جمهورية الكونغو الديمقراطية.. مرصد الأزهر يحذر من إرهاب داعش في أعياد الميلاد

الإثنين 27/ديسمبر/2021 - 01:26 م
طباعة علي رجب
 

في هذا الوقت من كل عام منذ إعلان تنظيم "داعش" الإرهابي دولته المزعومة، تبثُّ الحسابات التابعة له على مواقع التواصل الاجتماعي منشورات تهدِّد باستهداف المواطنين خلال احتفالات أعياد الميلاد ورأس السنة في الدول الغربية.

ففي منشور جديد للتنظيم الإرهابي، ظهر فيه رجل مُلثَّم يحمل سكينًا في إحدى يديه، في حين يحمل في يده الأخرى رأس "سانتا كلوز" الذي يرمز إلى أعياد الميلاد ورأس السنة عند الغربيين؛ ما يمثِّل تهديدًا صارخًا مع انتشار الاحتفالات بأعياد الميلاد في أنحاء متفرقة حول العالم.

كما احتوى المنشور على رسالة داعشية تدعو مؤيدي أيديولوجيته المتطرفة -الذين يعيشون في أوروبا وأستراليا وكندا وروسيا أو أي مكان توجد فيه الاحتفالات بأعياد الميلاد عمومًا- إلى تنفيذ هجمات إرهابية ضد المواطنين باستخدام السكين أو الدهس أو القنابل أو الرصاص، في رسالة واضحة لاستخدام الأداة المتاحة أمامهم لتنفيذ عمليات إرهابية تستهدف الأبرياء في الشوارع خلال الاحتفالات.

أفادت أخبار محلية من الكونغو الديمقراطية أمس الأحد عن انفجار قنبلة بالقرب من مطعم بمنطقة بيني بإقليم شمال كيفو، شمال شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، ما أسفر عن مقتل 6 من المدنيين وإصابة 13 أخرين أثناء احتفالهم بعيد الميلاد المجيد.

جدير بالذكر أن، منطقة بيني تقع في نطاق سيطرة  متمردي قوات التحالف الديمقراطي الموالي لتنظيم داعش الإرهابي منذ عام 1995م، وقد شهدت المنطقة على يد هذا التحالف سقوط الآلاف من القتلى والمصابين خلال عمليات دامية نفذتها القوات المتمردة في بيني وعلى الشريط الحدودي مع دولة أوغندا.

أيضا أعلنت حكومة بوركينا فاسو اليوم الحداد لمدة 48 ساعة بعد مقتل 41 شخصًا في هجمات إرهابية وقعت شمالي البلاد يوم الخميس الماضي. جدير بالذكر أن تنظيمي داعش والقاعدة الإرهابيين لهما نفوذ وأنشطة في المنطقة الحدودية من مالي وحتى بوركينافاسو وساحل العاج والنيجر والسنغال.

 وعلى مدار عام 2021 شهدت بوركينافاسو العديد من العمليات الإرهابية التي رصدها المرصد وأصدر بيانات وتحليلات بشأنها. فقبل أقل من شهر شهد شمال بوركينافاسو وتحديدًا محافظة سوم هجومًا على أحد أقسام الشرطة راح ضحيته أكثر من 50 شخصًا، كما شهدت بلدة فوبي أيضًا هجومًا على قسم للشرطة راح ضحيته حوالي 20 شخصًا.

ويرى خبراء في مكافحة الإرهاب أن مناجم الذهب الموجودة في بوركينافاسو تعد أحد أهم الأسباب التي تجعل التنظيمات الإرهابية تطمع في البلاد. ووفقا لدراسة أجراها المرصد الاقتصادي والاجتماعي في بوركينا فاسو فإن الإرهابيين جمعوا حوالي 100 مليون يورو منذ عام 2016، من خلال شن هجمات ضد المناجم.

من جهة أخرى تسببت الهجمات الإرهابية التي شهدتها بوركينا فاسو في العقد الأخير خسائر بشرية واقتصادية كبيرة، جعلت من بوركينا فاسو ومعها مالي ونيجيريا من أكثر الدول الإفريقية تعرضًا لهزات اقتصادية.

 ويرى مرصد الأزهر لمكافحة التطرف ضرورة تنسيق الجهود الدولية أمنيًا واقتصاديًا من أجل مكافحة الإرهاب في غرب إفريقيا، تلك المنطقة التي تضعها التنظيمات الإرهابية ـــــوعلى رأسها داعش الإرهابي ـــــ على أجندة توسعاتها الجغرافية.

وأكد مرصد الأزهر أن هذه الرسائل التهديدية التي يبثُّها التنظيم الإرهابي كل عام خلال احتفالات عيد الميلاد تعدُّ بمنزلة أمر للخلايا الداعشية في أوروبا والغرب للقيام بهجمات إرهابية، ورسالة واضحة إلى الذئاب المنفردة لتنفيذ عمليات إرهابية خلال هذه الفترة.

وحذِّر المرصد من أن هذه التهديدات تخدم أجندة اليمين المتطرف الذي يربط بين المسلمين والإرهاب دائمًا في هذه الدول؛ ما ينذر بارتفاع وتيرة "الإسلاموفوبيا" في الغرب خلال هذه الآونة.

شارك