علاقة غامضة تربط أردوغان وآكار بالمنظمة .. كيف أثرت «الجبهة الإسلامية الكبرى لغزاة الشرق» الارهابية على قادة تركيا

الإثنين 21/ديسمبر/2020 - 01:35 م
طباعة علي رجب
 

كشف تقرير امريكي عن تغلغل أفكار الجماعات المتطرفة في قيادت الدولة التركية، وذلك على خليفة زيارة أجراها وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إلى قبر «صالح ميرزا باي أوغلو»، زعيم «الجبهة الإسلامية الكبرى لغزاة الشرق» المدرجة بقائمة تركيا والاتحاد الأوروبي للتنظيمات الإرهابية، وكذلك ارتباط الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأفكار هذه الجماعة، مما يرسم ملامح النخبة الحاكمة في الاناضول، وكيف تحولت تركيا إلى دولة أوصولية تدعم العنف والإرهاب.


الجبهة الإسلامية الكبرى لغزاة الشرق

منظمة «الجبهة الإسلامية الكبرى لغزاة الشرق (IBDA-C)» تأسست في عام 1970 على يد صالح عزت إرديش، المعروف باسم صالح مرزا باي أوغلو. وانتقلت المجموعة من الخطاب إلى العنف في التسعينيات، وبلغت ذروتها في سلسلة بلغت نحو 90 تفجيرا وهجوم في عام 1994.

تقرير « منتدى الشرق الأوسط» يرأسه المؤرخ والباحث الأمريكي دانيال بايبس، أكد على أن زيارة «أكار» إلى قبر «صالح ميرزا باي أوغلو» القريب من افكار تنظيم القاعدة والمؤيد لتنظيم «داعش»، تكشف عن  الهوية المتطرفة لقادة تركيا.

وقال التقرير « في سنواتها الأولى (2002-2010) ، أشاد العديد من القادة الغربيين بسخاء بحكم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان باستخدام عبارات ملطفة متحيزة مثل (إسلام ما بعد الحداثة) أو (الإسلاموية المعتدلة) من وجهة النظر هذه ، فإن الإسلاموية التركية وأردوغان يستحقان كل دعم يمكن أن تقدمه الدول الغربية. ستكون تركيا النموذج الذي يمكن أن يتعايش فيه الإسلام والديمقراطية ، وهو نموذج من شأنه أن يلهم الدول العربية الأقل ديمقراطية. من المفترض أن يرغب الفلسطينيون والعراقيون والمصريون والأردنيون وغيرهم من المسلمين في المغرب الكبير في أن يصبحوا أكثر اعتدالًا وأقل عنفًا. انتهت هذه التجربة السياسية الغريبة للأسف بنتيجة معاكسة: أصبح الأتراك أقل اعتدالًا وأكثر عنفًا».

التقرير أكد ان زيارة «أكار» إلى قبر مؤسس «غزاة الشرق» الارهابية، تشكل تأكيدا على تحول تركيا من الاعتدال الى الأكثر عنفا.

وفي نبذة مختصرة التقى لتقرير الضوء على حياة الارهابي «ميرزا أوغلو»، وكيف انه كان له دورا في العمليات الارهابية خلال العقد الأخير من القرن العشرون والعقد الأول من القرن الحادي والعشرون قبل اعتقاله من قبل السلطات التركية في ديسمبر 1998، الحكم عليه بالسجن عشرون عاما، واعادة محاكته من قبل حكومة أردوغان واطلاق سراحه في 2014، مع ظهور تنظيم داعش في سوريا والعرق.

وأوضح التقرير ان تركيا من 2002 تحولت من دولة علمانية لها روابط مؤسسية قوية مع الغرب إلى دولة دينية أصولية معادية للحضارة الغربية.

نظام أردوغان وجماعة غزاة الشرق

 

وفرت حكومة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، غطاءً سياسياً لمنظمة الجبهة الاسلامية لغزاة الشرق الأعظم، إذ تدخل أردوغان في 2014 لإطلاق سراح زعيمها الراحل، صالح ميرزا باي أوغلو (اسمه الحقيقي صالح عزت ارديش)، من السجن، حيث كان يقضي عقوبة السجن المؤبد.

وعقب اطلاق سراحه استقبل أردوغان، في قصر الرئاسة في ديسمبر2014، صالح ميرزا بك أوغلونو الذي يدعم تنظيم تنظيم (داعش) علنا وصاحب مقولة: « قاوم أنت (داعش) من هناك ونحن نقاوم من هنا».

وفي اغسطس 2019 زار «خلوصي أكار» وزير الدفاع التركي والمرشح لخلافة أردوغان في رئاسة تركيا، قبر الشاعر التركي الإسلامي الملقب بسلطان الشعراء نجيب فاضل كساكوراك، الذي تزعم الجبهة الإسلامية لأنها تتبنّى أفكاره.

ومؤخرا كشفت صحيفة «نورديك مونيتور» السويدية أن «حمزة يرليكايا»، كبير مستشاري الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عضو مجلس إدارة بنك (وقف)، ثالث أكبر بنك تملكه الدولة، هو أحد أعضاء جماعة متطرفة إرهابية تدعى «جبهة غزاة الشرق العظمى الإسلامية (IBDA-C)»، وتم تصنيف المجموعة منظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

وألمحت الصحيفة إلى أن أردوغان نفسه الذي يعود انتماؤه إلى حركة (أكنجيلار) المتطرفة وتعني الغزاة، في أواخر السبعينات، وهي مجموعة منفصلة عن (IBDA-C) ولكن تشاركها نفس الأهداف، لم يساعد «يرليكايا» في الحصول على منصب مهم في الحكومة فحسب، بل ضمن له إطلاق سراح زعيم المجموعة الإرهابية من السجن.

فيما اشار موقع «طاه خبر اليوم» التركي،  إلى أن  «غزاة الشرق» يعتبر أردوغان «أقرب شخصية سياسية لها».

وأكد الموقع أن عناصر المجموعة «تشارك في القتال في محافظة إدلب بشكل فعال من خلال عناصر أرسلتهم لدعم المجموعات التكفيرية التي تقاتل الجيش السوري»، مشيرا إلى أن هوءلاء يقاتلون ضمن «كتيبة السلطان عبد الحميد وكتيبة السلطان سليم المرتبطتين بجبهة النصرة وتنظيم أحرار الشام».

من هي منظمة «الجبهة الإسلامية الكبرى لغزاة الشرق (IBDA-C)»؟

منظمة «الجبهة الإسلامية الكبرى لغزاة الشرق (IBDA-C)» تأسست في عام 1970 على يد صالح عزت إرديش، المعروف باسم صالح مرزا باي أوغلو.

الهدف المعلن للتنظيم هو إنشاء دولة فدرالية إسلامية سنية في الشرق الأوسط وإعادة تأسيس الخلافة في تركيا ثم في جميع أنحاء العالم. إنهم معادون بشكل خاص للمصالح الشيعية والعلوية والمسيحية واليهودية.

ومع أهداف القاعدة المتشابهة ومكانتها المتفوقة كمنظمة إرهابية دولية، فإن المنظمة تعتبر نفسها حركة إحياء إسلامية أساسية يجب أن يكرسها الآخرون لمواردهم. وبالإضافة إلى ارتكاب هجمات إرهابية، فإنها تنتج أيضًا أدبًا دعائيًا تم طرحه في المكتبات وعلى الإنترنت، والذي له القدرة على جذب أعضاء جدد، بما في ذلك أعضاء من دول أخرى.

كذلك كشفت دراسة تركية أن 2.5% من أعضاء المنظمة تتراوح أعمارهم بين 10 و 14 سنة، و72.5% من 15 إلى 24، و17% من 25 إلى 29، و6% من 30 إلى 34، و2% من 35 إلى 64. يشكل خريجو الجامعات 22.5% من الأعضاء، وخريجي المدارس الثانوية 40%، وخريجي المدارس الثانوية 14%، وخريجي المدارس الابتدائية 19%، وغير المتعلمين من الخريجين 2.5% والأميين 1.5%.

وتتكون خلايا «غزاة الشرق» عادة من 3 إلى 5 أشخاص وتعمل بشكل مستقل عن بعضها بعضا. إنهم يقررون الهدف والتوقيت والتكتيكات ويقومون لاحقا بنشر خططهم وأدائهم ونتائجهم. نظرا لكون قدراتهم ومواردهم وقوتهم البشرية محدودة.

وتنشط خلايا «غزاة الشرق» الإرهابية في البلدات التابعة لمدينة اسطنبول ولاسيما عمرانية واسنلر وفاتح وبي اوغلو مستخدمة مجلتها الخاصة /باران/ والجمعية التابعة لها ومواقع التواصل الاجتماعي من أجل «التحريض الطائفي والدعوة إلى تأسيس الشرق الاسلامي الكبير».

ولنشاط الجماعة الارهابي، فقد تم إدراج الجبهة الإسلامية الكبرى لغزاة الشرق  ضمن 12 منظمة إرهابية نشطة في تركيا اعتباراً من عام 2007، وفقاً لإدارة مكافحة الإرهاب والعمليات التابعة للمديرية العامة للأمن، وكذلك مصنفة جماعة إرهابية من قبل كلٍّ من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

ومن أشهر هجمات «غزاة الشرق» القصف بالقنابل لفندق في مدينة سيفاس بشرق تركيا، مما أسفر عن مقتل 19 شخصا، وتنفيذ تفجيرات إسطنبول عام 2003 بمعبدين يهوديين، وفرع بنك HSBC والقنصلية العامة البريطانية، إضافة إلى تبني الهجوم على القنصلية الأمريكية العامة في إسطنبول عام 2008، كما ثبت تورط المجموعة في قتل العشرات في التسعينات.

وشملت هجماتها الأخرى محاولة اغتيال رجل أعمال يهودي وهجوم على الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية في اسطنبول في عام 1994.

 كانت أهداف «غزاة الشرق» عادةً الصحف والصحفيين العلمانيين والبنوك والحانات ومحلات التبغ والتجار.

ومؤخرا أظهرت وثائق سرية، أن استخبارات الشرطة حددت تهديداً ملموساً ضد الروائي التركي الأشهر، الحائز على جائزة نوبل للآداب «أورهان باموق»، من منظمة «غزاة الشرق».

التغلغل خارجيا

للجبهة اعضاء في الدول الاوروبية والعربية، بما تشكل خلايا نائمة للعمليات الارهابية، واقرب الى سياسية الذئاب المنفردة، في ديسمبر 2003 ، ذكرت صحيفة «دير شبيجل» الألمانية أن المجموعة يمكنها الاعتماد على ما يصل إلى 600 مؤيد في ألمانيا.

وفقًا للمعلومات التي قدمها برنامج موارد الاستخبارات التابع لاتحاد العلماء الأمريكيين بناءً على أنماط الإرهاب العالمي لعام 2003، فإن قوة المنظمة من حيث الموارد البشرية لا تزال غير معروفة.

وكانت تقوم بدور نشط في تجنيد الجهاديين الأتراك للانضمام إلى النزاعات في سوريا، وبلدان أخرى خلال السنوات الأخيرة.

وأوضح صحيفة «نورديك مونيتور» السويدية أن « غزاة الشرق» تعتبر مسؤولة عن تجنيد الجهاديين الأتراك الذين ينتهي بهم المطاف في سورية للقتال مع تنظيمي (القاعدة) و(داعش).

ويقوم عمل المجموعة على جبهتين، إحداهما الأنشطة القانونية مثل المنشورات والمواقع الإلكترونية والمؤتمرات والتجمعات والمعارض التي تعمل كقناة لنشر الأفكار وتوجيه الأعضاء حول أيديولوجية «غزاة الشرق»  والأخرى تمجد أسامة بن لادن الزعيم الراحل للقاعدة وتعتبر وفاته استشهادا، كما تعتبر الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وإسرائيل أكبر الإرهابيين.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شارك