مصطفى بدر الدين.. "شبح" حزب الله

الثلاثاء 06/أبريل/2021 - 09:39 ص
طباعة
 
مصطفى بدر الدين أمين، ويُعرف أيضًا بـ"إلياس فؤاد صعب" و"سامي عيسى"، يُعتقد أنه خليفة القائد العسكري لحزب الله عماد مغنية وصهره الذي اغتيل عام 2008 في دمشق، فيما ذكرت تقارير استخباراتية أنه جرى انتخاب طلال حمية خلفية له بعد ورود اسم بدر الدين في لائحة المتهمين باغتيال الحريري وهو عضو في مجلس شورى حزب الله وبدر الدين من مواليد عام 1961 في بلدة غبيري واعتقل في الكويت عام 1983 بتهمة تفجير السفارة الأمريكية في الكويت وهو متهم باغتيال رفيق الحريري في شهر شباط 2005 وسياسيين لبنانيين آخرين وبرز اسمه كأحد المتهمين المحتملين من قبل المحكمة الخاصة للأمم المتحدة

نشاطه مع حزب الله:

يعرفه قياديو حزب الله باسمه العسكري "ذو الفقار". قلّة منهم، يعرفون هويته الحقيقية، يشكّل مع أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله والقائد العسكري السابق عماد مغنية ثلاثية الحزب القيادية. شغل المنصب العسكري الأعلى في الحزب قبل مغنية بسنوات، ثم ما لبث ان نُزع منه لأسباب قيل إنها "انضباطية"، رصدت إسرائيل ملايين الدولارات من أجل الحصول على معلومة عنه أو صورة حديثة له، هو مصطفى بدر الدين، المتهم الاول باغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري. وفيما يلي معلومات وقصص متفرّقة عن مصطفى بدر الدين وشخصيته كما يرويها حزبيون.
يتحدث حزبيون عن بدر الدين على انه الشخصية الاكثر راديكالية في حزب الله، علاقته متوتّرة بجميع المستويات القيادية داخل الحزب، "يريد فرض رأيه دائماً، ولا يتقبل الآراء العقلانية، يفضل الحلول الجذرية والحاسمة". يقول الحزبيون ان "ذو الفقار يملك عقلا عسكرياً في غاية الاهمية، لكنه ليس سياسياً".
1-  يروي هؤلاء لموقع "ليبانون ديبايت"، كيف فقد هذا الرجل منصبه الأعلى في الحزب ليعود عضواً في المجلس العسكري وليس قائداً له: "بعد انتهاء حرب عام 1996 بين حزب الله واسرائيل، وبعد أن أعاد الحزب تسليح نفسه، حصل نقاش داخلي حول طريقة عمل المقاومة في المرحلة المقبلة، وكان هناك رأيان: الاول يقول بضرورة استمرار العمليات على مواقع العدو دون اعتماد استراتيجية القصف على الأراضي الإسرائيلية عبر سلاح الكاتيوشا، تجنباً للإحراج الدولي، والرأي الثاني: ويمثله بدر الدين كان يقول بضرورة قصف اسرائيل باستمرار حتى لو كلّف هذا الموضوع مشكلة دولية، ازدادت حدّة النقاش، حتى انتهى الاجتماع بغضب من بدر الدين، بعد يومين تفاجأ احد اعضاء المجلس العسكري باتصال من احد القادة الميدانيين في الجنوب (النبطية) يخبره بأنه تلقى أمرًا من بدر الدين بنصب عدد كبير جداً من منصات صواريخ الكاتيوشا، لإطلاقها باتجاه إسرائيل، فما كان من المجلس العسكري إلا أن ألغى الأمر بعد اجتماعه، وأقال بدر الدين من منصبه، ليعود عضواً في المجلس ليس أكثر".
2- آخرون عرفوا بدر الدين في بداية التسعينات، في احدى الدورات العسكرية، كان الاخير يومها مدرباً على مستوى عال، "كان الرجل حاد الطباع، عصبي للغاية، لكنه كان مدرباً محترفاً"، يقولون إنه "لم يكن يخطئ الهدف في أي نوع من أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، كان يستطيع إطلاق النار من بندقيتين حربيتين بشكل دقيق"، يتابع هؤلاء "في مرّة من المرّات طرد نحو عشر أشخاص من المعسكر الذي كان في إحدى قرى البقاع، لأنهم تأخروا 5 دقائق عن التدريبات صباحاً".
3- متابعون ومقربون من الحزب ينفون نفياً قاطعاً أن يكون بدر الدين قد استلم المهام العسكرية لمغنية بعد اغتياله "الأمر ليس صحيحاً، لقد سلّم بدر الدين صلاحيات عسكرية مطلقة في منطقة البقاع وليس في لبنان بشكل كلّي".
4- يضيف المقربون من الحزب: "يعتمد بدر الدين في تخفيه أسلوبا أمنيا مختلفاً عن أسلوب مغنية، فهو لديه مرافقون مكلفون من الحزب، وهو معروف على نطاق أوسع داخله بعكس مغنية، لكنه لا يستعمل جهازاً خلوياً لأكثر من 24 ساعة وذلك في الحالات القصوى، إذ أنه يحاول عدم وجود أي من هذه الأجهزة في محيط تواجده، كما انه لا يسافر ابداً، الا الى سوريا وايران. لكن يتشابه مع مغنية في مسألة تجنّب التواجد مع اي كاميرا، واتلاف جميع الصور العائدة له".
5- معروف عن بدر الدين انه من العقول العسكرية الخلاقة لدى الحزب "في مسألة التكتيك العسكري، اذ كان من العناصر القلائل في الحزب الذين تلقوا دروساً في بداية العام 1984، في التكتيك العسكري من قبل ضباط اوكرانيين استقدمهم الحرس الثوري الايراني ليدرّبوا كوادر حزب الله". ويقول احد المقربين انه "ليس في الامر مبالغة اذا قلنا، ان ما وصل اليه الحزب اليوم من تفوّق على المستوى العالمي في خلق التكتيكات العسكرية تعود الى القدرات الفكرية لبدر الدين".
6- يؤكد العارفون أن شيئاً آخر يهواه بدر الدين ويبدع فيه الى حدّ ما، "البروباجاندا، يعشق هذا الرجل السيطرة على عقول الناس، تنويمهم مغناطيسياً، يفضّل البروباجاندا التقليدية اي كتلك التي استعملها هتلر، أو التي تستعملها الانظمة الشيوعية، يرى انها اكثر فعالية من البروباجاندا الرأسمالية، يرغب بتوظيف اي عمل يقوم به الحزب في البروباجاندا، وبها يعلله اثناء النقاشات الداخلية".
7- لم يكن بدر الدين مع تريّث حزب الله بعد اغتيال مغنية، "كان من اصحاب الرأي القائل بردّ قوي، وسريع، وعلل رأيه بانه بمثل هذا الردّ لن يتجرأ الاسرائيلي على اغتيال اي قيادي آخر، كما ان جمهورنا ستزيد ثقته بنا، وباننا لا نترك شهداءنا يذهبون سداً".
8- كان بدر الدين طبعا مع معركة السابع من مايو، "لكنه مؤيد لان تكون اكثر قساوة وحسماً، وهو امر لم يرتضيه السيد نصر الله".

أنشطة متهم بها:

تفجيرات الكويت 1983
دخل بدر الدين إلى الكويت في عام 1983 على جواز سفر لبناني تحت اسم الياس صعب، وكان عضوا في حزب الدعوة، وكان اعتقل في الكويت مع 17 مشتبها بهم بعد شهر واحد من سبعة انفجارات في الكويت حدثت في يوم واحد في 13 ديسمبر 1983 
حُكم عليه بالإعدام بتهمة تدبير هجمات، ومنذ بتر ساقه تم تركيب ساق خشبية له في السجن، ومن أجل إجبار السلطات على إطلاق سراح بدرالدين وغيره قام أعضاء حزب الله برئاسة عماد مغنية بخطف أربعة مواطنين غربيين على الأقل في لبنان. وقام مغنية باختطاف طائرة تتبع الخطوط الجوية الكويتية للمطالبة بالإفراج عنه ومعتقلين آخرين، بدر الدين فر من السجن في عام 1990 أثناء غزو الكويت وفي وقت لاحق أعاده الحرس الثوري الإيراني إلى بيروت.
اغتيال الحريري
أعلنت المحكمة الخاصة بلبنان في تقريرها المؤرخ في يونيه 2011 أن بدر الدين وثلاثة أشخاص غيره كانوا وراء اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، وكانت أسماء أربعة من المشتبه بهم المتهمين أعلن رسميا في 29 يوليو 2011.
كان بدرالدين المتهم على وجه الخصوص بالتخطيط والإشراف على الاغتيال من قبل المحكمة، بالإضافة إلى ذلك، وصف من قبل المحكمة الخاصة بلبنان باعتباره المخطط الرئيسي للعملية. وتستند الاتهامات له ولأفراد حزب الله الثلاثة الأخرى على أدلة تتعلق بالهاتف المحمول، ولكن حسن نصر الله هدد المحكمة عند إعلانها، ومنذ ذلك الحين، اختفى بدر الدين وآخرون.

مقتله

في 13 مايو 2016 أعلن حزب الله اللبناني مقتل مصطفى بدر الدين في سوريا، وبحسب بيان نقله موقع شبكة المنار التابعة لحزب الله فإن تحقيقا أوليا توصل الى أن بدر الدين قتل في انفجار كبير استهدف موقعا للحزب بالقرب من مطار دمشق الدولي.


شارك