(الشيخ السابع عشر للجامع الأزهر).. حسن القويسني

الخميس 28/أبريل/2016 - 01:42 م
طباعة
 
تتناول هذه النافذة، تاريخ مشيخة الأزهر، وتاريخ بطاركة الكنيسة المصرية من خلال التسلسل الزمني.. بغرض التعرف عن قرب على تاريخ الأزهر الشريف والكنيسة المصرية، والأدوار الدينية والاجتماعية والسياسية والفكرية لهؤلاء الاعلام (المشايخ والبطاركة)... باعتبار ذلك جزءًا أصيلًا وفاعلًا من تاريخ مصر
هو حسن بن درويش بن عبد الله بن مطاوع القُوَيْسِني، برهان الدين  المولود في قويسنا التابعة لمحافظة المنوفية ونسبه إليها  على الرغم أن فيه اختلاف، فقد ظهر في القرن الثالث عشر الهجري ثلاثة من العلماء يحملون اسم الشيخ حسن القويسني، الأول ورد بدون ذكر الأب والجد، وله إجازة خطية بدار الكتب المصرية "مصطلح الحديث" أجاز بها "أبا السعود عبد الرحمن الصعيدي الطهطاوي"الثاني حسن العلوي بن داود بن عبد الله القويسني، وله بدار الكتب استجازة أجاز بها "داود أحمد القلعي" أما الثالث: وهو شيخ الأزهر الإمام برهان الدين حسن بن درويش بن عبد الله بن مطاوع القويسني المتوفى 1254هـ، ولا غير معروف أيهم يكون الشيخ  ولا يوجد دليلًا علميًّا يحدد شخصيته، ولكنه اشتهر باسم (البرهان القويسني الشافعي) قال صاحب (كنز الجواهر) "إنه عالم عامل نقي، مدقق محقق،  وتوفي في عام  1254 هـ / 1838 م ودفن بمسجد الشيخ على البيومي بعد أن صُلي عليه بالأزهر، وهو السابع عشر من شيوخ الجامع الأزهر على المذهب الشافعي وعلى عقيدة أهل السنة.  
نشأته وتعليمه 
 حفظ القرآن الكريم في قريته ثم رحل إلى القاهرة ، والتحق بالأزهر الشريف ليدرس علوم الأزهر المقررة حينئذ مثل: التفسير، والحديث، والتوحيد، والتصوف، والفقه، وأصول الفقه، وعلم الكلام، والنحو، والصرف، والعروض، والمعاني والبيان، والبديع والأدب، والتاريخ، والسيرة النبوية، وأيضًا درس علوم المنطق، والوضع والميقات، على أيدي  كبار علماء عصره واندمج مع طلابه،  وصار يدرس العلم لطلاب الأزهر  على الرغم من أنه كان كفيف البصر ودرس لهم كتب (جمع الجوامع في أصول الفقه) و(مشارق الأنوار في الحديث).
شيوخه 
درس على يد العديد من الشيوخ، منهم الشيخ محمد العروسي شافعي وأحمد الدمهوجي وحسن العطار.
فترة توليه المشيخة 
تولى مشيخة الأزهر بعد الإمام العطار سنة 1250هـ - 1834م ومكث بها أربع سنين، وكان مهيبًا جدًا قوي الشخصية عند الأمراء وغيرهم، ذا عقل راجح ولسان وذكاء وذهن متوقد ورغبة قوية في تحصيل العلم والمعارف، وكان لا يسمع حديثا إلا حفظه، ولا مقالًا إلا وعاه ورسخ في ذاكرته، ويعيده كما هو من غير نقص.
ولقد اختاره الوالي وبإجماع العلماء وعدم وجود من يملأ الفراغ بعد الشيخ العطار وهذا يدل على مكانته العلمية، وكان زاهدًا متصوفًا وقورًا عزيز النفس عالي الهمة، مع أنه كان فقيرًا معدمًا، وأراد الوالي أن ينعم عليه بشيء من متاع الدنيا فأبت نفسه ذلك وعلى الرغم من كف بصره فقد كان يزاول مهام منصبه، ويدير شئون الأزهر بكل اقتدار. 
مواقفه 
كان معروفًا بشطحاته الصوفية، وإذا جلس في الدرس ربما شَطَح ودخل في الأسماء والصفات والحقيقة، وأنه مُجاب الدعوة، وكثير الزيارة لآل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، والإمام الشافعي، رضي الله عنه، وكان يخبر بعض الطلبة أن الإمام يخاطبه من الضريح، ولقب بشيخ الإسلام.
ومما روج عن أنه كان مجاب الدعوة أنه دعا على الشيخ محمد الأمير "الصغير" بخراب بيته فخرب، وله في ذلك قصة "أنه ذهب إلى محمد على باشا، في أحد المرات في القلعة وقال له: أنت متنعم تأكل وتشرب وفي غاية من اللذة، وأهل الأزهر ماتوا بالجوع وقلة المصرف، مع صبرهم على العمل والسهر وطَلَبِ العلم والمجاهدة، وأكثر من ذلك".
 وكان  محمد على يهابه ويُجِله، فقال له: "مرحباً يا سيدي الشيخ، نعطيهم ما يكفيهم؛ فلما نزل تأثر الباشا من شدة الكلام  فدخل عليه الشيخ محمد بن محمد ابن محمد الأمير، المالكي، فأخبره الباشا بمقالة الشيخ؛ فقال الأمير: يا أفندينا اتركه فإنه مجنون". 
وعندما وصل إليه كلام الأمير رجع إلى القلعة بالبغلة وبالطربوش وبغير عِمامة، وقال للباشا محمد علي "أعطني قَوّاس"، وأمره أن يقول بِمثل ما يقول ، فأعطاه  محمد علي ما أراد، ونزل الشيخ القويسني وأخذ ينادي بأعلى صوته: يا حي، يا قدير، اخرب بيت الأمير، يقول مرة والقواس أخرى، ومِن خَلْفِه الناس إلى أن وصل إلى داره، فما تم أقل من أسبوع إلا ومات الأمير وقرابته، وخرب بيته وأغلقت.
 ومن مواقفه أن زاوية في حارة المسيحيين خربت فأرادوا أن يشتروها، ويعملوها كنيسة، ويستبدلوا زاويةً غيرها في مجامع المسلمين، وأفتوهم العلماء بصحة الاستبدال؛ فلما سمع الشيخ  القويسني ذلك، دخل على حبيب أفندي كيخية وقال له: كيف يجوز من الله؟ وأي علماء أفتوا بذلك؟ وتهدد على الكيخيا بالكلام، وسَبّه، فهب من الديوان من هيبة الشيخ، ثم نادى بأعلى صوته: يا نارُ خُذيهم، إلى أن وصل بيته، فثارت النار في حارة  المسيحيين وأحرقتهم وبيوتهم عن آخرهم في الحِيْن وكنيستهم إلا الزاوية المذكورة، فإنها لم تقربها ولم تمسها بسوء، وعَظُم الحريق في حارة المسحيين من جهة الموسكي. 
ومن  مواقفه عندما طلب محمد على الاستسقاء، فأحضره إلى الديوان، وقال له: نريد أن تستقي بالناس، فقال: كيف تستسقون مع وجود هذه الخمارات والكرخانات التي بها الزنى؟ فأمر محمد علي  برفع سائر الخمارات، وأبطل الكرخانات. 
تلاميذه 
من تلاميذه العديد من العلماء، منهم الشيخ الباجوري والشيخ الذهبي والشيخ البناني، رفاعة الطهطاوي، الشيخ حسن القويسني شيخ رواق ابن معمر،  وهو حفيده. 
مؤلفاته 
اهتم بالتدريس والتحصيل وله بعض المؤلفات، منها: 
1- سند القويسني رسالة في المواريث والمراجع منه نسخة خطية بدار الكتب.
2- شرح السلم في المنطق، وله شرح ما زال مخطوطا باليد بدار الكتب "نسختان" 2869-4114.
3- رسالة في المواريث وعلم الفقه.

شارك