البرلمان يحسم الجدل.. ماذا بعد تأجيل الانتخابات الليبية؟

الثلاثاء 21/ديسمبر/2021 - 11:04 ص
طباعة أميرة الشريف
 
مع اقتراب الموعد المحدد لإجراء الانتخابات الليبية في 24 ديسمبر الجاري، يبدو أن التأجيل أصبح أمر لا مفر منه وبالأخص في أعقاب إعلان المفوضية العليا للانتخابات في ليبيا، تأجيل الإعلان عن القوائم الأولية للمرشحين المؤهلين لخوض الانتخابات البرلمانية المقررة في فبراير المقبل، في وقت يزداد الغموض بشأن تنظيم الانتخابات الرئاسية.
وأكدت تقارير إعلامية أن البرلمان الليبي سيعلن خلال جلسته المقبلة يوم الاثنين القادم تأجيل الانتخابات من ثلاثة إلى ستة أشهر.
ودعا وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو، جميع الأطراف الليبية إلى الالتزام البناءلإنجاح الانتخابات، في حين أقر المبعوث الأمريكي الخاص إلى ليبيا السفير ريتشارد نورلاند، بوجود عقبات تعترض إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقررة يوم 24 الجاري.
وقال دي مايو لقد أصبح ملحاً الآن أكثر من أي وقت مضى دعوة الأطراف الليبية إلى الالتزام البناء، مضيفًا : تؤدي التوترات المتزايدة إلى استبعاد احتمالات انسحاب المرتزقة الأجانب من البلاد، لذلك فإن الأمر الأكثر إلحاحاً هو دعوة الأطراف الليبية إلى الالتزام البناء.
وتابع أن تحقيق الاستقرار في ليبيا موحدة وذات سيادة هو هدف استراتيجي بالنسبة لنا، مشيراً إلى أن وقف إطلاق النار ساري المفعول اليوم في ليبيا، والعمل جارٍ لتحقيق الهدف المعقد للانتخابات.
وقالت تقارير إعلامية إن جلسة البرلمان المقبلة يرأسها عقيلة صالح، وسيتم الإعلان عن حكومة جديدة.
كما أوضحت أن مهام الحكومة الليبية المقبلة ستكون مقيدة ومحددة للتحضير للانتخابات.
وقالت التقارير إن مفوضية الانتخابات أرجعت تأجيل الانتخابات لعدم تفسير أحكام الطعون. 
و في تصريحات نشرتها وكالة نوفا الإيطالية ، قال النائب إبراهيم الدرسي إن البرلمان يستعد لاتخاذ قرارات مصيرية وقوية بشأن الانتخابات الرئاسية. 
وذكرت وكالة "نوفا" الإيطالية في تقرير أن هناك اتجاها لتعيين حكومة جديدة لقيادة ليبيا إلى موعد الانتخابات الجديد المحتمل تأجيله إلى نهاية يناير أو فبراير، وأن البرلمان قد يعلن عنها الأسبوع المقبل.
وتوقعت الوكالة أن تتكفل الدبلوماسية الأمريكية المبعوثة السابقة للأمم المتحدة التي عينها الأمين العام للأمم المتحدة مؤخرا كمستشارة خاصة لليبيا، ستيفاني ويليامز، بدور الوساطة بين جميع الأطراف.
وتقوم المبعوثة الأممية في ليبيا ستيفاني وليامز، بجولات مكثفة  قبل الإعلان عن خريطة الطريق المقبلة، بعد استحالة إجراء الانتخابات في موعدها المحدد سلفاً، بحسب برلمانيين ليبيين.
وعبرت وليامز، في تغريدة عبر تويتر، عن فخرها بلقاء المرشحتين للانتخابات الرئاسية ليلى بن خليفة وهنيدة محمد المهدي تومية.
وقالت وليامز: أجرينا حوارات بناءة وإيجابية، واستمعتُ لرؤاهم حول مستقبل بلدهم، بما في ذلك سبل الدفع قُدماً بالعملية الانتخابية.
في غضون ذلك، أكد السفير الأمريكي في ليبيا ريتشارد نورلاند أمس الاثنين، أن الليبيين يتوقون للمشاركة في انتخابات حرة ونزيهة.
وقال عقب لقاء مع ممثلين عن منظمات للمجتمع المدني الليبي في طرابلس، إن المؤسسات الليبية لديها القدرة على ضمان نزاهة الانتخابات. وقال نورلاند: إن واشنطن لا تدعم أي مرشح للرئاسة ونهدف لإجراء انتتخابات رئاسية وبرلمانية سلمية وحرة ونزيهة. كما قال نورلاند في وقت سابق أمس، إن المساعدة الفنية المقدمة من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية للمفوضية الوطنية العليا للانتخابات ستدعم إجراء انتخابات حرة ونزيهة تعكس إرادة الناخبين. 
وأضاف أنه انبهر بالاستعدادات للتصويت خلال زيارته لمركز اقتراع برفقة عماد السايح رئيس مفوضية الانتخابات الليبية.
ودعا سبعة عشرة مرشحاً للانتخابات الرئاسية الليبية، مفوضية الانتخابات إلى تزويدهم بتفسيرات لأسباب عدم إجراء الاقتراع في الموعد المحدد.
في الأثناء، أكد الاتحاد الأوروبي مجدداً التزامه بعقد الانتخابات في ليبيا وفي أي وقت تجرى ولكن من الأفضل احترام موعد الانتخابات الرئاسية في 24 الجاري، ثم الانتخابات التشريعية مطلع العام المقبل.
وقال تقرير فرنسي إن تأجيل الانتخابات الرئاسية في ليبيا صار أمراً حتمياً في وقت يبدو فيه الشعب الليبي غارقاً في حالة من عدم اليقين، والانقسامات، وغموض الأفق.
ونقل التقرير الذي نشره موقع جيوبوليتيك الفرنسي عن المحللة المتخصصة في الشؤون الليبية، فيرجيني كولومبييه،أستاذة العلوم السياسية في المعهد الأوروبي في فلورنسا، إشارتها إلى أن هناك عدم توافق تام بين الأطراف المختلفة على قواعد اللعبة الانتخابية، والإطار الدستوري، مشيرة إلى أن نتيجة الانتخابات قد تؤدي إلى إشعال التوترات فى ليبيا.

شارك