اليمين المتطرف ينتقد سياسات برلين فى رفض حكومة طالبان

الجمعة 10/سبتمبر/2021 - 07:27 م
طباعة برلين - هاني دانيال
 
صعد حزب البديل من أجل ألمانيا - ممثل اليمين المتطرف فى البرلمان الألمانى- من لهجته ضد وزير الخارجية هايكو ماس بسبب سياساته غير الواضحة فى أفغانستان، بل وانتقاد اجتماعه  مع أنتونى بلينكن وزير الخارجية الأمريكي فى قاعدة رامشتاين العسكرية فى ألمانيا، واعتبارها سقطة كبيرة ما كان يجب على هايكو ماس ان يقع فيها.

القاعدة العسكرية الأمريكية يتواجد بها عدد من الجنود الأمريكان، ومنهم من تم إعادتهم من أفغانستان، لكن الحزب اليميني اعتبر أن وزير الخارجية الأمريكي استقبل نظيره الألمانى وكأنها أرضا أمريكية وأنه مجرد ضيف بالمكان، وتوجيه سهام النقد للوزير الألمانى على هذه الخطوة.

تساءل تينو شروبالا مرشح الحزب في الانتخابات الفيدرالية بقوله " كشف سمح هيكو ماس لنفسه أن يستقبله وزير خارجية الولايات المتحدة في رامشتاين كدولة أجنبية".

كما عبر عن دهشته من رفض ماس الاعتراف بالحكومة الأفغانية، معتبرا أن  مطالبه تتجاهل المصالح الألمانية وتسمح لنفسه بالاستعانة به لتكثيف الصراع الجديد بين الشرق والغرب، والإشارة إلى أنه  من مصلحة ألمانيا الاعتراف بالحكومة الأفغانية لترحيل اللاجئين القادمين من أفغانستان ، ومن مصلحة ألمانيا مساعدة اللاجئين المحتملين في منطقتهم الأصلية وعدم إساءة استخدام ألمانيا كمركز لتدفق اللاجئين الأفغان إلى أوروبا.

الانتقادات لم تتوقف عند مرحلة الاستقبال والمكان فقط، وإنما طالت موقف الوزير الألمانى بسبب عدم ترحيبه بتشكيل حركة طالبان للحكومة الأفغانية، وأنها غير معبرة عن مكونات المجتمع الأفغانى، فى حين يرغب الحزب الاعتراف بالحكومة، وسرعة إعادة فتح السفارة الألمانية هناك كى يتسني دراسة أمر العالقين والراغبين فى القدوم إلى ألمانيا وتوفير فرصة إعادة اللاجئين المنتظر ترحيلهم إلى هناك، حيث يرغب الحزب عدم قدوم مزيد من اللاجئين الأفغان وترحيل من صدر لهم قرارات ترحيل.

يأتى ذلك فى الوقت الذى زادت فيه الانتقادات للحكومة الألمانية بسبب موقفها من قدوم عدد كبير من اللاجئين الأفغان وعدم ترحيل من صدر بحقهم قرارات ترحيل نتيجة الظروف التى تعانى منها أفغانستان الآن، فى ظل الكشف عن عدد كبير من الأفغان متورطين فى جرائم قتل وسرقة والانتماء لجماعات غرهابية، وهو ما يعني السماح بتواجد عدد كبير من الخارجين عن القانون والإرهابيين داخل ألمانيا وهو ما يعد مخاطرة كبيرة.

واعترف زعيم الاتحاد المسيحي الديموقراطى أرمين لاشيت بأن هناك عددا كبيرا من اللاجئين الأفغان متورطين فى جرائم جنائية وارهابية ولكن لا يمكن إعادتهم إلى بلادهم بسبب الظروف التى تعانى منها أفغانستان.

كان وزير الخارجية الألمانى  أعلن رفض بلاده الاعتراف بالحكومة الأفغانية حتى الآن لأنها لا تعبر عن مكونات الشعب الأفغانى، لكنه فى الوقت نفسه رحب باستمرار التشاور مع حركة طالبان، واستمرار سعي بلاده إلى لمساعدة إجلاء المواطنين الأفغان والألمان الراغبين فى الخروج من البلاد

هذا الرفض يأتى غداة  إعلان طالبان تشكيلة حكومية جديدة من 33 عضوا لا تضم مكونات المجتمع من النساء والقوى السياسية المختلفة، والاكتفاء بتواجد عناصر طالبنات والهيمنة على كل مقاليد الحكم، وهى الخطوة التى لا ترفضها ألمانيا فقط، وبل وغالبية دول الاتحاد الأوروبي.

حتى الآن موقف حزب الخضر غير واضح من تشكيل الحكومة الأفغانية وكذلك الحزب الاشتراكى الاجتماعى،  وهو ما يراه مراقبون محاولة لكسب مزيد من الوقت للتعرف على سياسات طالبان، خاصة وأن الحركة هى المسيطرة على كل شيء فى أفغانستان حتى الآن، وبالتالى هناك رغبة فى التواصل معها من أجل حل مشكلة العالقين من المواطنين المحليين والذين سبق وخدموا مع الجيش الألمانى، وعدم التسرع فى رفض محاولة التنسيق مع الحركة  منع الخسائر مستقبلية فى حال وصول أولاف شولتس مستشارا وعرقلة المصالح الألمانية، كذلك موقف حزب الخضر من نشكيلة التحالفات فى مرحلة ما بعد الانتخابات البرلمانية المقرر عقدها 26 سبتمبر الجاري.

شارك