أبو إبراهيم مصطفى (الأمير الثاني) للجماعة السلفية للدعوة والقتال بالجزائر

الجمعة 25/سبتمبر/2020 - 10:30 ص
طباعة
 
كان نبيل صحراوي (26 سبتمبر 1966 – 20 يونيو 2004), المعروف باسم أبو إبراهيم مصطفى إسلاميًا متشددًا من الجزائر وكان رئيسًا للجماعة المتشددة التي حملت اسم الجماعة السلفية للدعوة والقتال (والتي عُرفت فيما بعد باسم تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي) من أغسطس 2003 وحتى وفاته في العام التالي.
ولد صحراوي في باتنة, الجزائر, في السادس والعشرين من أغسطس عام 1966.
ودرس حتى حصل على شهادة مهندس دولة في الطاقة الحرارية. ظهرت عليه منذ ريعان شبابه ميولات إسلامية أيّام الدراسة الثّانوية، فبدأ التزامه الإسلامي بمسجد جعفر ابن أبي طالب بمدينة "باتنة".
ثمّ شارك نبيل صحراوي في أنشطة إسلاميّة مُتعدّدة، منها مساهمته في جمعيّة العلم والبرّ، وهي جمعيّة محليّة وظيفتها الدّعوة إلى الله وبذل أعمال الخير للنّاس، وكان أيضا عضوا في اللّجنة الدّينيّة للمسجد، ثمّ مع ظهور الجبهة الإسلامية للإنقاذ نهاية الثّمانينات انخرط أيضا في بعض أنشطتها.

بداية العمل المُسلح:

بعد توقيف المسار الانتخابي في يناير 1992، إثر تدخل الجيش، بدأ نبيل صحراوي الإعداد لحمل السلاح وتجنيد الشباب، فطُورد من طرف الأجهزة الأمنية لأجل ذلك يوم 5 مايو 1992، ثمّ واصل نشاطه ليلتحق نهائيّا بجبهات القتال خريف العام نفسه.
تولّى بعدها نبيل صحراوي إمارة بعض السّرايا في إطار جماعة المجاهدين بمنطقة الأوراس، ثمّ عُيّن أميرا على ولاية باتنة، عقب عمليّة سجن لامبيز ؛ والتي تمّ خلالها هروب 1400 سجين - في 10 مارس 1994، وهي العمليّة التي توحّدت فيها جميع الفصائل بولاية باتنة، وبعدها أعلن نبيل صحراوي انضمامه مع ولايته إلى الجماعة الإسلامية المسلحة تحت إمارة الشريف قوسمي المدعو (أبي عبد الله أحمد) بعد لقاء الوحدة في 13 مايو 1994.
عُيّن نبيل صحراوي بعدها أميراً للمنطقة الخامسة من طرف جمال زيتوني المدعو (أبو عبد الرحمن أمين) منتصف سنة 1995، وبقي عليها حتى انشقاقه عن الجماعة الإسلامية المسلحة ، وانضمامه للمنطقة الثانية بقيادة حسان حطاب في لقاء الوحدة الثّانية في إطار الجماعة السلفية للدعوة والقتال يوم الأربعاء الموافق 16 سبتمبر 1998، وعُزل بعدها من إمارة المنطقة الخامسة وكُلّف بالعلاقات الخارجيّة لها.
وفي 2003 وبعد اجتماع مجلس الأعيان للجماعة السّلفية للدّعوة والقتال، تمّ تعيين نبيل صحراوي رئيسا لمجلس الأعيان، ثمّ بعدها بشهر تمت مبايعته أميرا جديدا للجماعة السّلفية للدعوة والقتال خلفا لحسان حطاب المدعو (أبو حمزة) الذي انسحب من الإمارة، وفي 11 سبتمبر 2003 وفي الذكرى الثانية لهجمات سبتمبر أعلن نبيل صحراوي عن الولاء لتنظيم القاعدة بزعامة أسامة بن لادن وقد حَمَلَهُ أحد بياناته فقد أصدر بصفته امير "الجماعة السلفية للدعوة والقتال "بيان نصرة" أعلن فيه "للعالم عموماً وللمسلمين خصوصاً ولاءها لكل مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ولكل مجاهد رفع راية الجهاد في سبيل الله في فلسطين وأفغانستان بإمارة الملا محمد عمر وتنظيم القاعدة بإمارة الشيخ أسامة بن لادن".

الجماعة السلفية للدعوة والقتال

بفعل دوافع عديدة تخص الشأن الجزائري وجماعات الاسلام السياسي هناك، ومن رحم الجماعة الإسلامية المسلحة والانشقاق عنها أعلن عن تأسيس الجماعة السلفية للدعوة والقتال في الجزائر في خريف عام 1998، وحرصت الجماعة السلفية منذ بيانها الأول على الإشارة لرفضها لنهج "الجيا" وشرع حسن حطاب قائدها الأول وأميرها الشرعي في القيام بحملة دعوية تهدف إلى تصحيح الانحراف الذى طرأ على الجماعة الإسلامية المسلحة، ونفى أفكار التكفير والغلو والتطرف، وركز على مواجهة النظام، وإبراز أهداف وغايات الجماعة، وأولوياتها المتمثلة في إقامة الدولة الشرعية، وندد بالعمليات العسكرية على أهداف مدنية في الجزائر وخارجها، كعملية الهجوم على مترو الانفاق فى باريس عام 1995 بالقنابل المحشوة بالمسامير، وتعهد حسن حطاب وجماعته، بتجنب الهجمات على المدنيين داخل الجزائر، سواء كانوا جزائريين أو أجانب، وهو الأمر الذى لم تلتزم به الجماعة في مراحل تالية. 
وبسبب الهجوم على نهج "الجيا" والتعهد بعدم استهداف المدنيين، اكتسبت الجماعة السلفية في بداية ظهورها تأييداً شعبياً وحظى خطابها الدعائي بسمعة جيدة.

الأوضاع التنظيمية وبدايات التكوين :

تشكلت الخلايا الأولى للتنظيم، من مقاتلين وعناصر سبق لها الانخراط في تشكيلات الجماعة الإسلامية المسلحة (الجيا)، تأكد بعض المصادر القريبة من ملف الجماعة أن نواة المؤسسين ضمت 19 عنصراً قيادياً منشقاً. وبالحصر فكل العناصر القيادية والكوادر الأساسية للجماعة كانت من المنشقين عن "الجيا"، بداية من حسن حطاب الأمير والمؤسس الشرعي للسلفية والأمير الثاني نبيل صحراوي مروراً بعماري الصايفى "البارا"، مختار بلمختار "الأعور" وانتهاء بأحمد زاربيب (أحمد أبو البراء) رئيس الهيئة الشرعية (مفتى) الجماعة فجميعهم سبق له الانخراط في صفوف الجيا، وبالتالي فإن عناصر "الأفغان الجزائريون" قد تواجدت بشكل ملحوظ فى البنية التنظيمية للسلفية، وإن ميزهم فكرياً وفقهياً الارتباط بنهج "القاعدة" الدعوى والجهادى، وخاصة الشبان الذين انخرطوا في الجهاد الأفغاني في الفترة من 1996 وحتى 2001، وتم تقسيم خلايا التنظيم في بداياته إلى 9 مناطق مقسمة بحسب الكثافة السكانية، وبعض المناطق التنظيمية تشمل ولايتين جزائريتين، والصحراء صنفت كمنطقة (المنطقة التاسعة وكان أميرها عيسى كروم) وبعد مقتله بمعرفة أجهزة الأمن – أصدر الأمير الوطني حسان حطاب "أبو حمزة" قراراً بتولي مختار بلمختار (الأعور) والمكنى (أبو العباس) والمعروف – أيضاً – بخالد أبو عال، بتولى إمارة المنطقة التاسعة وأطلق عليه مسئول جنوب الصحراء، وتذهب التقارير الأمنية الجزائرية إلى أن "عماري صايفى" عبد الرزاق البارا ، كان مسئول المنطقة الخامسة في التنظيم. 
وبلغ عدد المنخرطين في صفوف الجماعة السلفية في بداياتها – حسب خبراء أمن جزائريين – ما يزيد عن ستة ألاف مقاتل، تقلص هذا العدد ليصل فى عام 2006 إلى ما لا يزيد عن 300 عنصر وفقاً لتقارير جزائرية، بينما يرتفع هذا العدد وفقاً لمصادر أمنية أمريكية وأوروبية ليصل إلى ألف عنصر بحساب العناصر المرتبطة بالتنظيم فى أوروبا "الخلايا النائمة".
وكان التمركز الرئيسي للجماعة في منطقة القبائل شرق العاصمة الجزائر.

مقتله:

بقي نبيل صحراوي أميرا على الجماعة السلفية حتّى قُتل في يونيو 2004 مع أربعة من رفاقه وذلك في كمين للجيش الجزائري في منطقة القصر ببجاية. وأوصى قبل موته بأن تكون الإمارة من بعده لعبد المالك درودكال المدعو (أبو مصعب عبد الودود). قُتل صحراوي في تبادل لإطلاق النار مع الجيش الجزائري في منطقة القبائل في العشرين من يونيو عام 2004 عن عمر يناهز السابعة والثلاثين. كذلك قُتل أهم معاونيه في اجتياحٍ عسكري.
وتولى إمارة الجماعة السلفية للدعوة والقتال خلفًا لصحراوي أبو مصعب عبد الودود على الرغم من اعتراضات الأمير الأسبق حسان حطاب.

شارك

موضوعات ذات صلة