محلل سياسي يمني لدويتشه فيله: اليمن سيظل ساخنا ما لم يحصل توافق سعودي إيراني

السبت 13/سبتمبر/2014 - 06:03 م
طباعة
 
بات التمرد الحوثي يدفع اليمن إلى شفير حرب أهلية وسط تغييرات إقليمية مطردة تستمر فيها الحرب بالوكالة بين طهران التي تدعم الحوثيين من جهة، والرياض التي تدعم القوى السنية من جهة أخرى كما يرى المحلل السياسي اليمني محمد جميح.
يواصل الآلاف من أنصار الحوثيين تحركهم الاحتجاجي للمطالبة بإسقاط الحكومة اليمنية، وبات هذا الاحتجاج يتخذ طابعا مسلحا، هل تتوقع اندلاع حرب أهلية في اليمن؟
محمد جميح: أعتقد أننا نقترب من هذا السيناريو، فالحوثي لم يدع للحكومة أي وسيلة غير العنف للرد على حصارهم لصنعاء وإسقاطهم لعمران وسيطرتهم على صعدة والرد على فتح جبهات جديدة، وكذلك تحريضهم للمتظاهرين باقتحام مقر الحكومة؛ ما أسفر عن سقوط العديد من الضحايا.
الإشارة غير الجيدة اليوم هو أن رئيس الجمهورية ظهر بزيه العسكري، وزار إحدى الثكنات العسكرية التي هاجمها الحوثيون في المدخل الجنوبي للعاصمة صنعاء. وهذا ينبئ بأن الرئيس ربما بدأ يفكر جديا في استعمال القوة لصد ميليشيات الحوثي التي لا تزال تحكم حصارها على بعض مناطق صنعاء.

الصراع على السلطة في اليمن معقد تتداخل فيه العوامل القبلية والطائفية، إضافة للعوامل الإقليمية. أي دور تلعبه السعودية وإيران في الوضع اليمني الحالي؟
لا يمكن توصيف الحالة اليمنية دون النظر للعوامل الخارجية التي أسهمت بشكل واضح لما وصلت إليه الحالة في البلاد. العامل الخارجي يكاد يكون بارزا، إيران موجودة وكذلك السعودية. إيران حاضرة عبر الحوثيين والسعودية عبر منظومة النظام القائم؛ لأن هذا النظام نفسه هو قائم استنادا إلى المبادرة الخليجية والتي هي في مجملها مبادرة سعودية.  ولعلّ ذلك ما يدفع الإيرانيين إلى إفشال العملية السياسية في اليمن؛ لأنهم يعتقدون أنها مبادرة مبنية أساسا على أفكار سعودية.
أعتقد أنه ما لم تصل العربية السعودية وإيران لتسويات بشأن الكثير من القضايا الإقليمية، فإن الملف اليمني سيظل ملتهبا. الإشكال اليوم هو أنه وبالرغم من الخروج من حوار وطني استمر عاما تقريبا، اتفق فيه اليمنيون على تأسيس مرحلة جديدة بدستور جديد وانتخابات رئاسية وبرلمانية؛ لأن ما يحدث اليوم هو عملية انقلاب على ما توافق عليه اليمنيون بمن فيهم الحوثييون الذين وقعوا على وثيقة الحوار الوطني. ويطالب الحوثيون اليوم بإسقاط الحكومة، والحكومة أقيلت فعلا، وطلب منهم المشاركة في الحكومة الجديدة ورفضوا، فالحوثيين لهم مطالب فوق الطاولة، وأخرى تحتها.  

ألم يربك ظهور خطر تنظيم "الدولة الإسلامية" إضافة لتنظيم القاعدة؟ ألم يربك حسابات القوى الإقليمية بشأن الوضع في اليمن؟
تنظيم القاعدة متجذر في اليمن منذ سنوات، وله تأثير على الوضع من حيث إشغال الجيش اليمني. فالكثير من ألوية الجيش اليمني التي كان من الممكن أن تكون في صنعاء موجودة اليوم في مناطق الوسط والجنوب لصد هجمات القاعدة، وإضافة لذلك هناك جماعة الحوثيين في الشمال. كما أن الجيش يعاني من إشكالية الهيكلة بعد الانقسامات التي شهدها عام 2011 بين مؤيد ومعارض لنظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح.

شارك