البروفيسر ماليك: أوروبا بحاجة لاستراتيجية جديدة لمواجهة الإرهاب

الخميس 25/أكتوبر/2018 - 10:00 ص
طباعة
 
الإرهاب أصبح خطراً يهدد العالم كلها وأغلب العواصم الأوروبية كانت عرضه لعمليات إرهابية نفذتها خلايا ولد وتربى أعضائها في المجتمعات الأوروبية، وسط دعوات للوصول إلى استراتيجية جديدة لمكافحة الإرهاب في ضوء تواجد عدد من الخلايا غير المعروفة في مختلف المدن الأوروبية.
 في هذا السياق التقينا الدكتور افتخار مالك‏ الأستاذ بجامعة باث بإنجلترا‏ وعضو بكلية ويلسون بجامعة أكسفورد‏ - باكستانى الأصل - والمتخصص في الجماعات المتطرفة، للتعرف منه على تقييمه في تعامل المجتمع الدولي مع خطر الجماعات الإرهابية، وكيفية مواجهة هذا الخطر.
* كيف يمكن اتخاذ تدابير فعالة لمواجهة المخاطر الإرهابية التي تتعرض لها أوروبا؟
** التفجيرات التي طالت أوروبا مؤخرا تكشف أنه لابد من مواجهة جديدة مع الإرهاب، واتخاذ مزيد من التدابير الأمنية والسياسية لحصار توغل الشباب الأوروبي خاصة والمهاجرين عامة في الخلايا الإرهابية، مع الوضع في الاعتبار عدم اتخاذ قرارات ضد الجاليات المسلمة حتي لا يتم دفعهم إلي الانعزال عن المجتمع وهو ما يؤدي إلي انتشار أكبر لتنظيم داعش، فالتنظيمات الإرهابية قد تستغل أي خطوات انتقامية ضد المسلمين، فمثل هذه الخطوات قد يترتب عليها تصاعد التيارات اليمينية الرافضة للمسلمين والمهاجرين، وهو ما سيؤدى إلى استقطاب داعش والقاعدة وغيرهم من الجماعات الإرهابية لمزيد من الشباب، وتنفيذ عمليات في مختلف دول العالم، وهو ما سيعقد المشهد، ومن ثم التحدي هنا هو انتهاج آليات جديدة تسمح بتفكيك الخلايا الإرهابية دون التعرض للحريات العامة وحقوق الإنسان، ومنع خلق حالة من الذعر للمواطن الأوروبي تجاه المهاجرين.
* كيف ترى تعامل المجتمع الدولي مع خطر داعش؟
** الحرب التي يقودها التحالف الدولي ضد تنظيم داعش بقيادة الولايات المتحدة غير كافية، حيث اقتصرت المواجهة على غارات جوية عشوائية دون استهداف نقاط التمركز الرئيسية للتنظيم وخاصة في الرقة بسوريا والموصل بالعراق، وأن هذه الحرب شكلية من قبل أعضاء التحالف وخاصة الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، ولو كانت هناك جدية لمواجهة خطر هذه التنظيمات لتم مواجهتها بالفعل، ولكن لا يبدو في الأفق أي رؤية لحصار هذا الخطر، بل يظهر الأمر وكأن هناك نية لإطالة المواجهة من أجل إبرام مزيد من صفقات السلاح في منطقة الشرق الأوسط، وخلق خطر جديد، مثلما كان تنظيم القاعدة هو الخطر الذى يواجه العالم في تسعينيات القرن الماضي.
* كيف ترى انتشار مخاوف المسلمين من ظاهرة الإسلاموفوبيا؟
**  أحدث إحصائية عن نسبة المسلمين في أوروبا كشفت عن أنهم يمثلون 6% سوف تزيد إلى 7% خلال السنوات المقبلة نتيجة لحركة الهجرة من الدول الإسلامية والعربية إلى الدول الأوروبية في الفترة الحالية، نتيجة الحروب في الشرق الأوسط، كما أن هناك اهتمامًا متناميًا بالحديث عن الإسلام والجماعات الإسلامية في مختلف وسائل الإعلام الأجنبية، وهو ما قد يؤدى إلى انتشار ظاهرة الإسلاموفوبيا من جديد، ما لم يتم معالجة الموقف بشكل يركز على التفرقة بين مواجهة الإرهاب والمسلمين.

*كيف ترى تعامل المجتمع الدولي مع التنظيمات الإرهابية في الشرق الأوسط؟
** نتيجة اختلاف المصالح بين الدول الغربية على تحديد الأولويات في مواجهة تنظيم داعش، اضطرت روسيا للتدخل لمواجهة داعش والنصرة وغيرها من التنظيمات الإرهابية التي تحصل على دعم من دول خليجية، واختلاف المصالح الروسية الأمريكية في مواجهة الإرهاب، وعدم التوافق على الأولويات يساهم في انتشار خطر الإرهاب في دول العالم كله وليس الشرق الأوسط فقط، وهو ما برز في تنفيذ عمليات إرهابية في أوروبا، وتجنيد داعش للشباب من مختلف بلدان العالم مع استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لبث أفكاره المتطرفة وجذب مزيد من الأنصار سواء الشباب أو المرأة، وهو ما يعنى انتشار الخطر بشكل كبيرة وعدم القدرة على المواجهة في المستقبل القريب.

* ما الفرق بين الحرب الأمريكية في أفغانستان وثورات الربيع العربي؟
**بسبب الحرب الأمريكية على أفغانستان ظهرت جماعات جهادية لتحرير بلادهم، إلا أن الوضع اختلف الآن، وبدأت هذه الجماعات في تنفيذ هجمات إرهابية في العديد من البلدان ومن بينها الدول الإسلامية، مخلفين قتلى من دينهم، وهذا أدى إلى ظهور جماعات أخرى مماثلة تعتنق نفس الفكر، وتعد الأزمة السورية سببًا رئيسيًا في انتشار التطرف والإرهاب إلى مختلف دول العالم، لعدم قدرة المجتمع الدولي على توحيد الجهود لمواجهة الإرهاب، وتحديد الجماعات الإرهابية وكيفية مواجهتها بالطرق الصحيحة، واختلاف المصالح بين الدول الغربية عمل على تنشيط تنظيم داعش وغيره، وهو ما عقد من الموقف الراهن وصعب من المواجهة.
* ما توصياتك لمحاصرة الإرهاب؟
** لابد من منع المتطرفين من اعتلاء المنابر الدينية والاعلامية إذا كانت هناك رغبة جدية في حصار التطرف ومواجهة الإرهابيين، خاصة مع ظهور شخصيات تحمل أفكار متطرفة تعمل على بث سمومها، سواء بالتحريض على المسلمين، او بالتحريض على الأوروبيين، ومتابعة الشباب الذى ذهب إلى سوريا واماكن الصراع في الشرق الأوسط، ومعرفة صلاتهم بالجماعات الإرهابية، والاعداد لاستراتيجية جديدة بالتنسيق بين مختلف دول العالم وتوحيد الجهود لمكافحة الإرهاب بدلا من التشرذم الذي يظهر على مسرح عمليات المواجهة.

شارك