عبد الرحيم علي يكتب: قيامة السيد المسيح

الأحد 28/أبريل/2019 - 04:25 م
طباعة
 
في هذا اليوم المجيد تُذكرنا قيامة السيد المسيح بقيامة شعب مصر من قبور المؤامرات، التي نسجها لهم وطاويط الظلام وأهل الشر ساعِينَ إلى دفن ريادتهم، وزرع الفتن بينهم، فإذا هم يقومون من بين ركام الخراب والدمار الذي يملأ الأجواء حولهم، مُتّحدين أقوياء، يهنئون بعضهم البعض بانبعاث النور المقدس، متكاتفين فى التصدي للإرهاب وذيوله، محققين انتصارا لا يقل عن انتصار السيد المسيح على أعدائه، انتصارا يغلب الظلمة بنور التعاليم، تعاليم الحب والخير والحق والجمال والسلام.
ما أجمل أن نتذكر كلمات السيد المسيح الخالدة في موعظته على الجبل: "طوبى للمساكين بالروح؛ لأن لهم ملكوت السماوات، طوبى للحزانى؛ لأنهم يتعزون، طوبى للودعاء؛ لأنهم يرثون الأرض، طوبى للجياع والعطاش إلى البر؛ لأنهم يشبعون، طوبى للرحماء؛ لأنهم يرحمون، طوبى لأنقياء القلب؛ لأنهم يعاينون الله، طوبى لصانعى السلام؛ لأنهم أبناء الله يدعون، طوبى للمطرودين من أجل البِر؛ لأن لهم ملكوت السماوات، طوبى لكم إذا عيّروكم وطردوكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة، من أجلي كاذبين، افرحوا وتهللوا، فإن أجركم عظيم في السماوات".
نعم، أجركم عظيم في السماوات بعد أن قدمتم من أجل وطنكم الغالي مصر التضحية تلو التضحية، متمثلين قول المتنيح العظيم قداسة البابا شنودة الثالث عندما قال: "إن مصر ليست وطنًا نعيش فيه، بل وطن يعيش فينا"، هذا الوطن الذي ينتفض ضد أعداء الخارج والداخل، أنارت كنائسه اليوم بشموع الحب وصلوات القيامة، هذه الكنائس التي أراد أبناء الظلام من الإرهابيين هدمها وحرقها، واعتبرها قداسة البابا تواضروس الثاني فداءً للوطن، وقربان محبة من أجله، وقال قولته المشهورة: "وطن بلا كنائس أفضل لنا من كنائس بلا وطن".. ما أعظمها كلمات، وما أعظمها روح تتزين بحب مصر والمصريين، وتهزم الكراهية وتعلن قيامة المسيح مع قيامة مصر أيضًا.
هذه القيامة التي تتطلب الوحدة والاصطفاف والعمل الدائم ليل نهار، هذه القيامة التي تتطلب هزيمة الإرهاب، وتتطلب نشر روح الرجاء والأمل، فقيامة المسيح تعني في درسها الأكبر هزيمة اليأس؛ ذلك اليأس الذي يبثه الكارهون لمصر وقيامتها، وسوف يهزمه المصريون -كل المصريين، المحتفلين بالأمل دائمًا، تظللهم روح المحبة والتسامح والعيش المشترك، والثقة فى الغد الأفضل- سوف يهزمون كل دعاوى اليأس والكراهية، وسيدحرون بصمودهم قنابل الشر وأحزمة الإرهابيين الناسفة، ومخططات الفرقة والكراهية.
إن قلوبنا وهي تهنئ إخوتنا المسيحيين بعيد قيامة السيد المسيح، تأمل وتثق في قيامة مصر لتعود "أُمًّا للدنيا كلها".

شارك