حركة حماس والجهاد الإسلامي.. صراع النفوذ والولاءات يهدد قطاع غزة

الثلاثاء 28/ديسمبر/2021 - 01:16 م
طباعة علي رجب
 

 

خلافات وصراع النفوذ يشتعل بين حركة حماس والجهاد الإسلامي، في ظل حصولهم على النصيب الأكبر من السلطة والتمويل في قطاع غزة، مع تردي الأوضاع الاقتصادية في القطاع، ومعناة الشعب الفلسطيني من سيطرة صراع أمراء الحرب في القطاع.

الصراع بين حركة الجهاد الاسلامي وحركة حماس، يتخذ أشكال عدة بين اعلامية وسياسية وصفقات مع الحلفاء، وشكل عدم استقبال الامين العام لحزب الله حسن نصرالله، لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس في الخارج خالد مشعل، ليكون مكسبا لحركةالجهاد الاسلامي على الحصول على مكاسب لدى حزب الله  وايران وسوريا.

وشهدت الأيام الأخيرة انشغال واسع النطاق في قطاع غزة وبحركة حماس في محيط الاقوال المثيرة للجدل في دوائر الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين القائد زياد النخالة ، حيث في حواره مع قناة الميادين اللبنانية إلى التسهيلات المدنية التي قدمتها إسرائيل لمواطني غزة، بما فيها الآلاف من تصاريح العمل على الأراضي الإسرائيلية

وفي البداية تجمع حركتي "حماس" و"الجهاد" خلفية إسلامية واحدة والانتماء الى تيار الاسلامي السياسي المتشعب والمتعدد في المنطقة، هذه الحليفة ايضا تجمعهم الخروج من رحم جماعة الاخوان المسلمين، ولكن لكل "شيخ طريقته" فقد ظهر الاختلاف بين حماس والجهاد في عدة امور أولها التعامل مع إيران، وازمة الصراع في سوريا، وكذلك نهج الصراع ضد إسرائيل وممارسة العمل السياسي في الداخل، وإدارة ملفات الإعمار .

الخلافات بدأت مبكرا بين حماس والجهاد، وفي أكتوبر 2004، استهجن عضو مجلس شورى حماس فتحي حماد، خلال اجتماع للعشرات من ناشطي حماس المسؤولين عن الدعاية والاعلام، العلاقة الحميمية للجهاد مع حزب الله وإيران، مشتكياً بمرارة من هيمنة دعاية الجهاد الإسلامي على دعاية الاخوان المسلمين في غزة.

فالارتباطات الخارجية للحركتين و الصراعات الأيديولوجية واختلاف المصالح بين تلك الأطراف لها دور هام في تكريس الخلافات الأيديولوجية بين حماس و الجهاد الإسلامي، وهو ما يظهر في هذه الفترة الزمنية بشكل كبير نتيجة ارتباط الجهاد الإسلامي بإيران وتعزيز علاقاتهما بسبب إفرازات الربيع العربي على حساب تراجع علاقة إيران مع حماس نتيجة موقفها من سوريا، وذهاب حماس باتجاه الإخوان المسلمين .

وكانت أبرز جولات الصراع بين حماس والجهاد، بعد اقدام حركة حماس على تصفية رائد جندية، القيادي في سرايا القدس الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي، برصاص شرطة حماس،و اتي كشفت عن عمق الأزمة والصراع بين الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، ومحاولة حماس السيطرة على القطاع وسط مقاومة من حركة الجهاد الاسلامي التي تتمتع بدعم مفتوح من إيران وحزب الله اللبناني على عكس، حماس التي شهدت علاقتها مع ايران وحزب الله ازمة كبيرة بعد موقف حماس من الصرارع السوري في 2012.

وحملت "حركة الجهاد الإسلامي وجناحها العسكري سرايا القدس شرطة غزة المسؤولية الكاملة عن استشهاد المجاهد رائد جندية، ورفضت تنصلها من الجريمة النكراء التي أودت بحياة مجاهداً تشهد له ساحات وميادين الجهاد والمقاومة بالبطولة والإقدام والتضحية في سبيل الله تعالى".

يرى محللون أن العلاقة بين الحركتين، تشهد بين الفترة والأخرى حالة من التوتر غير الظاهر على السطح، سيما على الصعيد القاعدي"في المساجد التي تسيطر على معظمها حماس في غزة، والقليل تحت سيطرة الجهاد، هناك حالة من التوتر بين العناصر والكوادر وهذا يلمسه المواطن في غزة، لكن على الصعيد القيادي هناك خلافات بعضهم يحظى بعلاقة طيبة وآخر لا يروق له أن يرى الآخر".

جزء اخر من الصراع بين حماس والجهاد، وهو موقف الجهاد الإسلامي من الانتخابات وعدم الانضمام لحماس في أي انتخابات فلسطينية سواء كانت تشريعية أو رئاسية، كان واضحا وهو عدم المشاركة، بل لم تكتف الحركة بذلك، بل ظهر الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، زياد النخالة وقال خلال لقاءه في قناة الميادين في برنامج "كلنا فلسطين" مستهزئًا بما تفعله حماس،: "أقولها بصراحة أن تقديمات المساعدات لحماس هي احتواء حالة المقاومة في قطاع غزة، بعدما وافقت إسرائيل بادخال 30 مليون دولار شهريا لحماس عن طريق مطار بن جوريون بتل أبيب".

واستهزأ النخالة في حديثة بالمقاومة المسيطرة على غزة وكان يشير بالطبع إلى حماس لأولاة الأمر والحاكم في القطاع المحاصر، بأنها وافقت على سياسة "الجزرة والعصا" من جانب إسرائيل.

أيضا شكل تماسك القيادة السياسية لحركة الجهاد الإسلامي، الأمر الذي أبعدها عن مقومات الضعف التي ترتبط بالاختلاف في العلاقات الخارجية والأجندات الإقليمية بصورة قد يوقعها في مطبات تناقض المصالح بين الأقطاب فيها مما سينال من وحدتها في مواجهة الضغوط عليها داخليا أو خارجيا, وهي ميزة افتقدتها حماس لما تعيشه من خلاف داخلي بين أقطابها نتيجة تضارب مصالحهم الخاصة الاقتصادية منها والسياسية نتيجة الاختلاف في الارتباطات والأجندات الخارجية والتي عكست نفسها على الانتخابات الداخلية للمكتب السياسي ورئيسه مما قد يشكل نقطه محورية في تماسك الحركة مستقبلا لما في ذلك من تأثير في خط الحركة السياسي بناءا على إفرازات قيادتها السياسية والاتجاه المسيطر فيها.

إن بروز بعض الجماعات المسلحة وخاصة ذات الخليفة "الاسلام السياسي" قد يقود إلى إعادة إرساء أسس جديدة  في علاقات حماس والجهاد الاسلامي، قد يعزز حالة من الصراع بين  الحركتين بما يهدد حياة الآلاف من الفلسطينيين في قطاع غزة.

.

شارك