"طالبان" والسلام المفقود في أفغانستان

الأربعاء 18/مارس/2020 - 10:30 ص
طباعة علي رجب
 
في بادرة لبناء الثقة بهدف تمهيد الطريق أمام بدء محادثات مباشرة بين الحكومة والمسلحين بعدما أجرى الجانبان محادثات منفصلة مع الولايات المتحدة، أظهرت نسخة مرسوم أفغاني أن الرئيس أشرف غني سيُفرج عن 1500 سجين من حركة "طالبان" ، لتمهيد الطريق أمام محادثات مباشرة مع الحركة المتشددة بهدف إنهاء الحرب المستمرة منذ 18 سنة في أفغانستان، إلا أن متحدثاً باسم حركة طالبان صرح الأربعاء 11 مارس 2020، إن أمر الإفراج المشروط الذي أعلنته الحكومة الأفغانية يتعارض مع الاتفاق الذي وقعته الولايات المتحدة والحركة في الدوحة الشهر الماضي. وأضاف سهيل شاهين، المتحدث باسم طالبان في الدوحة، في مكالمة هاتفية مع وكالة رويترز أن "اتفاق السلام وضّح على النحو المناسب أنه سيجري الإفراج عن أول خمسة آلاف سجين وبعد ذلك سيبدأ الحوار الأفغاني".
وحول هذا الموضوع أعلنت الحكومة الأفغانية  أمس السبت 14 مارس 2020، تأجيل الإفراج عن سجناء حركة طالبان بعد أن كان مقررا السبت، في خطوة ستؤخر حتما مفاوضات السلام في بلد يعاني حربا عنيفة منذ نحو عقدين.
وقالت كابول السبت إن "الإفراج التدريجي عن خمسة آلاف سجين من طالبان على مدى خمسة أشهر، مقابل خفض كبير للعنف، تم تأجيله بعد أن كان مقررا أن يبدأ السبت".
وأفاد المتحدث باسم الأمن القومي الأفغاني جواد فيصل "تلقينا قوائم بالمساجين الذين سيطلق سراحهم. نحن بصدد التأكد من القوائم. سيتطلب ذلك وقتا".
وأضاف "لذلك أجّل تحرير السجناء حتى الآن"، مؤكدا "نحن نريد السلام"، لكن "نريد أيضا ضمانات ألاّ يعودوا إلى القتال".
ويمثل الإفراج عن خمسة آلاف سجين من طالبان مقابل ألف عنصر من القوات الأفغانية محتجزين لديها، نقطة محورية في الاتفاق الموقع بين واشنطن والمتمردين في الدوحة يوم 29 فبرايرK رغم أن الحكومة الأفغانية لم توقعه.
ورغم استمرار معارضته هذه النقطة وقّع الرئيس الأفغاني أشرف غني الأربعاء مرسوما ينصّ على حلّ وسط.
وفي إطار "بادرة حسن نية"، اقترح غني إطلاق سراح 1500 سجين من طالبان السبت بمعدل 100 سجين يوميا، بهدف البدء بمفاوضات مع المتمردين. وسيتم لاحقا إطلاق سراح السجناء المتبقين على مدى عدة أشهر "شرط تراجع العنف بشكل كبير".
ورفض المتمردون هذا العرض بعد ظهر الأربعاء وأكدوا عبر أحد المتحدثين باسمهم أنه "يجب تحرير جميع المساجين في وقت واحد".
وأضاف المتحدث السبت أن "هذا (يجب أن) يتم قبل النقاشات الأفغانية الداخلية" التي سيتفاوض خلالها المتمردون وكابول، مع المعارضة والمجتمع المدني، حول مستقبل البلاد. وتابع أن أي تغيير يعتبر "انتهاكا" لاتفاق الدوحة.
ويشمل نص الاتفاق الذي أقره مجلس الأمن الدولي، وعدا من واشنطن التي تسعى لوضع حد لأطول حرب في تاريخها، بانسحاب القوات الأجنبية بشكل كلي من أفغانستان خلال 14 شهرا، شرط أن يفي المتمردون بالتزامات أمنية ويجروا حوارا أفغانيا أفغانيا.
وكان يفترض أن ينطلق هذا الحوار الثلاثاء، لكنه أجّل عمليا لعدم التوصل إلى اتفاق بين الطرفين حول موضوع السجناء.

مقدمة:

بعد نحو 22 عامًا من تأسيس حركة "طالبان" - حركة طلبة المدارس الدينية في أفغانستان وهي جمع لكلمة طالب في لغة البشتو - وقع أول انشقاق في الحركةً التي يعتبرها الكثير من الخبراء، الحركة الأم في التنظيمات المسلحة، حيث أعلنت مصادر تابعة لحركة "طالبان" الأفغانية، اليوم "الاثنين" 2 نوفمبر 2015،  أن زعماء الحركة المعارضين لاختيار الملا أختر منصور زعيم "طالبان" الحالي الذي تولى زعامة الجماعة بعد إعلان وفاة الملا عمر، شكلوا جماعتهم الخاصة واختاروا "الملا محمد رسول" زعيماً لهم.
وقد شهدت الحركة اضطرابات كبيرة بعد تنصيب الملا أختر منصور زعيماً للحركة خلفاً للملا عمر، الذي أخفت الحركة نبأ وفاته مدة تزيد على سنتين، ولم يعلن وفاته إلا المخابرات الباكستانية، وقال معارضو تنصيب أختر من داخل الحركة، إن تنصيبه جاء بالمخالفة الشرعية، وأنه لم يأخذ رأي مجلس شورى الجماعة من الحكماء.
أختر منصور حاول منذ فترة توليه إثبات قدرته الميدانية، في مواجهة القوات الحكومية، بعد اتهامات معارضيه له بأنه حليف الأمريكان، فقام بتنفيذ العديد من العمليات النوعية في أفغانستان، استهدفت القوات الحكومية والسجون العمومية.                 
الانشقاق الجديد في "طالبان" وإن كان الأول من حيث الأهمية حيث يأتي في توقيت تشهد افغانستان تصاعد لنفوذ تنظيم "داعش" والتي قالت مصادر إنها عناصر تنتمي لتنظيم "طالبان، الأمر الذي زاد من احتمالات أن تشهد المرحلة المقبلة من تاريخ الحركة المزيد من الاضطرابات.
وتعود أهمية حركة "طالبان" في كونها تنظيمًا، تتعامل معه الإدارة الأمريكية على أساس أنه فصيل سياسي، وقد دخلت معه أخيراً في العديد من المحادثات برعاية قطرية، بعدما قررت الدوحة فتح مكتب للحركة هناك، وربما سهل وجود الملا أختر منصور في عمليات التفاوض مع الأمريكان من جهة والحكومة الأفغانية من جهة آخرى، فكما هو معروف فإن الملا أختر منصور على علاقة قوية بالمخابرات الباكستانية التي ترعي هي الاخرى المحادثات بين الحركة والأمريكان.
وعرفت الحركة وفق العديد من التقارير التي رصدت تصرفات عناصرها، إنهم يتميزون بالسمع والطاعة للخليفة، والإخلاص له ولأهدافهم، والسعي إلى عدم وجود شخصيات محورية ذات نفوذ قوي في الحركة، والعقوبات الفورية الرادعة، التغيير المستمر في المناصب، هيبة الحركة في قلوب الأفراد، الترابط العرقي. 
واتهمت الحركة بتقديم صورة مشوهة للنموذج الإسلامي في الحكم، فضلاً عن تعصبها للرأي، وعدم وجود كوادر مؤهلة لقيادة البلاد، فقط كانت تعتمد بشكل كبير على أهل القة والإيمان، كما لم تهتم الحركة بالتعليم العصري، واتهمت من قبل بعض القيادات الروحية المناهضة لها بوجود مخالفات عقدية لدى بعض أفرادها .

النشأة والتأسيس:

تعتبر حركة "طالبان" من أكبر الحركات الإسلامية التي حكمت أجزاء كبيرة من أفغانستان مطلع سبتمبر 1996، وقد أعلن الملا عمر منذ سيطرته على مساحات واسعة من أفغانستان، تأسيس إمارة إسلامية في أفغانستان.
ونشأت حركة "طالبان" في ولاية قندهار الواقعة جنوب غرب أفغانستان على الحدود مع باكستان عام 1994م، وقال الملا عمر إنه استهدف من إعلان أفغانستان إمارة إسلامية هو القضاء على مظاهر الفساد الأخلاقي، وإعادة أجواء الأمن والاستقرار إلى أفغانستان، وساعده على ذلك طلبة المدارس الدينية الذين بايعوه أميرا لهم عام 1994م.
وكلمة "طالبان" هي جمع طالب في لغة "البشتو"، وطالبان بجمع المثنى من "طالب"، وهم يعتقدون أن الأرض التي يعيشون عليها "كافرة " يستوجب تقويمها وإقامتها على أساس إسلامي صحيح، وكانوا يرفضون كافة مظاهر الحداثة، مثلهم في ذلك مثل حركة "بوكو حرام" التي ترفض كل أشكال الحداثة.  
وينتمي معظم أفراد "طالبان" إلى "القومية البشتونية" التي يتركز معظم أبنائها في شرق وجنوب البلاد، ويمثلون حوالي 48% من تعداد الأفغان البالغ قرابة 27 مليون نسمة، وهو الأمر الذي ساعد الحركة على السيطرة على مقاليد الأمور في البلاد. 
وتعتبر "طالبان" أن القرآن والسنة، هما المصدر الرئيسي للتشريع في البلاد، لذلك تعتبر الحكم الشرعي في مذهبها حكما واحدا لا يحتمل الأخذ والرد حوله، ومن ثم يصبح تنفيذ الأحكام الشرعية لدى طالبان حتى وإن كانت هناك مذاهب أو آراء أخرى تخالفها، واجبا دينيا لا مفر من تنفيذه، فضلاً عن كونها تؤكد أنها حركة إسلامية سنية.
وأشارت تقارير أن أفراد الحركة، تعلموا في المدارس الدينية "الديوبندية" - نسبة إلى قرية ديوبند في الهند – وقد تأثروا بالمناهج الدراسية لهذه المدارس، الأمر الذي انعكس على أسلوبهم في الحكم، كما ركزت تلك المدارس على العلوم الإسلامية كالتفسير والحديث والسيرة إضافة إلى بعض العلوم العصرية التي تدرس بطريقة تقليدية قديمة.
اللافت أن الطالب يتدرج في هذه المدارس من مرحلة إلى أخرى، حيث يبدأ بالمرحلة الابتدائية ثم المتوسطة فالعليا والتكميلية، وفي الأخير يقضي الطالب عاما يتخصص فيه في دراسة علوم الحديث وتسمى "دورة الحديث"، وأثناء دراسة الطالب تتغير مرتبته العلمية من مرحلة إلى أخرى، فيطلق عليه لفظ "طالب" الذي يجمع في لغة البشتو على "طالبان".
و"طالبان" تطلق على كل من دخل المدرسة، وبدأ في التحصيل العلمي، ثم وصل إلى مرتبة "ملا" وهو الذي قطع شوطا في المنهج ولم يتخرج بعد، وأخيرا "مولوي" وهو الذي أكمل المنهج وتخرج من دورة الحديث، ووضعت على رأسه العمامة وحصل على إجازة في التدريس.
وتقول بعض التقارير المتخصصة أن "المولوي" فضل الرحمن أمير جمعية "علماء الإسلام" في باكستان، والذي كان يترأس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الباكستاني في حكومة بينظير بوتو، هو الذي طرح فكرة إنشاء "طالبان"، وأنه استشار في ذلك، برهان الدين رباني، وعبد رب الرسول سياف، وقد وافقا على إنشائها على اعتبار أنها ستوجه ضربة قوية لقوات حكمتيار عدوهما اللدود حينذاك، غلا ان خبراء في الحركات الأصولية تقول إن "المولوي" فضل الرحمن لم يكن بالشخصية المؤثرة كي يقنع قيادات أفغانستان بالقيام بمثل هذا التحرك.
الملا محمد عمر مؤسس الحركة، يحاول الدفاع عن الحركة، فيقول إن الفكرة نبعت في ذهنه بعد أن فكر في الفساد المستشري في ولاية قندهار، حيث كان يتلقى علومه الدينية، ورأى أنه لا بد من وضع حد لهذا الفساد الذي أشاع الفوضى وأخل بالأمن في ربوع البلاد، فدعا بعض طلاب المدارس الدينية فوافقوا على العمل للقضاء على هذا الفساد وبايعوه أميرا لهم. وفي 3 أبريل 1996 اجتمع 1500 من علماء أفغانستان من مناطق مختلفة وبايعوه أميرا على البلاد.

قبل إعلان "طالبان" الإمارة الأفغانية:

وقبل إعلان أفغانستان إمارة إسلامية من قبل حركة "طالبان" كانت البلاد بعد سقوط "الجمهورية الديموقراطية الأفغانية" المدعومة بقوة من قبل الاتحاد السوفييتي في عام 1992م، تشهد حالة من الفوضى وتردي للأوضاع، إلى الدرجة التي بدأت القبائل الأفغانية في الاقتتال الداخلي.
وتقول تقارير إنه في ربيع عام 1994م، تم اختطاف فتاتين واغتصابهم عند إحدى نقاط السيطرة التابعة لأحد الفئات الأفغانية المتناحرة في قرية (سانج هيسار) فما كان من الملا محمد عمر، الذي كان يمثل زعيماً لمجموعة من العناصر المسلحة إلا وقام بتشكيل مجموعة مسلحة من 30 رجل وسعي لتخليص الفتاتين وقد نجح في عملية التخليص وتم الحكم على قائد عملية الخطف والاغتصاب بالإعدام شنقاً.
التجريدة التي قام بها الملا عمر لم تكن لتمر مرور الكرام، حيث شكل عشيرة الرجل المشنوق قوة مقاتله وقرروا الانتقام من الملا عمر، فما كان من عمر إلا أن يفر كون قواته لم يكن بمقدورها مواجهة تلك العناصر، فقرر الفرار إلى (بلوشستان) الواقعة في باكستان، ثم ظهر مرة أخرى في أفغانستان في الخريف إلا أنه هذه المرة كانت قواته بلغت 1500 رجل مسلح.
وقال وقت ذاك غنه يستخدم هذه القوات التي قالت عنها تقارير أمنية إن معظمهم كانوا جنود باكستانيين، يستهدفون السيطرة على الأراضي الأفغانية، إلا أنهم زعموا أنهم يستهدفون حماية قوافل التجار الباكستانيين وهي تمر عبر الأراضي الأفغانية إلى تركمانستان.
وتعتبر مدينة "قندهار" هي أولى المدن الأفغانية التي سيطر عليها الملا عمر، ثم سيطرت "طالبان" على مدينة "هيرات"، بعدما هاجمت "طالبان" قوات إسماعيل خان المتمركزة في غرب البلاد، وكان ذلك في 5 سبتمبر 1995م، وفي نفس العام، حاصرت طالبان العاصمة "كابول" وأطلقت الصواريخ على المدينة وقطعت الطرق التجارية المؤدية إلى مدينة كابول مما استدعى من كل من رئيس أفغانستان برهان الدين رباني وقلب الدين حكمتيار المتناحرين التوقف عن القتال فيما بينهما وتوحيد الصفوف في مواجهة العدو المشترك طالبان.
في 26 سبتمبر من عام 1996، أيقن حكمتيار ورباني، قوة "طالبان" التي باتت تسيطر على مساحات واسعة من البلاد، فقرروا ترك (كابول) العاصمة، والتوجه شمالاً، ومنذ ذلك الوقت أنشأت "طالبان" إمارة أفغانستان الإسلامية.
وقد سارعت باكستان في الاعتراف بـ"طالبان" حكومة شرعية في أفغانستان، ثم اعترفت المملكة العربية السعودية بالحركة، وكان آخر المعترفين بحركة "طالبان" ممثلاً شرعياً في أفغانستان الإمارات العربية المتحدة، وكانت طالبان تتحكم في السواد الأعظم من أفغانستان باستثناء الجزء الشمالي الشرقي الذي فرضت قوات "التحالف الشمالي" سيطرتها عليه.
ولم تنال الحركة الاعتراف الدولي، بأنها الحكومة الشرعية في أفغانستان، إلا الدول الثلاث التي تم ذكرها، وتمسكت الأمم المتحدة بان رباني هو الرئيس الشرعي لأفغانستان رغم علم المنظمة بقلة حيلة رباني في السيطرة على زمام الأمور وقتذاك.

الدعم الدولي للحركة:

وقد تلقت الحركة منذ تأسيسها دعماً من الدول التي لعبت دوراً بارزاً في دعم العناصر المسلحة في حربهم ضد قوات الاتحاد السوفيتي، حيث تلقت الحركة دعما لوجيستيا وإنسانيا من السعودية في فترة نشأتها وما بعد تمكن الحركة من الإمساك بزمام الأمور وكانت السعودية وعبر لجانها الخيرية تبعث مليوني دولار سنويا لتمويل جامعتين، و6 مراكز طبية، ورعاية 4000 من الأيتام.
كما استمرت باكستان في دعم الحركة، إلا أن موقف الأمريكان ظل غامضاً من الحركة، رغم أنها كانت من اكثر الدول دعماً للجماعات المسلحة في حربها ضد قوات الاتحاد السوفيتي.  
وقالت تقارير إن الهدف الرئيس من دعم باكستان لـ"طالبان" هو سعي باكستان إلى التعاون مع حكومة صديقة في أفغانستان، لتسهيل عمليات التبادل التجاري بينها وبين جمهوريات آسيا الوسطى، خاصة أنها لم تجد بغيتها في حكومة رباني ومسعود التي اتهمتها بالتعاون مع الهند، وحاولت الإطاحة بتلك الحكومة عن طريق حكمتيار ودورهم لكنها فشلت في ذلك، فلما ظهرت طالبان سارعت باكستان إلى دعهما والتعاون معها.
وقد سادت حالة من الخلاف حول دور المخابرات الباكستانية والأمريكية  في دعم الحركة التي تنفي عن نفسها كل تلك الأمور وتؤكد أنها حركة إسلامية استهدفت القضاء على الفوضى والفساد الأخلاقي والقضاء على الاضطرابات الأمنية، والقضاء على أعمال السلب والاشتباكات المسلحة.
والفريق الذي يؤكد دور المخابرات الباكستانية في قيام الحركة، يستندون إلى الجولة التي قام بها وزير الداخلية الباكستانية آنذاك الجنرال نصير الله بابر، جنوب وغرب أفغانستان في أكتوبر 1994، حيث التقى القادة والمسؤولين في ولايتي قندهار - معقل الحركة - وهيرات، وأرسل قافلة إغاثية مكونة من 30 حافلة تحت قيادة كولونيل من المخابرات الباكستانية.
اللافت أن هناك تقارير تؤكد أن حركة "طالبان" بدأت نشاطها قبل ذلك بأربعة أشهر على الأقل، وجاء ظهورها متواكبا مع رغبة باكستان في الحصول على تأييد حركة شعبية في حجم "طالبان". 
أما أمريكا فقد تقاطعت مصالحها مع مصالح طالبان فلم تمانع من ظهورها في بداية الأمر ثم سرعان ما اختلفت المصالح بعد ذلك فانقلب الوضع وأصبحت من ألد أعدائها.
البداية تمثلت كما قالت العديد من التقارير أنه بعد انتهاء الحرب بين الجماعات الإسلامية المتشددة وقوات الاتحاد السوفيتي، وإعلان فوز تلك الجماعات، إلا أنهم سرعان ما دخلوا في حالة من الاقتتال الداخلي، ورغبت أمريكا في ضرب الأصولية الأفغانية بأصولية أشد منها حتى تخلو الساحة لجماعة أصولية واحدة تستطيع تطويعها في فلك السياسة الأميركية بعد ذلك، كل ذلك رغبة في تضيق الخناق على النفوذ الإيراني ومنعه من التوغل تجاه الشرق وبخاصة في جمهوريات آسيا الوسطى ومنطقة بحر قزوين التي تحوي أكبر ثاني احتياطي نفطي في العالم بعد الخليج العربي. 
أمريكا في بداية الأمر لم تمانع أمام تقدم طالبان، والسيطرة على الحكم في البلاد، إلا أنه بعد أحداث 11 سبتمبر، واتهام تنظيم "القاعدة" بالوقوف وراء العملية أدى إلى توتر الأمور بين "طالبان" وأمريكا، حيث كانت تدعم الأولى تنظيم "القاعدة" ورفضت تسليم أسامة بن لادن زعيم التنظيم.
في 22 سبتمبر 2001 ونتيجة ضغوط دولية خاصة من الأمريكان، سحبت كل من المملكة العربية السعودية والإمارات اعترافهما بحكومة طالبان مما ترك باكستان الدولة الوحيدة التي تعترف بحكومة طالبان، وفي أكتوبر من العام 2001، قامت الولايات المتحدة مدعومة من قبل بلدان أخرى بغزو أفغانستان لرفض حركة طالبان تسليم أسامة بن لادن وقامت قوات تحالف الشمال بخوض المعارك البرية وتم استبعاد حركة طالبان من دفة الحكم.

المرتكزات الفكرية:

ويمكن رصد المرتكزات الفكرية لحركة "طالبان" في عدة نقاط يمكن إجمالها فيما يلي:
- العمل على عودة الخلافة الإسلامية.
- التأكيد على المنهج السني ومعادات الشيعة.
- الحكم بما أنزل الله (القرآن والسنة).
- لا عقوبة إلا بدليل شرعي من القرآن والسنة الصحيحة.
- العمل على ترجيح المذهب الحنفي.
- التسامح مع بني جنسهم من المذاهب السنية.
- محاربة الشرك والوثنيات في بلاد الافغان.
- الزعم بالعمل على إزالة مظاهر الظلم والقهر والاستعباد ومظاهر الشرك، مثل التبرك بالقبور والتمسح بها .
- تشكيل جماعات للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
- أن يكون الإسلام دين الشعب والحكومة جميعا.
- اختيار العلماء والملتزمين بالإسلام للمناصب المهمة في الحكومة.
- محاربة العصبيات القومية والقبلية.
- حفظ أهل الذمة والمستأمنين وصيانة أنفسهم وأموالهم وأعراضهم ورعاية حقوقهم المنصوص عليها في الشريعة الإسلامية.
- توثيق العلاقات مع جميع الدول والمنظمات الإسلامية.
- تحسين العلاقات السياسية مع جميع الدول الإسلامية وفق القواعد الشرعية.
- التركيز على الحجاب الشرعي للمرأة وإلزامها به في جميع المجالات.
- قمع الجرائم الأخلاقية ومكافحة المخدرات والصور والأفلام المحرمة.
- استقلال المحاكم الشرعية وفوقيتها على جميع الإدارات الحكومية.
- إعداد جيش مدرب لحفظ الدولة الإسلامية من الاعتداءات الخارجية.
- اختيار منهج إسلامي شامل لجميع المدارس والجامعات وتدريس العلوم العصرية.
- التحاكم في جميع القضايا السياسية والدولية إلى الكتاب (القرآن) والسنة.
- أسلمة اقتصاد الدولة والاهتمام بالتنمية في جميع المجالات.
- طلب المساعدات من الدول الإسلامية لإعمار أفغانستان.
- جمع الزكاة والعشر وغيرهما وصرفها في المشاريع والمرافق العامة.
- ترفض استعمال مصطلح (الديمقراطية) لأنها تمنح حق التشريع للشعب وليس لله، ولا ترى أهمية لوضع دستور.
- تعتبر الرئيس بمثابة الخليفة، ينتخبه أهل الحل والعقد.
- تعتبر الشورى معلمة فقط وليست ملزمة، ولا تسمح بتشكيل أحزاب سياسية.

الهيكل الإداري للحركة:

حركة طالبان، لا تتمتع بتنظيم إداري قوي، حيث لا تملك هيكل إداري واضح ولا لوائح تنظم شؤونها الداخلية وبرامجها، ولا برامج لتربية أعضائها، ولا حتى بطاقات عضوية توزع على الأعضاء لتسجيلهم، ويفسر العديد من الخبراء الامر بأنهم ليسوا حزبا مثل الأحزاب الأخرى فلا يهتمون بالنظام الإداري التنظيمي، بل يريدون أن يخدموا الشعب كله عن طريق تفعيل الدوائر الحكومية.
ورغم عدو وجود هيكل إداري قوي للحركة إلا أنها تتمتع بوجود هيكل قيادي على رأسه:
- ما يسموه أمير المؤمنين، وهو حالياً الملا أختر منصور.
- مجلس الحاكم المؤقت.
- مجلس الشورى المركزي، ليس لهذا المجلس عدد ثابت وأعضاء معينون، وإن كانت الحركة في بداية تشكيلها قد أعلنت أنه يضم 70 عضوا برئاسة الملا محمد حسن رحماني والي قندهار.
- مجلس الشورى العالي لحركة طالبان، وتعتبر كل القيادات المعروفة داخل الحركة أعضاء في هذا المجلس، ولا يوجد أعضاء محددون له.
- مجلس الوزراء، يتكون من القائمين بأعمال الوزراء، ويعقد جلساته أسبوعيا باستمرار، ومعظمهم من الشباب، وقلما يبقى أحد من أعضاء المجلس في منصبه إذ يتغيرون باستمرار.
- دار الإفتاء المركزي، ويضم عددا من العلماء لاستفتائهم في الأمور الشرعية، ومقره قندهار الموطن الأصلي لحركة طالبان، ومقر إقامة ما يسمونه أمير المؤمنين.
- مجالس الشورى في الولايات، وهو مجلس صلاحيات واسعة للولاة، وقد شكل كل وال مجلس شورى تناقش فيه الأمور المتعلقة بإدارة حكومة الولاية وحركة طالبان.
- القيادات العسكرية، وكانت تعتمد طالبان في صراعها مع المعارضة الشمالية على العديد من القادة العسكريين من أشهرهم الملا عبيد الله وزير الدفاع، والمولوي جلال الدين حقاني القائد المعروف في ولاية بكتيا، والحاج محمد نعيم كوتشي من ولاية لوجر.
بالرغم من مجالس الشورى الكثيرة التي أنشأتها الحركة إلا أنها تؤمن بأن الشورى معلمة وليست ملزمة، فالقرارات المهمة يتخذها الامير بالاستئناس بآراء أهل الشورى، وله الحرية الكاملة في الأخذ بآراء مجلس الشورى أو رفضه.

محطات في تاريخ طالبان المسلح بعد سقوطها:

كما أوضحنا أن القوات الامريكية حشدت قوتها بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، لغزو أفغانستان بغية إسقاط نظام طالبان، التي رفضت تسليم زعيم تنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن، لذلك مثل يوم 11 سبتمبر 2001، يوما فاصلا في تاريخ حركة طالبان، إذ اعتبرت الولايات المتحدة أفغانستان وحركة طالبان هدفا أوليا لانتقامها، بعد أن رفضت الحركة تسليم بن لادن لعدم تقديم الأدلة التي تثبت تورطه.
وترصد العديد من التقارير أبرز الأحداث التي عرفتها حركة طالبان بعد ذلك:
- 22 سبتمبر 2001 سحبت السعودية والإمارات العربية المتحدة اعترافهما بحكومة طالبان، وبقيت باكستان الدولة الوحيدة التي تعترف بحكومة طالبان.
- أكتوبر 2001 شنت أمريكا وبلدان أخرى حربا على أفغانستان.
- 13 نوفمبر 2001 سقطت العاصمة كابل في يد تحالف قوات الشمال. ولم ينته هذا الشهر حتى سقطت مدن أفغانستان من يد حركة طالبان. وقد وقع الكثير من عناصر طالبان في الأسر.
- مارس 2002 سقوط مروحيتين أميركيتين على يد مقاتلين من طالبان.
-5  سبتمبر 2002 محاولة اغتيال الرئيس الأفغاني حامد كرزاي، وقد اتهمت حركة طالبان بتدبير المحاولة.
- يناير 2003 سقوط مروحية أميركية وموت 4 جنود كانوا على متنها.
- نوفمبر 2003 صرح قائد القوات الدولية لحفظ السلام المساعد الجنرال الكندي آندرو ليسلي بأن حركة طالبان تسيطر على ربع مساحة أفغانستان.
- يناير 2004 موت 8 جنود أجانب في منطقة غزني بسبب هجوم لمقاتلي طالبان.
- أبريل 2004 هجوم للحركة على قاعدة أميركية وموت سبعة جنود.
-16  سبتمبر 2004 محاولة ثانية لاغتيال الرئيس كرزاي.
- مايو 2006 حركة طالبان تشن هجمات انتحارية في مدينة كابل.
-2005 – 2006 تصاعد عدد العمليات التي يشنها مسلحو طالبان.
-12  مايو 2007 مقتل قائد حركة طالبان العسكري الملا داد الله.
-19  يوليو 2007 اختطفت حركة طالبان 23 كوريا جنوبيا أغلبهم نساء في منطقة غزني على طريق كابل-قندهار.
- 2008 التغير الاستراتيجي في التكتيكات الحربية لدى طالبان بحيث انتقلت من استراتيجية حربيه تقليدية الى استراتيجية حربيه حديثة.
- 2009 شهدت القوات الأجنبية أشد فترة دموية مند قدومها إلى أفغانستان والإطاحة بحركة طالبان أذ تمكنت طالبان من السيطرة على عدد من المناطق الواسعة من أفغانستان والهجوم على عدد من المراكز الحكومية منها (وزارة العدل، والداخلية، والسجن المركزي)، والمراكز الأمنية والعسكرية بشكل دوري؛ بحيث أعلنت القوات الأجنبية مصرع (3000)جندي من جنودها تقريبا مند احتلال أفغانستان عام (2001)م.
- 2010 قائد القوات المسلحة البريطانية السير ديفد ريتشاردز يعترف أن دول الغرب لا يمكنها أن تهزم تنظيم القاعدة أو الفصائل الإسلامية المسلحة.
- 21  مايو 2011 تفجير قافله أمريكية في باكستان ومقتل 2 وإصابة 10.
- 17 أغسطس 2011 هجوم على قاعدة أمنية مشددة قتل فيها 50 جندي أمريكي وإصابة 100 آخرين.

الانشقاق في صفوف طالبان:

كما أوضحنا أن زعماء الحركة المعارضين لاختيار الملا أختر منصور زعيم "طالبان" الحالي الذي تولى زعامة الجماعة بعد إعلان وفاة الملا عمر، شكلوا جماعتهم الخاصة واختاروا "الملا محمد رسول" زعيماً لهم، وقد شهدت الحركة اضطرابات بعد تنصيب الملا أختر منصور زعيماً للحركة خلفاً للملا عمر، الذي أخفت الحركة نبأ وفاته مدة تزيد عن سنتين، ولم يعلن وفاته إلا المخابرات الباكستانية، وقال معارضو تنصيب أختر من داخل الحركة، إن تنصيبه جاء بالمخالفة الشرعية، وأنه لم يأخذ رأي مجلس شورى الجماعة من الحكماء.
وقالت مصادر تابعة لحركة طالبان الأفغانية لوكالة أنباء "كاما" الأفغانية أن المجموعة الجديدة المعارضة التى أطلقت على نفسها اسم " المجلس الأعلى لإمارة أفغانستان الإسلامية "، عينت كلا من الملا منصور داد الله، وشير محمد منصور كنائبين للملا محمد رسول، كما تم تعيين عبد المانع نيازى كمتحدث للجماعة المنشقة. وذكرت المصادر أن بعض قادة طالبان أحجموا عن المشاركة فى هذا التشاور الذى أفضى إلى اختيار محمد رسول كزعيم جديد لطالبان.
وكان زعيم تنظيم "القاعدة" أيمن الظواهري، أعلن الولاء لزعيم حركة "طالبان" الجديد، الملا محمد أختر منصور، في محاولة منه لإنقاذ شتات الحركة وانقسامها .
وإعلان البيعة جاء في تسجيل صوتي بثته على الانترنت "مؤسسة السحاب" التي تعد الذراع الإعلامي لتنظيم "القاعدة"، وتضمن التسجيل، رسالة من الظواهري للملا منصور، الذي تم اختياره زعيمًا حركة طالبان، جاء فيها: "كزعيم لجماعة قاعدة الجهاد، نعلن ولاءنا لك".
والتسجيل هو أول رسالة من الظواهري منذ سبتمبر 2014. وكانت هناك تكهنات بشأن ما إذا كان الظواهري نفسه على قيد الحياة، وذلك منذ تأكيد وفاة زعيم حركة طالبان السابق، المُلا عمر، الشهر الماضي. وفي التسجيل الصوتي الجديد، أعرب الظواهري عن تعازيه في وفاة المُلا عمر.

زعيما التنظيم: 1 - الملا محمد عمر

- ولد الملا محمد عمر عام 1954 بمدينة ترنكوت عاصمة ولاية أورزغان.
- مؤسس حركة طالبان.
- مات والده وهو صغير فرباه أعمامه وتحمل مسؤولية إعالة أسرته في وقت مبكر.
- لم يكمل دراسته وأصبح شيخ القرية قبل الانضمام إلى المسلحين.
- كانت قدراته المعرفية متواضعة ومخاطبته للجماهير ضعيفة، ولذلك ليس له خطب جماهيرية ولا مقابلات صحفية وليست لديه خبرة في المجال السياسي والتنظيمي.
- ينتمي - كما كل زعماء حركة طالبان - إلى المدرسة الديوبندية وهي اتجاه سني في المذهب الحنفي تأسس في مدينة ديوبند بالهند.
- يتميز بآرائه المتشددة تجاه المرأة والعديد من الشعائر الإسلامية.
- شارك في مقاومة الاحتلال السوفياتي لبلاده، وذاع صيته بعد سيطرة الحركة على مختلف مناطق أفغانستان.
- جمع بين السلطتين الدينية والسياسية، وكان يلقب بـ"أمير المؤمنين".
- انقطعت أخباره بعد دخول القوات الأميركية إلى أفغانستان. ونشرت الحركة يوم 5 أبريل  2015 سيرته الذاتية، وبعد ذلك بأشهر راجت معلومات تفيد بوفاته.
- أمضى الملا عمر فترة مقاومة السوفيت قائدا لمجموعة مسلحة في جبهة القائد ملا محمد التابعة للجمعية الإسلامية بزعامة برهان الدين رباني بولاية قندهار.
- فقد عينه اليمنى خلال الحرب ضد الروس ما بين 1989 - 1992، وانتقل من منظمة إلى منظمة حتى استقر آخر الأمر قبل ظهور حركة طالبان في حركة الانقلاب الإسلامي التي تزعمها مولوي محمد نبي.
- أراد أن يكمل دراسته في مدرسة "غيرة" بمنطقة سنج سار بمديرية ميوند بولاية قندهار، ومن هناك بدأ التفكير في محاربة الفساد، فجمع طلاب المدارس الدينية لهذا الغرض في صيف عام 1994 وبدأوا العمل بمساعدة بعض التجار والقادة الميدانيين.
- سطع نجم الملا عمر عندما اختارته حركة طالبان الأفغانية أميرا لها في أغسطس  1994، وبعد وصول الحركة إلى مشارف كابل، عقد اجتماع عام للعلماء شارك فيه حوالي 1500 شخص في أواخر مارس وأوائل أبريل 1996، وانتخب بالإجماع أميرا لحركة طالبان ولقب بـ"أمير المؤمنين".
- ومنذ ذلك التاريخ اعتبرته الحركة أميرًا شرعيا لها، له في نظر أتباعها جميع حقوق الخليفة، فلا يجوز مخالفة أمره، وأعطت هذه الصفة صبغة دينية للرجل الذي حجب عن أنظار عامة الناس لإعطائه هيبة وسط العامة، وإخفاء جوانب شخصيته، حيث لم يكن يشارك في الاجتماعات العامة.
- اعتبره خبراء في الشأن الأفغاني أكثر الزعماء غموضا حيث لا توجد له صورة فوتوغرافية واحدة واضحة المعالم.
- عاش الملا عمر إبان حكم طالبان مع أسرته في بيت في مدينة قندهار، وكان يستخدم سيارة واحدة للتنقل العادي داخل المدينة، لا يهتم كثيرا بالحراسة الشخصية، وكان الحاكم الحقيقي لأفغانستان حيث صدرت جميع القرارات المهمة بتوقيعه، وكان يدير أمور الحركة وأمور الحكومة في كابل والولايات عن طريق الهاتف واللاسلكي من قندهار.
- منذ سقوط نظام طالبان عام 2001 لم يعرف مكان اختباء الملا عمر، فقد طاردته  الولايات المتحدة الأميركية وخصصت جائزة قدرها عشرة ملايين دولار لمن يدل عليه أو يساعد على اعتقاله لتقديمه للقضاء، دون أن تصل لشيء.
- ومع استمراه تواريه عن الأنظار، توقع متابعون للشأن الأفغاني أن يكون متخفيا في قبائل البشتون أو بالأراضي الباكستانية.
- نفت حركة طالبان في يوليو 2011 وفاته، بعدما وُزِّعت رسائل نصية صادرة من هواتف استخدمها بعض قيادييها أرسلت إلى وسائل الإعلام تعلن وفاته، واتهمت الاستخبارات الأميركية  باختراق هواتف مسؤوليها.
- ورغم اختفائه صدرت عنه بين الفينة والأخرى مواقف سياسية باسم الحركة من قبيل إعلانه بتاريخ 13 أكتوبر  2013 رفض الاتفاقية الأمنية الثنائية المقترحة بين أفغانستان والولايات المتحدة، فهي بحسبه "لن تكون مقبولة لدى الشعب الأفغاني".
- كما أصدر بيانا أشاد فيه بصفقة تبادل خمسة معتقلين من حركة طالبان في سجن غوانتانامو مقابل إطلاق الحركة سراح جندي أميركي في آخر مايو 2014، ووصفها بأنها "نصر عظيم".
- ووصفت السيرة الذاتية الملا محمد عمر بأنه صاحب شخصية كاريزمية، وقالت إن سلاحه المفضل هو قاذفة الصواريخ "آر بي جي 7".

2 - أختر منصور:

- زعيم طالبان حالياً، وكان من أبرز قياداتها.
- عاد إلى أفغانستان في سبتمبر 2006 بعد اعتقاله في باكستان.
- ضالع في أنشطة الاتجار بالمخدرات، وكان ناشطًا في أقاليم خوست وبكتيا وبكتيكا في أفغانستان حتى مايو 2007.
- كان حاكماً لطالبان على قندهار حتى مايو 2007.
- شارك بنشاط في الأعمال المناوئة للحكومة، ولا سيما تجنيد الأفراد لصالح حركة الطالبان لقتال الحكومة الأفغانية والقوة الدولية للمساعدة الأمنية.
- كان أختر محمد منصور شاه محمد نائب رئيس مجلس الشورى الأعلى لطالبان حتى منتصف عام 2009.
- عمل عضوًا في مجلس قيادة الطالبان وكُلف بتولي رئاسة الشئون العسكرية في "مجلس غِردي جَنغل" التابع لحركة الطالبان قبل تعيينه نائبًا لمحمد عمر في مارس 2010، وحتى عام 2010.
- كان مسئولًا بصفة مباشرة عن أنشطة طالبان في أربعة أقاليم في جنوب أفغانستان.
- عُين رئيساً لمجلس الشورى المدني لحركة الطالبان في أوائل عام 2010.
- كان منصور اختير حتى عام 2009 نائبًا للملا عبد الغنى برادر عبد الأحمد ترك في المجلس الأعلى لطالبان.
- بعد اعتقال الملا برادر في فبراير 2010، أصبح مؤقتًا المسئول عن المجلس الأعلى لطالبان.
- اغتيل منصور في 2016، في باكستان عندما أصيبت السيارة التي كانت تقله بصاروخ من طائرة أميركية بدون طيار وقد عينت حركة طالبان هيبة الله أخوند زاده خليفة له، وحسب مصادر الحركة فقد عبر منصور إلى باكستان من إيران، حيث اجتمع مع مسؤولين إيرانيين وقادة من طالبان يقيمون هناك

الموقف الأن:

رحب المبعوث الأمريكي للمصالحة في أفغانستان زلماي خليل زاد، أمس الثلاثاء 17 مارس 2020، بالبيان الذي أصدرته حركة طالبان الأفغانية والذي نددت فيه بتنظيم "داعش" الإرهابي وتعهدت بوقف أي محاولات للتنظيم الإرهابية للتجنيد أو جمع الأموال أو التدريب داخل أفغانستان.
وكتب خليل زاد -في تغريدة وفق ما نقلته وكالة أنباء /خاما برس/ الأفغانية-: "أرحب ببيان طالبان الذي يدين داعش ويلتزم بوقف أي محاولات للتنظيم للتجنيد أو جمع التبرعات أو التدريب داخل أفغانستان، وتعكس هذه القرارات التزام طالبان العامة (في اتفاقنا) ضد القاعدة وجميع الجماعات الأخرى التي تهدد الولايات المتحدة أو حلفاءها".
وأضاف: "نتوقع من طالبان الوفاء بالتزاماتها، وسيعتمد الوفاء بالتزاماتنا في الاتفاق على وفاء طالبان بالتزاماتها، ويعد بيان طالبان بشأن داعش وعملياته الأخيرة ضد الإرهابيين في كونار من الخطوات الإيجابية".
ووقعت الولايات المتحدة وطالبان اتفاق سلام أواخر شهر فبراير الماضي بعد نحو 18 شهرًا من المفاوضات.
وكانت تأكيدات مكافحة الإرهاب والمحادثات بين الأفغان ووقف إطلاق النار وسحب القوات من بين الموضوعات الرئيسية التي أجرى الجانبان مناقشات متعمقة قبل التوقيع على اتفاق السلام.
وفي الوقت نفسه، ثمة مخاوف أن يؤدي العنف المستمر في أجزاء معينة من البلاد إلى تعطيل عملية السلام حيث يواصل مقاتلو طالبان بشكل متقطع هجماتهم في أجزاء نائية من البلاد.
وأكدت وزارة الخارجية الأسبوع الماضي أن طالبان اتخذت خطوات لوقف الهجمات ضد قوات التحالف والمدن ولكن الحركة ما زالت تقتل الكثير من الأفغان في الريف.
وكانت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية مورجان أورتاجوس قد رفضت مستوى العنف الحالي لطالبان ووصفته بأنه غير مقبول.
وقالت أورتاجوس في بيان "نعترف بأن طالبان اتخذت خطوات لوقف الهجمات ضد التحالف وفي المدن"، مضيفة "أن طالبان تقتل الكثير من الأفغان في الريف".
وأكدت المتحدثة الأمريكية ضرورة أن يتغير الوضع، مضيفة أن العنف على هذه المستويات يهدد بجر الطرفين إلى حلقة مفرغة، وأنه لا يخدم أحدًا بل ويقوض عملية السلام.

شارك

موضوعات ذات صلة