الحكومة الألمانية الجديدة تبدا عهدها بالدفاع عن أوروبا الموحدة وتعزيز حقوق المهاجرين

السبت 11/ديسمبر/2021 - 04:46 م
طباعة خاص – بوابة الحركات الإسلامية
 
تولى أولاف شولتس منصبه رسيما مستشارا لألمانيا خلفا لأنجيلا ميركل التى استمرت 16 عاما فى السلطة، ولكنها فضلت الابتعاد عن الساحة والحصول على مزيد من الراحة، وتوجهت الأنظار إلى مقر المستشارية الألمانية لمعرفة مستقبل السياسات الجديدة لحكومة شولتس، وتداعيات القرارات الخاصة بها على القارة الأوروبية والقضايا الدولية.
ومن الأمور الملفتة للنظر اختيار العراقية ريم العبلي وزيرة دولة لشئون الهجرة فى حكومة شولتس، بعد أن نجحت فى عضوية البرلمان الألمانى فى سبتمبر الماضي، ضمن 9 شخصيات من أصول عربية، وهو ما يفتح الباب أمام سياسات جديدة تخص اللاجئين والمهاجرين، كما وعد ائتلاف إشارة المرور، بالتأكيد على أن الحكومة الجديدة ستعمل على توفير سياسات تسمح بمزيد من التسهيلات للاجئين والمهاجرين.
من ناحية آخري وافقت ألمانيا على استقبال العدد الأكبر من اللاجئين الأفغان ، حيث أعربت عن رغبتها فى قدوم 25 ألف لاجيء، من أصل 85 ألف لاجيء تبحث منظمة الأمم المتحدة لشئون اللاجئين فى إرسالهم إلى أوروبا، حيث أكدت المنظمة أن هذا العدد من اللاجئين يحتاجون إلى إعادة توطين انطلاقا من دول مجاورة لأفغانستان لجأوا إليها خلال السنوات الأخيرة داعية دول الاتحاد الأوروبي إلى استقبال نصفهم.
لم توضح المفوضية على الفور الجدول الزمني لاستقبال اللاجئين، لكن وعدت فرنسا باستقبال 2500 أفغاني فضلا عن خمسة آلاف لاجئ آخر من جنسيات على أن ستستقبل هولندا 3159 أفغانيا و1915 من جنسيات أخرى فيما ستستقبل إسبانيا 3200 على التوالي والسويد 5700 لاجيء.
وفى سياق متصل يبدو ان ألمانيا عازمة على التنسيق الكامل مع فرنسا خلال الفترة المقبلة للدفاع عن وحدة الاتحاد الأوروبي، وليس صدفة أن تكون أول زيارة خارجية للمستشار الألمانى الجديد إلى باريس ، والتأكيد على أنها ليست مجرد زيارة ودية، بل رسمية وجدية تناولت أيضا جميع الموضوعات التي ستجري معالجتها في المستقبل القريب.
ورحب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بزيارة شولتس إلى باريس، مشددا على توافق الرؤية الفرنسية الألمانية بخصوص وحدة الاتحاد الأوروبي وحماية الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي وصياغة رد مشترك على مسائل الهجرة والعلاقة مع إفريقيا وكذلك مع الصين وروسيا وكذلك الولايات المتحدة.
كذلك كانت زيارة أنالينا بيربوك وزيرة الخارجية الألمانية إلى باريس هى أول زيارة لها بعد توليها المنصب الرفيع، حيث تعد أول امرأة ترأس الخارجية الألمانية، وتعد اصغر وزيرة فى حكومة شولتس ، مشيدة بقوة العلاقات الألمانية الفرنسية من أجل خدمة المصالح الأوروبية، ولإصارة العديد من القضايا ، وخاصة مستقبل العلاقات الأوروبية مع روسيا، الصين.
وفى معرض زيارتها إلى باريس تم إثارة المطالب المريكية بمقاطعة دورة اللعاب الشتوية فى فبرير 2022، خاصة وأن لولايات المتحدة أول من أعلنت المقاطعة، ثم تبعها كل من أستراليا وبريطانيا وكندا بسبب انتهاكات حقوق الإنسان فى الصين إلا أن فرنسا ترفض المقاطعة ، وتري أن الرياضة لا علاقة لها بالسياسة. الألعاب الأولمبية هي تجمّع كبير للرياضيين وعشاق الرياضة وليست مسرحاً للسياسيين لتقديم عرض.
بينما ترغب وزيرة الخارجية الألمانية إلى موقف أوروبي موحد بخصوص المشاركة او المقاطعة، وضرورة أن يكون هناك كلمة أوروبية فى هذا الملف تقوم على خدمة المصالح الأوروبية والدفاع عنها.
وفى أول بيان لها قالت "ستكون رسالتي الأولى في باريس وبروكسل ووارسو هييمكن لشركائنا في الاتحاد الأوروبي الاعتماد على الحكومة الفيدرالية الجديدة منذ اليوم الأول، أوروبا هي المحور الأساسي لسياستنا الخارجية، في هذه الزيارات الافتتاحية، شاغلي الرئيسي هو الاستماع إلى أقرب شركائنا، لن نحقق مصالحنا على حساب جيراننا".
أضافت بيربوك بقوله "ليس لألمانيا مصلحة أهم من اهتمامها بأوروبا القوية والموحدة، "الشرط المسبق لذلك هو أننا، بصفتنا الاتحاد الأوروبي، نأخذ قيمنا الأساسية على محمل الجد ونطبق أيضًا القواعد التي وضعناها معًا، وعندما تتولى فرنسا رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي في يناير 2022 يمكنها الاعتماد على دعمنا لجعل أوروبا أكثر سيادة وقدرة على التصرف.

شارك