الأكاديمي العراقي حميد لـ"بوابة الحركات": هزيمة "داعش"أصبحت قريبة

الثلاثاء 28/أبريل/2015 - 11:27 ص
طباعة
 
كشف الدكتور حيدر حميد رشيد الأستاذ بقسم التاريخ بجامعة بغداد عن أن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام "داعش" استولت على الموصل بـ1000 مقاتل فقط، واستولت على مدينة تكريت بـ80سيارة، وهو ما يؤكد على حالة الغموض حول الأسباب التي أدت إلى انسحاب 4 فرق من الجيش العراقي من محافظة نينوي.  
 وشدد في حواره مع بوابة الحركات الإسلامية على أن تحرير الأنبار يجب أن يكون بالتعاون مع العشائر والصحوات والحشد الشعبي؛ لأنه لا يمكن مواجهة تنظيم "داعش" سوى بتنظيمات عقائدية تحمل نفس الروح القتالية وأن حالة الفساد والفوضى في العراق هي ما أدت إلى انهيار الجيش العراقي وتنظيم "داعش" الإرهابي، وهو ما عجل بسقوط المالكي وحكومته. 
وإلى نص الحوار: 
* كيف ترى الأوضاع في العراق حاليا؟ 
 - تعيش العراق حاليا حالة من التدهور الواضح والتدني في مستوى الخدمات وانتشار الفساد والمحسوبية؛ بسبب الظروف التي مرت بها عقب الاحتلال الأمريكي وما سبقها من حصار شدد في عهد صدام حسين، ولك أن تتخيل أن مدينة البصرة تعاني من مشكلة مزمنة في المياه؛ بسبب عدم تحديد شبكة المياه بها وصيانتها. 
* كيف سقطت كل هذه الأراضي والمحافظات في يد تنظيم "داعش"
- الأسباب متعددة منها عدم الاهتمام تنمويا وإهمالها الشديد لهذه المناطق وتركها فريسة لتنظيم القاعدة وأفكاره ومن بعدها "داعش"، بالإضافة إلى الانسحاب غير المفهوم لـ 4 فرق من الجيش العراقي من الموصل عاصمة محافظة نينوي ومحافظة الأنبار وباقي المناطق، وهذا الأمر ما زال محل تحقيق داخل الحكومة العراقية. 
* وكيف حدث ذلك؟ 
- حالة الفساد والفوضى التي تحدثت عنها خلقت حالة من الانهيار داخل وحدات الجيش العراقي، ولك أن تتخيل أن مدينة الموصل سقطت على يد 1000 إرهابي من "داعش"، ومدينة تكريت تم اقتحامها والاستيلاء عليها من قبل داعش بـ80 سيارة فقط، هل هناك انهيار كامل أكثر من ذلك؟!
* وكيف ترى العمليات حاليا؟
 - الأوضاع حاليا على المستوى القتالي جيدة وقوات الحشد الشعبي تعد ظهيرا قويا للجيش العراقي لحسم المعارك ضد "داعش"؛ ولذلك يجب التنسيق والتعاون معها ومع قوات الجيش العراقي؛ من أجل تحرير باقي المناطق التي استولت عليها التنظيم الإرهابي والاستعانة بالعشائر في تحرير محافظة الأنبار تحديدا؛ نظرا لتواجدهم الكبير بها.
 * ولماذا قوات الحشد شيعية؟ 
 - لأنها بالأساس تنظيمات عقائدية وتنظيمات الميليشيات وعلى رأسها "داعش" و"القاعدة" عقائدية جهادية، وبالتالي تكون المواجهة بنفس الأسلوب ليكون مواجهة العقيد بالعقيدة، وبالتالي إفشال هذه التنظيمات وهزيمتها؟ 
* وكيف ترى أوضاع العشائر؟ 
- العشائر في العراق فصيل وطني شاركت مقاومة الاحتلال الأمريكي، ولها دور كبير حاليا، ورغم أن بعضهم يبايع "داعش" بعد احتلال مناطقهم إلا أنهم أجبروا على ذلك، وكانوا بين خيارين مبايعة التنظيم الإرهابي أو القتل، ولكنهم فصيل وطني، ومنهم عشائر دفعت ثمن مقاومتهم لـ"داعش"، مثل البونمر والعلوان وهم الآن قادرون على لعب دور كبير في تحرير المناطق التي استولت عليها "داعش".  
* وكيف ترى وضع الأكراد حاليا؟ 
 - الأكراد يريدون أن يصبحوا دولة ولا يستطيعون إعلان دولة مستقلة؛ لأن المجتمع الإقليمي والدولي لم يوافق على ذلك، على الأقل حاليا، رغم أنهم أصبحوا الآن لديهم جميع المقومات التي تسمح بذلك، وأن أكبر عقبة سوف تواجههم هي الدولة التركية التي ترفض ذلك؛ بسبب وجودهم وانتشارهم الكبير في المناطق الجنوبية الشرقية. 
* ما تقييمك للأنظمة التي حكمت العراق؟ 
- الأنظمة التي حكمت العراق مارست الاستبداد على الشعب العراقي، على الرغم من أن الدساتير العراقية كفلت الحريات بشكل كبير، لكن هذه الأنظمة ومنذ العهد الملكي ضربت بتلك الدساتير عرض الحائط والنتيجة ما نراه الآن من أوضاع داخل العراق.
* وما وضع العاصمة بغداد؟ 
- العاصمة بغداد تعاني من نفس المشاكل والأزمات حيث تحولت إلى مدينة مهملة تفتقد إلى أدنى مستويات التنمية والتنسيق الحضاري، ولا يوجد بها سوى طريق المطار إلى أن تم إنفاق ملايين الدولارات عليه. أما باقي المدينة فتحولت إلى مجموعات من الأحياء القروية التي يغلب عليها طابع القرية والقبلية. 
* وما سبب ذلك في تقديرك؟ 
- الأسباب متعددة، ولكن على رأسها حالة الفساد التي استشرت في العراق في عهد الحكومات السابقة وخاصة حكومة نورى المالكي في الولاية الثانية التي ذهب جميع نفقاتها تقريبا إلى الفساد والمحسوبية والوساطة، وأهملت تماما التنمية بكافة صورها، ولك أن تعرف أن ما تم إنفاقه على البنية التحتية في العراق خلال العامين السابقين بلغ مئات المليارات من الدولارات ولا يوجد أي نتيجة لهذه الأموال ولا زالت العاصمة وكافة المدن العراقية تعاني من تردي الخدمات وسوء الإدارة. 
* وهل طال الفساد أيضا الأحزاب السياسية؟ 
- بدون شك الفساد أصبح منتشرا داخل الأحزاب السياسية التي أصبحت قائمة على العصبيات والعشائرية ومعظم السياسيين بها، ليس لهم أي خلفيات سياسية، وإنما يتم اختيارهم على أساس عشائري فقط، وعلى حسب ولائهم إلى الحكومة السابقة التي جعلت الفساد منتشرا في كافة القطاعات. 
* وكيف تم إسقاط حكومة المالكي؟
حكومة المالكي نجحت انتخابيا، ولكنها سقطت ائتلافيا، وبالتحديد من جانب الكتل الانتخابية التي فازت في الانتخابات، وهو ما جعل الجميع يسعى إلى إسقاطها بسبب الفساد، وهو ما تم بالفعل قبل تولي حيدر جواد العبادي رئيس الوزراء العراقي الحالي، الذي يعد من الأعضاء البارزين في حزب الدعوة الإسلامية. 
* وما هي الأسباب التي أدت إلى سقوط المالكي ائتلافيا.
 - أسباب متعددة، على رأسها الفساد، وتخلي المرجعيات عنه بسبب مواقفه العدائية ضدهم، بالإضافة إلى إلى سقوط مساحة شاسعة من الأراضي العراقية في يد تنظيم "داعش" الإرهابي، وهو ما عجل بسقوط المالكي وحكومته.
 * لديك كتاب عن المعتقلين في العراق فكيف ترى وضعهم؟ 
 عانى المعتقلين في العراق من العديد من المآسي، وهناك العديد من المعلومات الوثائقية عن هذه المآسي التي تعرض لها المعتقلون في معتقلات الفاو والعمارة ونقرة السلمان وسجن أبي غريب، ومنهم الشهيد فهمي سعيد أعدم مرتين إذ وجد بعد إنزاله من لوح المشنقة أنه لم يمت فرفعوه من جديد وشنقوه ثانية. كما أن جثمان الشهيد يونس السبعاوي كانت ضخمة لم تدخل التابوت "فصار السجانون يدوسونها بأقدامهم وأحذيتهم لإدخالها التابوت".
وقد نشرت قائمة بأسماء المعتقلين الذين سبق أن شاركوا في حركة مايس 1941 وعددهم 222 معتقلا كلهم من الوطنيين والقوميين، وهناك العديد من الإحصائيات عن أعداد المعتقلين في العراق حتى الآن؛ ولذلك يجب حل أوضاعهم بأسرع وقت.  
 * وما الحل حاليا في العراق من وجهة نظرك؟ 
- يجب على الحكومة العراقية الحالية للخروج بالعراق من المأزق الحالي أن تعتمد خطابا وطنيا يتجاوز الطائفية وإعادة إنتاج قانون للأحزاب يكرس للوطنية، ويتجاوز حدود التكوين الطائفي وإعادة الثقة بين طوائف الشعب العراقي، مع ضرورة تشكيل حرس وطني لكل محافظة؛ لحمايتها من "داعش" وغيرها، والعمل على مصالحة وطنية شاملة تضم جميع أطياف الشعب العراقي.

شارك