بمقتل 1000 سجين.. مذابح مروعة لتنظيم داعش الإرهابي بسجن " بادوش" بالموصل

الجمعة 03/ديسمبر/2021 - 01:13 م
طباعة أميرة الشريف
 
تعد الجرائم التي ارتكبها تنظيم داعش ضد العراقيين من أكثر أعمال العنف وحشية وانتشارا التي ارتكبها التنظيم الإرهابي في العراق، حيث أعلن كريستيان ريتشر رئيس فريق تابع للأمم المتحدة الذي يحقق عن  الفظائع المرتكبة بالعراق ورئيس "يونيتاد"،  أن متطرفي تنظيم داعش ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب في سجن بالموصل في يونيو 2014، حيث قتل بشكل منهجي ما لا يقل عن 1000 سجين.
وكانت أنشأت الأمم المتحدة في سبتمبر 2017، فريق تحقيق لتعزيز المساءلة عن الجرائم التي ارتكبها تنظيم داعش، ويعرف اختصارا باسم (يونيتاد)، ويعمل الفريق على جمع الأدلة وحفظها، وتخزينها.
ويعمل الفريق ، المعروف باسم UNITAD ، على تأمين أدلة على جرائم داعش ضد مختلف المجتمعات العراقية ، والتي تشمل الإعدام الجماعي واستخدام الأسلحة الكيماوية والبيولوجية ، التي ارتكبت خلال عهد الإرهاب من يونيو 2014 إلى ديسمبر 2017.
وذكر ريتشر لمجلس الأمن الدولي، أن الأدلة التي تم جمعها من مقابر جماعية، تحتوي على رفات ضحايا عمليات إعدام نفذت في سجن بادوش المركزي، ومن ناجين تظهر، استعدادات مفصلة للهجوم من قبل كبار أعضاء تنظيم داعش أعقبه هجوم في صباح السبت 10 يونيو من ذلك العام.
وأضاف: "تم نقل السجناء المقبوض عليهم إلى مواقع قريبة من السجن، وتم فرزهم وفصلهم على أساس دينهم وإذلالهم ثم قتل بشكل منهجي ما لا يقل عن 1000 سجين، مشيرًا إلي أن تحليل المحققين للأدلة الرقمية والوثائقية، ومن الناجين والطب الشرعي، بما في ذلك وثائق تنظيم داعش، حدد عددا من أعضاء التنظيم المتطرف، المعروفة أيضا باسم داعش، على أنهم المسؤولين عن الجرائم.
وتابع أنه كنتيجة للتحقيقات فإن فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة لتعزيز المساءلة عن الجرائم التي ارتكبها تنظيم داعش (يونيتاد) خلص إلى أن تنظيم داعش ارتكب جرائم ضد الإنسانية تتمثل في القتل والإبادة والتعذيب والاختفاء القسري والاضطهاد وغيرها من الأعمال غير الإنسانية في سجن بادوش بالإضافة إلى "جرائم الحرب المتمثلة في القتل العمد والتعذيب والمعاملة غير الإنسانية والاعتداء على الكرامة الشخصية".
واستولى مقاتلو تنظيم داعش على مدن عراقية وأعلنوا الخلافة المزعومة على رقعة واسعة من الأراضي في سوريا والعراق في عام 2014.
وفي 13 يونيو 2021 ، أعلنت السلطات العراقية، رفع رفات 123 شخصاً من ضحايا "أسوأ المجازر التي ارتكبها داعش" من أجل مطابقة عينات من الحمض النووي مع ذويهم الذين لا يزالون يجهلون مصيرهم.
وتجري في بغداد ومحافظات أخرى عملية أخذ عينات دمّ من ذوي ضحايا مجزرة سجن بادوش، التي كانت "واحدة من أفظع جرائم التنظيم الذي سيطر على ثلث مساحة العراق بين عامي 2014 و2017 بحسب فرانس برس.
وفي يونيو 2014، نقل التنظيم الذي كان بصدد السيطرة على شمال غرب البلاد، نحو 600 رجل كانوا معتقلين في سجن بادوش، وغالبيتهم من الشيعة، في شاحنات إلى وادٍ قبل أن يقوم عناصره بإطلاق النار عليهم.
جدير بالذكر أن  قوات الحشد الشعبي العراقية، أعلنت في 2017 العثور على مقبرة جماعية تضم رفات 500 معتقل داخل سجن بادوش، الواقع على بعد 15 كلم شمال غرب الموصل، وأفاد الحشد الشعبي، بأن اللواء الثاني عثر على مقبرة كبيرة فيها رفات نحو 500 سجين مدني في سجن بادوش أعدمتهم عصابات داعش (تنظيم الدولة الإسلامية) بعد سيطرتها على السجن أثناء احتلال الموصل.
وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش أعلنت في أكتوبر 2014 أن مسلحين من تنظيم الدولة قاموا على نحو ممنهج بإعدام نحو 600 من النزلاء الذكور في سجن بادوش في 10 يونيو. وبحسب روايات الناجين، كانت الأغلبية الساحقة من القتلى من الشيعة.
وأوضحت المنظمة أنه بعد الاستيلاء على سجن بادوش قرب الموصل، قام مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية، بفصل النزلاء السنة عن الشيعة، ثم أجبروا الرجال الشيعة على الركوع بطول حافة واد قريب، وأطلقوا عليهم النار من بنادق هجومية وأسلحة آلية، بحسب ما قال 15 سجيناً شيعياً ممن نجوا من المذبحة لـ هيومن رايتس ووتش.
هذا وقد أعلنت القوات العراقية هزيمة التنظيم رسميا في العراق عام 2017 بعد معركة دامية استمرت 3 سنوات خلفت عشرات الآلاف من القتلى، ومدن في حالة خراب، لكن خلايا التنظيم النائمة تواصل شن هجمات في مناطق متفرقة من العراق.

شارك