ديماجوجية

الأربعاء 11/نوفمبر/2015 - 09:06 ص
طباعة
 
كلمة يونانية ترجمتها الحرفية "قيادة الشعب"، ويشير المصطلح في استخدمه العصري الشائع إلى الاعتماد على إستراتيجية خاصة في الإقناع والتأثير على الجماهير، قوامها التركيز على المخاوف والأفكار المسبقة، وبذلك يكون التغلغل في أعماق الكتلة الشعبية من منطلق الخطاب الدعائي الحماسي ذي المفردات المسرفة في النبرة العاطفية الإنشائية، دون انشغال بالأسس المنطقية والعقلانية للخطاب.
خداع الجماهير وتضليلهم جوهر الديماجوجية، وهي السلاح الذي يلجأ إليه كثير من الساسة لاكتساب الثقة الشعبية والتأييد، عبر التملق ومخاطبة الغرائز، ومسايرة الأحلام والأوهام الكاذبة التي لا تنهض على أسس، ويتوافق نجاح هذا المنهج مع تراجع الوعي ومحدودية الثقافة، والعجز عن التقييم المنطقي للرسالة التي يتم تقديمها بمعرفة هؤلاء الزعماء.
من المنطقي أن تكون الخطابة هي الأداة الأهم عند أبرز رموز المدرسة الديماجوجية، وهو ما يتمثل بوضوح عند الزعيمين الألماني والإيطالي أدولف هتلر وبنيتو موسوليني، وقد كان كلاهما خطيبًا مفوهًا ذا جاذبية تضفي عليه ملامح الصدق والثقة، بما يدفع إلى التعلق به ومسايرته وتأييده بلا حدود. ومع تطور أساليب الدعاية ووسائل الاتصال الجماهيري، لم تعد الخطابة التقليدية هي الأداة الوحيدة، فالبدائل تتمثل فيما تتضمنه الوسائل الإعلامية المستحدثة.
من السمات الأصيلة عند الساسة الديماجوجيين أن الوصول إلى السلطة يمثل هدفًا رئيسًا لهم، دون نظر إلى المصلحة العامة والآثار المترتبة في المدى البعيد، وفي سبيل ذلك لا يتورعون عن التبشير بأفكار غير مجدية وبعيدة عن معطيات الواقع.

شارك