"من يتصدى للمشروع الإيراني في اليمن؟": متابعات الصحف العربية والأجنبية

الإثنين 27/ديسمبر/2021 - 11:11 ص
طباعة إعداد: فاطمة عبدالغني
 
تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثين، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات–  آراء) اليوم 27 ديسمبر 2021.

الخليج: التحالف: «حزب الله» يتحمل مسؤولية استهداف المدنيين بالسعودية واليمن

كشف تحالف دعم الشرعية في اليمن، عصر أمس الأحد، في إحاطة شاملة للأزمة اليمنية، عن أدلة تثبت تورط «حزب الله» اللبناني الإرهابي في اليمن، واستخدام المطار لاستهداف السعودية. وعرض التحالف صوراً لعناصر من «حزب الله» تدرب ميليشيات الحوثي على إطلاق المسيرات، نافياً أن يكون «حزب الله» ممثلاً للشعب اللبناني.

وقال المتحدث الرسمي، العميد ركن تركي المالكي في المؤتمر الصحفي، إن «الحوثيين لا يملكون القرار ليكونوا جزءاً من الحل السياسي في اليمن».

وأكد المالكي أن «تنظيم «حزب الله» الإرهابي نشر الدمار في المنطقة والعالم، وهو يتحمل المسؤولية في استهداف المدنيين في السعودية واليمن».

وأضاف المتحدث الرسمي للتحالف، أن «الحرب في اليمن فكرية اجتماعية وطائفية، كما هو الحال في لبنان». وشدد الماكي في مؤتمره الصحفي على أن «الحل السياسي في اليمن هو الحل الأمثل»، موضحاً أن «ميليشيات الحوثي رفضت كل جهود الأمم المتحدة لحل الأزمة سياسياً».

واتهم المتحدث، ميليشيات الحوثي «باستغلال اتفاق خفض التصعيد وتحريك قواتها في جبهات عدة»، مشدداً على أن «التحالف يراقب تحركات الميليشيات على مدار الساعة». وقال المالكي إن «محاولة الميليشيات السيطرة على مأرب تهدد 3 ملايين يمني».

وعن هجمات الحوثيين على السعودية وتورط خبراء «حزب الله»، علّق المالكي: «نسامح ولا ننسى، وإن غضبنا أوجعنا». وهدد المالكي الحوثيين: «نعلم أماكن تواجد قيادات الحوثي ونحذرهم للمرة الأخيرة»، وقال إن «أكثر من 30 ألفاً من الحوثيين قتلوا منذ مطلع العام».

وعن تأمين الملاحة أضاف المالكي أن «جهود التحالف أسهمت في تأمين الملاحة في البحر الأحمر»، مشيراً إلى أن «ميليشيات الحوثي» اتخذت من مطار صنعاء نقطة لإطلاق الصواريخ الباليستية. وذكر أن «100 زورق تم إطلاقها من جانب ميليشيات الحوثي ودمرها التحالف».

كما أعلن أن «ميليشيات الحوثي هددت الملاحة البحرية بأكثر من 247 لغما بحرياً». وعرض المالكي صوراً تثبت «استخدام ميليشيات الحوثي مطار صنعاء لأغراض عسكرية».

وأفاد العميد المالكي بأن «قصف مطار صنعاء استهدف مخزناً للمسيرات»، وأن «التحالف ركز في عملياته على عدم تأثر القدرة التشغيلية للمطار»، ولاسيما في ما يتعلق باستقبال رحلات الأمم المتحدة.

وهدد المالكي: «سنسقط الحصانة عن أي مكان مدني يستخدمه الحوثي لشن هجمات». وبث التحالف في وقت سابق جانباً من فيديو كشفه عن تحويل مطار صنعاء لقاعدة عسكرية.

يأتي ذلك فيما أكد السفير البريطاني في اليمن، ريتشارد أوبنهايم، أن بلاده ستواصل العمل مع المجتمع الدولي لوقف هجمات الحوثيين.

العربية نت: تعز.. غارات للتحالف تستهدف اجتماعاً حوثياً ومصرع العشرات

استهدف طيران تحالف دعم الشرعية في اليمن، الأحد، تجمعات لميليشيات الحوثي في مديرية مقبنة غرب محافظة تعز.

وأفاد إعلام القوات المشتركة، أن الغارات الجوية لطيران التحالف أوقعت عشرات القتلى والجرحى في صفوف الميليشيات الحوثية بينهم قيادات.

وأكد أن الطيران استهدف اجتماعاً للميليشيات الحوثية، ما أدى لمصرع عشرات المسلحين الحوثيين بينهم قيادات، موضحا أن مِن بين من تم التعرف على أسمائهم، القيادي في صفوف الميليشيات المدعو أحمد محمد الحميري مدير مكتب الصحة بمديرية مقبنة.

ويتلقى الحوثيون ضربات موجعة من قبل طيران التحالف في مختلف جبهات القتال أوقعت خسائر كبيرة في صفوف الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران.

الشرق الأوسط: أبو علي الحاكم... «دمية حزب الله» الإرهابي

ذراع الإرهاب الإيراني في اليمن، وأحد أبرز مجرمي الحرب التابعين للميليشيا الحوثية، واللواء المزيف الذي لم يتلق أي تدريب عسكري أو أي نوع من التعليم، ويتلقى أوامره من إرهابيي «حزب الله» و«الحرس الثوري»... فمن هو «أبو علي الحاكم»؟
يشغل الحوثي «الحاكم» حالياً منصب «قائد قوات الحرس الجمهوري» بجانب «رئاسة الاستخبارات العسكرية»، في سلطة الحوثيين الانقلابية غير المعترف بها دولياً، وظهر بشكل مفاجئ في بداية انقلابهم على الحكومة الشرعية اليمنية، حاملاً رتبة «لواء» دون أي مؤهلات سابقة؛ حيث إنه لم يتلق أي تعليم ولم يلتحق بأي مؤسسة عسكرية.
ويعدّ «الحاكم» أحد أخطر مجرمي الحرب في اليمن، وهو المطلوب رقم «5» في قائمة المطلوبين التي وضعها التحالف، نظراً لأعماله الإجرامية واختراقه المواثيق والأعراف الحربية كافة؛ حيث كان سبباً في مجازر وحشية في عدد من المناطق اليمنية.
ويدفع زعيم ميليشيات الحوثي دوماً بـ«الحاكم» للقيام بالحملات العسكرية السوداء والأدوار الخبيثة واللاأخلاقية؛ إذ ظهر في مرات عديدة في تسجيلات مصورة مسربة وهو يهدد كبار زعماء القبائل بطريقة مهينة اعتاد على فعلها.
ونشر تحالف دعم الشرعية في اليمن؛ الذي تقوده السعودية، في مؤتمره الصحافي، مقطعاً مصوراً لـ«أبو علي الحاكم» وهو يتلقى أوامره من أحد الإرهابيين التابعين لـ«حزب الله» اللبناني الإرهابي.
وأظهر المقطع لحظة تلقيه التوجيهات العسكرية من الإرهابي اللبناني وهو يشدد فيها على أهمية السيطرة على الحديدة لتحويل مينائها إلى محطة لاستقبال الأسلحة والإرهابيين للمشاركة مع الميليشيا الحوثية.
وشوهد الإرهابي «الحاكم» في المقطع المصور وهو ينصت للتعليمات من رئيسيه اللذين يجمع بينهما الفكر الإرهابي وتفرقهما الجنسية، لينفذها لاحقاً؛ في إثبات على أن الميليشيا الحوثية مجرد أدوات بيد «الحرس الثوري» الإيراني و«حزب الله» الإرهابي اللبناني.
وتضمنت التوجيهات؛ التي يلقنها أحد القيادات في «حزب الله» الإرهابي، أن الحزب أوقف معاركه من أجل الوقوف مع الحوثيين في اليمن، وفيما يلي نص الحديث الذي دار في المقطع المرئي الذي حصل عليه التحالف العربي لدعم الشرعية اليمنية، وعرضه خلال المؤتمر الصحافي أمس:
«القطاع العسكري مهم كثيراً، لو سقطت الحديدة، سينتهي الدعم من مواجهة العدوان. البحر البوابة الوحيدة لوصول الدعم. السيد حسن (نصر الله) قال بالأمس إنه يتمنى أن يجاهد باليمن؛ وذلك عندما زاد تراجعكم بالجبهات ووصول العدوان إلى مطار الحديدة، وهذا بسبب الخلافات التي حصلت بينكم، ولو ما صمدت الأمم المتحدة للهدنة التي حصلت كانت الحديدة ستسقط من يدنا. مشروعنا أكبر من هذه الخلافات، ونحن تركنا كل شيء خلفنا لنقف معكم، والحرب السورية أوشكت على الانتهاء؛ والمجاهدين أغلبهم سيأتون إلى اليمن، ولو خسرنا البحر؛ لن يصل أي مجاهدين أو أي دعم إلينا، ونحن نرغب بحشد كبير من المجاهدين، ونرغب بترتيب صفوفنا لمنع سقوط الحديدة، ونشكر أبو علي الحاكم على جهوده في ترتيب الصفوف وحل الخلافات، ومن خلال تواصل القيادة معه أكدوا ضرورة سيطرتنا على البحر الأحمر وسواحله».

الحوثيون يعدون جيلاً من المتطرفين عبر المناهج المدرسية

أكدت مصادر تعليمية يمنية أن ميليشيات الحوثي تعمل بدأب على تكريس مفاهيم التطرف والعنف بين طلبة المدارس وعددهم يفوق ستة ملايين في مرحلة التعليم الأساسية، بعد أن حولت معظم المدارس والمساجد إلى مراكز لتجنيد واستقطاب صغار السن والمراهقين.
ونبهت المصادر إلى أن المناهج الدراسية الجديدة باتت تكرس العنف وتحث عليه إلى جانب تكريسها للفكر السلالي المتطرف، وأن فعاليات ما يسمى «أسبوع الشهيد» حولت مدارس المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيات إلى معسكرات مفتوحة للتدريب على السلاح وحث الصغار على الالتحاق بالجبهات.
وتسعى الميليشيات - بحسب المصادر - من خلال المناهج الدراسية والأنشطة المدرسية إلى تكريس نماذج لطلبة لقوا مصرعهم أثناء المشاركة في القتال مع الميليشيات، وهو ما ينذر بجيل من المتطرفين سيشكل أبرز التحديات في الحاضر والمستقبل القريب.
وذكر معلمون ومعلمات في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن ميليشيات الحوثي كرست مناسبة ما يسمى «أسبوع الشهيد» لتجنيد المزيد من طلبة المدارس حيث ألزمت كل المدارس بما فيها مراكز محو الأمية وتعليم الكبار بإقامة احتفالات بهذه المناسبة تمجد العنف وتروج للأفكار المذهبية المتطرفة، وأن الفعاليات التي رفعت فيها صور قتلى الميليشيات شهدت أيضاً عروضاً مسرحية أشرف عليها ما يسمى المكتب التربوي في قيادة الميليشيات.
وأوضحت المصادر، أن الطلبة في هذه المسرحيات يقدمون أدواراً قتالية ويلبسون اللباس العسكري ويرفعون صوراً لزملاء لهم قتلوا في الجبهات كما تتضمن تحريضاً على الالتحاق بالجبهات وترك المدارس في واحدة من أشد أنواع التعبئة المتطرفة التي يتلقاها الطلبة منذ سنوات.
ووفق ما قاله المعلمون ومسؤولو المناطق التعليمية، فقد تم إلزامهم بموجب توجيهات القيادي الحوثي قاسم الحمران المعروف بتطرفه المذهبي والسلالي بإقامة فعاليات في الفترات الصباحية والمسائية وإلقاء خطب وتنظيم عروض مسرحية تمجد قتلى الجماعة، وشمل الأمر مدارس التعليم الأهلية، وهو ما دفع كثيراً من المعلمين والمعلمات إلى التحايل على الأمر عبر إقامة فعاليات شكلية.
وأشارت المصادر إلى أن مشرفي الميليشيات ركزوا على المدارس الكبيرة وذات الكثافة الطلابية لتنفيذ تلك الأنشطة التي ستؤدي إلى جانب الإغراء برواتب شهرية إلى التحاق مجاميع كبيرة من المراهقين بالقتال لتعويض الخسائر الكبيرة وغير المسبوقة التي تتكبدها الميليشيات في جبهات مأرب.
وبالتزامن مع ذلك قالت نقابة المعلمين اليمنيين إنه تأكد لديها قيام ميليشيات الحوثي بوضع صورة الطفل «هاني طومر» على غلاف لمقرر مادة اللغة العربية للصف السادس، وأضافوا قصيدة ودرساً عنه في الطبعة التجريبية للعام المقبل، وهو أحد أطفال محافظة صعدة، ولم يتجاوز سنه 14 عاماً، الذي قتل في 9 فبراير (شباط) الماضي بعد تجنيده من قبل الميليشيات.
ونبهت النقابة إلى أن الميليشيات تسعى من وراء هذه الخطوة إلى جعل الطفل «رمزاً ملهماً للصغار في المنهج الذي يتلقفه ملايين الطلبة في مناطق سيطرة الحوثي»، وهو المنهج الذي ينطوي على ترويج لثقافة القتل والموت والعنف بدلاً عن الحياة والسلام.
وبحسب ما ذكرته النقابة في تعليق لها على صدور النسخة التجريبية من الكتاب المدرسي، قالت إن الرسالة الموجهة للطلبة من هذه الخطوة هو تغيير وعيهم وإفهامهم أن النجاح ليس بمواصلة الدراسة، بل أن يذهبوا إلى القتال والموت.
وحذرت النقابة من أنه إذا لم يتم فعل شيء للحد من تأثير هذا التلقين العقائدي، ستمضي أجيال من الشباب نحو مستقبل يكون فيه أعلى تطلعاتهم في الحياة هو الموت في الحرب.
ودعت النقابة جميع الجهات الوطنية والدولية إلى العمل معاً لوقف تسلل هذه الأفكار إلى المناهج والحياة اليومية للأطفال، وقالت إن «استمرار الحوثي في تسييس المناهج والتعليم سيؤدي إلى ظهور جيل من المتطرفين ولدوا من رحم تعاليم الكراهية والفقر مما سيزعزع استقرار اليمن والمنطقة لأجيال قادمة»، وأنه «يجب أن يعمل الجميع في الداخل والخارج لمنع هذه الأفكار من التسلل للمناهج والمدارس».
وكان المسؤول الإعلامي لنقابة المعلمين اليمنيين يحيى اليناعي ذكر أن الميليشيات تسعى إلى الدفع بآلاف من المعلمين إلى الجبهات ليكونوا وقوداً للحرب ضد الحكومة الشرعية، وحملها المسؤولية الكاملة عن حياة وسلامة المعلمين، داعياً إلى احترام الطبيعة المدنية للمدارس، وحماية المعلمين والطلبة في مناطق سيطرة الميليشيات، كما دعا المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات ملموسة لردع الحوثيين عن مواصلة انتهاك المواثيق الدولية.

إصرار حوثي على تدمير معالم صنعاء وتغيير ديموغرافيتها

رغم المقاومة المجتمعية تواصل ميليشيات الحوثي تدمير معالم العاصمة اليمنية وتحويلها إلى رمز طائفي مذهبي، حيث أقدمت على إزالة وتغيير كل المواقع التي ترمز إلى شخصية المدينة كعاصمة لكل اليمنيين وأغرقت شوارعها ومساجدها والمباني العامة بصورة قادتها وشعاراتها الطائفية.
إلى ذلك، تواصل الجماعة مساعي تغيير التركيبة السكانية للعاصمة من خلال تمكين مشرفيها من الاستيلاء على مساحات كبيرة وبناء عمارات وأسواق تجارية ضخمة من الأموال التي يتم مصادرتها من المعارضين أو من بيع مؤسسات الدولة واحتكار تجارة الوقود وقطاع المقاولات والنقل.
وفي هذا السياق، حوّلت الميليشيات الحوثية مبنى بيت الثقافة في صنعاء والذي يعد أحد أهم المعالم الثقافية في المدينة إلى معرض لبيع الملابس والأحذية في خطوة مثّلت صدمة للوسط الثقافي والسياسي معاً، وبرّرت تلك الخطوة بأنه معرض مؤقت يتم من خلاله بيع الملابس بأسعار رمزية، لكنّ ذلك لم يكن مبرراً لدى اليمنيين.
وسبق أن حوّلت ميلشيات الحوثي المركز الثقافي بصنعاء الذي يعد أهم منشأة ومسرح للأعمال الثقافية والفنية في المدينة إلى مقر للأنشطة الطائفية وإحياء ذكرى قتلاها.
هذه الخطوة أتت بعد أن قامت الميليشيات بتحويل منطقة النصب التذكاري للجندي المجهول في ميدان السبعين إلى مقبرة لزعمائها وأغرقته بالشعارات الطائفية، وهو الميدان الذي يرمز لملحمة هزيمة المشروع الإمامي على يد الجمهوريين في نهاية ستينات القرن الماضي.
كما عبثت الميليشيات بميدان التحرير في قلب العاصمة، وبه رمز انتصار النظام الجمهوري على حكم الأئمة في شمال البلاد، وقامت بتحويل «جامع الصالح» في ميدان السبعين إلى مقر للأنشطة المذهبية المتطرفة بعد أن غيّرت اسمه لأنه كان يحمل اسم الرئيس السابق علي عبد الله صالح.
أيادي العبث الحوثٌية طالت مَعلماً آخر من معالم العاصمة اليمنية هو نادي الفروسية في جنوب المدينة والذي كان قِبلة السكان والزائرين، حيث منحت مساحته لأحد المتنفذين وقامت بنقل ما تبقى من الخيول الجائعة إلى منطقة «أرتل» ووضعوها داخل مستودعات في منطقة قاحلة لا يوجد بها أي شيء في حين كان النادي في موقعه السابق حديقة متكاملة تعجّ بالزوار وبالمطاعم ومحلات الألعاب والتسلية.
يقول علي توفيق وهو اسم مستعار لأحد السكان، إنه وبعد أسبوع من العمل الشاق قرر وعائلته قضاء الإجازة الأسبوعية في نادي الفروسية فقام بشراء جميع الاحتياجات الخاصة بالرحلة وبسعادة غامرة استقلّ السيارة مع أطفاله. كان يتحدث معهم عن النادي كأحد الأماكن التي كان يذهب إليها منذ سنوات، ويصف صالة لعب «البلياردو» والمطاعم والحديقة التي يلعب بها الصغار وساحة خاصة بركوب الخيل.
الطريق طويلة بين شمال صنعاء وجنوبها حيث يوجد النادي، وكانت مليئة بالكثير من المُتعبين في كل تقاطع، كما ينتشر فيها المتسولون والأطفال والنساء، والباعة المتجولون. لكن المفاجأة كانت عند وصولهم بعد ساعة ونصف الساعة من السفر، إذ لم يعد يعرف المنطقة التي أصبحت شوارعها مليئة بالحفر ومن دون إسفلت، فاضطر للسؤال عن النادي وسلك شارعاً خلفياً، حيث وجد منطقة قاحلة خالية من أي علامة لأي حديقة، باستثناء البوابة الرئيسية، تعتليها صورة حصان غطاها الغبار.
دخل الرجل مع أبنائه الموقع فوجد نفسه أمام مجموعة من الحجار والأتربة وسور متهالك تستند إليه مجموعة من المسلحين الحوثيين يتناولون نبتة «القات»، وحين سألهم عما إذا كان هذا هو نادي الفروسية رد أحدهم ضاحكاً: «أي نادٍ وأي فروسية؟ لقد نقلناه منذ زمن طويل».
في الموقع الجديد الذي اهتدت إليه الأسرة، كانت الصدمة مضاعفة؛ مكان قاحل آخر، خالٍ من أي شيءٍ له علاقة بالأندية أو الحدائق، كانت مجرد قطعة من الأرض شُيّد في أطرافها مستودع صغير، وإلى جانبه طاولة وأربعة مقاعد وست غرف متجاورة، كان من المفترض أن تُخصص للأحصنة، لكنها فارغة، ومع ذلك قام أحد المتنفذين في الميليشيات ببناء معمل لإنتاج الطوب الإسمنتي في جزء كبير من المساحة. عندها قرر علي وأسرته العودة من حيث أتوا.
عبد الله حسن، أحد ساكني صنعاء، يقول: «هناك توجه لتغيير معالم المدينة لم تعد صنعاء بمعالمها المعروفة، فكل شيء يتم تدميره وطمس هوية المدينة الجامعة لكل اليمنيين وتحويلها إلى كانتون طائفي سلالي». ويضيف: «إن المدينة القديمة (صنعاء التاريخية) تمتلئ بالشعارات الحوثية، والمساجد تحولت إلى مواقع للتحريض المذهبي وتكريس العنصرية والسلالية، مع وجود تغيير ديموغرافي ملموس حيث ظهرت فجأة طبقة من الأغنياء يشترون مساحات كبيرة من الأراضي ويبنون عمارات فخمة وأسواقاً تجارية حديثة، بينما غالبية الناس يعانون من الجوع ويعيشون على المساعدات التي تقدمها المنظمات الإغاثية».

شارك