تجديد الخطاب الديني

الجمعة 24/أبريل/2020 - 11:32 م
طباعة
 

قلنا ان الدعوة لتجديد الخطاب الديني ليست دعوة علمانية او يتبناها الملحدون ولكنها دعوة اوصي بها النبي " صل الله عليه وسلم " في الحديث الصحيح الذي رواه الترمزي وغيره عن النبي " صل الله عليه وسلم " : " ليحمل هذا الدين من كخلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين " . فهذه دعوة النبي " صل الله عليه وسلم " لعلماء الأمة بإظهار التحريف والوضع والأهواء التي إمتلأت بها كتب التراث الإسلامي من أهل الفرق الضالة والمذاهب المنحرفة وأصحاب الأهواء واصحاب الميول السياسية والمذهبية .. فلابد من إعادة قراءة الموروث التاريخي لهذه  الأمة وإزالة ما أبهم وأغلق علي عقول من يقرأ التاريخ وعلي سبيل المثال لا الحصر نحن علي مدار قرون عديدة نقرأ وندرس بأن سبب إشتعال الحرب بين الإمام علي رضي الله عنه ومعاوية بن ابي سفيان في معركة صفين هو رفض معاوية بن ابي سفيان بيعة الإمام علي رضي الله عنه بعد أن استقر له الأمر قبل أن يسلمه قتلة عثمان بن عفان رضي الله عنه لأن معاوية يدعي أنه ولي دم عثمان رغم أن عثمان بن عفان له ابناء هم أولي بولاية الدم من معاوية .. فهل يعقل أن المطالبة بدم عثمان رضي الله عنه وهو واحد من المؤمنين يؤدي إلي قتل سبعين ألفاً من المؤمنين من خير القرون الممدوحة ؟ ألم يكن من العقل والدين والرشاد حقن دماء سبعين ألفاً من المؤمنين اللذين قتلوا في معركة صفين بحجة المطالبة بدم عثمان وهو واحد من المؤمنين فأين العقل والرشاد ؟ ثم ماذا فعل معاوية بقتلة عثمان عندما استقر له الأمر وأصبح ملكاً علي المسلمين فلم يخبرنا التاريخ بأنه قام بقتل قتلة عثمان بل ولى بعضهم أمور من شئون الدولة لم يقتل منهم إلا محمد بن أبي بكر رضي الله عنهما لأنه كان ولياً لعلي بن ابي طالب رضي الله عنه علي مصر وقتله ومثل به وأحرق جسده بما يخالف تعاليم الدين .. لماذا لا يقتحم السادة العلماء هذه الروايات ويخبرن بصدق عن نوايا أصحابها ؟ كيف نعلل لطلبة المدارس اللذين يدرسون التاريخ ان الخليفة الراشد الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه مات مقتولاً والخليفة الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه مات مقتولاً والخليفة الراشد الربع علي بن ابي طالب رضي الله عنه مات مقتولاً والخليفة الراشد الخامس الحسن بن علي مات مقتولاً .. وكيف نعلل لهؤلاء الطلبة الصغار اللذين يدرسون التاريخ همأو غيرهم أن رأس الحسين بن علي رضي الله عنهما قطعت ووضعت بين يدي عبد الله بن زياد وأن رأس عبيد الله بن زياد قطعت ووضعت بين يدي المختار الثقافي وأن رأس المختار الثقافي قطعت ووضعت بين يدي عبدالله بن زبير وأن رأس عبد الله بن الزبير قطعت ووضعت بين يدي عبد الملك بن مروان وأن جيوش بني أمية أحرقت المسجد الحرام وهدمت الكعبة وأستباحت المدينة المنورة وأستباحت نساء المهاجرين والأنصار .

التاريخ مليء بألغاز يصعب فهمها ويصعب تصديق الروايات الساذجة التافهه التي تبرر هذه الجرائم والأحداث لابد من الكشف علي النوايا الحقيقية لمن أرتكبوا هذه الجرائم والمجازر بإسم الإسلام .. لابد أن يقتحم السادة العلماء هذه الألغام ويفسرونها لنا بمنتهي التجردوالعقل بعيداً عن عواطف كاذبة لا يقتنع بها أحد من العقلاء .

أ/هـ

نبيل نعيم

22/4/2020

شارك