صلاح شادي.. مؤسس "الوحدات الخاصة" الإخوانية

الجمعة 12/فبراير/2021 - 10:29 ص
طباعة
 

التعليم والعمل:

التحق بمراحل التعليم المختلفة (الابتدائي والثانوي)، ثم بكلية البوليس وتخرّج ضابطًا في الشرطة عام 1940م، والتحق بالعمل في مديرية البحيرة كضابط شرطة، فعمل في الدلنجات، ونقطة صفط الملوك بإيتاي البارود، ثم نقل إلى القاهرة عام 1944م في بلوكات نظام الأقاليم، ثم انتقل للعمل فترة في الطور، ثم عاد إلى القاهرة، وظل في عمله حتى فصله جمال عبد الناصر.

التحاقه بالإخوان المسلمين:

كان صلاح شادي ينظر إلى الإخوان على أنهم جماعة دينية فحسب، على الرغم من أنهم كضباط لديهم تعليمات تحذر من هذه الجماعة حتى تصادف أثناء رئاسته لنقطة صفط الملوك أن أرسل له الأستاذ أحمد السكري مقبوضًا عليه ليرحل إلى القاهرة في الصباح وجلس معه الأستاذ السكري يحدثه عن دعوة الإخوان وأهميتها ومميزاتها، غير أنه لم يكترث لهذا الكلام، وكان ذلك عام 1941م، عندما دعاه صديقه صالح أبو رقيق لحضور درس يلقيه الأستاذ حسن البنا فلم يعبأ بهذا الكلام، وصمَّم على الذهاب إلى السينما، إلا أن صديقه استطاع أن يقنعه بالذهاب لسماعه، ثم يذهبا للسينما، وعندما ذهب، وكان يظن أن حسن البنا كأي شيخ يتحدث فقط في فقه العبادات، إلا أنه سمع كلامًا مغايرًا، فكان الرجل يتحدث عن أمور حياتية مهمة، ومن وقتها وبدأ صلاح شادي يتحرى خطوات حسن البنا، حتى كان عام 1943م عندما ذهب لسماع البنا في كفر الزيات وسمع منه كثيرًا كما رأى مريديه من جميع الطبقات، ففي اليوم الأول بات مع بعض الإخوة في "زريبة" لكثرة العدد، وفي اليوم الثاني اصطحبه البنا لأحد كبار الأعيان، فكان موقفًا مؤثرًا أن يجد الرجل تتبعه طوائف شتى بين غنى وفقير، وبعدها مد يده ليبايع البنا على العمل مع الإخوان. بعد أن بايع البنا على العمل عاد ضابطًا مختلفًا عن كل الضباط، فعندما عاد حمل على عاتقه نشر الدعوة وسط محيطه.

مع النظام الخاص:

نشأ النظام الخاص للإخوان المسلمين ظاهريا بهدف التصدي للمحتل الإنجليزي في مصر، وللتصدي لمحاولات الصهيونية ومن خلفهم الإنجليز والأمريكان في اقتطاع فلسطين واحتلالها من قبل اليهود وإقامة وطن قومي لهم عليها.
وقد تعدَّدت تشكيلة النظام ما بين عسكريين وبوليس ومدنيين، وكلٌّ له مهامه التي تسير وفقًا لمبادئ الإخوان، ولقد تولى مسئولية النظام عبد الرحمن السندي، وتولى مسئولية "قسم الوحدات" والتي كانت تختص بشئون البوليس صلاح شادي، وتولى مسئولية العسكريين الصاغ محمود لبيب.
فبعد أن انتقل صلاح شادي إلى القاهرة عام 1944م عهد إليه البنا مسئولية قسم الوحدات والتي تعمل على تربية أفراد البوليس تربيةً إخوانية وعلى تحسين صورة الاخوان لدي هذا الجهاز، والقيام بالمهام المنوطة بهم مما يخدم صالح الجماعة، ولقد برزت شخصيات كانت مثلاً للشرطي المسلم، فقد ظهر الضابط والشاويش والعسكري، كل ذلك كان نتاج تربية قسم الوحدات والأقسام الأخرى، بالإضافة لكونه رجلاً عسكريًّا ماهرًا.
يقول صلاح شادي:"وفي سنة 1944م، وبعد أن أسند إلى المرشد العمل بقسم الوحدات جمعني والصاغ محمود لبيب والسندي وحسين كمال الدين لتنسيق العمل كلٌ في اختصاصه، وأدركت حينذاك استقلال الصاغ محمود لبيب في العمل بقسم الضباط، وكان هذا اللقاء أول مجالات الصلة بيني وبينه، وأدركت منه مجال نشاطه، فحدثني عن المنشورات التي تكتب لإيقاظ الضباط وتعريفهم بواجبهم حيال مصر والإنجليز، وكيف أنها لاقت رواجًا في صفوف الجيش على وجه العموم، وكانت هذه المنشورات تطبع بمعرفة الإخوان، ويوزع بعضها قسم الوحدات ويوقع بعضها باسم الضباط الأحرار، وبعضها باسم الجنود الأحرار، وكان قسم الوحدات يشارك في توزيعها".
وبعد أن دخلت الجماعة في طور المحن عام 1948م، وحُلت الجماعة واعتقل رجالها حتى انفرجت المحنة بعودة الجماعة مرة أخرى عام 1951م عاد صلاح شادي لرئاسة قسم الوحدات حتى كان عام 1953م والذي أسند فيه قسم الوحدات إلى أبو المكارم عبد الحي، وأسند إلى صلاح شادي الإشراف على الضباط، وظل هذا الوضع حتى حادثة المنشية عام 1954م.

صلاح شادي يبلغ عن إخوانه:

يقول علي عشماوي آخر ضباط التنظيم الخاص ومؤسسه في كتابه التاريخ السري لجماعة الإخوان المسلمين:
صلاح شادي "أحد قادة الإخوان الكبار وقائد فرع النظام الخاص المُسمى بالوحدات والذى كان يجند رجال الشرطة في ذلك الوقت لارتكاب الجرائم، ومنهم الضابط الذى شارك في قتل النقراشي باشا 1948م وأذكر أن الأستاذ صلاح شادي حين أبلغ في سنة 1965 بوجود هذا التنظيم غضب، وأصدر أوامره إلى المهندس مراد الزيات أن يبلغ البوليس عن هذا التنظيم، وبعد لقائه في السجن سأله مرة أخرى لأنه أنكر في البداية في خضم تلك الأحداث المتلاحقة تذكرت القصة القديمة وأعنى بها ما قيل من أن الأستاذ صلاح شادي قد أمر الأستاذين فريد عبدالخالق ومراد الزيات أن يبلغا عنا البوليس حين كنا نعمل قبل السجن، وتذكرت ما قاله الأستاذ محمد شاكر من أنه حينما سأل صلاح شادي عن ذلك أنكر بشدة وحاول هو أن يبرئه من هذا الموقف. ذهبت أنا إلى صلا ح شادي وسألته سؤالاً مباشراً في هذه المسألة فقال لي بصراحة شديدة: نعم لقد قلت ذلك وكان لابد من عقابكم لأنكم تصرفتم دون إذني فنحن الذين نقوم بتوجيه الجماعة، ومن يتصرف خارج هذا الإطار لابد أن يوقف بصورة أو بأخرى وكان هذا هو الرد الصحيح الذى يبين ما بداخل النفوس .. وشكرته على صراحته وقلت له: لقد انتهى الأمر، ولكنك أخطأت التقدير حينما قلت ذلك
ويقول: لقد كان شخص الهضيبي وبطانته مثل صلاح شادي وحسن عشماوي ومنير الدلة الذين ينفثون في النار ليزيدوا الصراع حدة، ولذلك كانت هناك محاولات كثيرة من الحكومة لعزل الهضيبي، لأنه كان من الواضح أن الحكومة لا تريد أن تخسر علاقتها بالإخوان، ولكن المرشد كان شديد الكراهية لعبدالناصر إذ كيف يخرج عبدالناصر عن طوع حسن الهضيبي حتى أنني دخلت في مناقشة حول هذا الأمر مع الأستاذ صلاح شادي فقال لي: إن أحد عيوبي الشديدة أنني لا أتعامل بالكراهية مع أعداء الإسلام كما كان يسميهم وأعداء الإسلام هنا أخي القارئ هم أمي وامك وابي وابوك كفروهم ثم استحلوا دماءهم وبعد ذلك بثوا سموم الكراهية تجاههم كما يشهدون هم انفسهم وكذلك وقد استخدم ذلك ضد الإخوان في سنة 1954ولقد سمعت ذلك بأذني في تحقيقات سنة 1965 حيث كان أحمد عادل كمال جالساً في غرفة العميد سعد عبدالكريم قائد البوليس الحربى حيث دبر لي أن أقف خلف أحمد عادل وهو لا يدري وأسمع بنفسي وهو يعترف بأنهم سلموا الإخوان سنة1954 بكامل القوائم ومخازن الأسلحة إلى جماعة عبدالناصر.

وفاته:

تُوفي اللواء شرطة ومسئول الوحدات الخاصة للإخوان صلاح شادي يوم 12-2-1989م .

شارك