هل تردع العقوبات السعودية ( حزب الله ) اللبناني ؟

الخميس 25/فبراير/2016 - 10:43 م
طباعة
 
اعلنت السعودية يوم الجمعة 19 فبرار 2016 عن  وقف مساعدات للبنان تقدر بنحو 4 مليار دولار . وهو القرار الذي جاء تعبيرا عن الغضب السعودي تجاه السياسة الخارجية اللبنانية . و تخصص المساعدات لتسليح الجيش اللبناني من فرنسا بمقدار 3 مليار دولار . اضافة الي وقف مساعدة عسكرية اخري تبلغ قيمتها مليار دولار مخصصة لمساعدة الامن الداخلي اللبناني . مع تأكيد المملكة علي استمرار مؤازرتها للشعب اللبناني الذي لا تمثل الادارة الحالية موقفهم 
جاء ذلك في بيان عبر وكالة واس الرسمية الذي صرح مصدر مسؤول بها ان المملكة قد اتخذت القرارات الاتية :- 
اولا : ايقاف المساعدات المقررة من المملكة لتسليح الجيش اللبناني عن طريق الجمهورية الفرنسية وقدرها 3 مليارات دولار امريكي 
ثانيا : ايقاف ما تبقي من مساعدة المملكة العربية السعودية المقررة بمليار دولار لقوي الامن الداخلي و قد اكد الجانب السعودي ان القرارات الاخيرة جاءت ( نظرا لعدم انسجام المواقف اللبنانية مع العلاقة الاخوية بين البلدين ) كما اكدت ان ( المملكة وقفت بجانب لبنان في كافة المراحل الصعبة التي مر بها و ساندته . دون تفريق بين طوائفه و فئاته ورغم هذه المواقف المشرفة فان المملكة العربية السعودية تقابل بمواقف لبنانية مناهضة لها علي المنابر العربية و الاقليمية والدولية في ظل مصادرة حزب الله اللبناني لأراده الدولة كما حدث ذلك في مجلس جامعة الدول العربية و في منظمة التعاون الاسلامي من عدم ادانة الاعتداءات السافرة علي سفارة المملكة في طهران و القنصلية العامة في مشهد ) و من المعروف ان لبنان امتنعت عن التصويت علي قرار الادانة في كلا من المحفلين و قد اشارت السعودية ( ان تلك الاعتداءات التي تتنافي مع القوانين الدولية والاعراف الدبلوماسية حظيت بتنديد من كافة دول العالم و من مجلس الامن الدولي و المنظمات الدولية الأخرى ) و اكد المؤول السعودي الذي تحدث الي وكالة الانباء السعودية ( ان المملكة العربية السعودية تقدر المواقف التي صدرت من بعض المسؤولين و الشخصيات بما فيهم دولة رئيس الوزراء تمام سلام و التي عبروا من خلالها عن موقفهم من المملكة وتضامنهم معها و تعرب عن اعتزازها بالعلاقة التي تربط المملكة العربية السعودية بالشعب اللبناني الشقيق و تحرص المملكة دائما علي تقديرها و تطويرها ) و قدا اعرب كلا من البحرين والامارات عن تأييدهما الكامل لقرار السعودية . و دعت الامارات في بيان اصدرته خارجيتها و نشرته وكالة الانباء الرسمية لبنان و اللبنانيين الي اعادته الي محيطة العربي بعيدا عن التأثيرات الايرانية التي يتبناها حزب الله و اكدت وزارة الخارجية الاماراتية في بيان ان ( قرار المملكة العربية السعودية يأتي في اعقاب تكرار المواقف السلبية اللبنانية تجاه الاجماع العربي بصورة واضحة و مسيئة و مثيرة لاستياء و الاستغراب برغم التواصل مع الجهات المهنية ) و اشار بيان الوزارة الي ان ( القرار اللبناني بات مختطفا ضد مصلحة البلد و محيطه العربي كما يبدو واضحا من هيمنه ما يسمي( بحزب الله ) و ما اسفر عن موقف متباين ضد المصالح العربية الجامعة ) و استطردت الخلية الاماراتية انه ( علي الرغم من الدعم التاريخي و التقليدي للمملكة العربية السعودية و دول مجلس التعاون الخليجي للبنان و احتضانها لأبنائه ليكونوا جزءا اصيلا في مسيرة التنمية و الازدهار علي مدي السنوات  الماضية و وقوفها الي جانبه في الظروف الصعبة التي مر بها فأننا للأسف نري التوجيهات السلبية التي لا تعبر عن توجه الغالبية ) 
و طوال الاشهر الماضية اخذ حزب الله علي عاتقه الهجوم علي السعودية عن السياسة الايرانية في المنطقة و الحروب بالوكالة من سوريا الي اليمن مرورا بالعراق و الخليج و لبنان خاصة من بعد اطلاق السعودية ( لعاصفة الحزم) و في نفس السياق فقد تضاربت المواقف اللبنانية من عاصفة الحزم ففي حين اكد رئيس الحكومة تمام سلام وقوف لبنان بجانب الصف العربي خرج موقف واضح من وزير الخارجة اللبناني حليف حزب الله جبران باسيل حين اعلن ( ان لبنان مع اعتماد  الحلول السياسية السلمية للازمات العربية . ليس مع التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية ) وبهذا عبر باسيل عن موقف حزب الله لك بلهجة دبلوماسية رسمية فخرج لبنان عن الاجماع العربي ولم يوقع علي البيان الصادر في الجامعة العربية وعقب اصدار القرار السعودي كانت ردود الافعال متباينة علي الجانب اللبناني فقد صدر عن رئيس الوزراء تمام سلام بيانا قال فيه ( تلقينا بكثير من الاسف قرار المملكة العربية السعودية المفاجئ القاضي بإيقاف المساعدات المخصصة لتسليح الجيش و قوي الامن الداخلي ) و اعتبر تمام (ان هذه الخطوة اولا واخيرا شانا سياديا تقره السعودية وفق ما تراه ) واختتم البيان (نتمنى اعادة النظر بالقرار الخاص بوقف المساعدات عن جيشنا و قواتنا الامنية )
بينما اصدر السيد سعد الحريري بيانا قال فيه ( تلقي اللبنانيون بمشاعر الاسف و القلق قرار المملكة العربية السعودية بوقف المساعدات المقررة للجيش اللبناني و القوي الامنية في خطوة غير مسبوقة من المملكة ردا علي قرارات متهورة بخروج لبنان من الاجماع العربي و توظيف السياسة الخارجية اللبنانية في خدمة محاور اقليمية ) وناشد المملكة السعودية في البيان ( نتطلع الي قيادة المملكة لان تنظر الي ما يعانيه لبنان بعين الاخ الكبير ) فيما نشر سمير جعجع تغريده علي تويتر قال فيها ( يتحمل حزب الله مسؤولية خسارة لبنان مليارات الدولارات وهجومه الدائم علي السعودية ) 
وسيظل موقف الحكومة اللبنانية في سياستها الخارجية مختطفا لصالح حزب الله استغلالا لحالة الفراغ السياسي نتيجة لعدم التوافق بين القوي السياسية اللبنانية علي انتخاب رئيس جمهورية و بالتالي عدم القدرة علي اجراء اي تغيير حكومي نظرا لان الدستور ينص علي ان رئيس الجمهورية هو المعني بأجراء هذا التغيير وقد تتوافق القوي السياسية اللبنانية علي ان تصبح الحكومة الحالية حكومة تصير اعمال حتي يتم التضييق علي نفوذ حزب الله علي السياسة الخارجية وأخيرا فان الشعب اللبناني الذي يعاني الكثير من المشاكل هو الضحية الأولي لهذه الاوضاع 
 

شارك