كتائب عبد الله عزام.. "القاعدة" ومحاولة إثبات التواجد

الأربعاء 16/مارس/2016 - 06:56 م
طباعة
 

مدخل:

عادت قضية القيادي في «كتائب عبد الله عزام» جمال دفتر دار إلى الواجهة مجدداً مع استجوابه أمس 14 مارس 2016، أمام المحكمة العسكرية اللبنانية ضمن مجموعة تضم إليه كلاً من الموقوفين نعيم عباس وبلال كايد ومحمد العجوز ومحمود عبد القادر، فيما يعتبر فارين توفيق طه وسراج الدين زريقات. وذلك بعد اتهامهم بالانتماء إلى تنظيم "كتائب عبد الله عزام" و «ألوية زياد الجراح» وتنظيم «القاعدة» وإقدامهم على تصنيع المتفجرات والعبوات الناسفة وزرعها وتفخيخ السيارات وتفجيرها ونقل مقاتلين إلى خارج لبنان وإدخال صواريخ إلى لبنان وإطلاقها.
وأفاد دفتردار بأنه لجأ إلى مخيم عين الحلوة كونه كان مطلوباً إثر عودته من العراق حيث كان يقاتل إلى جانب تنظيم «القاعدة» ضد الاحتلال الأميركي. فمكث لدى نعيم عباس الذي دله عليه السعودي ماجد الماجد الذي توفي في مستشفى في بيروت عام 2014 إثر توقيفه لإصابته بفيروس قاتل. وأوضح دفتردار الذي أحضر من سجنه في الريحانية على كرسيه المتحرك، أن «الماجد أعلمه بتأسيس خلايا عبد الله عزام في لبنان، وهو قائدها، أما توفيق طه فكان المسؤول التنفيذي، في مقر مجلس الشورى هو في وزيرستان». وقال إن «شخصين فقط كانا يعلمان بعمل هذا التنظيم هما الماجد وطه، الذي كان مسؤولاً عن ضرب القوات الإسرائيلية في الجنوب». وقلّل دفتردار من أهمية دوره داخل هذا التنظيم. وقال: «الماجد كان موكلاً مخاطبة الشعب اللبناني، وكونه لا يعرف التركيبة السياسية كنت أزوده بالمعلومات لأني ابن البلد». ونفى أن «يكون مسؤولاً في التنظيم، وكل ما في الأمر أن الماجد استفاد منه ببعض المعلومات، إذ كان الأخير وافق على العمل مع مسؤول القاعدة صالح القرعاوي من لبنان بضرب إسرائيل». وقال: «نفتخر أننا جهاديون، وهذا الأمر في ديننا».

كتائب عبد الله عزام:

حزب مسلح ينتسب إلى الإسلام ويرى أنه يطبق تعاليمه بدأ عملياته العسكرية في سنة ٢٠٠٤ بثلاث تفجيرات في منتجع طابا وشاطئ نويبع المصريين. يستمد الحزب اسمه من القائد عبد الله عزام المتوفى سنة ١٩٨٩، وهذا الحزب فرع من أصل تنظيم القاعدة في بلاد الشام وأرض الكنانة، ويتولى إصدار بيناته الإعلامية مركز الفجر للإعلام. وتتهم كتائب عبد الله عزام بتنفيذ العديد من الهجمات في لبنان والمنطقة، وبينها تفجيرات منتجعات طابا ونويبع وشرم الشيخ في مصر، وإطلاق صواريخ الكاتيوشا على إسرائيل في عدة مناسبات، وكذلك استهداف ناقلة نفط يابانية قرب سواحل الإمارات، وتفجير السفارة الإيرانية ببيروت في نوفمبر 2013.
ومن الهجمات الرئيسية السابقة هجمات شنتها كتيبة زياد الجراح احدى كتائب عبد الله عزام. والجراح متشدد لبناني كان من بين 19 شخصا نفذوا هجمات 11 سبتمبر أيلول 2001 على نيويورك وواشنطن.
أعلنت الهجوم على ناقلة نفط يابانية "كتيبة يوسف العييري" احدى كتائب عبد الله عزام التي تحمل اسم متشدد سعودي مرتبط بتنظيم القاعدة قتل في عام 2003 .
والعييري أحد قادة العمليات الأوائل التابعين للقاعدة في السعودية والذين انضموا إلى متشددين يمنيين في عام 2009 للإعلان عن انطلاق تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي أعلن مسؤوليته عن محاولة فاشلة لتفجير طائرة ركاب كانت متجهة للولايات المتحدة في ديسمبر كانون الاول.
ووضعت الولايات المتحدة "كتائب عبدالله عزام" على لائحة المنظمات الإرهابية في 24 مايو/أيار 2012، علما أن التنظيم يحمل اسم القيادي المعروف خلال مرحلة القتال ضد السوفيت في أفغانستان، عبدالله عزام، الذي يعتقد أنه كان المرشد الروحي الأساسي لمؤسس القاعدة الراحل، أسامة بن لادن.

أساليب العمل:

عملت كتائب عبد الله عزام عموما من شبه جزيرة سيناء وشنت هجمات على أهداف في مصر والاردن واسرائيل. ولكن هذا الاعلان الاخير قد يشير الى علاقاتها المتنامية مع جناح القاعدة في اليمن.
وقد تزيد الصلات بمنطقة الخليج الاهتمام بضرب أهداف اقتصادية في أكبر ممر لصادرات النفط في العالم وهو تكتيك أكد عليه تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي يعمل في اليمن.

الهيكل التنظيمي:

حسب الاسم فان "كتائب عبد الله عزام" تتشكل من مجموعة من التشكيلات المسلحة في بلدان عديدة مثل مصر وسوريا والأردن ولبنان وغيرها، دون أن يربطهما إطار تنظيمي محدد سوى الاسم الذي استلهمته قيادات هذه الفرق من عبد الله عزام 

المرتكزات الفكرية:

في هذا المجال، يقول عبد الله أنس الجزائري (قريب الشيخ عبد الله عزام) إن خط عزام يدعو للقتال في العراق وفلسطين كما دعا للجهاد في أفغانستان ضد الوجود الأجنبي ولكنه يرفض قتل المسلمين للمسلمين، ففكر عبد الله عزام يدعو للجهاد دفاعا" عن المسلمين وديارهم ضد الغزوات الأجنبية و يعارض محاربة المسلمين للمسلمين، حيث أن عبد الله عزام قاتل الوجود الروسي في أفغانستان في بلد فيه ثلث السكان من الشيعة الهزارة ولم يدع يوما" للجهاد ضدهم. كما أن بن لادن لم يدع يوما" للجهاد ضد المسلمين الشيعة. 
كان الشيخ عبد الله عزام يعارض مفاهيم "الجهاد ضد العدو الأقرب" ويدعو للجهاد دفاعا" عن المسلمين وديارهم ضد الغزوات الأجنبية والاحتلالات "الغربية – الصليبية"، كما كان يعارض الاقتتال فيما بين المسلمين واصفا" إياه بالفتنة، في مايو 2011، نعت كتائب عبد الله عزام القائد أسامة بن لادن وأعلنت الاستمرار في خط الجهاد الذي دعا اليه زعيم تنظيم القاعدة. فهل أعمال كتائب عبد الله عزام في لبنان والشام تنسجم مع الخط الفكري والسياسي لعبد الله عزام وأسامة بن لادن وأيمن الظواهري؟ أم أن التفجيرات التي قام بها ماجد الماجد في بلاد الشام وفي بيروت تحديدا" تخدم لعبة الأمم ومصالح جهات استخباراتية اقليمية ودولية؟ وأخيرا"، لا بد من الاستشهاد بقول أبو أنس الجزائري أن خط عمه الشيخ عبد الله عزام لا يلتقي مع "غزوة السفارة الايرانية" في بيروت.

الهجمات الرئيسية:

-  سبتمبر 2009  أعلنت كتيبة زياد الجراح إحدى كتائب عبد الله عزام، المسؤولية عن اطلاق صاروخي كاتيوشا من جنوب لبنان سقطا على بلدة نهاريا الساحلية بشمال إسرائيل.
-  أغسطس 2005. أعلنت كتائب عبد الله عزام المسؤولية عن محاولة فاشلة لمهاجمة سفينتين حربيتين أمريكيتين في ميناء العقبة الأردني بصواريخ لكنها أخطأت هدفها فأصابت مخزنا ومستشفى وأسفرت عن مقتل جندي أردني.
-  يوليو 2005  أعلنت الكتائب المسؤولية عن تفجيرات دامية وقعت في منتجع شرم الشيخ المصري في سيناء حيث انفجرت سيارتان ملغومتان وحقيبة في فنادق ومناطق تجارية مما أسفر عن سقوط 67 قتيلا واصابة أكثر من 200 شخص اخرين.
- أبريل 2005 استهدف مهاجم انتحاري سياحا أجانب بالقرب من المتحف المصري في القاهرة بينما فتحت أخته وصديقته النار على حافلة سياحية. وأسفر الهجومان عن مقتل ثلاثة أشخاص. وأعلنت جماعتان هما مجاهدي مصر وكتائب الشهيد عبد الله عزام من خلال موقع الكتروني تستخدمه الجماعات الاسلامية المتشددة أن أعضاءها نفذوا الهجومين.
- أكتوبر 2004. أعلنت جماعة تطلق على نفسها اسم كتائب الشهيد عبد الله عزام المسؤولية عن هجمات بشاحنة ملغومة على فندق هيلتون في منتجع طابا بسيناء على الحدود مع اسرائيل الى جانب تفجيرين على شاطئين في نويبع الى الجنوب من طابا.

الكتائب تتوعد حزب الله وإسرائيل:

توعدت كتائب عبد الله عزام المرتبطة بـتنظيم القاعدة بتكثيف الهجمات ضد إيران وحزب الله وإسرائيل، وذلك بعد أقل من أسبوعين على وفاة زعيمها ماجد الماجد  في الرابع من يناير 2014، في المستشفى بعد توقيفه من قبل قوات الأمن اللبنانية.
واتهم بيان لكتائب عبد الله عزام نشر على الإنترنت حزب الله بقتل الماجد أثناء فترة احتجازه. وقال "هكذا قضى الشيخ نحبه، ولقي ربه، بعد أن أرسى قواعد مشروع طموح، وبعد أن ربَّى في سنوات رجالا قادرين -بعون الله- على إدارته من بعده على منهجه نفسه".
وأضاف "سيستمر مشروعه -بإذن الله- في ضرب إيران وحزبها، واستهداف اليهود المعتدين، والدفاع عن أهل السنة والمستضعفين من كل ملة".
واستهجن البيان "الاعتقالات العشوائية" في لبنان بحق المنتمين للتيار نفسه، وأكد أن المسؤول عن تلك الاعتقالات هو "حزب إيران المسيطر على مخابرات جيش لبنان يحركها كيف يشاء، بل كيف تشاء إيران الصفوية أم الحزب، تحركه وما تحت يده من أجهزة الدولة اللبنانية لمصالحها ومصالح حليفها البعثي في سوريا".
وتُوفي الماجد (40 عاما) أثناء احتجازه من قبل السلطات العسكرية اللبنانية، حيث أفاد مصدر قضائي بأنه كان يعاني قصورا كلويا، وأن وضعه الصحي كان سيئا، ونقل جثمانه إلى السعودية.
وأنشئت كتائب عبد الله عزام المدرجة على لائحة وزارة الخارجية الأميركية للمنظمات "الإرهابية" في 2009، وتمت مبايعة الماجد أميرا للتنظيم في يونيو 2012 في سوريا، بحسب ما ذكرته مواقع على شبكة الإنترنت في حينه.
وتبنت الكتائب التفجيرين اللذين استهدفا السفارة الإيرانية ببيروت في نوفمبر الماضي 2015 وأوقعا 25 قتيلا، وهدد عضو التنظيم سراج الدين زريقات بمواصلة العمليات ضد حزب الله حتى انسحابه من سوريا، حيث يقاتل إلى جانب قوات النظام.

الكتائب في سوريا:

دخلت كتائب عبد الله عزام المعترك السوري أواخر عام 2011 بطريقة خجولة عبر إرسال عدد من المقاتلين الفلسطينيين من مخيمات لبنان للقتال إلى جانب فصائل المعارضة المسلحة السورية. وبرز اسمها عندما اتهمها النظام السوري بالوقوف وراء أول تفجير ضرب العاصمة السورية دمشق في ديسمبر 2011. إلا أن الكتائب ما لبثت أن نفت علاقتها بالتفجير المذكور متهمة النظام السوري به. ذلك علما أن الماجد حين دعوته للجهاد في سوريا كان قد دعا إلى المحافظة على النسيج الاجتماعي للبلاد وإلى عدم التعرض للأقليات مع التركيز على الأهداف العسكرية. ذلك كي يحصل الحراك العسكري المعارض على الدعم الشعبي وعلى حاضنة شعبية تؤمن له الاستمرارية. وهذا ما عاد وعممه ونصح به أبو محمد الجولاني، المسؤول العام لجبهة النصرة لأهل الشام. والهدف من ذلك هو عدم تكرار الأخطاء التي ارتكبت في العراق وأدت إلى نفور الحاضنة السنية من الحركات الجهادية وإلى إنشاء الصحوات.
في هذه الحقبة بالذات كانت المنافسة قائمة في الظل بين كتائب عبد الله عزام وجبهة النصرة على من سيكون ذراع القاعدة في سوريا، علما أن التنظيم كان يبحث عن استحداث وجه جديد له على أرض المعركة السورية كفيل بتغيير أو تغييب الحقبة العراقية والاقتتال السني-الشيعي الذي كان في أولويات أبو مصعب الزرقاوي خلافا لرأي قيادة القاعدة آنذاك، كانت جبهة النصرة الأكثر فعالية على الأرض متلقية دعما مطلقا من الدولة الإسلامية ومن أميرها أبو بكر البغدادي. إلا أن البغدادي، حين تمكين جبهة النصرة في سوريا، قرر الإعلان عن أن الجبهة ذراع للدولة وأن الجولاني جندي من جنودها وعن قراره حل التنظيمين ودمجهما تحت لواء الدولة الإسلامية في العراق والشام. رفض الجولاني الدمج وأعاد بيعته لأيمن الظواهري ولتنظيم القاعدة، ولم يتأخر الظواهري في تعميم ثم إعلان أن الممثل الوحيد للتنظيم في سوريا هو جبهة النصرة، طالبا من الدولة الإسلامية ومن البغدادي العودة إلى الساحة العراقية، علما أن الدولة الإسلامية في العراق والشام تمددت فعلا من بلاد الرافدين إلى المتوسط وأمراءها يدعون قدرتهم على التحرك "من ديالي إلى بيروت"
وجب التذكير بتلك الأحداث وإن بشكل مقتضب لأن قرار الظواهري هذا أعاد فتح المجال أمام كتائب عبد الله عزام التي تطمح بالساحة اللبنانية التي كانت أرض نصرة وليس أرض جهاد. ما قد يفسر ضرب السفارة الإيرانية في هذا التوقيت بالذات، علما أن كتائب عبد الله عزام لا تعتبر حتى الساعة منتمية لتنظيم القاعدة بل مقربة منه ومن فكره.

أبرز القيادات:

1- عبد الله عزام.. الأب الروحي للكتائب:
ولد عبد الله يوسف عزام سنة 1941 في قرية سيلة الحارثية، في جنين بفلسطين، تربى في أسرة ريفية متدينة، في كنف والده الوقور يوسف عزام. وتلقى علومه الابتدائية والإعدادية في مدرسة القرية، وبدأ دراسته الثانوية في مدرسة جنين الثانوية ولم يمكث فيها طويلاً حيث قبل للدراسة في المدرسة الزراعية الثانوية (خضورية) في مدينة طولكرم، وحصل على شهادتها بدرجة امتياز عام 1959، ثم عمل في سلك التعليم، وواصل طلبه للعلم الشرعي حتى انتسب إلى كلية الشريعة في جامعة دمشق، ونال منها شهادة الليسانس في الشريعة بتقدير "جيد جدا" عام 1966.
وبعد سقوط الضفة الغربية عام 1967 عاد إلى فلسطين ليؤدي فريضة الإعداد والجهاد فشارك في العديد من المعارك. ثم انتسب إلى الأزهر فحصل على شهادة الماجستير في أصول الفقه عام 1969 بتقدير "جيد جداً " وعاد سنة 1970 إلى الأردن ليعمل مدرساً في كلية الشريعة بعمان، وبعث من قبل الكلية إلى الأزهر للحصول على شهادة الدكتوراه في أصول الفقه حيث حصل عليها سنة 1973
في عام 1980 صدر قرار الحاكم العسكري الأردني بفصله من عمله في الكلية، فانتقل إلى السعودية للتدريس في جامعة الملك عبد العزيز بجدة. أعير سنة 1981 إلى الجامعة الإسلامية الدولية بإسلام آباد للتدريس حسب طلبه ليكون قريباً من الجهاد الأفغاني، بعد انتهاء مدة الإعارة رفضت جامعة الملك عبد العزيز تجديد العقد، فقدم الشيخ استقالته وتعاقد مع الرابطة عام 1984.
بدأ عبد الله عزام في العمل الجهادي مع المجاهدين الأفغان عام 1982 وقد قام عام 1984 بتأسيس "مكتب الخدمات"، ثم قدم استقالته من الجامعة الإسلامية بإسلام آباد، وتفرغ للعمل الجهادي وحث الأمة، 1990 وبينما كان الشيخ في طريقه إلى مسجد "سبع الليل" في بيشاور لإلقاء خطبة الجمعة مرت سيارته من فوق لغم فقتل.

عقيدة الجهاد عند عبد الله عزام:

يهتم عبد الله عزام اهتماما كبيرا بقضية الجهاد فيجعلها فريضة على كل مسلم ويأثم كل من ترك البندقية وهذا بعض من حديثه عن الجهاد كتبه في وصيته المنشورة على " منبر التوحيد والجهاد " والمؤرخة بـ 20 أبريل 1986 " إني أرى أن كل مسلم في الأرض اليوم منوط في عنقه تبعة ترك الجهاد - القتال في سبيل الله - وكل مسلم يحمل وزر ترك البندقية، وكل من لقى الله غير أولي الضرر دون أن تكون البندقية في يده فإنه يلقى الله آثما لأنه تارك القتال، والقتال الآن فرض عين على كل مسلم في الأرض - غير المعذورين - وتارك الفرض آثم لأن الفرض: ما يثاب فاعله ويحاسب أو يأثم تاركه.
إنني أرى - والله أعلم- أن الذين يعفون أمام الله بسبب تركهم الجهاد هم الأعمى والأعرج والمريض والمستضعفون من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا، أي لا يستطيعون الانتقال إلى أرض المعركة ولا يعرفون الطريق إليها، والناس كلهم آثمون الآن بسبب ترك القتال، سواء كان القتال في فلسطين أو في أفغانستان أو أية بقعة من بقاع الأرض التي ديست من الكفار ودنست بأرجاسهم.
وإني أرى أن لا إذن لأحد اليوم في القتال والنفير في سبيل الله، لا إذن لوالد على ولده، ولا لزوج على زوجته، ولا لدائن على مدينه، ولا لشيخ على تلميذه ولا لأمير على مأموره، هذا إجماع علماء الأمة جميعا في عصور التاريخ كلها: أنه في مثل هذه الحالة يخرج الولد دون إذن والده، والزوجة دون إذن زوجها، ومن حاول أن يغالط في هذه القضية فقد تعدى وظلم، واتبع هواه بغير هدى من الله".

العمل المسلح:

بعد سقوط الضفة الغربية عام 1967م، التحق بما يعرف بكتائب المجاهدين التي شكلها الإخوان وكانت قواعدها في الأردن، حيث اشترك في بعض العمليات العسكرية ضد اليهود على أرض فلسطين ومنها معركة المشروع أو الحزام الأخضر وقد حصلت هذه المعركة في منطقة الغور الشمالي وكانت نتائجها شديدة على اليهود كما أشرف على عمليات عسكرية في معركة 5 يونيه عام 1970م، وبعد عملية " أيلول الأسود " في عام 1970م توقفت عمليات الجهاد الفلسطيني وأرسل عزام في بعثة إلى جامع الأزهر للحصول على الدكتوراه وهناك التقى بآل قطب.
غادر عزام إلى السعودية في عام 1981م للعمل في جامعة الملك عبد العزيز. ومنها انتدب للعمل في الجامعة الإسلامية العالمية إسلام أباد بطلب منه، وفي عام 1984م أسس مكتب الخدمات في أفغانستان الذي أستقطب معظم المجاهدين العرب القادمين إلى أفغانستان، ولا يزال المكتب قائماً إلى اليوم، ولقد كان له دور مهم في مسيرة الجهاد إذ كان حلقة اتصال بين المجاهدين الأفغان والمؤيدين لهم في البلدان العربية، كما أشرف على عمليات واسعة لتقديم الخدمات والمساعدات المختلفة من تعليمية وصحية وغيرها للأفغان وأهليهم، وأسس مجلة رسالة الجهاد لتكون منبراً اعلامياً شهرياً لنشر أخبار الجهاد وكذلك نشرة لهيب المعركة وهي أسبوعية تتناول آخر الأحداث المستجدة على الساحة الأفغانية.
خاض معارك كثيرة ضد الروس كان من أشدها وأشرسها معركة جاجي في شهر رمضان عام 1408هـ الموافق عام 1987م وكان في معيته عدد من المجاهدين العرب، وتولى فيما بعد منصب أمير مكتب خدمات المجاهدين في أفغانستان. أسهم في تدوين وقائع الجهاد الأفغاني من خلال مقالاته الافتتاحية في مجلة الجهاد ونشرة لهيب المعركة. عمل على توحيد صفوف قادة المجاهدين والتوفيق بينهم منعاً للفرقة والاختلاف.

الخلاف مع أسامة بن لادن وأيمن الظواهري:

لدى خروج السوفييت من أفغانستان دبت الخلافات والنزاعات بين الفصائل الجهادية الأفغانية كان عزام - على عكس أسامة بن لادن - يصر على عدم التدخل في تلك الصدامات والانحياز إلى طرف دون آخر. كما ظهرت خلافات شديدة بين أيمن الظواهري وعبدالله عزام الذي ارتأى أن سياسة كهذه ستؤدي إلى شق وحدة الصف الإسلامي.
قد اشتدت الخلافات بين قادة الجهاد في أفغانستان حول الخطوة التالية بعد الانتهاء من تحرير أفغانستان، ففيما كان يرى الظواهري و أسامة بن لادن أن الحكومات العربية والولايات المتحدة الأمريكية يجب أن تكون الهدف التالي كان عبد الله عزام يعتقد أن فلسطين يجب أن تكون قبلة المجاهدين المسلمين، وقد بدأ عزام بالفعل بالإعداد لذلك من خلال البدء بتدريب عناصر في أفغانستان وباكستان استعدادا لإرسالهم إلى فلسطين للمقاتلة مع حماس، إلا أن اغتياله حال دون وقوع ذلك، وهذا ما يجعل بعض المراقبين يعتقدون بأن الظواهري أو إسرائيل أو كليهما معاً قد يكونا ضالعين في اغتياله، إلا أن نجله حذيفة وزوجته يستبعدان أن يصل الأمر بالظواهري للمشاركة في قتله على الرغم من تأكيدهم على وجود عناصر باكستانية وعربية أفغانية مشاركة في ذلك، وشهد الأردني همام خليل البلوي المعروف بأبو دجانة الخراساني الذي كان عميلا مزدوجا أن المسؤول عن عملية الاغتيال حسب اعتراف عضو المخابرات الأردنية المسؤول عنه هو علي بو رجاق

اغتياله:

استمر عبد الله عزام في نشاطه حتى اغتياله مع ولديه محمد وإبراهيم في باكستان وهو متجه إلى مسجد سبع الليل الذي خصصته جمعية الهلال الأحمر الكويتي للمجاهدين العرب، إذ كانت الخطب في المساجد الأفغانية بلغة الأردو، فحضر لإلقاء خطبته يوم الجمعة بتاريخ 24 نوفمبر عام 1989م وانفجرت به سيارته التي لغمها أعداؤه - الذين لم تثبت هويتهم إلى اليوم وان تواترت معلومات من أكثر من مصدر بعضها من داخل الأفغان العرب والبعض الآخر من المخابرات المركزية الامريكية تؤكد جميعها على أن عزام راح ضحية خلافه مع بن لادن والظواهري وانهما دبرا مخطط اغتياله - ودفن يوم وفاته في باكستان وفتح باب العزاء له في قرية قم بالأردن حتى أن شيخ عشيرة العزام في الأردن إبراهيم ناجي باشا العزام تقبل التعازي به من الملك الحسين بن طلال حيث كان يومها القتال في أفغانستان غير مستنكر في النظام السياسي العربي.

من مؤلفاته:

الإسلام ومستقبل البشرية.
إلحق بالقافلة.
حكم العمل في جماعة.
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
حماس: الجذور التأريخية والميثاق.
السرطان الأحمر.
العقيدة وأثرها في بناء الجيل.
عبر وبصائر للجهاد في العصر الحاضر
المنارة المفقودة.
في الجهاد آداب وأحكام.
جريمة قتل النفس المؤمنة.
بشائر النصر.
كلمات على خط النار الأول
2- صالح القرعاوي:
صالح القرعاوي  شارك في تشكيل وتزعُّم كتائب عبدالله عزام الإرهابية، وأصبح خبيراً في صنع المتفجرات، وحمل ١٤ كنية بين التنظيمات الإرهابية، بدأت بتأثره بما ينشر في وسائل الإعلام عن أحداث الشيشان عندما كان طالباً، ومرت بانتمائه لتنظيم القاعدة الإرهابي، وتزعمه لكتائب عبدالله عزام الإرهابية، وتواصله مع التنظيمات الإرهابية في اليمن ولبنان، وحصوله على تزكية خطية من أسامة بن لادن.
وكذلك علاقته القوية بالمسؤول الأمني لتنظيم القاعدة أبي جهاد المصري (محمد الحكايمة) والزواج من ابنته في إيران، وعلاقته بأبي مصعب الزرقاوي، وتكفله بابنه بعد وفاته، واتخاذه لإيران المكان الآمن لممارسة ومزاولة نشاطه في طلب الأشخاص من السعودية، والدعم المادي، والتحريض على القيام بأعمال ضد السعودية.
3- ماجد الماجد:
بحسب ما يشير إليه موقع وزارة الداخلية السعودية فإن الماجد من مواليد الرياض عام 1973، وليس له كنية معروفة، ويحتل الرقم 61 على قائمة المطلوبين الـ85 التي أصدرتها المملكة وأدرجت فيها أخطر المطلوبين بجرم الانتماء إلى تنظيم القاعدة.
وتشير تقارير صحفية سعودية إلى ارتباط الماجد بعناصر القاعدة في المملكة وخارجها من خلال الدعم المالي، كما ساهم بمحاولة تهريب سجناء على صلة بالتنظيم في اليمن ونقلهم إلى العراق، وقد تسلل بنفسه إلى اليمن قبل أن يغادر لاحقا إلى لبنان. 
ونشط الماجد ضمن تنظيمات متشددة يعتقد أنها على صلة بالقاعدة والنشاط المسلح في العراق انطلاقا من لبنان، كما دخل إلى مخيم نهر البارد لللاجئين الفلسطينيين الذي اقتحمه الجيش اللبناني عام 2007 للقضاء على جماعة "فتح الإسلام" المتشددة، ولكنه تمكن من مغادرته إلى جهة مجهولة بعد ذلك. وصدر في لبنان حكم غيابي بحقه بالسجن المؤبد على خلفية هذه القضية عام 2009.
توفي ماجد الماجد زعيم كتائب عبد الله عزام في الشام؛ وذلك إثر تدهور حالته الصحية، وفق ما ذكرت مصادر لبنانية. حيث ذكرت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية أنه توفي 4 يناير 2014، إثر تدهور حالته الصحية، بعدما تم القبض عليه قبل أيام من وفاته من قبل مخابرات الجيش اللبناني.
4- جمال دفتر دار:
هو من منطقة برج البراجنة في ضاحية بيروت الجنوبية -معقل حزب الله- قيادي في كتائب عبد الله عزام، وكان اعتزل منذ فترة طويلة الحياة الاجتماعية، وغادر المنطقة بينما ظل ذووه قاطنين فيها، حيث يعمل والده في إحدى مطابع بيروت.
وتنقل دفتردار بعدها بين شمالي لبنان والسعودية والعراق حيث أمضى حياته "جهاديا حسب رؤيته"، قبل أن يعتقله الجيش اللبناني بعد فترة من اعتقال أمير الكتائب ماجد الماجد، الذي توفي لاحقا لتدهور وضعه الصحي، وفق الرواية الرسمية اللبنانية.
ولا يُشبه دفتردار (44 عاما) -والذي وُصف بأنه صيد ثمين وكنز معلومات- غيره من الموقوفين الذين وقعوا في قبضة الجيش. ويعد من "الرعيل الجهادي القديم" حسب ما تروي مصادر سلفية عملت معه في أكثر من محطة.
"في 2006، شكّل دفتردار إلى جانب الشيخين السلفيين حسام الصباغ ونبيل رحيم، نواة مجموعة هدفها إعداد مجموعات وتدريبها وتسليحها لإرسالها للجهاد في العراق"
وأُلقي القبض على دفتردار -الذي تردد اسمه في معظم القضايا التي تمس بأمن الدولة بلبنان- "متخفيا" في بلدة كامد اللوز البقاعية شرقي لبنان، ويعاني من إعاقة جسدية شلّت حركته.
وتقول مصادر سلفية مقربة منه للجزيرة نت، إن مسيرة الرجل -الذي ولد في مدينة طرابلس شمالي لبنان- بدأت مع محاولة بناء مشروع جهادي في لبنان عام ألفين، والذي بات يُعرف بـ"أحداث الضنية" (بلدة شمالي لبنان).
وتذكر المصادر أن دفتردار انتقل إلى العراق عبر سوريا للقتال هناك، حيث اكتسب خبراته القتالية قبل أن يعود أدراجه إلى بلاده.
وفي 2006، شكّل إلى جانب الشيخين السلفيين حسام الصباغ ونبيل رحيم، نواة مجموعة هدفها إعداد مجموعات وتدريبها وتسليحها لإرسالها للجهاد في العراق، لكنّ الأجهزة الأمنية اللبنانية تمكنت من توقيف معظم أفراد المجموعة باستثناء الصباغ ودفتردار.
وبعدها بعام، اندلعت أحداث مخيم نهر البارد شمالي لبنان، حينها أعلن دفتردار انتماءه الصريح لتنظيم فتح الإسلام، وإثر سقوط مخيم نهر البارد في يد الجيش، تمكن دفتردار من الهرب برفقة أمير تنظيم فتح الإسلام المتواري عن الأنظار شاكر العبسي.

عقل مؤسس:

اختفى اسم "دفتردار" من التداول، وفُكّك "تنظيم فتح الإسلام" ليتحوّل إلى بذرة نشأت على إثرها "كتائب عبد الله عزام".
واشارت التقارير الأمنية لدى استخبارات الجيش حسب ما نشر على مواقع الكترونية من بينها "الجزيرة نت" إلى أن دفتردار يُعدّ أحد العقول التي ساهمت في إنشاء كتائب عبد الله عزام التي تدور في فلك تنظيم القاعدة.
"تذكر المعلومات أن دفتردار غادر إلى جانب عدد من مقاتلي فتح الإسلام لقتال حزب الله في معارك منطقة القصير السورية، في مايو الماضي حيث تعرض لإصابة بظهره وقدمه، أقعدته عن الحركة"
وبالنسبة لما تردد عن أنه الخليفة المفترض لأمير كتائب عبد الله عزام الراحل، تنفي المصادر السلفية ذلك، وتشير إلى أنّ سياسة التنظيم تمنع تعيين معوّق أميراً للتنظيم، مستشهدة بتعيين ماجد الماجد خلفاً للشيخ السعودي صالح القرعاوي بعد تعرضه لإصابة في قدميه.
من جهته يعتقد رئيس جمعية "اقرأ" في مدينة طرابلس الشيخ بلال دقماق، أن دفتردار يملك معلومات كثيرة، لكنه شدد على أن اعتقاله ليس انتصارا للدولة التي تترك القوي يسرح بصواريخه، ويمنع تشكيل الحكومات، ويمنع الجيش من جمع المعلومات.
ويضيف الشيخ دقماق، أن الجيش اللبناني يحاول "التحرش" بالقاعدة رغم أن الأخير يتجنب المعركة معه حتى الآن، وطرح أسئلة كثيرة حول طريقة الاعتقال، وأوضح أن "مازن أبو عباس" الذي قتلته مخابرات الجيش على أساس أنه مرافق دفتردار، لم يكن له أي علاقة بالكتائب وكان أعزل.

شارك