التيليجراف البريطانية: شتاء وجوع ونقص في الخدمات الصحية هكذا الحال في أفغانستان

الأربعاء 05/يناير/2022 - 02:10 م
طباعة التيليجراف البريطانية: ترجمة: أحلام المنسي
 
حاول والدا أسماء علاج ابنتهما المريضة بشدة بالقرب من منزلهما في ريف أفغانستان، بعد إصابة الطفلة البالغة من العمر شهرين بالتهاب رئوي، كما أنها كانت تعاني الضعف بالفعل بسبب سوء التغذية، وتكافح من أجل التنفس، لم يكن بإمكان الأطباء فعل أي شيء وهي تنزلق نحو الموت يوما بعد يوم.
قررت الأسرة السفر لمدة ساعتين بالسيارة إلى مستشفى أنديرا غاندي في كابول، والانضمام إلى المئات الذين يحضرون كل يوم في أحد أفضل المرافق الطبية في البلاد. لكنه مثل النظام الصحي بأكمله في أفغانستان، على وشك الانهيار.
بدت أسماء وكأنها تتحسن لفترة وجيزة بعد إعطائها الأكسجين، لكنها ماتت بعد ساعة مع والدتها وجدتها بجانبها، قالت والدة أسماء بينما كان جسد ابنتها ملفوفا في بطانيتها: "كل شيء في يد الله. ليس لدينا خيار. 
كل يوم تظهر أكثر من 200 حالة طارئة على أبواب المستشفى، مع تزايد الأعداد منذ سيطرة طالبان على أفغانستان، وانتصار طالبان يعني نهاية الصراع الطويل مع الحكومة، وهو ما يجعل الطرق الريفية  أكثر أمانا، لذا فإن المزيد من الناس على استعداد للمخاطرة برحلة إلى مستشفيات العاصمة، ولكن في الوقت نفسه أدى الانهيار الاقتصادي للبلاد إلى زيادة سوء التغذية بين الأطفال.
توضح الدكتورة حسنى محمدي: "كان المستشفى مزدحما دائما، ولكن بعد سقوط كابول في أيدي طالبان، أصبحنا أكثر انشغالا لأن الوضع الاقتصادي ساء ولا يستطيع الناس تحمل تكاليف المستشفيات الخاصة"، مواصلة: "سوء التغذية والالتهاب الرئوي وفقر الدم ينتشران الآن مع تضافر الشتاء والجوع.
وقد جاء ارتفاع الحالات في الوقت الذي حذر فيه الأطباء من أن النظام الصحي في البلاد على وشك الانهيار بسبب انتهاء المساعدات الخارجية لإمارة طالبان الإسلامية المستعادة حديثا.
قال مات موريس من اللجنة الدولية للصليب الأحمر: "إن النظام الصحي في أفغانستان على وشك الانهيار، وقد كافح مؤخًا للتعامل مع عواقب الصراع ونقص الأموال بالإضافة إلى جائحة فيروس كورونا المستجد".
عندما زارت صحيفة التلغراف المشفى الشهر الماضي، لم يكن الموظفون قد حصلوا على رواتب لمدة أربعة أشهر ولم يكن لدى بعض الممرضات حتى المال لدفع أجرة الحافلة، مع العلم أنه في ظل الحكومة السابقة، تم توفير ثلاثة أرباع ميزانية الحكومة الأفغانية من قبل مانحين أجانب، لكن التمويل توقف بين عشية وضحاها في أغسطس عندما استولت طالبان على السلطة، لأن المانحين يرفضون إرسال الأموال إلى نظام استولى على السلطة بالقوة ويرفض السماح للفتيات بالالتحاق بالمدارس الثانوية.
حاولت وكالات الإغاثة التدخل، وقال الصليب الأحمر إنه بدأ في دفع تكاليف التشغيل والأدوية والإمدادات في 23 مستشفى، يعمل بها ما يقرب من 8000 موظف. تقدم الأمم المتحدة الأموال عبر اليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية للحفاظ على 2331 منشأة صحية تعمل حتى نهاية هذا الشهر، وهذا يشمل دفع رواتب حوالي 25000 عامل صحي.
بعد يومين من زيارة "التيليجراف" لمستشفى إنديرا غاندي، قال الموظفون إنهم تلقوا أخيرا جزءا من رواتبهم، ولكنهم قلقون من ألا يستمر.

شارك