عن مقتل «أبوبكر البغدادي»

الخميس 31/أكتوبر/2019 - 03:20 م
طباعة
 
أعلن الرئيس الأمريكي، ترامب في مؤتمر صحفي، هو الأطول له، عن مقتل زعيم تنظيم داعش أبي بكر البغدادي «إبراهيم عواد البكري»، وأظن أنني وغيري الكثير، سمعنا عن مقتل أبي بكر البغدادي عدة مرات قبل ذلك، ويبدو أن الرئيس الأمريكي، يجهز نفسه لانتخابات 2020، فكما أن الحزب الديمقراطي، بزعامة الرئيس السابق أوباما، أعلن قتل زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، فلا بد أن يفعل الحزب الجمهوري، بزعامة الرئيس ترامب، حدثًا على هذا المستوى، ففعل نفس السيناريو، الذي حدث مع قتل بن لادن، وزعمت الحكومة الأمريكية، أنها ألقت جثة أسامة بن لادن في البحر، كذلك زعمت الحكومة الأمريكية بقيادة ترامب، أن أبابكر البغدادي فجر نفسه بحزام ناسف، وألقوا جثته أيضًا فى البحر؛ حتى لا يطالبهم أحد بعرض الجثث؛ ما يشكك في صحة الروايات، التى تروى عن كيفية القتل، المهم زعم الرئيس ترامب، بأن الذي قام بالجهد الأكبر في الإرشاد عن مكان زعيم داعش، هم الأكراد المقاتلون بالمنطقة، وحقيقة الأمر أن الذى أرشد عن مكان أبي بكر البغدادي، هو سقوط أحد معاونيه في يد المخابرات العراقية، وبعيدًا عن تحليل خطاب الرئيس ترامب، الذى به كثيرٌ من المتناقضات، فماذا سوف يحدث لتنظيم داعش بعد مقتل أبي بكر البغدادي

أولًا: باعتراف الرئيس ترامب نفسه، أن داعش صناعة أمريكية، صنعتها إدارة أوباما، مع حليفهم رجب أردوغان، وكانت معسكرات التدريب لداعش، موجودة داخل الأراضي التركية الملاصقة لحدود سوريا الشمالية، وعشرات الآلاف من المتطوعين؛ للانضمام لتنظيم داعش، عبروا عن طريق مطار إسطنبول، فما عبر عشرات الآلاف من مطار بشاور إلى أفغانستان، وكذلك الأسلحة، التي كانت بحوزة داعش، جاءت من قاعدة العديد الأمريكية بدولة قطر، وجزء منها من تركيا، وكذلك الملابس العسكرية والتمويل اللوجستي، وجمع التبرعات لداعش و القاعدة و الجماعات المسلحة في سوريا، كان يتم علانيةً في الدوحة، و تبرعات المؤسسات القطرية بالمال و غيره، ولا يغيب ذلك عن مخططي السياسة الأمريكية في المنطقة، انتهى دور داعش في سوريا، ولا بد من التخلص من أعداد المسلحين المدربين على القتال، إما بإرسالهم إلى جبهة أخرى، وكانت ليبيا مرشحة لاستقبالهم، وأعلن ذلك رجب أردوغان؛ ليكونوا جبهة مناهضة للجيش المصرى من جهة الغرب، مع الجبهه الشرقية، التي تعمل فيها جماعة أنصار بيت المقدس، والتي أعلنت ولاءها لداعش، وجزء من هؤلاء المسلحين، كان سيتم إرسالهم إلى الشيشان؛ لخلق مشكلة داخلية لروسيا - بوتن– ولكن انتصارات الفريق حفتر في ليبيا، ودعم مصر لقوات حفتر، عطَّل مشروع إرسال الدواعش إلى ليبيا، فما هو مستقبل داعش بعد مقتل أبي بكر البغدادي في سوريا، سوف يتشرذم التنظيم،  ربما يتلاشى، أو جزء منه يندمج في تنظيم القاعدة.

وفي ظل ثورة الشعب العراقي، على حكم الملالي، والمؤسسة الدينية، التي أغرقت البلاد في التخلف و الفساد، والراعي الرسمي للنهب و السلب و السرقة، وكانت هتافات الشعب العراقي في ثورته الآن «العراق حرة حرة.. إيران برة برة»، يمكن أن يعطي هذا زَخَمًا لعودة داعش من جديد

فارتفاع مستوى الفقر والبطالة في أغنى دولة في العالم، و هي العراق الذي يمتلك ثاني أكبر احتياطي بترول بعد السعودية، يمكن أن يعطي نبض الحياة؛ لعودة قوة داعش.

شارك