جماعة أنصار الدين في مالي محاولة العودة للمشهد ... تبايع داعش

الأربعاء 27/ديسمبر/2017 - 01:54 م
طباعة
 
حالة من الخمول تعيشها حركة "انصار الدين في مالي" أكبر الحركات الأصولية المتطرفة في شمال مالي، والتي كانت توالي تنظيم "القاعدة" في المغرب الإسلامي، قبل إعلانها مبايعة تنظيم "داعش" مطلع نوفمبر الماضي، وقد برر متابعين إقبال "أنصار الدين" على مبايعة "داعش" هو الحصول على دعم وتمويل من التنظيم الذي برز نجمه خلال السنوات الأربع الأخيرة.
و"أنصار الدين في مالي" هي حركة جهادية مسلحة في شمال مالي، توصف بأنها أكبر التنظيمات المسلحة في إقليم أزواد، وتقول إنها تسعى لتطبيق الشريعة الإسلامية والحصول على حكم ذاتي موسع للإقليم.

النشأة والتأسيس:

وتأسست حركة "أنصار الدين" في ديسمبر 2011، في مدينة كيدال بشمال مالي، بزعامة إياد آغ غالي، أحد قادة الطوارق التاريخيين، وممن خاض القتال ضد حكومة مالي في تسعينيات القرن الماضي مع "الحركة الشعبية لتحرير أزواد".
وفكر مؤسس الحركة آغ غالي أقرب إلى اليساري القومي الوطني، لكنه اعتنق فيما بعد التوجه السلفي الجهادي، وعاد مع سقوط نظام العقيد الليبي الراحل معمر القذافي إلى أزواد، واتخذ من سلسلة جبال "أغارغار" المتاخمة لكيدال مقرا له، وبدأ بتجميع المقاتلين الطوارق، ليكوّن نواة "حركة أنصار الدين".
طالبت الحركة في بداية عام 2013 بتطبيق الشريعة الإسلامية، في كل أنحاء شمال البلاد وشددت على أنه "شرط غير قابل للتفاوض"، وشكل الدفاع عن هوية الطوارق والشريعة الإسلامية محور البرنامج السياسي للحركة الذي سلمه وفدها في 1 من يناير 2013 إلى الرئيس البوركيني الذي اضطلع بدور الوسيط في أزمة مالي بتفويض من المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا.
وعلى عكس حركة تحرير أزواد لا تطالب أنصار الدين باستقلال شمال مالي، وتكتفي بالمطالبة بحكم ذاتي موسع في إطار الدولة المالية على أن ينص في الدستور على الطابع الإسلامي للبلاد، لأن 95% من الشعب المالي مسلمون.
وبحسب تقارير، فإنه بعد توقيع اتفاقية السلام بين الحكومة المالية والمتمردين الطوارق عام 1991 بوساطة إقليمية، تقلد آغ غالي مناصب حكومية كان من بينها منصب قنصل عام لدولة مالي في المملكة العربية السعودية.
وقد توسط إياد عام 2003 في تحرير رهائن غربيين كانوا مختطفين لدى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، الذي يُعتقد أنه يتحالف مع الحركة ويمدها بالمال والرجال.
ومنذ تحول إياد أغ أغا إلى الفكر السلفي الجهادي، عاد إلى مالي واستقطب عددا من أبناء الطوارق، من بينهم جنود وضباط كانوا في الجيش المالي، إضافة إلى مقاتلين عادوا من ليبيا، وطالبوا بتطبيق الشريعة الإسلامية وعدم والتهاون في ذلك المطلب.
وتحالفت حركة أنصار الدين مع حركة تحرير أزواد التي أعلنت في أبريل 2012 قيام دولة الأزواد شمالي مالي بعد الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس السابق أمادو توماني توري، ووقعتا في ديسمبر 2012 في العاصمة الجزائرية على تصريح مشترك يلتزمان من خلاله بحفظ الأمن وعدم إثارة أي مواجهة بينهما في المناطق التي يسيطران عليها في شمال مالي.
بعد التدخل العسكري الفرنسي في شمال مالي في 11 يناير 2012، تعهدت الحركة بمواصلة المعارك ضد الجيش الفرنسي والجيوش الأفريقية المشاركة معه، وذلك بعد خروجها من مدينتي تمبكتو وكيدال اللتين كانت تسيطر عليهما قبل التدخل.

المرتكزات الفكرية لأنصار الدين:

وعلى الرغم من عدم وجود وثيقة تثبت وتحدد المرتكزات الفكرية لحركة "أنصار الدين" يمكن استخلاص المرتكزات الفكرية في العديد من الاقتباسات التي تم استخلاصها من بيانات التنظيم. وفيما يلي بعض المرتكزات الفكرية:
1 – تطبيق الشريعة كشرط أساسي غير قابل للتفاوض.
2 – عدم الأضرحة الصوفية، إذ ان الحركة بعد سيطرتها على علىمنطقة تمبكتو الأثرية شمال غرب مالي، قامت أنصار الدين بهدم أضرحة الصوفية والعتبات الدينية التي أدرجتها اليونيسكو على لائحة التراث العالمي عام 1988.
3 – الرفض التام لأي مظاهر شركية في مالي.
4 – مقاتلة القوى الاستعمارية الحديثة في إشارة إلى فرنسا.
5 – التواصل مع جميع الدول الإسلامية.
6 - حظر الموسيقى والتدخين في المناطق الخاضعة لسلطته في شمال مالي.

إدراج أنصار الدين إرهابية :

في مارس 2013 أدرجت الولايات المتحدة حركة "أنصار الدين" على قائمة المنظمات "الإرهابية"، وحظرت على المواطنين الأميركيين الاتصال بها "بأي صورة"، كما صنفت في فبراير 2013 زعيم الجماعة إياد آغ غالي "زعيما إرهابيا".
في أعقاب قرار الإدراج الامريكي، وجه زعيم الحركة في أغسطس 2014 تهديدا لفرنسا، وقال في شريط فيديو نشر على الإنترنت، إن القوات الفرنسية "أشعلت الحروب بين المسلمين وأطلقت العنان للجيش المالي المعادي لشعبنا ينفذ فيه انتقاماته". 

من هو إياد آغ غالي؟

- هو أحد قادة الطوارق التاريخيين، الذي خاض القتال ضد حكومة مالي في تسعينيات القرن الماضي مع الحركة الشعبية للأزواد، واشتهر بدوره الكبير في المفاوضات مع مختطفي الرهائن التابعين للقاعدة.
- بعد اتفاق 1991 اختفى غالي من الساحتين السياسية والعسكرية، قبل أن يعاود الظهور مع بداية 2000، ويلعب دورا هاما بوساطات أثمرت عن الإفراج عن رهائن غربيين التي اتُهمت القاعدة بخطفهم.
- ينتمي غالي (54 عاما) لقبيلة إيفوغاس العريقة وينحدر من مدينة كيدال. 
- كان طفلا عندما نزع الرئيس المالي الراحل موديبو كيتا الزعامة من قبيلته إيفوغاس في إطار مساعيه للقضاء على المشيخات القبلية.
- أرغم الجفاف الكثير من شباب الطوارق على ترك أرضهم، هاجر آغ غالي بدوره إلى ليبيا ثم لبنان وتشاد، وكان عضوا بكتائب العقيد الليبي الراحل معمر القذافي.
- قاد غالي قتال متمردي الطوارق ضد حكومة مالي في التسعينيات وكان وقتها أقرب إلى الفكر اليساري القومي منه إلى الإسلامي، وبعد عام من المعارك دخل الطوارق في صلح مع حكومة باماكو بوساطة إقليمية، ليتقلد آغ غالي مناصب حكومية كان بينها منصب قنصل عام في السعودية.
- عام 2003 ساعد إياد غالي في إطلاق 14 أوروبياً أغلبهم من الألمان، كانوا مختطفين من قبل مجموعة مسلحة مرتبطة بالقاعدة في الجزائر.
- تقول مصادر إنه أصبح ثرياً بعد أن تلقى عمولات نظير وساطات قام بها لإطلاق رهائن.
- عُرف عن غالي السنوات الأخيرة توجهه الديني واعتناقه الفكر الجهادي، ومع انهيار نظام القذافي، عاد غالي إلى أزواد وبدأ بتجميع المقاتلين الطوارق ليكونوا نواة تنظيمه الجديد حركة أنصار الدين التي سيطرت فيما بعد على مناطق واسعة من شمال مالي.
- بداية عام 2012، لم يكن لدى إياد آغ غالى وحركته سوى ثلاث سيارات، بينما كان لدى الحركة الوطنية لتحرير أزواد عشرات المركبات المختلفة. فقرر أن يتقرب من تنظيم القاعدة حتى يحصل منه على الدعم. 
للمزيد: 
.... 
.......... 

شارك