خبير ألماني: الصفقة الأميركية-السعودية تزيد من سباق التسلح

السبت 27/مايو/2017 - 03:16 م
طباعة
 
بعد زيارة الرئيس الأميركي للسعودية، يرى خبراء أن المياه عادت إلى مجاريها بين البلدين. ويتحدث آخرون عن تطور العلاقة لمستويات غير مسبوقة. لكن ما مدى واقعية كل ذلك؟ وإلى أي مدى سيكون استقرار المنطقة مهددا جراء هذا التطور؟ لإلقاء مزيد من الضوء على "عودة العلاقات الأميركية-السعودية إلى سابق عهدها" وانعكاسات ذلك على المنطقة وتوازناتها ولاعبيها وما يوصف ب "الناتو الإسلامي"، أجرت  دويتشه فيله  مقابلة حصرية مع الخبير في الاسلام السياسي والباحث الألماني في "الجمعية الألمانية للسياسة الخارجية"،سيبستيان زونس.

بدا واضحاً من زيارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، للسعودية تركيزه عليها كشريك أساسي وعلى تسليحها بشكل ضخم. من المستفيد من ذلك؟

بالنسبة للسعودية يعني ذلك ارتفاع في مكانتها الدولية. يتملك الحكومة السعودية الشعور بأنها عادت-مجدداً- إلى مكانتها كشريك قريب للولايات المتحدة وبأن الولايات المتحدة عادت توفر لها الحماية من عدوتها إيران.
ومن سيكون الخاسر؟
سيؤدي ذلك إلى مفاقمة خطر اندلاع سباق تسلح جديد في المنطقة. وهذا قد يؤدي إلى زيادة حدة النزاعات في سوريا واليمن، وهذا بدوره سيؤدي إلى تقليل فرص التقارب السياسي بين السعودية وإيران.
ماذا يعني ذلك بالنسبة للتوازن العسكري في المنطقة، وفيما يتعلق بإيران وإسرائيل تحديداً؟
تنظر كل من إيران وإسرائيل إلى هذا التسلح الضخم بعين ناقدة. فقد يدفع ذلك إسرائيل لطلب المزيد من المساعدات العسكرية من الولايات المتحدة.
على أي حال، تتشارك إسرائيل والسعودية الخوف من إيران. كما يسود القلق في إيران بسبب خطاب ترامب المعادي لإيران. ويبدو واضحاً أن خطاب ترامب هو في صف السعودية ضد إيران. وهذا لن يساهم- بأي حال من الأحوال- في تهدئة الوضع في المنطقة.
وماذا سيكون انعكاسات ذلك على مصالح اللاعبين الكبار في الشرق الأوسط: روسيا وإيران وتركيا؟
أوضح ترامب أنه يرى في السعودية أهم شريك له. ويرى في إيران جزءاً من "الشر". وهناك مشاكل في العلاقة مع تركيا، كما أن العلاقات مع روسيا مضطربة. يتوجب على كل من روسيا وإيران وتركيا التفكير ملياً في كيفية التعامل مع السعودية والولايات المتحدة في ظل ترامب. تصرفات ترامب حتى اللحظة غير مترابطة من الناحية المنطقية وتفتقر لخط واضح. وهذا سيجعل من الصعب على اللاعبين الإقليمين وضع خطط بعيدة المدى لسياساتهم.
هل تشكل السعودية في الواقع دعامة وضامنة للاستقرار؟ أم هل سيؤدي التحول الهيكلي على الصعيد الاقتصادي والمشاكل الأخرى، التي تعاني منها، إلى زعزعة استقرارها؟
تشهد السعودية مرحلة تغير جوهرية وتواجه كثيرا من التحديات الداخلية والخارجية. وهنا لا بد-قبل كل شيء- حل المعضلات الاجتماعية-الاقتصادية وتحقيق تطلعات الشباب من الرجال والنساء. يضاف إلى ذلك تزايد خطورة التطرف الإسلاموي داخل المملكة. يتعين على العائلة الحاكمة حل تلك المشاكل من خلال القيام بإصلاحات ذات طبيعة مستدامة. إذا لم تنجح العائلة الحاكمة في ذلك، عندها فقد تتضاءل الثقة في قدرة العائلة الحاكمة على تقديم الحلول. غير أني لا أعتقد أن ذلك قد يؤدي لثورة أو لإسقاط العائلة الحاكمة. تتمتع العائلة الحاكمة بالثقة وتُعتبر الضامن الوحيد للأمن هناك.
ما مدى خطورة قيام الولايات المتحدة بتسليح السعودية؟
أثبت السعودية في الماضي قدرتها على حل النزاعات بالطرق السياسية والدبلوماسية. يجب أن تعود السعودية لهذه السياسة. في رأيي فإن تزويد السعودية بالسلاح ليس حلاً، ناهيك عن أن ترامب لم ينتقد وضع حقوق الإنسان بالسعودية. وهنا يأتي دور أوروبا  للعمل بالطرق الدبلوماسية لمحاولة منع تدهور وضع حقوق الإنسان هناك.
ماذا سيكون دور ووظيفة ما يسمى بـ"الناتو الإسلامي"؟
لا يبدو الأمر واضحاً اليوم. وأشك في قدرة مثل تلك المؤسسة على حل النزاعات العسكرية وحدها. على أرض الواقع-في الخطاب-يتعلق الأمر، بالتأكيد، ببناء جبهة موحدة ضد إيران.
إلى أي مدى يمكن إخراج مشروع "الناتو الإسلامي" على أرض الوقع؟ وهل يمكن أن تتدخل قوات "الناتو الإسلامي" في اليمن أو سوريا؟
لا يمكن التكن بذلك الآن. وعلاوة على ذلك تتزايد في العالم العربي الخلافات فيما يتعلق بالتدخلات العسكرية كما نرى، كمثال على ذلك- الخلاف بين السعودية والإمارات العربية المتحدة في موضوع اليمن.
هل ستقبل القوى الإقليمية الأخرى التدخل العسكري لـ"الناتو الإسلامي"؟
يعتمد ذلك على مدى توزيع الأدوار القيادية. بالتأكيد ستطالب السعودية بالقيادة، ولكن لا بد من الاتفاق على ذلك مع شركائها، ومن ضمنهم مصر، لكي لا يؤدي ذلك لاضطرابات مع أعضاء آخرين. وعلاوة على كل ذلك لا يمكن حسم النزاع عسكرياً مع إيران. مثل هذا التطور سيكون كارثة على المنطقة.
حوار لدويتشه فيله

شارك