الشيعي لمصر، وفي نوفمبر 2002، ألقي القبض على تنظيم بزعامة محمد يوسف إبراهيم، ويعمل مدرساً في الشرقية، ويحيى يوسف، وصاحب مطبعة، اتهموا بالترويج للمذهب والسعى إلى انشاء تنظيم شيعي.

يذكر أن الجماعة الشيعية، تشهد صراعاً في الكواليس بسبب سعي الشيرازية بمحاولة تقديم الشيخ حسن شحاتة كمرجعية وأب روحي للشيعة المصريين، وسعت مجموعات لمحاولة تنصيب كل من الدمرداش العقالي، وهذا يعكس اختلافاً بين قوى ظلت متحدة قبل الثورة المصرية، في مواجهة التنظيم الشيعي المسمى "آل البيت البتول".

 في نفس السياق، تحركت مجموعة المنصورة، لرفض ترشيح الدمرداش والعقالي، مفضلين الدفع بأحمد راسم النفيس، نظراً لسجله عبر الـ15سنة الأخيرة، في حين يرفض التيار الشيعي في الصعيد ذلك، متمسكين بمحمد الدريني كنموذج تحدث باسم الشيعة قبل الثورة واعتقل أكثر من مرة.

ويبدو أن مشهد تلك الخريطة، رهن بجهات تريد أن تسلب شيعة مصر صفاتهم الحقيقية عبر إلصاقهم، بالشيرازية المشهورين بسب الصحابة وإن كان البعض منهم توقف عن ذلك.
السلفيون والشيعة
أعلن السلفيون الحرب على السياحة الإيرانية، وإعادة العلاقات بشكل طبيعي مع طهران، معتبرين أن مرسي قد أخطأ الطريق، وخان عهوده معهم، وكان من أهم حملاتهم، هي حملة "الشيعة هم العدو فاحذرهم" غير أن بعض الحملات تتسم بنوع من الخلط والتخبط في الشعارات والأهداف، ففيما يرفع البعض منهم شعار الرفض التام للمد الشيعي بصفة عامة، يركز آخرون على التشيع الايراني بالتحديد، وقد تجلى ذالك بوضوح في الهجوم الذي تعرض له محل إقامة القائم بالاعمال الايراني في القاهرة من لدن بعض أتباع هذا التيار، وكذا تصريح الشيخ الزغبي على غرار مناظرة تلفزيونية جمعته بالقائم بالاعمال الايرانية في مصر، لكن يبقى الملفت في هذه الحملة، هو التوقيت الذي اختير لتصعيدها، وتركيزها على المصالح الايرانية في مصر، مما يجعل طرح سياقها وكذا المقصود من ورائها، عاملان أساسيان لا يمكن إغفالهما لفهم مضامين هذه الحملة.

ويأتي ما يفعله السلفيون في سياق تنفيذ أجندة خاصة تحت عنوان محاصرة المد الشيعي، وقد بدأ التمهيد لها بإصدار فتاوي وتصريحات تعتبر الشيعة أخطر على الاسلام من الصهاينة واليهود، وانخرط فيها جماعة من دعاة هذا الخط عن سبق معرفة، بينما البعض الاخر منهم وجد نفسه مقحماً في الحملة عن جهل تام بما يجري، وخاصة العوام الذبن يرون في ذالك تقرباً الى الله.

في مقدمة مشايخ السلفيين، الشيخ محمد حسان الذي خرج بتصريحات نارية أكد فيها استعداده للتصدي للمد الشيعي في مصر بجميع الوسائل الممكنة، بل ودعا أتباعه للقيام بذالك أيضاً، وقال إن مصر السنية لن تسمح للشيعة أن يطأوا أرضها.

الشيخ محمود المصري دعا شباب الجامعة لتوحيد الصف بينهم لمواجهة خطر المد الشيعي داخل بلادنا ، والتمسك الشديد بتعاليم الدين الصحيحة وعدم الانصات إلي عقائدهم التي تخالف العقيدة الإسلامية وسنة رسول الله.

 وتطرق بالحديث حول ما كان يتعرض له التيارات الإسلامية من قبل التعذيب بأمن الدولة في عهد النظام السابق، والتقارير المفصلة التي كانت تكتب عنهم واقتحام منزله بالليل ، قائلاً "كنت أقابل شباب يؤكدون أنهم يرغبون في الالتزام بالسنة النبوية وإطلاق لحاهم، ولكن أهلهم يخافون عليهم من بطش أمن الدولة".
وقال الشيخ ياسر برهامي، النائب الأول للدعوة السلفية، إن سلسلة التوغل الثقافي الناعم إلى داخل مصر، هو جزء من محاولاتهم تأسيس إمبراطورتهم المنشودة؛ التي ظلت مستعصية على تصدير الثورة الطائفية الإيرانية على مدى العقود الأخيرة حتى الآن، ما يؤكد خطورتهم البالغة في ضوء الانفتاح والتطبيع السياسي والتقارب المصري الإيراني الذي لم يعد خفيًّا على أحد أثر الموقف التاريخي للإخوان المسلمين في مسألة التشيع والثورة الإيرانية في تثبيته.

واعتبر "برهامي"، إن أخطر ما في التغلغل الشيعي، هو اعتماده على أنشطة العمل الدعوي البدعي الغالي الذي يحتمل الجهل بحقيقة هذا المنهج عند كثير من أبناء الشعب المصري، واستعمال أسلوب التقية لخداع "الطيبين"، وإيجاد التبرير الاضطراري للأزمة الاقتصادية لتمرير هذا التغلغل.

وطالب، القيادي السلفي، الرئيس محمد مرسي، بتحمل مسؤولياته في مواجهة التغلغل الشيعي، مؤكدًا اقتصار دور المنتمين إلى التيار السلفي على الضغط السياسي، وبيان أن الانتعاش الاقتصادي والسياحي المتوقع من المد الإيراني وهم كبير؛ ولو وجد لكان على حساب الدين وهذا لا يجوز.

 وحذر عبد المنعم الشحات، نائب الدعوة السلفية، من استخدام الشيعة، لسلاح المال والجنس، مؤكدًا أن ذلك أيسر لهم من الدول المعادية في تجند عملاء، لأنهم يقدمون معه الفتاوى التي تبيحه فيكون الإغراء فيه أشد كما أنه في حالة الدول التي تجند عملاء يعرف الشخص المستهدف حينها أنه سوف يخون دينه ووطنه في حين يظن الشخص المتشيع حينما يتلقى الأوامر والتعليمات أنها يتلقاها من نواب "الإمام الغائب".

وأنشأ السلفيون حركة إسلامية جديدة تدعى "أنصار الشريعة ضد المد الشيعى "، ليس لها أى انتماءات سياسية، استهلت الحركة أعمالها بمجموعة من المسيرات والمؤتمرات ضد الزحف الشيعي.

حملة السلفيين لا تزال مستمرة، ويخطئ الكثيرون إن ظنوا أنها ستتوقف، لأنها معكوسة الأهداف والخطط، فضلاً على أن مواجهة التشيع قضية مركزية في فكر المدارس السلفية.
الاخوان والشيعة ..تاريخ من العلاقات والمؤامرات
حين قال المرشد السابق مهدي عاكف «جماعة الإخوان على استعداد لإرسال 10 آلاف مجاهد للحرب بجوار حزب الله»، كان يعني ما يقول، من تلك العلاقة بين جماعته والشيعة، منذ البنا إلى ما بعد الثورة.

من هنا بدأ الفراق والخلاف التاريخى بين الإخوان والسلفيين، وبالأخص الدعوة السلفية، فما بين تأييد تام للثورة وتحذير تام منها، بل رفض لها جاء منحنى العلاقة من الثورة الإيرانية ما بين طرفى الإسلام السياسى، فالجماعة تتعاون مع الشيعة، والدعوة السلفية تحذر منها وتنظر لها كبدعة من بدع هذا الزمان.

 وبنظرة تاريخية لعلاقة الجماعة بالشيعة فإن حسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، أول من وضع حجر الأساس لـ«تقارب إخوانى - شيعى» فى عام 1947 سعيا منه فى التقريب بين المسلمين من السنة والشيعة، فـ«الإمام» بحسب ما يصفه أبناء جماعة الإخوان المسلمين، أسس لهذه العلاقة التى باتت وجهها الحقيقى يظهر للجميع حاليا بعد سنوات من رحيله عبر مقولته الشهيرة التى قالها حين زار وفد إيرانى «شيعى» مقر المركز العام لجماعة الإخوان المسلمين وضم الفقيه الشيعى «محمد تقى القمى»، قال: «اعلموا أن أهل السنّة والشيعة مسلمون تجمعهم كلمة لا إله إلا اللَّه محمد رسول اللَّه، وهذا أصل العقيدة، والسنّة والشيعة فيه سواء وعلى التقاء، أما الخلاف بينهما فهو فى أمور من الممكن التقريب فيها بينهما».

وأوضح أمين عام ائتلاف المسلمين للدفاع عن الصحب والآل، أن دار التقريب التى شارك فيها حسن البنا تم الإقبال عليها نتيجة الجهل بعقيدة الشيعة، والجهل بالأمور الكفرية فى عقائد الشيعة.

وكشف «السعيد»، أن الدكتور يوسف القرضاوى عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف كان أحد الرموز الإخوانية التى سعت للتقريب بين السنة والشيعة، ولكنه تراجع عن سعيه للتقريب، بعد سعى إيران لنشر المذهب الشيعى فى الكثير من بلدان السنة.
فيما أكد الشيخ ناصر رضوان، مؤسس ائتلاف» أحفاد الصحابة وآل البيت»، عضو لجنة الدعوة السلفية للتصدى للمد الشيعى، إن من أوجه الاتفاق بين فرقتى الشيعة والإخوان أنهما يفتقران إلى العلم الشرعى والجهل الذى يصل بأن تضل الشيعة وتكفر الصحابة وأمهات المؤمنين، رضى الله عنهم، ثم رغم ذلك ولجهل الثانية تعاهدها ولا ترى غضاضة من معاهدتها.

 لقد شجع الشيخ حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان، دعوة التقريب مع الشيعة، وكان من المؤيدين لجماعة التقريب في مصر، بعكس صديقه وأستاذه الأستاذ محب الدين الخطيب الذي كان من أوائل المدركين للخطر الشيعي وألف كتابه "الخطوط العريضة لمذهب الشيعة ".

أما الاستاذ عمر التلمساني، المرشد العام الثالث للإخوان المسلمين فكتب مقالاً في مجلة الدعوة العدد 105 يوليو 1985 بعنوان ( شيعة وسنة) قال فيه :" التقريب بين الشيعة والسنة واجب الفقهاء الآن " وقال فيه أيضاً: "ولم تفتر علاقة الإخوان بزعماء الشيعة فاتصلوا بآية الله الكاشاني واستضافوا في مصر نوّاب صفوي".

 ويقول أيضاً: "وبعيداً عن كل الخلافات السياسية بين الشيعة وغيرهم، فما يزال الإخوان المسلمون حريصين كل الحرص على أن يقوم شيء من التقارب المحسوس بين المذاهب المختلفة في صفوف المسلمين". ويقول التلمساني أيضاً:" إن فقهاء الطائفتين يعتبرون مقصرين في واجبهم الديني إذا لم يعملوا على تحقيق هذا التقريب الذي يتمناه كل مسلم في مشارق الأرض ومغاربها" ويقول أيضاً :" فعلى فقهائنا أن يبذروا فكرة التقريب إعداداً لمستقبل المسلمين ".

 وجاء في مجلة المجتمع (العدد 478 بتاريخ 29/4/1980 ص 15) تحت عنوان"خسارة علمية": الشيخ محمد باقر الصدر أحد أبرز المراجع العلمية المعاصرين للمذهب الجعفري.. وأحد أبرز المفكرين الإسلاميين الذين برزوا من فقهاء المذهب الجعفري.. وله كتابات إسلامية جيدة تداولها أيدي المفكرين ككتاب (اقتصادنا) و(فلسفتنا) وغيرهما من الكتب.. لقد تأكد مؤخراً إعدامه بسبب أحداث سياسية .. ونحن بعيداً عن الجانب السياسي .. و الخلاف المذهبي.. نرى أن في فقدان الشيخ الصدر خسارة لثروة علمية كان وجودها يثري المكتبة العربية والإسلامية.

وقد قامت جماعة الإخوان باستئجار طائرة خاصة لقيادات الجماعة من عدة دول للقيام برحلة تهنئة للخميني في طهران بنجاح الثورة.

ومواقف جماعة الإخوان المسلمين في دعم حزب الله اللبناني واضحة لتدلل على مواقف الجماعة من التشيع.

وكشفت تصريحات قيادات جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة قوة العلاقة بين الإخوان ودولة إيران الشيعية، فبدءا من حسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، حتى الدكتور محمد بديع، المرشد العام الحالى، تظهر قوة هذه العلاقة ومساندة الإخوان مواقف الشيعة.
قال عمر التلمساني «التقريب بين الشيعة والسنة واجب الفقهاء الآن، ولم تفتر علاقة الإخوان بزعماء الشيعة".

كما قال مهدي عاكف "مبدأ الإخوان المسلمين يقول كلنا مسلمون وكلنا لنا رب واحد ورسول واحد، ولنا قبلة واحدة، هذه المذاهب من سنة وشيعة نسيج واحد من الأمة، والذين يثيرون الخلافات بين السنة والشيعة لا يعرفون منهج الإخوان فى التقريب بين المذاهب".

 وقال محمد بديع، المرشد العام للإخوان «الأزهر أنشئ من أجل نشر المذهب الشيعى، وأقول: لا خوف عندنا بالمرة من المذاهب السنية أو الشيعية، فكلها مذاهب إسلامية مقدرة ومحترمة، وما يخالف منها قواعد وضوابط الإسلام، فعلماء الإسلام قادرون على أن يوقفوه عند حده».

 وأضاف صبحى صالح"الشيعة مذهب إسلامى، وسب الصحابة ليس من العقيدة، لأن الصحابة تاريخ وليس من العقائد."

وهكذا تكشف تصريحات قيادات جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة قوة العلاقة بين الإخوان ودولة إيران الشيعية، بدءا من حسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، حتى الدكتور محمد بديع، المرشد العام الحالى، لتظهر قوة هذه العلاقة ومساندة الإخوان لمواقف الشيعة.
الأزهر والشيعة
لم يكن موقف الدكتور أحمد الطيب وهو يعلن بحضور أحمدي نجاد أن الأزهر لن يقف مكتوف الأيدي أمام دعوات التشيع، إلا ليعبر عن التباين داخل المؤسسة الإسلامية الكبرى حول العقيدة الشيعية.

وسنرى أن كبار مشايخ الأزهر كانت فتاواهم متباينة حول التعامل مع الشيعة، ورأى الدكتور محمد سيد طنطاوي ـ شيخ الأزهرـ أنه لا فرق بين السنة والشيعة وأن كل من يشهد أن لا إله إلا الله فهو مسلم، وأن الخلاف، إن وُجد، فهو خلاف في الفروع وليس في الثوابت والأصول.
أما الشيخ محمود عاشور ـ وكيل الأزهر ـ فيقول: العالم الإسلامي يواجه استعماراً قوياً يشكل نفسه لتفتيت وحدة الأمة الإسلامية، ويحاول إشاعة الخلاف ما بين السنة والشيعة حتى لا يلتفتوا إلى قضاياهم الأساسية.

والشيخ محمود عاشور يرى أن التقريب بين السنة والشيعة يمكن أن يحدث ليس على أساس تنازل أحد الطرفين عن شيء من قناعاته للآخر، وإنما على أساس الإقرار بجامعية الإسلام للطرفين، والاحترام المتبادل، واعتماد نهج الحوار في قضايا الخلاف، وتفعيل التعاون في خدمة المصلحة العامة للإسلام والمسلمين.

و يقول الدكتور عبدالصبور مرزوق الأمين العام للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية: إن إيران التي بلغت من القوة السياسية والعسكرية والتي تجعلها تتحدي أمريكا وتؤكد أنها تمتلك صواريخ تضرب بها إسرائيل وهي دولة إسلامية وليس لها نظير في المحيط العربي والإسلامي... هل من العقل أن أهدم هذه القوة أو أفرط فيها وأهديها للعدو؟.. العقل يقول لا ونقول ليضع الجميع يده بيد أخيه لنكن قوة واحدة.

 ويضيف د. عبد الصبور مرزوق: في الخمسينات وعلي يد الشيخ محمد تقي الدين القمني والشيخ محمود شلتوت وأساتذة أجلاء من الأزهر كان عددهم كبيرا، كانوا يتحاورون ويتدارسون نقاط الخلاف والاتفاق بين السنة والشيعة واستطاعوا التلاقي في كثير من القضايا.

 كما أصدر الإمام الأكبر الشيخ محمود شلتوت في الستينيات فتوي أثارت جدلا كبيرا وأجازت الفتوي التعبد بمذهب الشيعة الإمامية وقد عضد الشيخ محمد الغزالي هذه الفتوي برأيه فيها تقول الفتوي كما وردت علي لسان الشيخ محمود شلتوت إن "الإسلام لا يوجب علي أحد من أتباعه اتباع مذهب معين بل إن لكل مسلم الحق في أن يقلد ـ بادئ ذي بدء ـ أي مذهب من المذاهب المنقولة نقلا صحيحاً والمدونة أحكامها في كتبها الخاصة ولمن قلد مذهبا من هذه المذاهب أن ينتقل إلي غيره أي مذهب كان ولا حرج عليه في شيء من ذلك. وأن مذهب الجعفرية المعروفة بمذهب الشيعة الإمامية الاثني عشرية مذهب يجوز التعبد به شرعا كسائر مذاهب أهل السنّة.

 كذلك فقد أصدر الشيعة كتابا أسموه (المراجعات) وزعموا بأنه عبارة عن مراسلات بين المؤلف وبين شيخ الأزهر سليم البشري وأن هذه المراسلات انتهت بأن صحح شيخ الأزهر مذهب الرافضة بل إن شيخ الأزهر أبطل مذهب أهل السنة وهو الأمر الذي ثبت افتراؤه وكذبه بأدلة كثيرة وقوية ليس الآن مقام ذكرها.

 بل إن شيخ الأزهر الحالي الدكتور أحمد الطيب كان له تصريحات في بداية توليه لمنصبه في أعقاب وفاة الشيخ محمد سيد طنطاوي أكد فيها على تمسكه بنفس النهج فكان مما صرح به:  "أنا رجل أزهري حتى النخاع والأزهر هو الذي بدأ مهمة التقريب بين السنة والشيعة وله في ذلك تاريخ قوي واستطاع فعلا أن يقضي على الحساسيات والتوترات التي نشأت الآن أو تنشأ الآن ونعاني منها الآن فنحن إن شاء الله سنواصل نفس الطريق في التقارب أو التقريب الفكري بين المذهب السني والمذهب الشيعي".

بل إن الدكتور الطيب وفي تصريح تلفزيوني آخر قال: "إن الخلاف بيننا وبين الشيعة كالخلاف بيني أنا السني كمالكي وبين الحنفي السني والشافعي السني وهذا هو الذي نسير عليه ونحافظ عليه ونحميه من عبث السياسات".

ولابد أن نعترف أن الشيعة نجحوا استفادوا إلى حد كبير من هذه الفتاوى، وبعدها اتضح لعلماء الأزهر أن هناك مخططا مكتمل المعالم للاختراق الشيعي لأهل السنة وأن السكوت عن هذا يعني أن يتمادى هؤلاء في مسلكهم ومن ثم فقد كان من الأهمية بمكان أن يتم إيقافهم عند حدهم.

وكان الأزهر في مقدمة الفاضحين لهذا المخطط حيث سارع إلى التأكيد على أن مقصوده من التقريب هو تقوية الجبهة الإسلامية في مواجهة الإملاءات الخارجية أما وأن ذلك قد كان بمثابة الضوء الأخضر بالنسبة للشيعة لنشر مذهبهم بين أهل السنة فإن الأمر حتما يختلف ولابد من الوقوف بالمرصاد ضد هذه المحاولات ما يستلزم العمل أيضا على كشف حقيقة المذهب الشيعي وأنه يختلف كل الاختلاف عن مذهب أهل السنة والجماعة.

ولم تقتصر خطوات الأزهر الشريف على إصدار البيانات وعقد الاجتماعات والمؤتمرات بل إن ذلك امتد إلى التأصيل الفكري والعقدي لهذا الخلاف فكان مما لوحظ مؤخرا أن تصدر مجلة الأزهر الشريف الشهرية كتابين هم من أشد الكتب التي واجهت وقاومت المذهب الشيعي بل إن أحد هذين الكتابين يحمل عنوانا يعني مضمونه اعتبار أن الأسس العقدية للشيعة دين آخر بخلاف دين الإسلام وهو كتاب "الخطوط العريضة لدين الشيعة" للعلامة المجاهد محب الدين الخطيب.

وأهمية إصدار مجلة الأزهر لهذين الكتابين تعود إلى كون ذلك يعني أن الأزهر قد غير موقفه من الشيعة فالحديث عن التقريب أصبح وهما في ظل الإصرار الشيعي على استغلال هذا الحديث لتحقيق مصالح سياسية في الوقت الذي يغض الطرف فيه عن اتخاذ خطوات فعلية لتحقيق التقريب.

ربما يرى البعض أن إصدار هذين الكتابين عبر مجلة الأزهر يعود إلى تولي الدكتور محمد عمارة رئاسة تحرير المجلة وهو من العلماء المعروفين بموقفهم المعادي للشيعة غير أن مثل هذا الكلام مردود عليه فليس للدكتور عمارة أو لغيره من العلماء أن يتخذ مثل هذا القرار بمفرده ودون العودة لمؤسسة الأزهر، فما يصدر عن المؤسسة لابد أن يعبر عنها بمجملها فهذا ليس موقفا فرديا ومن ثم فإنه ليس من شك في أن د. عمارة اتخذ قرار إصدار الكتابين بعد العودة للمؤسسة وقياداتها هذا بالإضافة إلى أن الأزهر نفسه اتخذ خطوة توازي تلك الخطوة التي اتخذتها المجلة الناطقة باسمه حيث قام ولأول مرة منذ نشأته بعقد محاضرات لمواجهة المدّ الشيعي بكبار علمائه والتي جاءت بناءً على توصية من لجنة مواجهة المد الشيعي التي شكلها الأزهر بعد لقائه بالسلفيين والإخوان لمواجهة هذا المد في مصر.

كما عقد الأزهر محاضرات لعدد من أئمة وزارة الأوقاف لبيان حقيقة الشيعة، والفرق بينهم وبين أهل السنة وبيان عقائدهم والخريطة السياسية للشيعة المعاصرة كما ركزت تلك المحاضرات على ملامح الفقه الشيعي والفكر الشيعي والخلاف بين أهل السنة والشيعة والفرق الشيعية ومصادر المذهب الشيعي وقواعد التوثيق عند الجعفرية ومسألة التقريب بين المذاهب.

وقد حاضر في تلك المحاضرات كبار علماء الأزهر الشريف والدعوة السلفية من بينهم الدكتور محمد المختار المهدي الرئيس العام للجمعية الشرعية والدكتور محمد عمارة عضو هيئة كبار العلماء والدكتور أحمد عمر هاشم والدكتور علي السالوس والدكتور محمد كمال أبو المجد.

وقد تناول هؤلاء العلماء موضوعات مختلفة في محاضراتهم عن الشيعة ولكن المشترك الرئيسي كان قضية سب الصحابة وأمهات المؤمنين والتقية والعصمة ونكاح المتعة والولاية وتحريف القرآن.

ويثبت ذلك أن مسلك مجلة الأزهر هو جزء من سياسة متكاملة تتبعها مؤسسة الأزهر في إطار خطتها لمواجهة المد الشيعي وهو ما يعني بجلاء أن الحديث عن التقريب آخذ في الخفوت.
إيران والتبشير بالتشيع
كشف موقع "شيعة نيوز" أن "الحكومة الإيرانية" رصدت ميزانية ضخمة جداً لتبليغ التشيع وإرسال مبلغين والفعاليات المذهبية لعام 1427هـ بلغت قيمتها 215.620 مليار تومان إيراني (حوالي 2.3 مليار دولار)، بزيادة قدرها سبعة أضعاف ميزانية العام الماضي 1426هـ، وهذه الميزانية الضخمة والتي لم يعرفها تاريخ التبشير بالتشيع تنبئ بجهود ضخمة قادمة لنشر التشيع، مما سيذكي الصراع الطائفي بين السنة والشيعة".

وقد اتضح أن إيران تستخدم التشيع للزحف والسيطرة، وتنفيذ أجنداتها الخاصة، ومرت في ذلك بأطوار تناسبت في تائرها مع المد والجزر في السياسة الإيرانية الخارجية التي ارتبطت في سنين الثورة الخمينية الأولى بمرحلة من المد الثوري المتسم بالصدام مع الأنظمة والحكومات الإسلامية وتأييد حركات المعارضة الإسلامية.

وقد وظفت الثورة الإيرانية اللجنة الدائمة للحج، ومكتب الدعوة الإسلامية كمؤسستين حكوميتين لتصدير فكر الثورة الإيرانية وتوسيع تأثيرها الخارجي، وجاءت تصريحات لعدة مسئولين إيرانيين لتؤكد أن إيران لن تأمن من مؤامرات الدول الكبرى إلا إذا حدثت ثورات مماثلة في العالم الإسلامي ووعدت بمساعدة كل حركات التحرير والحركات الإسلامية الراديكالية في أي مكان في العالم."

ثم انكمشت إيران الثورة خارجياً بعد هزيمتها من العراق في العام 1988 لتبدأ مرحلة من المد الدعوي الهادئ والذي شهد إقالة "آية الله" علي منتظري من خلافة الخميني والإطاحة برئيس الوزراء مير موسوي وهما من أبرز دعاة تصدير الثورة ليمثل انحساراً لتلك الدعوة إلى حد ما إلى أن عادت بالظهور بشكل جديد مع تولي الرئيس خاتمي رئاسة الجمهورية، ثم تأخذ منحى تصاعدياً هائلاً في عهد نجاد.

 وحملت إيران استقطاباً مالياً وآخر "أخلاقياً" لبعض وجهاء المجتمعات العربية وقادة الرأي، وإغراء الفقراء بالمال، وقيادة "الدراويش" بالاحتفالات الدينية التي لا تنقطع، وعلاج المرضى في المستشفيات وإقامة المدارس والجامعات في إفريقيا وآسيا الفقيرتين، وتشكيك المثقفين والجماهير بالصحابة ومن ثم العقيدة السنية برمتها، ومروراً بطرق تغيير التركيبة الديموجرافية للبلدان السنية عبر الهجرة إليها كما في الحالة العراقية التي تدفق عليها مئات الآلاف من الإيرانيين.

وفي كل ذلك يجري العمل على إيجاد قواسم مشتركة مع كل القوى الرسمية وغير الرسمية في البلدان الإسلامية تمنح دعاتها نفوذاً وتأثيراً؛ فعملية التشييع أوجدت لها مشتركات ـ على سبيل المثال ـ مع بعض الطرق الصوفية باسم حب الأولياء والأشراف.