تكنوقراط

الإثنين 15/يونيو/2015 - 04:48 م
طباعة
 
كلمة يونانية الأصل تعني "حكم الفنيين"، ويشير المصطلح في استخدامه العصري إلى مذهب اقتصادي اجتماعي، يرى أن النظام الصالح للعصر الذي تنتشر فيه التقنية، هو الحكم المتخصص البعيد عن الأساليب السياسية التقليدية، ويتولاه العلماء والمهندسون والاقتصاديون والصناعيون.
سان سيمون، الفيلسوف الاجتماعي الفرنسي ذو النزعة الاشتراكية المثالية، الذي عاش يين عامي 1760 و1825، هو أول من تبنى فكرة الحكم الذي يقوده الاختصاصيون البعيدون عن الأهواء السياسية، ورأى في ذلك مصلحة للمجتمع. 
ومع تفاقم الأزمة الاقتصادية العالمية في مطلع الثلاثينيات من القرن العشرين، عاد المفهوم السان سيموني إلى الظهور في الولايات المتحدة الأمريكية، وطُرحت فكرة هذا النمط من الحكم كبديل يكفل النجاة من التخبط الاقتصادي السياسي الذي قاد إلى الأزمة الطاحنة.
لا يحكم التكنوقراط إلا بمعايير معلوماتهم الفنية الموضوعية المحايدة، والمفترض في قراراتهم أنها لا تستهدف إلا المصلحة العامة، وعند خصومهم فإن مثل هذه النظرة قد تقود إلى أسلوب آلي لا جدوى منه؛ لأنه لا يضع في الاعتبار مجمل العناصر الإنسانية المتغيرة، التي يصعب قياسها ميكانيكيًّا. 
ويُؤخذ على التكنوقراطيين أيضًا أنهم أقرب إلى الموظفين الذين تحركهم الأرقام ودلالاتها الورقية النظرية، ويفتقرون بالتبعية إلى الإحساس الواقعي والقدرة على تحمل المسئولية.
فضلاً عن هذه الانتقادات، فإن التجربة العملية للحكم التكنوقراطي تبرهن على أنه لا يمكن أن ينفصل عن الأصداء الاجتماعية والسياسية، فقادة هذا النظام، بحكم انتمائهم إلى المجتمع وتورطهم في صراعاته، يتأثرون في قراراتهم وسياساتهم بجملة من العوامل السياسية والاجتماعية التي لا يمكن إهمالها أو التنكر لها.

شارك