تجنيد أطفال وتهريب السلاح.. 2021 عام التغلغل الايراني العسكري في سوريا

الأربعاء 29/ديسمبر/2021 - 12:34 م
طباعة علي رجب
 

إيران وميليشياتها خلال 2021 أكثر من 160 قتيلاً في الاستهدافات الجوية والبرية من قبل الولايت المتحدة الأمريكية وعمليات تهريب السلاح إلى المحمية الايارنية في غرب الفرات، واستمرار سياسية تجنيد الاطفال من قبل الميليشيات في صفوفها.

رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان نشاط وتغلغل ايران وميليشياتها في التراب السوري، وعمليات العسكرية التي تقوم على انتشار مختلف في نقاط محددة للميليشيات بهدف استمرار طريق "طهران- بغداد- دمشق -بيروت".

خسائر الميليشيات الايرانية

تشهد معظم المناطق السورية تحركات يومية للإيرانيين والميليشيات التابعة لها، عبر سعي متواصل لترسيخ وجودها بأساليب عدة، وخطة ممنهجة لتغيير ديمغرافية المناطق، ويسلط المرصد السوري في التقرير الآتي الضوء على الأحداث الكاملة التي شهدتها تلك المناطق خلال العام 2021.

واضح المرصد أنه خلال 2021 خسرت ايران وميليشياتها أكثر من 160 قتيلاً في الاستهدافات الجوية والبرية، 13 قتيلاً في استهدافات أرضية جرت عبر عبوات ناسفة وألغام وصواريخ موجهة يقف خلفها “مجهولون، و 49 قتيلاً باستهدافات جوية من قبل الطيران الأمريكي والطائرات المسيرة التابعة للتحالف،99  قتيلاً في استهدافات صاروخية جواً وبراً من قبل الجانب الإسرائيلي.

وقد تمكنت الضربات الإسرائيلية تدمير وإصابة 70 هدفًا للميليشيات التابعة لإيران، في حين تم تدمير 23 هدفاً على الأقل في القصف الجوي الأمريكي وضربات المسيرات التابعة للتحالف.

عمليات الميليشيات الايرانية

وبالطبع لم تقف الميليشيات التابعة لإيران مكتوفة الأيدي حيال تلك الاستهدافات الجوية، فقد قامت تلك الميليشيات بتاريخ 28 يونيو، بإطلاق قذائف صاروخية سقطت في “حقل العمر” النفطي ومساكن الحقل بريف دير الزور الشرقي، حيث تتخذه القوات الأمريكية قاعدة عسكرية لها، ما أدى إلى وقوع خسائر مادية واحتراق سيارات كانت في الموقع المستهدف، وفي سياق ذلك، استهدفت مدفعية “التحالف الدولي” المتمركزة في المدينة السكنية العمالية بحقل العمر النفطي مواقع المليشيات الإيرانية في مدينة الميادين بريف دير الزور.

وفي 30 يونيو، جددت قوات التحالف الدولي قصفها الصاروخي على مواقع الميليشيات الإيرانية في بادية الميادين غربي دير الزور، وردت الميليشيات في الرابع من يوليو باستهداف حقل العمر النفطي، وفي 10 يوليو استهدفت الميليشيات بصاروخ حقل كونيكو للغاز الذي تتخذه قوات “التحالف الدولي” قاعدة عسكرية لها في ريف دير الزور الشرقي، وفي اليوم الذي تلاه -أي 11 يوليو- أطلقت صاروخ محلي الصنع على قاعدة حقل العمر النفطي (أكبر قاعدة للتحالف الدولي في سورية).

ومع نهاية شهر أغسطس سقطت قذائف صاروخية في حقل غاز “كونيكو” قرب القاعدة الأمريكية، مصدرها مناطق سيطرة المليشيات الموالية لها في بلدة خشام، فيما حلقت طائرات “التحالف الدولي” في أجواء المنطقة بعد سقوط القذائف.

ولم تقتصر الاستهدافات المتبادلة تلك على منطقة غرب الفرات، بل امتدت إلى عمق البادية السورية وتحديداً منطقة الـ 55 عند مثلث الحدود السورية -العراقية- الأردنية، حيث شهدت قاعدة التنف العسكرية التابعة للتحالف في 20 من شهر أكتوبر، انفجارات نتيجة قصف من طائرات مسيرة إيرانية على البوفيه ومسجد ومستودع للمواد الغذائية داخل قاعدة التنف، في استهداف هو الأول من نوعه للقاعدة العسكرية هناك.

 

غرب الفرات “المحمية الإيرانية”

 

المرصد السوري رصد  تحول منطقة غرب الفرات إلى محمية إيرانية حيث سيطرت الميليشيات الإيرانية والحرس الثوري على مناطق النفوذ في محافظة دير الزور -منطقة غرب الفرات- والتي تمكنت الميليشيات من تحويلها إلى “مستعمرة أو محمية إيرانية كاملة”، عبر عشرات الآلاف من المقاتلين وعوائلهم وتمدد وتغلغل كبير وسيطرة على كامل جوانب الحياة، ويستعرض المرصد السوري لحقوق الإنسان ملفات عدة شهدتها منطقة غرب الفرات خلال العام 2021 .

 

تهريب السلاح

كذلك واصلت ميليشيات إيران والحرس الثوري تهريب السلاح إلى مناطق تابعة غرب لفرات وسوريا، قادمة من إيران عبر العراق إلى منطقة غرب الفرات  وبادية الرقة وبادية حمص الشرقية والحدود السورية – اللبنانية بريف دمشق، ومقابل مناطق نفوذ قسد شرقي حلب، وقبالة مناطق سيطرة التحالف الدولي شرق الفرات، وعادة ما يتم إدخال شحنات الأسلحة على متن “شاحنات خضار وفاكهة” كنوع من أنواع التمويه خشية من الاستهدافات.

 ورصد المرصد السوري تهريب أكثر من 31 شحنة من الأسلحة، تضم ذخائر وأسلحة متوسطة وخفيفة بالإضافة لصواريخ متوسطة المدى إيرانية الصنع.

وتشير معلومات المرصد السوري المؤكدة، بأن تلك الشحنات يتم تخزينها في 3 مناطق رئيسية فور وصولها إلى غرب الفرات، جميعها في منطقة الميادين بريف دير الزور الشرقي، وهي منطقة المزارع أكبر تجمع للميليشيات الإيرانية غرب الفرات، وفي منطقة آثار الشبلي بمحيط الميادين، وداخل قلعة الرحبة الآثرية في محيط الميادين أيضاً.

ولفت المرصد السوري إلى أن الميليشيات استفادة من عمليات مخطط تنظيم داعش في عمليات تخزين السلاح، تحت الأرض في سراديب وأقبية القلعة إبان سيطرته على المنطقة، وهو ما تستغله الآن الميليشيات الموالية لإيران وتعاود فعل التنظيم، خوفاً من الاستهدافات المتكررة لمواقعها ومراكز تخزين أسلحتها وذخائرها، لاسيما أن القلعة كبيرة ومحصنة بشكل كبير، وهذا ما يعد انتهاك خطير وصارخ وتتحمل إيران مسؤولية أي ضرر يلحق بالصرح الأثري السوري.

أيضا تقوم ميليشيات إيران بتخزين قسم من أسلحتها وذخائرها ضمن مناطق مأهولة بالسكان غرب الفرات سواء في الميادين وريفها أو البوكمال وريفها، خوفاً من أي استهداف محتمل من قبل إسرائيل أو التحالف الدولي.

ويتم نقل صواريخ متوسطة المدى إيرانية الصنع ونصبها في مناطق سيطرة التحالف الدولي شرق الفرات، ففي سلسلة تلال البطين الواقعة بأطراف الميادين شرقي دير الزور، نصبت الميليشيات 13 منصة لإطلاق صواريخ أرض-أرض إيرانية الصنع، كما جرى نصب 9 منصات مماثلة في “حظيرة حيوانات” بمنطقة حاوي الميادين، وجميع تلك المنصات موجهة إلى شرق الفرات وأقرب منطقة عليها في الطرف الثاني للنهر، هي حقل العمر النفطي.

وفي مطلع أغسطس نصبت الميليشيات رادار” كاشف للطيران ضمن منطقة المزارع وأشرف خبراء عسكريين من الجنسية الإيرانية على عمليات تركيب الرادار وتشغيله ضمن المنطقة، وفي أكتوبر2021، أجرت الميليشيات دورة تدريبية على استخدام الطائرات المسيَرة لمنتسبين محليين بصفوفها في الميادين وتحديداً في منطقة المزارع وذلك بإشراف ضباط من الجنسية الإيرانية.

كذلك، تستمر الميليشيات بتخريج دفعات جديدة من المنتسبين المحليين إلى صفوفها بشكل دوري، بعد خضوعهم لدورات تدريبية وذلك في إطار استمرار عمليات “التشيع” واستقطاب الشبان والرجال بإغراءات مادية بالدرجة الأولى مستغلة الأوضاع المعيشية الصعبة للمواطنين، وتوفير امتيازات لهم كاستخراج بطاقات أمنية تقيهم الملاحقة من قبل أجهزة النظام الأمنية.

تجنيد الاطفال

وتشهد المراكز الاجتماعية للميلشيات الايرانية والحرس الثوري، حضور للاطفال السوريين في منطقة غرب الفرات وخاصة الذين سبق وكانوا ضمن تنظيم “داعش” تحت مسمى “أشبال الخلافة”، في حين يدفع الأهالي أطفالهم للانتساب إلى تلك الميليشيات، ضمانًا لعدم ملاحقتهم من قبل الأفرع الأمنية التابعة للنظام، حيث توفر لهم الميليشيات حصانة أمنية.

ويخضع المنتسبون من الأطفال فور انتسابهم إلى معسكرات تتضمن دورة عقائدية مغلقة مدتها 25 يومًا، ودورة عسكرية مغلقة مدتها 25 يومًا في منطقة المزارع ضمن بادية الميادين بريف دير الزور، وبعدها يتم فرزهم إلى نقاط ومقرات الميليشيات في المنطقة.

وتعتبر منطقة المزارع في بادية الميادين مركزًا لتجمع فصائل الميليشيات الإيرانية، وكل ميليشيا لها معسكر تدريب خاص بها في تلك المنطقة.

وتتنافس الميليشيات الإيرانية على تجنيد الأطفال بعد أن أوعزت القيادة العامة لتلك للميليشيات الإيرانية التركيز وتكثيف عمليات تجنيد أطفال المنطقة، وتعتبر أبرز الميليشيات المتنافسة على تجنيد الأطفال، ميليشيا فاطميون التي يشرف على معسكرها الحاج علي طالبي من الجنسية الأفغانية، وحركة النجباء التي يشرف على معسكرها مهدي الموسوي من الجنسية العراقية، وقيادي محلي يدعى روبين الوهيبي يشرف على معسكر ميليشيا أبو الفضل العباس المحلية، وقيادي محلي يدعى أبوعلي الضويحي يشرف على ميليشيا السيدة زينب المحلية.

شارك