أزارقة

الإثنين 28/مارس/2016 - 11:07 ص
طباعة
 
تنسب إلى نافع ابن الأزرق وهي عبارة عن مدرسة تكفيرية تمارس الغلوّ والبعد عن السُّنة اعتقادًا منهم بأن العبد متعبد بعين الحق في كل مسألة، ويزداد تمسكهم وتعصبهم للأطروحات التكفيرية من خلال رفض إعمال العقل والتمسك بأقوال أمير المؤمنين والأمراء لتخلق في النهاية حالة تكفيرية دموية استنادًا إلى نصوص يفسرونها على حسب أهوائهم ليستبيحوا بها دماء المسلمين وغير المسلمين ليشكلا معا رابطًا أساسيًّا للفكر التكفيري من حيث المحتوى والمضمون.
 ظهرت الأزارقة في النصف الثاني من القرن الأول الهجري، كإحدى فرق الخوارج التي خرجت وحاربت عليّ بن أبي طالب، وكرِدة فعل عما صدر تجاههم من الدولة الأُموية؛ لأنهم ناصروا عبد الله بن الزبير حين أسس دولة آل الزبير في مكة واعتصم بجانب الكعبة المكرمة، وهذا ما أدى إلى نشوء ردود فعل عنيفة لدى الذين رغبوا في المواجهة بالعنف، ومن هنا نشأت فرقة "الأزارقة".
وكانت بداية ظهورها بعد أن فارق الخوارج عبد الله بن الزبير الذي قدموا عليه من مكة، وقاتلوا معه الحُصينَ بن نُمير السكوني قائد جيش الشام، فلما مات يزيد بن معاوية ووجد الخوارج أن عبد الله بن الزبير يختلف معهم في الرأي انفضوا عنه.. ورأى "نافع بن الأزرق" وفريقه أن كل من خالفهم هو مشرك، وينتج عن ذلك أن ماله ودمه وعرضه يصبح حلالاً لهم، وأن ولاية من تخلَّف عنه لا تنبغي، ولا نجاة له.
وبذلك يكونون قد بايعوا أبي راشد نافع بن الأزرق بن قيس بن نهار بن إنسان بن أسد بن صبرة بن ذهل بن الدول بن حنيفة على الإمارة، لتسمى باسم زعيمها، واشتدت شوكتهم وكثرت جموعهم، حتى لم تكن ثمة فرقة أكثر عدداً ولا أشد شوكة منهم، وانضم إليهم عدد من رءوس الخوارج الآخرين وأصبحت هذه الفرقة من أقسى فرق الخوارج وأكثرها تصلباً في مبادئها وأشدها تطرفاً وقد جمع بينهم الإيمان العميق بالمبادئ التي قرروها وارتضوها.

شارك