انذار بالحرب .. ميليشيات طرابلس تشعل المدينة بحشد عسكري مفاجئ

الأربعاء 22/ديسمبر/2021 - 01:51 ص
طباعة أميرة الشريف
 

ما زالت الميليشيات المسلحة تسعي لإشعال الحرب في العاصمة الليبية طرابلس، وسط تحركات عسكرية في عدة مناطق من المدينة.
وكشفت تقارير إعلامية، عن اجتماع غير معلن عُقد، ليلة الأربعاء، ضمَّ عددًا من قادة الميليشيات في طرابلس، قبل ساعات من الانتخابات الرئاسية المقررة يوم الجمعة المقبل.
وشهدت العاصمة طرابلس، مظاهر مسلحة، بعدما دفعت ميليشيات العاصمة بتعزيزات عسكرية كبيرة وأغلقت الطرق المحيطة بها، بعد تسرب أنباء عن نية مليشيات موالية لمدينتي الزاوية ومصراتة، الهجوم على طرابلس للسيطرة على بعض المناطق وعلى مؤسسات الدولة.
ودفعت ميليشيات "جهاز دعم الاستقرار" و"ثوار طرابلس" و"777" بالميد من قواتها لحماية مقرات رئاسة الوزراء والمجلس الرئاسي ووزارات السيادة، ردا على تحشيدات عسكرية قامت بها ميليشيا "444" المدعومة من ميليشيات مصراتة والزاوية، بمعسكر التكبالي، للهجوم على العاصمة طرابلس والسيطرة على عدد من المناطق.
وشوهد مسلحون يعتلون سيارات عسكرية محملة بالأسلحة الثقيلة ودبابات وسواتر ترابية تم وضعها لإغلاق الطرق الرئيسية في شوارع مناطق عين زارة والفرناج وباب غشير وصلاح الدين وأبو سليم، في تحرك عسكري أوقف الدراسة في عدد من المدارس ودفع بعض المواطنين إلى ترك منازلهم والنزوح إلى مناطق أخرى، تخوّفا من اندلاع قتال خلال الساعات القادمة.
وقال شهود عيان في المدينة إنه تم إغلاق شوارع عين زارة والخلة وباب بني غشير بسواتر ترابية، بالتزامن مع انتشار آليات عسكرية بالمنطقة، فيما وردت أنباء عن إغلاق بعض المدارس، وطلب المعلمين من الطلاب العودة إلى منازلهم.
وتعد تلك المناطق إحدى ضواحي العاصمة طرابلس غرب ليبيا، وتشهد اشتباكات متقطعة من وقت لآخر وترفض الانتخابات.
وتم احتواء هذه التحركات العسكرية، بعد اجتماع لقادة المليشيات المسلحة واتفاقهم على ضرورة إنهاء المظاهر العسكرية في طرابلس.
وتزامن ذلك مع تحركات سياسية في مدينة بنغازي، التي شهدت لقاءا بين عدد من المرشحين الرئاسيين، أعلنوا خلاله عن إطلاق مبادرة وطنية " لجمع كلمة الليبيين ولم الشمل".
لكن هذا اللقاء، أزعج قائد مليشيا "لواء الصمود" صلاج بادي، الذي توعد بالرد على ذلك، خلال مشاركته في استعراض عسكري لمليشياته في مدينة مصراتة.
وقال المرشح الرئاسي ورئيس الحكومة الليبية المتخلي عبد الحميد الدبيبة، إن أزمة الحشد العسكري وحالة الاحتقان التي شهدتها العاصمة طرابلس اليوم انتهت، بعد تدخل خيرين.
وأضاف الدبيبة، في تدوينة نشرها على صفحته الرسمية بموقع تويتر، أن الحياة عادت إلى طبيعتها في العاصمة طرابلس، داعيا إلى عدم الانجرار وراء الحرب، مضيفا " نعم للحياة والأمن والاستقرار، وحرمة الدماء خط أحمر".
و أعلنت جامعة طرابلس، في بيان لها توقف الدراسة، مع مطالبة جميع الطلاب وأعضاء هيئة التدريس بمغادرة الجامعة، وربط البعض بين ذلك البيان بسبب انتشار الدبابات والتشكيلات المسلحة، في منطقة صلاح الدين.
وتأتي هذه التحركات قبل أيام معدودة من موعد الاستحقاق الانتخابي، والذي بات تأجيله أمراً واقعاً في ظل تنصل المسؤولين من إعلان التأجيل والاستمرار في انتهاج سياسة الصمت.
ونهاية الأسبوع الماضي، شهدت طرابلس ليلة طويلة من الاستنفار الأمني والتجول بأرتال مسلحة بأسلحة ثقيلة في شوارع العاصمة الليبية، ومحاصرة مبانٍ رسمية ومقرات حكومية رئيسية مثل مقر المجلس الرئاسي ومقر رئاسة الحكومة ووزارة الدفاع وغيرها.
وتنتشر الميليشيات في غرب ليبيا، والتي تخضع لسيطرة تنظيم الإخوان الإرهابي وغيرها، لكن بعد عملية الجيش الليبي لاسترداد طرابلس، تحالفت هذه الميليشيات في جبهة واحدة لمحاربة الجيش الوطني.
وتضم العاصمة طرابلس، أكثر من 35 من المليشيات، إضافة إلى عدد من المليشيات الصغيرة وتنظيمات إرهابية مسلحة تابعة لمدن مصراتة والزاوية علاوة على تشكيلات مسلحة من المرتزقة.
وتعثرت الاستعدادات للانتخابات في ليبيا، بسبب نزاعات قانونية حول أهلية بعض المترشحين الأوفر حظّا، وهم سيف الإسلام القذافي وخليفة حفتر وعبد الحميد الدبيبة، كما سيطرت الأجواء المتوترة على الميدان بعد تهديد ميليشيات مسلّحة بمنع الانتخابات، ما أثار مخاوف من إمكانية أن يؤدي إجراؤها إلى ضرب الاستقرار وتهديد عملية السلام في البلاد.

شارك