يحيى أبو الهمام... صقر القاعدة في الصحراء

الإثنين 06/أكتوبر/2014 - 03:35 م
طباعة
 
يصنف يحيى أبو الهمام باعتباره أحد القادة الصقور في تنظيم القاعدة، ورغم صغر سنه إلا أن الجزائري الثلاثيني يعد من القيادات الأولى للتنظيم.. التي وصلت إلى الصحراء في النصف الثاني من عام 2004، برفقة أمير كتيبة الملثمين مختار بلمختار فيما يعرف بالعودة الثانية لمقاتلي التنظيم إلى أزواد.
ويعتبر أبو الهمام من أبرز قادة القاعدة في إقليم شمال مالي، وكان في الطليعة رفقة عناصر كتيبته (الفرقان) على رأس مجموعة من المسلحين تضم 50 سيارة إلى جانب قوات حركة (أنصار الدين) التي دخلت مدينة تمبكتو بعد طرد القوات المالية وحركة تحرير أزواد منها.
"يحيى أبو الهمام" واسمه الحقيقي "عكاشة جمال" من منطقة الرغاية شرق العاصمة الجزائر مواليد 1978. 
التحق بالجماعات المسلحة نهاية التسعينيات بعدما أفرج عنه من السجن الذي قضى فيه 18 شهرا ثم حصل على البراءة، لكنه التحق مباشرة بالجماعات المسلحة، وظل في المنطقة الشرقية للعاصمة الجزائرية قبل أن يتم إرساله من قبل قيادة "الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، التي كان يقودها حسان حطاب، في يوليو 2004 إلى جنوب الجزائر لدعم مختار بلمختار المدعو "خالد أبو العباس"، الذي كان يقود فرع الصحراء لـ"الجماعة السلفية للدعوة والقتال".
أسند بلمختار إلى "يحيى أبو الهمام" قيادة المنطقة التاسعة في الصحراء، وكلفه بإنشاء قاعدة خلفية للتنظيم الإرهابي تتكفل بإرسال السلاح والمتفجرات إلى قيادة التنظيم في بومرداس شرق العاصمة، وكان أبرز مزودي التنظيم بالسلاح.
لعب دورا مهما في تمويل قيادة "القاعدة" في شرق العاصمة الجزائرية بالسلاح والمتفجرات انطلاقا من الصحراء، بعدها عين يحيى أبو الهمام أميرا لسرية الفرقان التي كانت تتبع كتيبة "طارق بن زياد" تحت قيادة عبد الحميد أبو زيد، يعتقد أنه المخطط والمنفذ الميداني لعدد من العمليات الإرهابية التي استهدفت تحديدا مراكز للجيش الموريتاني كعملية الهجوم على ثكنة "لمغيطي" للجيش الموريتاني في 28 يوليو 2005، والتي قتل فيها أكثر من 15 جنديا موريتانيا وكذلك الهجوم على منطقة "الغلاوية" التي قتل فيها ثلاثة جنود موريتانيين، كما كان أبرز القيادات الإرهابية المشاركة في هجوم "تورين" الشهير في سبتمبر 2008، كما يعد "يحيى أبو الهمام" المسئول المباشر عن مقتل الأمريكي "كريستوف لكيت" وسط نواكشوط في يوليو 2009، وهو المدبر للعملية الانتحارية التي نفذت قرب السفارة الفرنسية بنواكشوط في أغسطس 2009، وهو أيضا المسئول عن الهجوم الانتحاري الذي استهدف مقر قيادة المنطقة العسكرية الخامسة في النعمة شرق موريتانيا في 25 أغسطس 2010. 
كما يعرف عنه تخطيطه لعدد من عمليات خطف الغربيين في الصحراء.
ولذلك احتل مرتبة شديدة الأهمية في تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي". 
ويقول أنيس رحماني مالك جريدة وقناة النهار الجزائريتين والناطق الرسمي باسم الحركات الإسلامية في الجزائر: "إن الكثيرين لديهم سلطة ما في المنطقة، ولكن في الواقع العملي أبو الهمام هو الأكثر خطورة، فهو من يتحرك فعليا على الأرض وهو على الأرجح من قتل الرهينة الفرنسي ميشال جيرمانو".
ومنطقة الصحراء هي المنطقة التاسعة وفق التقسيم الإداري للقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وتسمى أيضا منطقة الجنوب.
ويقسم التنظيم شمال إفريقيا إلى مجموعة من المناطق العسكرية، تمتد فيها "إمارة الصحراء" بين مالي والنيجر ونيجيريا وليبيا وموريتانيا وتشاد، وتعرف لدى التنظيم بـ "صحراء الإسلام الكبرى".
وتعتبر إمارة التنظيم، إمارة حرب في التوصيف الفقهي للجماعة لا إمارة دولة؛ نظرا لأن التنظيم في حالة حرب دائمة ويخوض عمليات استنزاف في مواجهة الغرب وحلفائه المحليين من الأنظمة الحاكمة.
 وقد دخل نشطاء الجماعة السلفية للدعوة والقتال (الاسم السابق لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي) منطقة الصحراء منتصف تسعينيات القرن الماضي، حين زار قائدها الأسبق خالد أبو العباس الملقب "بلعور" صحراء النيجر عام 1994 بحثا عن إمدادات السلاح فقط، قبل أن يعود إليها فيما بعد رفقة مجموعة من نحو 16 مقاتلا لتأسيس المنطقة، وكان ذلك صيف العام 2000.
أدرجت الولايات المتحدة اسم "أبو الهمام" على لائحتها السوداء للأشخاص المشمولين بالعقوبات لتورطهم في "الإرهاب"، ويعني إدراج اسمه على القائمة الأمريكية السوداء تجميد أي موجودات له أو أصول يملكها على الأراضي الأمريكية ومنع أي مواطن أمريكي أو شركة أمريكية من التعامل معه تجاريا تحت طائلة التعرض لملاحقات جزائية.

شارك