مجموعة لندن تستعين بفتاوى "محمد الخطيب"، للهيمنة على ما تبقى من عناصر جماعة الإخوان

الثلاثاء 04/يناير/2022 - 02:48 م
طباعة حسام الحداد
 
تحاول جماعة الإخوان فرع لندن بقيادة محمد منير هذه الأيام، لم شمل عناصرها المشتتة نتيجة الانقسامات والصراعات الداخلية من ناحية، والضربات المتلاحقة التي أصابت الجماعة من ناحية أخرى، باستدعاء مقولات قياداتها السابقين وخصوصا الصقور الذين كان لهم وما زال تأثير كبير بين الشباب، خصوصا وأن هذه القيادات من الصف الأول من خريجي الأزهر الشريف، ومن علمائه مثل محمد عبد الله الخطيب، الذي استعانت بكتاباته مجموعة لندن مساء أمس في محاولة منها رأب الصدع داخل البناء التنظيمي للجماعة.
محمد الخطيب
 ومحمد عبد الله الخطيب، هو المفتي السابق لجماعة الإخوان المسلمين في مصر. ولد في 26 فبراير 1929  ببلدة جهينة الغربية مركز طهطا محافظة سوهاج حفظ القرآن الكريم بكتاب القرية ، ودرس بالمدرسة الإلزامي، التحق بالأزهر الشريف بالمعهد الديني بطهطا وحصل على الشهادة الابتدائية،  ثم التحق بمعهد سوهاج الديني ومنه حصل على الشهادة الثانوية، ثم التحق بكلية أصول الدين بالقاهرة ونال الشهادة العالية وحصل بعدها على تخصص التدريس من كلية اللغة العربية بالأزهر. وتوفي في 3 نوفمبر 2015.
كان واحدا من أعضاء مكتب الإرشاد بعد تشكيله في دورته عام 1990م، وظل فيه حتى أجريت الانتخابات في عام 2010م وطلب الشيخ إعفاءه من المنصب قبل الانتخابات لظروفه الصحية.
وأشرف الخطيب على قسم نشر الدعوة بجماعة الإخوان المسلمين قبل أن يتسلمه الدكتور عبد الرحمن البر، وكان للشيخ إسهامات في مجال الفتوى المثيرة للجدل والتي تحض في كثير من الاحيان على عدم قبول الاخر واقصاءه.
العمل الجماعي فريضة
وقد استعانت الجماعة بمقال له بعنوان  العمل الجماعي للإسلام فريضة شرعية وضرورة بشرية، للتأكيد على أهمية وجود الجماعة وأن العمل من خلالها هو تكليف الاهي وله قدسيته.
ويقول الخطيب في بداية المقال " على امتداد الساحة الإسلامية الواسعة، تُوجد حاليًا مئات الجماعات الإسلامية، بعضها يهتم بجانب من جوانب العمل الإسلامي في قطر من الأقطار، وبعضها يهتم بقضية إسلامية محددة، وبعضها عالمي يهتم بالقضايا الإسلامية في كل مكان،
وذلك مثل جماعة “الإخوان المسلمون” التي نشأت في مصر أواخر العشرينيات، والجماعة الإسلامية في شبه القارة الهندية في أوائل الأربعينيات، وكان شعارها: “جنسية المسلم عقيدته، وكل أرض المسلمين وطنه ”.
إذ يؤكد الخطيب ومجموعة لندن على عدم أهمية الأوطان بالنسبة للجماعة والمنتمين لها وهذا ما يذكرنا بما قاله المرشد السابق للجماعة "مهدي عاكف" حيث قال خلال حديثه مع الصحفي سعيد شعيب "طظ في مصر" وأضاف "يحكمني مسلم أفغاني ولا يحكمني مسيحي مصري"، وكذلك يذكرنا بقول «سيد قطب» إمام الإخوان حيث أكد أن الوطن ما هو إلا حفنة من تراب نجس، هذا هو مفهوم الإخوان للوطن.
هذا ما تحاول مجموعة لندن التأكيد عليه هذه الفترة من تاريخ الجماعة خصوصا بعد هروب عدد كبير من عناصرها خارج مصر بعد ثورة الشعب عليهم في 30 يونيو 2013.
كما يؤكد المقال الفكرة الأثيرة لدى الجماعة بأنها جماعة عالمية تعمل على مستوى العالم تأكيدا وتبريرا لوجود تنظيمها الدولي وتمركزه حاليا في لندن.
ويقول الخطيب في تبرير وجود الجماعة "لقد أمر الحق- سبحانه وتعالى- المسلمين بأن يقيموا من بينهم جماعة أو هيئة أو حزب، يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، حتى في وجو د الدولة الإسلامية"، حيث جعل وجود الجماعة بأمر الاهي وليست من قبيل كونها تكوين بشري لأهداف سياسية هي الوصول للسلطة، لكنه بهذه المقولة يضفي قدسية على الجماعة ليس لها ما يبررها ولا تستند لشيء من قرآن ولا من سنة، إلا أنه يستند إلى الآية 104 من سورة آل عمران  ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ﴾، ويقوم بتأويلها تأويلا خاصا يصب في صالح جماعته حيث يقول  "ووجه الاستدلال في هاتين الكلمتين على إقامة جماعة إسلامية، هو أن الله أمر المسلمين بأن تكون منهم جماعة تقو م بالدعوة إلى الخير؛ أي إلى الإسلام، وتقوم كذلك بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" وكأن النص القرآني نزل لخدمة جماعة الإخوان الإرهابية دون غيرها.
ويستطرد الخطيب " والذي يجب أن نلاحظه أن البيعة هنا تكون مع الجماعة، وأن النصوص الشرعية توجب العمل للإسلام من خلال جماعة ؛ فالإسلام ليس شعائر تعبدية فقط؛ بل هو أيضًا جهاد، وذلك لا يقوم ولا يكون إلا بالجماعة، كما أن الإسلام دين ودولة، وعبادة وقيادة، والجماعة هي السبيل إلى ذلك، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب"
وفي هذا النص من كلام الخطيب يؤكد ان الجماعة فوق الدولة فالبيعة للجماعة وليست للدولة والجماعة هي المنوط بها الجهاد وأن الجامعة هي المهيمنة على الدولة وهذا تحديدا ما تم تنفيذه في العام الذي حكمت فيه الجماعة مصر، فكل القرارات التي كان يتخذها مرسي كانت تخرج من مكتب الارشاد، وكان المعزول مرسي ليس رئيسا لمصر بل كان المتحدث الرسمي باسم الجماعة في مكتب الرئاسة.
الخاتمة
وينتهي مقال الخطيب بمراتب العمل المطلوبة من الأخ المسلم، وأهمها الولاء للجماعة والبراء ممن هو خارجها، وأستاذية العالم بنشر دعوة الإسلام في ربوعه، ولم يتحدث في المقال عن طرق محددة لنشر الدعوة فكل الطرق والأساليب متاحة، هذا ما تحاول أن تقوم به الأن مجموعة لندن وغريمتها في اسطنبول حيث يتصارعان على امتلاك ما تبقى من عناصر الجماعة وادارة أموالها والسيطرة على التنظيم الدولي، وكل مجموعة من المجموعتين تحاول أن تفرض سطوتها وعلى المجموعة الأخرى في صراع ربما يتمخض بعد فترة بعمليات ارهابية نوعية سواء في الداخل المصري او في أي قطر أخر لإثبات الوجود وفرض السطوة   

شارك