جبهة تحرير ماسينا..الإرهاب القًبلي في مالي

الثلاثاء 11/يونيو/2019 - 11:00 ص
طباعة أميرة الشريف
 

مدخل:

قتل ما يقرب من مائة شخص ليلة الاثنين 10 يونيو 2019، خلال الهجوم على قرية دوجون في وسط مالي. تأتي هذه المذبحة بعد مقتل أكثر من 130 فولاني في مارس في قرية أخرى في المنطقة.
وكان هذا العمل دليلا على التدهور السريع للوضع في وسط مال. وقد ارتكبت مجزرة جديدة في قرية سوبان كو. وفقا للسلطات المحلية، قتل فيها ما لا يقل عن 95 شخصا على أيدي رجال مسلحين. وقال ممثل محلي منتخب لوكالة فرانس برس "في الوقت الحالي قتل 95 مدنيا وحرقت الجثث ونواصل البحث عن جثث".
تعد "جبهة تحرير ماسينا" التنظيم الجهادي الأحدث في الصحراء الأفريقية الكبرى، والتي استمدت اسمها من إمبراطورية ماسينا الفولانية في القرن التاسع عشر وكانت امبراطورية شاسعة شملت مالي والسنغال ونيجيريا. وأصبحت عاصمتها مدينة حمد الله القريبة من موبتي أطلالا الآن وأعلنت الجبهة عن تأسيسها في بداية عام 2015م . 
 ينتمي عناصرها إلى قومية "الفولان" في المنطقة الوسطى من مالي، وتعتبر أول تنظيم يتشكل على أساس عرقي في مالي، وهي مقربة من تنظيم أنصار الدين لدرجة التوحد، حيث يعتبرها أغلب الخبراء في الحركات المسلحة بالساحل مجرد كتيبة من هذا التنظيم الذي يتزعمه إياد غالي وتتميز بأنها ذات طابع إقليمي بحت ولا تتواجد إلا بين الأقلية الفولانية، وهو ما يعطي عنصرا عرقيا جديدا للصراع الإسلامي في بلد تنتشر فيه التوترات القبلية ويجعله يأخذ طابعا إقليميا في حال تطورت الصلات بين الفولانيين في مختلف أنحاء المنطقة، وهم هوية قوية ولهم صلات فيما بينهم.

النشأة والتأسيس:

تعود البدايات الأولى لنشأة "جبهة تحرير ماسينا "إلى بداية الصراع بين الحكومة المالية وحركة تحرير أزواد التي كانت تضم مختلف مكونات أزواد العرقية، وانضم لها مجموعة من مقاتلي الأقلية الفولانية المتمردين على الحكومة المالية والراغبين في الانفصال عن الدولة المركزية في باماكو، ولكن سرعان ما حدث انفصال مع حركة تحرير أزواد فانضموا إلى حركة أنصار الدين ذات التمدد المحلى والعرقي، وصاحبة التوجه السلفي الجهادي، التي سرعان ما أصابها الضعف والتفكك بعد تغير موازين القوى في الإقليم الصحراوي، والتدخل القوى من فرنسا وحلفائها الأفارقة في الإقليم عسكريا وتشرذمت حركة أنصار الدين التي كانت تسيطر على المشهد الجهادي
 وانقسمت إلى عدة حركات كان ابرزها "جبهة تحرير ماسينا" بقيادة أمادو جالو، وانضم لها آلاف من المقاتلين الفلان الذين كانت حركة أنصار الدين تعتمد عليهم في السابق وتطورت صلاتهم مع مرور الوقت مع أبناء أقليتهم الذين يشعرون بالتهميش وهو ما مكن الحركة بعد عدة مواجهات مع الجيش المالي من إقناع العشرات من أبناء الفلان بالالتحاق بهم وكان اغتيال الإمام أمادو كوفا وهو خطيب جهادى متشدد من بلدة موبتي بوسط مالي بداية لتكوين التنظيم الجهادى في عام 2012 م وشاركوا في موجة من أعمال العنف والقتل في منطقة موبتي بهدف إسكات المعارضين لهم ولكن مع التدخل العسكري الفرنسي في أوائل عام 2013 م تشتيت العديد منهم فتجه بعضهم إلى وسط مالي لإعادة تجميع صفوفهم وتجنيد أعضاء جدد واستغلوا المنطقة كقاعدة لتوجيه ضربات لمناطق في الجنوب المالي كانت تعتبر آمنة فيما سبق وبدأت تتكون الجبهة في البداية من مقاتلين محليين كانوا يقاتلون في موبتي مع ازدياد الضغوط العسكرية الفرنسية عادوا الى وسط مالي وحصلوا على أسلحة من ميليشيات موجودة منذ فترة بعيدة تشكلت لحماية أراضي الرعي وانشروا في منطقة حزام الساحل القاحلة الممتدة من غرب أفريقيا شرقا من السنغال إلى السودان واستخدموا العديد من أساليب الترهيب والاغتيال ضد المواطنين تحت دعوى تعاونهم مع الجيش المالي واستطاعوا مع مرور الوقت استغلال المظالم المحلية في ما بين الفولانيين الذين يمثلون الأغلبية على المستوى المحلي في تعزيز صفوف مقاتليهم وعقدوا تحالف وثيق مع جماعة أنصار الدين المالية الإسلامية التي شارك زعيمها إياد أغ غالي مع كوفا في احتلال الشمال المالي.
وفي أبريل عام 2015 م أعلنت الحركة عن نفسها في بلدة صغيرة تسمى "تننغو" تقع قريبا من الخط الفاصل بين شمال مالي وجنوبه موبتي ومواجهة الجيش المالي من جهة وإعلان القطيعة مع حركات تحرير أزواد وبمرور الوقت أصبحت رقما صعبا في منطقة أزواد بل وفي الشريط الجغرافي لدول الساحل التي تضم موريتانيا، النيجر، ومالي، وتشاد؛ بسبب قوة حركتها وسرعة امتداداها العسكري ويقدر عدد المسلحين التابعين لها ما بين 1000 إلى 4000 مقاتل . 
 وترتبط الجبهة بعلاقات جيدة مع القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، ومع جماعة أنصار الدين عندما كانت تقاتل معها في وسط مالي في عام 2013، وهى أول من دعت الى الانضمام الى حركة بوكو حرام وقامت باغتيال الإمام سيكو با الشيخ المالي المعروف لأنه تجرأ على التحدث علنا ضد صعود المتشددين الإسلاميين في وسط مالي، وشجب في خطبه حمل الشبان للسلاح باسم الدين بإطلاق النار عليه على عتبة منزله وقد زرعت الجبهة الذعر بين السكان، واضطر بعض المسؤولين الى الفرار، من مناطقها بعد أن قوضت جهود بعثة الامم المتحدة البالغ عددها 10000 شخص لحفظ السلام في مالي

أسباب تنامي نفوذ جبهة تحرير ماسينا:

هناك عدة أسباب أدت إلى تنامي نفوذ جبهة تحرير ماسينا في مالي.. على رأسها: 
1- ما تعانيه مالي من انتشار للسلاح والجماعات الجهادية وهو ما أفسح المجال لظهور جماعات عنيفة متطرفة جديدة أضافت إلى أطروحاتها الدينية التي تؤسس منهجها المتطرف أطروحة جديدة هي الهوية القومية، وقد مثلت جبهة تحرير ماسينا أحد وجوه هذا التطور في منسوب التشدد على الساحة المالية رافدة بذلك تواجد جماعات القاعدة في المغرب الإسلامي وحركة أنصار الدين الإسلامية التي تعتبر المرجعية الأولى للجبهة الجهادية الجديدة.
2-  انتشار موجات العنف في الغرب الإفريقي أدت الى ظهور جماعة متشددة جديدة في مالي بعد أن اعتبرت أنها في ملاذ امن وسط هذا المحيط العنيف 
3-  تنامى الفكر الجهادي مما أهلها لتكون مخزنا لتجنيد الجهاديين وبداية لمحاولة سيطرتها على هذا البلد الفقير في غرب أفريقيا. 
4-  القدرات القتالية للحركة ادت الى تحويلها للصراع الإسلامي الجهادى الدائر في مالي منذ ثلاث سنوات من الشمال الصحراوي النائي ليقترب من الجنوب حيث الكثافة السكانية العالية.
5-  بث العنف وروح القتل في خصومها وعلى رأسهم الإمام الحاج سيكو الذى قتلته الحركة بالرصاص على عتبة باب بيته وكان هذا الإمام أحد القلائل في قرية باركيرو الذين تجاسروا وأبدوا اعتراضهم على ظهورهم في وسط مالي وراح يندد في خطبه بمن يرفع السلاح من الشباب باسم الدين.
6- توظيفها للعنصر العرقي في مالى مما ساعدها على تجنيد أعضائها من بين أقلية الفولاني العرقية المهمشة في وسط مالي وهو ما ادى الى بث الرعب في قلوب السكان ودفع بعض المسؤولين للهرب وقوّض جهود بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة المؤلفة من عشرة آلاف جندي لتحقيق الاستقرار في الدولة الواقعة في غرب أفريقيا. 
7- معاناة الأقلية الفولانية من  التهميش وهى قبيلة كبيرة تنتشر بغرب ووسط أفريقيا ويقدر تعدادها بحوالي 20 مليون نسمة مما دفع العديد منهم الى الانضمام للجبهة . 
ويقول أندرو ليبوفيتش الباحث الزائر بالمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية عن هذه النشأة إن موبتي منطقة مغرية لتوسع الجماعات المتشددة لأهميتها التاريخية كمركز إسلامي وتستحضر خطب كوفا صور الجهاد الذي خاضه الفولانيون ضد جماعة بامبارا العرقية المنافسة في سبيل إقامة إمبراطورية ماسينا الشاسعة التي شملت مالي والسنغال ونيجيريا وأصبحت عاصمتها مدينة حمد الله القريبة من موبتي أطلالا الآن.
 وتقول كورين دوفكا مديرة غرب أفريقيا لدى منظمة هيومن رايتس ووتش " يبدو أن استراتيجية الموالين لكوفا هي تفريغ المنطقة من القيادات الإدارية والمسؤولين الحكوميين وغيرهم ممن يتعاونون مع الجيش" .
وقال السيد عبد الله مامادو الصحفي والخبير في شأن الجماعات المسلحة إن الافلان يعيشون نفس الوضع الذي يعيشه "اتوارك" من ظلم وتهميش وعزلة واضطهاد وأن الجبهة كانت تضم مقاتلين من افلان تحولوا مع المد السلفي الكبير الذي تعرفه المنطقة من يساريين إلى سلفيي، وأن زعيم حركة تحرير ماسينا هو منفذ عملية كونا التي أعطت الفرنسيين فرصة التدخل، وهذا الوضع يشكل تهديدا خطيرا على الأمن في موريتانيا، وأن التحديات المطروحة تفرض التحكم في الوضع الذي مازال في مهده، من خلال التعاطي مع مطالب افلان واشراك العرب وصونكاي باعتماد مقاربات اجتماعية وسياسية تقوم على معالجة الاختلال بدل المقاربة الأمنية التي كانت وراء التحاق أعداد كبيرة من شباب افلان بحركة انصار الدين وغيرها من الحركات الموازية وأن استفحال العنف في مالي يأتي بعد شهر من التهديدات التي اطلقها بلعور بنقل الحرب من الشمال الي الوسط والجنوب كمرحة اولية لإعادة تنظيم الحركات الجهادية من خلال الدفع بفاعلين جدد لم يكونوا ظاهرين إلى الصفوف الأمامية.
سيدي محمد ولد جعفر الصحفي والمؤرخ عن ان افريقيا جنوب الصحراء وخاصة جمهورية مالي التي عرفت دولا " اسلامية" لا يوجد في ثقافتها الجهاد "السلطاني" الذي طبع مسيرة التاريخ الإسلامي واقصد به الجهاد الذي يرفع راية التمكين للدين وفي الجوهر يبحث عن الريع والسبايا فقد دخل اسلام القوافل المسالم المنطقة وتلقفه الناس وكان الأقرب إلى اسلام القرءان القائم على عدم الاكراه على اعتناق الدين وهذا ما يجعل اسلام افريقيا جنوب الصحراء مرنا ومتقبلا للآخر، حيث المسجد والكنيسة والمعبد في مدينة واحدة بتسامح ونظرا للحضور القوي للطرق الصوفية في المنطقة وحتى في ماسينا تاريخا لأنها كانت مملكة صوفية قادرية وما يحمل التصوف من روح تسامح تتماشى والعقلية الإفريقية فحتى المال السعودي الكثير لم يفلح في خلق تيار وهابي مؤثر في جمهورية مالي رغم حضوره القوي في العاصمة والمدن الكبيرة
 وتابع " كلمة يا بن الوهابي تعني أنك خارج على التدين المحلي المعبر عن الخصوصية أما كون هذا التنظيم سيشكل تهديدا لموريتانيا لا أظن أنه سيهدد حتى التماسك الديني في جمهورية مالي لأنه لا يجد روافد ايدلوجية تتبناه وتدعمه بالمال والسلاح لأن المنطقة منطقة نفوذ صوفي متجذر، والدعم يمكن أن يأتي أساسا من القاعدة ومشتقاتها وأي حضور لها وعلني سيواجه من طرف القوى المحلية الطرقية قبل الدولة إضافة الى عدم وجود الشخصية الكارزمية، لأنه ان وصلت تلك المراحل سيهدد السلطة المركزية قبل دول الجوار ومهما يكن من أمر فإن الوضع في الجارة الشرقية مالي يوشك على انفجار حقيقي في ظل الانفصام الكبير في المواقف ما بين القادة السياسيين والقادة العسكريين.

المرتكزات الفكرية:

تعتمد الجبهة على عدد من المرتكزات الفكرية على رأسها:
1- إحياء القومية الفولانية في غرب إفريقيا وإحياء الإمبراطورية التي قامت في القرن الـ19، في الوقت الحاضر وتوسيع امتدادها في العديد من الدول الافريقية باعتبارهم سادات الساحل 
2- تبني  استراتيجية القاعدة في المغرب الإسلامي في مالي وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بشكل عام والعمل مع أنصار الدين من أجل ذلك. 
3- مقاومة التدخل العسكري بقيادة فرنسا في شمال مالي والعمل من أجل الوحدة بين الجماعات الجهادية في غرب أفريقيا من أجل مقاومة فرنسا . 
4- السيطرة على المزيد من ولاة الأقاليم ورؤساء البلديات، من اجل اقامة دولة سلامية . 
5- منع القوانين غير الشرعية والمخالفة للدين الإسلامي 
6- المرأة جزء من المنزل ولا يجوز خروجها منه 
7-الحجاب فريضة ولا يجوز خروج النساء الا وهم محجبات
أماكن انتشارها:
 تنشط في وسط وشمال مالي وسط الأقلية الفولانية التي ينتشر أفرادها البالغ عددهم 20 مليونا في غرب أفريقيا ووسطها.

أهم العمليات:

شنت الجبهة موجة من الهجمات عقب تأسيسها في المناطق الوسطى والجنوبية من مالي وأعلنت مسؤوليتها عن سلسلة من الهجمات استهدفت القوات الغربية وأهداف تابعة للجيش المالي في باماكو والمناطق الحدودية قرب ساحل العاج وموريتانيا على الرغم من حداثة تأسيسها ومن أبرز هذه العمليات: 
1- هجوم يوم الجمعة 20-11-2015م على فندق "راديسون بلو" في بماكو عاصمة مالى ، حيث أعلنت مسؤوليتها عن تنفيذ الهجوم بعد أن إعلان تنظيم "المرابطون" مسؤوليته عنه وقالت عبر بيان نسبته إذاعة فرنسا الدولية ومراسل وكالة الأنباء الفرنسية في بماكو إلى المتحدث باسم الحركة علي همة الذي برره حسب البيان بأنه رد "على هجمات قوات برخان الفرنسية التي تستهدف بعض عناصر الجبهة وأنصار الدين لمساعدة الجيش المالي، وأن العملية نفذها خمسة عناصر من الحركة وإن ثلاثة منهم خرجوا سالمين"، وهو ما يتقاطع في جانب منه مع رواية السلطات المالية التي أكدت أنها لا تزال تبحث عن مسلحين شاركوا في العملية.
من جهة اخرى، اعلن "علي هما" الناطق باسم الجماعة أن هذا الهجوم جاء ردا على هجمات القوات الفرنسية التي تستهدف عناصر الجبهة وأنصار الدين، وأن منفذيه هم مجموعة من خمسة مسلحين خرج ثلاثة منهم سالمين وقتل منهم "بطلا الاسلام" عبد الحكيم الأنصاري ومعز الأنصاري وأن "المجاهدين قتلا بعد مقاومة شديدة ضد القوات الفرنسية والأمريكية والمتعاونين معها واننا قمنا بذلك بعد اعتداء الصليبيين على سكاننا واماكننا المقدسة واخوتنا المجاهدين في مالي".
ولكن محمد محمود أبو المعالي الخبير في شؤون الحركات المسلحة بالساحل الافريقى شكك في ذلك قائلا أن هذه المرة الأولى التي يعلن فيها شخص ما تبني ماسينا عملية تبناها تنظيم المرابطون قبل ذلك و إن عملية الهجوم على فندق سيفاري في أغسطس 2015 م تبناها المرابطون، وبعد أيام نقل مراسل وكالة الأنباء الفرنسية في بماكو عن متحدث باسم ماسينا تبنيها العملية وأن البيان الذي نسبته وكالة الأنباء الفرنسية للناطق باسم جبهة ماسينا يقول إن الهجوم على فندق راديسون بلو تم بالتنسيق مع أنصار الدين، وهو ما لا يستقيم لأن الجبهة تعتبر كتيبة من كتائب أنصار الدين".
 واعتبر الهيبة ولد الشيخ سيداتي مدير وكالة الأخبار الموريتانية المستقلة أن "بصمات المرابطون واضحة في عملية فندق راديسون، والتبني كان قاطعا، والبيان المنسوب لأنصار الدين وجبهة ماسينا يبدو أقل حسما من المنسوب للمرابطين وإن الحديث عن أنصار الدين وجبهة ماسينا كتنظيمين منفصلين يشكك في صدقية التبني، لكن إذا كان لا بد من الجمع بين الروايتين فيمكن أن يكون البيان الأخير يعني تفسيرا لمشاركة القاعدة في العملية، بحكم أن أنصار الدين جزء منها".
2-  مهاجمة قاعدة الجيش المالي في مدينة "نارا" قرب الحدود مع موريتانيا والسيطرة على المدينة لعدة ساعات في الأسبوع الأول من يوليو عام 2015م
3- في   28  يونيه 2015 استولوا على إحدى القرى في منطقة سيكاسو
4- في   27  يونيه 2015، قتلوا ثلاثة جنود في معسكر للجيش المالي بالقرب من مدينة نارا، بمنطقة كوليكورو المالية 
5- في   1  يونيه 2015، هاجموا مركز للشرطة بمنطقة موبتي المالية 
6-   في 10  يونيه 2015 قام 30 مسلحًا من الجبهة بقتل شرطي وإحراق مركز للشرطة بمنطقة سيكاسو
7- في 2  يونيه 2015، قتل 4 من الجبهة شرطي بمنطقة سيغو
8- في  12 أبريل 2015، زرعوا قنبلة بمنطقة سيغو فقتلت جنديين من الجيش المالي.
9- في  3 أبريل 2015، قتلوا اثنين من المدنيين ببلدة بوني، بمنطقة موبتي
10- في 1  أبريل 2015 هاجموا قاعدة عسكرية للجيش المالي بمنطقة موبتي 
11-  في   7 مارس 2015 هاجموا بالمدافع الرشاشة والقنابل حانة بالعاصمة المالية باماكو مما ادى الى قتل خمسة أشخاص
12- في يومي   8 و 16 يناير هاجموا الجنود في إحدى القرى بمنطقة موبتي
13- في  6  يناير هاجموا ثكنة عسكرية  بمنطقة موبتي
14- في 5 يناير هاجموا جنود من الجيش المالي مالي، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن سبعة منهم في منطقة سيغو 
15- في 22 أبريل، داهمت الجبهة قرية دوجو، وقتلوا عيسى ديكو، رئيس القرية، بعد اتهامه بالدفاع عن الحكومة المالية، وقوات الأمم المتحدة والفرنسية المسلحة وهو مما سبب حالة من الهلع غير مسبوقة بين سكان المنطقة الإدارية الخامسة لمالي. 
16- في 4 مايو2015 ، دمرت ضريح الشيخ سيكو أمادو الذي أسس إمبراطورية ماسينا في عام 1818م ، باعتباره ضريح للوثنية . 
17- في 27  يونيه 2015 هاجمت الجبهة مع أنصار الدين ولواء خالد بن الوليد القادم من الحدود الموريتانية، جنود من الجيش المالي في مدينة نارا 
18- في 10 أغسطس 2015 نهبت الجبهة العديد من المتاجر في موبتي، في وسط مالي، وفجرت سيارة في قافلة استطلاع للقوات المسلحة في مالي في بلدة ديا، مما أسفر عن مقتل ثلاثة جنود من مالي

مواقف الجبهة:

الجبهة وبوكو حرام 
لا يستبعد العديد من المحللين إعلان التنظيم الراغب في التمدد الجغرافي الكبير مبايعته لتنظيم “بوكو حرام” الذي أصبح اليوم رقما صعبا في افريقيا ويستهوى يوميا عشرات الشباب من “الفلان” الذين يرون أنهم سادة الأرض وأصحاب المظالم التاريخية وتشير كل المعطيات والاستراتيجيات الحالية إلى أن الجبهة لن تبقى حبيسة الحراك المحلى بل في طريقه إلى الالتحاق بتنظيم “بوكو حرام” نظرا للروابط المشترك والتوجه الديني والعرقي للجبهة في مالى، حيث يرفع التنظيم في عدد من غزواته في مالى رايات وشعارات شبيه إلى حد كبير بما لدى حركة "بوكو حرام"، وذلك ربما يطمح التنظيم من خلاله إلى كسب تعاطف دولي من التنظيمات الجهادية يسمح له بتحقيق الهدف الأول وهو إعادة تحرير "مملكة ماسينا".

أبرز الشخصيات:

أمادو كوفا: 
 يعد أمادو كوفا الزعيم الأبرز في جبهة تحرير ماسينا وهو  خطيب جهادى متشدد من ولد في بلدة موبتي بوسط جمهورية مالي. 
حياته وتعليمه: 
تلقى تعليمه الأولى في بلدته موبتي، ثم عمل كمعلم ديني لمدة تزيد على 50 عاما وتمتع بشعبية كبيرة في مالي لإتقانه اللغة الفولانية التي استخدمها في إيصال أفكاره الجهادية عبر إذاعة محلية كوسيلة للاتصال مع طائفته وعمل في بداية حياته في مجال تمويل "المنظمات الإنسانية" عبر أموال الخليج في عام 1990 م ولم يكن يتبني أي أفكار جهادية حتى الفترة 2001-2008، ولكن عندما زار أفغانستان والهند وقطر، تبنى الأفكار الجهادية وأصبح أكثر تطرفا وسرعان ما انضم إلى تنظيم القاعدة في المغرب العربي 
وفي عام 2012، بدأ في تكفير الزعماء الدينيين وكبار القضاة وذلك لعدم تنفيذهم لأحكام الشريعة الإسلامية وفى 10 يناير 2013، قاد هجوم بلدة Konna  في وسط مالي، وأعلن نفسه "سلطان Konna وهو ما دفع القوات الفرنسية للتدخل العسكري هناك ضده لتقويض نفوذه 

النتائج:

من خلال ما سبق نستطيع أن نستنتج ما يلى :
1- على الرغم من أن حركة ماسينا تدعى المحلية إلا أنها تحمل أفكار جهادية توسعية في منطقة الصحراء الافريقية 
2- من الواضح من الاستراتيجية الجهادية التي تتبانها انها لازالت مرتبطة على الاقل فكريا بالقاعدة في المغرب الإسلامي. 
3- تنفيذ الشريعة الإسلامية في مالي لازالت من المبادي الاساسية التي تريد من خلال بسط نفوذها على الجماعات الجهادية المحلية 
4-  على الرغم من ان الحركة تصور نفسها على انها حركة "تحرير" الا ان ذلك ينفي عنها علاقاتها مع جماعة أنصار الدين، والقاعدة وتبانيها نفس الاستراتيجية الجهادية .
5- القدرة الواضحة على الاعتماد على التوجيه الاستراتيجي للقاعدة في المغرب الإسلامي 
6- صعود الجبهة كجماعة جهادية عرقية بين طائفة الفولاني قد يؤدى إلى أقلمة العنف في جميع أنحاء غرب ووسط أفريقيا.
7- قد تحول المنطقة الى قاعدة انطلاق للهجمات الإرهابية على أوروبا باعتبارها الحزام المالي الذى سيجمع ويجند الجهاديين في وسط افريقيا . 
8- تشكل الجبهة تحدي أمني خطير في منطقة الصحراء الكبري وتهدد النسق التقليدي للتدين الإسلامي في المنطقة والقائم على الطريقة القادرية الصوفية.
9- قد تشكل حركة تحرير "ماسينا" الحلقة المفقودة في عقد الحركات الجهادية بإفريقيا حيث مكنت ولأول مرة من ربط القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بحركة بوكو حرام .
10- التعامل معها أصبح ضرورة لان وجودها أصبح يمثل تطورا خطيرا للحركات الجهادية في مالي ومنطقة الساحل الإفريقي الغربي عموما .

شارك