على طريقة ملالي إيران.. البهائيون في مرمى نيران طائفة الحوثي

الإثنين 24/فبراير/2020 - 02:48 م
طباعة علي رجب
 
شهدت صنعاء حت سلط ميليشيا الحوثي خلال الأيام القليلة الماضية تصعيدا خطيرا جدا في الحرب الشرسة ضد المكونات والأقليات الدينية في اليمن وعلى وجه الخصوص ضد المواطنين البهائيين والذين يعانون من الاضطهاد والظلم المنهجي، في تكرار لما يعانيه البهائيين في إيران من انتهاكات وقمع على يد نظام المرشد الاعلي علي خامنئي، بما يشير الى أن الحوثي جزء من الحرب الخفية من قبل النظام الديني في ايران ضد البهائيين.

ويعاني البهائيون من اضطهاد في إيران، التي تتهمها حكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي والتحالف العربي بقيادة السعودية الداعم لها، بتوفير الدعم بالمال والسلاح للمتمردين الحوثيين وحلفائهم.
وأفادت الجامعة البهائية العالمية في بيان، بأن بهائيا من بين 24 سيمثلون أمام المحكمة، غدا الثلاثاء، قال إن مدعيا عاما أوضح له أنه معتقل بسبب ديانته.
وقالت ممثلة الجامعة البهائية العالمية، باني دوغال: ”البهائيون المحتجزون في صنعاء أبرياء، والتعذيب الجسدي والنفسي الذي يخضعون له مصمم لجعلهم يعترفون بجرائم لم يرتكبوها“.
وفي ابريل 2017 أصدرت السلطات الموالية للحوثيين في صنعاء أوامرها باعتقال نحو 25 بهائيًا، ضمن حملة ملاحقة يتعرض لها البهائيون في اليمن، تستهدف إرغامهم على ترك دينهم.
وتضمنت الاتهامات الموجهة ضد هؤلاء المعتقلين البهائيين جذب الناس إلى دينهم من خلال تخلقهم بمكارم الأخلاق، وسلوكهم السلوك القويم، وهي تشبه تلك التي توجه إلى البهائيين في إيران، حيث تؤدي السلطات الإيرانية دورًا أساسيًا في ما يتعرض له البهائيون في اليمن.

ومن ابرز البهائين المعتقلين المهندس البهائي بديع الله سنائي، وهو شخصية بارزة في اليمن، وتعرض للاعتقال لحظة وصوله ليتأكد بذلك أن مطالبة البهائيين بالحضور إلى المحكمة مجرد حيلة لاعتقالهم.
في 19 أبريل 2019، اعتقل بهائيان آخران، أحدهما الشيخ وليد عياش، أحد الرموز القبلية المرموقة في اليمن. واعتقلته السلطات وهو في طريقه من إب إلى الحديدة.
وتعرض ولید عیاش أحد البھائیین الخمسة الذین اعتقلهم الحوثين عام2017 للتعذیب الجسدي اثناء حبسه الانفرادي لمدة 7 أشھر بمقرالأمن القومي بصنعاء وأُجبر بعنف على البصم عنوة على بیان موقع باسمه وكان ولید عیاش قد أكد على أن ھذا البیان كاذب.
وأجبرت عائلات بهائية عديدة على ترك منازلها لتجنب الاعتقالات التعسفية، كزوجة المعتقل البهائي حامد بن حيدرة التي تكافح منذ أكثر من 3 سنوات لإطلاق سراحه، فيما تقوم برعاية بناتها الثلاث وإعالتهنّ، وهي اليوم على قائمة الاعتقال.
ونشأت الطائفة البهائية إبان النصف الثاني من القرن التاسع عشر. ويتبع أفرادها تعاليم بهاء الله المولود في إيران عام 1817، ويعتبرونه واحدا من رسل الله. لكن طهران تحظر البهائية وتعتبر أتباعها ”جواسيس“ لإسرائيل.
كذلك في أبريل من العام الماضي أصدرت محاكم الميليشيات الحوثية حكماً بالإعدام بحق المواطن اليمني البهائي، حامد بن حيدرة، وهو من أبناء الأقلية البهائية في صنعاء، وهو ما يكرس لجرائم الحوثي التي تكرس للقتل على الهوية بحق الأقلية البهائية عن طريق تنفيذ حكم الإعدام، وذلك إرضاءً لطهران التي تشن منذ سنوات طويلة حملات اضطهاد منهجية وشديدة ضد البهائيين والذين يعتبرون ثاني أكبر مكون ديني في إيران.
وتقول الناشطة البهائية الأكاديمية نسرين أختر خاوري في مقابلة مع موقع "راديو سوا" إن السلطات المسؤولة في صنعاء أصدرت أوامرها باعتقال ما لا يقل عن 25 بهائيا في شهر أبريل 2017، و"هذا كان ضمن حملة اضطهاد وقمع يتعرض لها البهائيون".
وتقول: "نحن بصراحة لا نعلم لماذا كل هذا العداء ضد البهائيين، والتحريض عليهم بعد السنين الطويلة التي قضوها بسلام في اليمن. يعيشون فيه ويتعايشون مع أهله".
ولفتت الناشطة إلى أن الاتهامات التي توجه ضد البهائيين في اليمن هي ذاتها التي توجه لهم في إيران. وتحدثت عن تقارير تشير إلى دور للسلطات الإيرانية في ما يتعرض له البهائيون في اليمن.
وتضيف: "نرى أن هناك سلوكا واتهامات مشابهة في النص والمضمون، لذلك نعتقد أن هناك تدخلا إيرانيا في موضوع اعتقال البهائيين، لأن البهائيين عاشوا سنوات طويلة في اليمن بسلام مع أهله".
من جانبها دعت الولايات المتحدة ميليشيات الحوثي في اليمن، إلى إسقاط تهم موجهة ضد أتباع من الطائفة البهائية، وقالت إن 24 بهائيا سيمثلون أمام محكمة يمنية في جلسة جديدة، الثلاثاء.
فما أعرب السفير المتجول الأمريكي للحريات الدينية الدولية، سام براونباك، عن قلقه من تقارير تفيد بقيام محكمة في العاصمة اليمنية صنعاء، الخاضعة لسيطرة الحوثيين، باستدعاء أتباع البهائية مرة أخرى، والذين وجهت إليهم في عام 2018 تهم تتعلق بالردة والتجسس.
وقال السفير الأمريكي عبر حسابه على تويتر: ”نحثهم على إسقاط هذه الادعاءات والإفراج عن المعتقلين بشكل تعسفي، واحترام الحرية الدينية للجميع“.


شارك