بوابة الحركات الاسلامية : السلفية الوهابية المصرية (طباعة)
السلفية الوهابية المصرية
آخر تحديث: الأحد 02/02/2014 08:54 م حسام الحداد
تشكل السلفية الوهابية  القاعدة الاساسية للفكر السلفى فى مصر والعالم العربى حيث يؤمن أبناء المدرسة السلفية فى مصر بالعديد من  أفكار محمد ابن عبد الوهاب مؤسس  الوهابية والتي بنيت عليها الدعوه  السلفية لنشر أفكار ما يعتقد انه  للسلف  الصالح واعتبار أن دور الوهابية السلفية هو  تنقية عقائد المسلمين والتخلص من العادات والممارسات التعبدية والتي يرونها مخالفة لجوهر الإسلام التوحيدي وعلى رأسها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر  وإنكار الشرك والدعوة إلى التوحيد الخالص بمحاربه التوسل والتبرك بالرسل والانبياء وبالأولياء والصالحين أحياء وأموات  وإنكار ومطالبة الحكام بهدم الأضرحة والقباب التي على قبور الأولياء ومساواته بالأرض وعدم تمييزه عن اي قبر آخرمع  إنكار البدع والخرافات كالبناء على القبور واتخاذها مساجد والموالد وأثبات أسماء الله الحسنى و صفاته العلى من غير تأويل ولا تحريف و لا تشبيه ولا تكيف ولا تمثيل من المسائل الرئيسيه في عقيدتهم.
والسلفية اصطلاحا هي "منهج لفهم الدين علي نحو ما كان عليه السلف الصالح"، وفي ذلك يُشار إلى السلف الصالح، ويتم الاستناد إلى حديث الرسول عليه الصلاة والسلام والذي رواه البخاري ومسلم "خير أمتي القرن الذي بعثت فيهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم" وبالتالي يقصد بالسلف هم الجيل من الصحابة والتابعيين وتابعي التابعيين في صدر الإسلام. وإن كان بعض أئمة السلف كان لهم أتباعهم وأحزابهم فإنها كانت جماعات سلمية لاتستخدم العنف والسلاح في تطبيق مبادئها. واستناداً إلى هذا التعريف يتم دحض أفكار الجماعات التي تبرر استخدامها للعنف باسم تطبيق نهج السلف الصالح
    ويمكن تلخيص معنى السلفية بالاستشهاد بالشيخ محمد الغزالى، والذى يرى أن السلفية "ليست فرقة من الناس تسكن بقاعاً من جزيرة العرب وتحيا على نحو اجتماعى معين، وإنما السلفية تعد نزعة عقلية وعاطفية ترتبط بخير القرون وتعمق ولائها لكتاب الله وسنة رسوله، وتحشد جهود المسلمين لإعلاء كلمة الله دون النظر لعرق أو لون"
    وتقوم السلفية الوهابية على ثلاثة أصول
التوحيد: ولا يعني هذا الأصل ما يؤمن به وما يفهمه كثير من الناس من معنى التوحيد، وهو أنه لا خالق إلا الله، بل يفهم السلفي ويعلم من معاني التوحيد ثلاثة معانى 
الاول  الإيمان بصفات الله سبحانه وأسمائه على الوجه الذي يليق به سبحانه وتعالى دون تحريف أو تأويل‏. فالله سبحانه وتعالى قد وصف نفسه في كتابه في آيات كثيرة جداً وما أخبرنا الله بذلك عن نفسه؛ إلا لنصدق ونؤمن 
الثانى  إفراد الله سبحانه وتعالى وحده بالعبادة‏ وهذا لا يعنى الصلاة والزكاة والصوم والحج فقط، بل يعنى عدة أشياء على رأسها الدعاء، فلا دعاء لغير الله ويختص الله بكل أنواع من الحب، والتعظيم، والخشية، والخوف. 
الثالث الإيمان بأن لله وحده سبحانه وتعالى وليس لأحد سواء حق التشريع للبشر في شؤون دنياهم.
 •   الاتباع  :  وهو اتباع الشريعة الاسلامية (القرآن والسنة) وماعدا ذلك يعد بدعة، والمعنى الثانى للاتباع هو اتباع الدليل، باحثاً عن الحجة من كتاب ربه أو سنة نبيه‏.‏ وبذلك تتوحد صفوف الأمة، وينمو فيها معرفة الكتاب والسنة، وتزكو فيها الروح العلمية، مما يفتح للناس ميدان جديد لدراسة جادة للقرآن والسنة.
•التزكية: ولها معنيان الأول هو‏‏ أن التزكية احدى مهمات النبي صلى الله عليه وسلم وغاية من غايات رسالته، بل إنها غاية الوجود   الإنساني كله‏  والثانى : أنها السبب في دخول الجنة، بل هي الصفة الواجبة التي من لم يتصف بها؛ لم يكن من أهل الجنة‏.‏ والسبيل لذلك هو اتباع شرائع الإسلام كلها؛ من‏:‏ توحيد، وعبادة، وصلاة، وصيام، وزكاة، وحج، وبر الوالدين، وصلة أرحام، ونهي عن الفواحش والمنكرات، ومعاملات تحقق العدل والإحسان؛ ما كل ذلك إلا لتحقيق هذه التزكية‏.‏
 وعلى الرغم من أن الوهابية كحركة إسلامية سياسية  قامت في منطقة نجد وسط شبه الجزيرة العربية في أواخر القرن الثاني عشر الهجري، الثامن عشر الميلادي على يد الشيخ محمد بن عبد الوهاب (1703 - 1792) وتحالفت مع السياسية الممثلة فى محمد بن سعود  الا أن لها جذور تاريخية بدأت مع محنة خلق القرأن عام 218هـ، والتى تعد البدايات الاولى  لتبلور المذهب السلفى والنزعة السلفية أو ما يسمى بـ السلفية الأولى، وقد  ساعد على ظهورها الاول مساندة   الخليفة المتوكل لها  وانتصاره لأهل السنة وإمامهم أحمد بن حنبل، واضطهاد المعتزلة. 
وكان الرد من السلفية الاولى على غرار السلفية الحالية من أمامهم الاكبر أحمد  ابن حنبل  بفتواه الشهيرة وهى  تحريم الخروج على الحاكم حتى لو كان فاجراً، لتدخل السلفية فى صراع جديد تبلور من خلاله أفكارها الوهابية اللاحقة  الذى أعتمد  على الإصلاحات العقلية على عقائد أهل الحديث، مما جعل  ابن تيمية إمام السلفية المعاصرة  يعتبر  تلك الإصلاحات خروجاً عن السنة، ويبدأ فى ترسيخ إحياء عقائد أهل الحديث مستنكراً التأويلات التي قدمها الأشاعرة للأحاديث التي أخذت منها تلك العقائد وأطلق ابن تيمية على طريقته عنوان "منهاج السلف الصالح "
 لتعرف دعوته بالسلفية اى العودة إلى سيرة السلف الصالح والتمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والتي حاد عنها الأشاعرة والفرق الأخرى،  لتتجاوز أفكار ابن تيمية شطحات ابن حنبل وتعتبر السفر لزيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم والاحتفال بمولده الشريف والتبرك بآثاره والتوسل به وبأهل بيته وزيارة القبور بدعاً وشركاً ومخالفة لعقيدة التوحيد، بل وأنكر كثيراً من الفضائل الواردة في أهل البيت عليه السلام المروية في الصحاح ولذلك أعتبر ابن تيمية عند أتباعه من السلفيين مجدداًعظيماً ولقبوه بشيخ الإسلام. 
ولكن  ابن تيمية وشيوخ السلفية  لم يطلقوا على  أنفسهم " سلفية " وإنما كانوا يشيرون لأنفسهم بأهل السنة والجماعة لاعتقادهم أنهم الفرقة الناجية المتبعة للمنهج الصحيح لأهل السنة والجماعة، ليظهر مصطلح السلفية فى أواخر عهد الدولة العثمانية 



يؤكد  الشيخ محمد أبو زهرة  على أن جذور السلفية تبدأ من الإمام بن حنبل ثم تتجدد  فى القرن السابع عشر هجرى على يد ابن تيمية ثم تظهرمن  جديد فى الجزيرة العربية فى القرن الثانى عشر هجرى والتى أحياها  محمد بن عبد الوهاب    والقواعد العامة الحاكمة للمنهج السلفى،يمكن إجملها فى تقديم النص على الرأى والقياس والتأويل، فإذا وجد النص يفتى به، ولا يلتفت لما خالفه، فالنصوص مقدسة. والاستدلال بالأيات القرآنية وكافة الأحاديث الواردة عن الرسول (ص) ونقلها عنه الصحابة حتى الأحاديث الأحاد
وسمات السلفية الأولى هى التى شكلت القاعدة الرئيسية للفكر السلفى فى العالم الاسلامى عامة ومصر خاصة حيث أنها  وضعت  أساس العقيدة فى ظواهر النصوص والتعامل الحرفى مع النص والجمود عليه ورفض التأويل مع  الأخذ بكافة الأحاديث حتى الأحاد منها من غير شرط و ذم الكلام والنهى عنه، من خلال رفض المناظرات وعلماء وعلم الكلام مع  رفض التصوف والابتعاد عن المتصوفة والنهى عن الجلوس إليهم أو الأخذ منهم والترسيخ لمبدأ  السمع والطاعة لولى الأمر، فلا خروج على الحاكم حتى ولو كان جائربالاضافة الى  الغلو فى تقدير مشايخهم، خاصة بن حنبل، والذين قالوا عنه أنه ما خدم أحد الاسلام مثلما خدمه ابن حنبل.
ولكن سرعان ما ظهرت ما يسمى بالسلفية الإصلاحية وهى صناعة مصرية خالصة حركة سياسية أسلامية ومذهب فكرى مستنير ، لتهدف إلى إعادة إحياء النهضة والحضارة الاسلامية التى عمادها القرآن والسنة ومذهب السلف الصالح، وتخليص العالم الإسلامى من الاستعمار الأجنبى، وعدم التعارض بين العقل والدين، وبين الدين والعلوم الحديثة، وقبلت صحة العديد من النظريات الفلسفية الغربية  لتجديد وتنشيط الفكر الإسلامى، وكان من روادها  جمال الدين الأفغانى ومحمد عبده ومحمد رشيد رضا.
وكانت مصر  مهدا لهذه الحركة ، بالتزامن مع ضعف وانهيار الدولة العثمانية والواقع المصرى الذى  بدأت البدع والخرافات تنتشر داخله  وحتى فى أرجاء الأزهر نفسه، وتحولت أنشطة الأزهر إلى ممارسات جامدة لا علاقة لها بالواقع ولا حياة الناس. 

ومن هنا ظهرت السلفية الإصلاحية لتدعو لنبذ الفرقة والعمل على الاقتداء بالسلف الصالح وترك الأفكار الممتزجة بالشعوذة، وفهم الإسلام والاجتهاد فيما يخص المواقف المختلفة والجديدة وأعطى هذا التيار دوراً كبيراً للعقل من خلال اعتبار الإسلام أساس كل تطور، وأنه ضرورى من أجل كل تقدم مع ضرورة توحيد الأمة الاسلامية ضد المستعمر الغربى من خلال نبذ الخلافات المذهبية وبعث الإسلام وربطه بالعصر الحديث، دون الاكتفاء باتباع السلف الصالح فى مجال العقائد الإيمانية على طريقة الحنابلة مع محاربة الفساد السياسيى والاجتماعى فى المجتمعات الإسلامية ومقاومة ثقافة الجيل الجديد من العلمانيين المتشبعين بالثقافة الأوروبية والتوفيق بين العقل والنقل، والتأكيد على دور العقل فى تثمين الدين الاسلامى مع التركيز على نظرية المقاصد الشرعية فى الفقه، وإطلاق حركة اجتهادية تستوعب التغيرات فى حياة المسلمين من خلال تنقية الإسلام من الخرافات والبدع وتبنى التعليم الدينى كقاعد للتنشئة الإسلامية الصحيحة، وتطعيمه ببعض العلوم العصرية الغربية المفيدة.

وسرعان مابدأت السلفية المصرية تتبنى نموذجا خاصا بها ففى الوقت الذى تنادى فيه بأتباع المنهج الصحيح لأهل السنة والجماعة  لم تعتمد على  أفكار ابن عبد الوهاب مؤسس الوهابية بل عمدت الى إحياء فكر الأصل عن  ابن تيمية وابن قيم الجوزية في نبذ العادات التي رآها الشيخان ملتبسة بالشرك أنتشرت في الأوساط المسلمة  مع تنقية العقيدة الإسلامية المبنية على التوحيد الكامل لله، مع أتباع منهج فقه ابن تيمية الذي سلك بشكل عام مذهب الإمام أحمد بن حنبل 
السلفية المصرية لم تتبع فكرة الدولة الدينية  كما فعلت الوهابية فى السعودية  فهم وأن كانوا يرون أن الدولة لابد أن تُحكم بالشريعة الإسلامية  الاانهم لايحبذون الآليات  الوهابية المتمثلة فى "هيئة  الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" فهم  لايجوبون الشوارع ويفرضون ما يعتبر فخيار شخصي. ولا يفرضون العبادات والأخلاق على الناس وأنما منهجهم الدعوة ،ويعتبرون أن  التطبيق الأمثل لنظام الحسبة المستوحى من الآية: ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ﴾،  هو التربية والموعظة الحسنة 
وتتفق السلفية المصرية مع الوهابية فى مصادر تلقى الدين وأن أختلفوا فى طريقة الاخذ عن هذة المصادر حيث يمثل 
    • القرآن الكريم :  المصدر الرئيسى عند السلفية ويستعينون على فهمه وتفسيره بالعلوم المساعدة على ذلك كعلوم اللغة العربية ، والعلم بالناسخ والمنسوخ وأسباب النزول وبيان مكية ومدنية ونحو ذلك من العلوم .
    • السنة الصحيحة : والسنة عندهم هي كل ما صححه علماء الحديث عن النبي (صلى الله عليه وسلم) من الأقوال والأفعال والصفات الخلقية أو الخلقية والتقديرات, والسنة منها الثابت الصحيح ومنها الضغيف، والصحة شرط لقبول الحديث والعمل به عندهم بحسب قواعد التصحيح والتضعيف، ولا يشترطون أن يكون الحديث متواتراً  بل يعملون بالمتواتر والآحاد على السواء.
    • الإجماع  : وهو ما اتفق  عليه جميع رجال الدين المجتهدين من المسلمين في عصر من العصور على حكم شرعى . فإذا اتفقوا سواء كانوا في عصر الصحابة أو بعدهم على حكم من الأحكام الشرعية كان اتفاقهم هذا إجماعاً والسلفيون لا يقرون قولاً ولا يقبلون اجتهاداً إلا بعد عرضه على تلك الأصول بل يجتهدون بآرائهم في ضوء تلك المصادر من دون أن يخالفوها ويأخذونه بالقياس وهو حجة عند جمهورهم سواء كان قياساً جلياً أو خفياً 
وتعتقد السلفية المصرية انه لا تعارض بين نقل صحيح وعقل صريح . وأن النقل مقدم على العقل فلا يجوز معارضة الأدلة الصحيحة من كتاب وسنة وإجماع بحجج عقلية أو كلامية . وإن الأخذ بالقياس يجوز عندما لا يوجد نص في مسألة بعينها أو عند وجود نص غير واضح الدلالة أو غير صريح.
    السلفية المصرية اعتمدت على القرآن والسنة والإجماع، فحين أن الوهابية تعتمد على القرآن والسنة وآثار السلف الصالح، ولم تضمن الإجماع فى مصادرها الأساسية.
وتختلف  السلفية المصرية  عن الوهابية السعودية فى أنها   ظلت  بدون هيراركية واضحة للسلطة أو كيان يتجمع فيه قادته على المستوى المحلى أو الوطنى. بل اكتفى دعاة السلفية  بإعطاء الدروس والعظات حول الشريعة والعقيدة الاسلامية وأختلف الامر بعد ثورة 25يناير ولكن يبقى الجسم السلفى المصرى أكبر من اى تنظيم 
       وهناك علاقة عكسية بين السلفية المصرية والوهابية السعودية ، فالأولى  أقدم وأسبق من الثانية  ولكنهما يتشاركان كردة فعل حيال التأخر الدينى والمجتمعى الذى شهدته المجتمعات الإسلامية وقت ظهور كلاهما لأن بداية ظهور السلفية ارتبطت بأحمد بن حنبل الذى حارب فتنة خلق القرأن ثم ضعف الدولة العثمانية وشيوع الجمود الفكرى لدى مشايخ الأزهر فى مصر  أما الوهابية فارتبط ظهورها فى القرن الثامن عشر ميلادى فى شبه الجزيرة العربية على يد محمد بن عبد الوهاب نتيجة لشيوع الممارسات غير الإسلامية وانتشار الجهل بالدين وبالتالى كلاهما دعوة قامت بالأساس للتجديد وازالة الغبار عن الممارسات الاسلامية الخاطئة فى محاولة للرجوع والتشبث بممارسات السلف الصالح والمسلمين الأُول وإحياء نهضة الإسلام بكتاب الله وسنته.
    ولكن من أهم أوجه الاختلاف بين الوهابية والسلفية المصرية، أن الأخيرة ظلت دعوى دينية غير مقرونة بالسياسة لا عند ظهورها ولا فى مراحل تطورها اللهم إلا مؤخراً بظهور حزب النور كأول حزب سياسى يعبر عن التيار السلفى وكذا ظهور تيارات أخرى يكون لها دور اجتماعى فعال وتلقى قبول كبير من أوساط السياسين والشعب المصرى وهى حركة سلفيو كوستا، أما الوهابية فاقترن توسعها بالسياسة والحروب التى خاضها بن عبد الوهاب مع محمد آل سعود وتمخضت عن تأسيس المملكة العربية السعودية.
   السلفية المصرية كانت بدايتها دعوية وفى طريقها الان الى السياسية بينما الوهابية بدأت سياسية وانتشرت بحد السيف، ولكن السلفية المصرية تطورت تطوراً تاريخياً من الأفغانى لمحمد عبدة لمحمد رشيد رضا، فكان تطورها وانتشارها سلمياً ولم تتدخل فيه أى قوة سياسية أو تستند الدولة إلى الفكر السلفي، على خلاف الوهابية التى انحصر دورها الساسى الان فى السلطة الملكية السعودية .

   السلفية المصرية  منذ بدأيتها  حركة تجديدية ترفض الجمود، وان ظهرت  كحركة جامدة بعض الوقت  اختزلت الاسلام فى جلباب ولحية وتركت جوهر الاسلام الذى نادى به الرسول (ص) والصحابه الأُول. ولكنها عادت للتجديد وخاصة مع اندماج احزابها فى العمل السياسى وتحديد حزب النور الذراع السياسى للدعوة السلفية 
    التيارات السلفية المصرية  تأثرت بالوهابية بشكل عام، ولكن التجربة  المصرية ذات طبيعة خاصة حيث دمجت بين العمل السياسى  تنمية المجتمع وبين التطرف والاعتدال بحيث ظهرت على انها مسارات مختلفة لطريق واحد
الكيانات السلفية المصرية الأقرب والأبعد للوهابية 
تعد الحالة السلفية المصرية ذات طابع خاص من حيث القرب والبعد من السلفية الوهابية السعودية ففى الوقت الذى تقترب  جمعية أنصار السنة المحمدية من المدرسة الوهابية نجد الدعوة السلفية ذات طبيعة خاصة وتنظيم يتسم بالمرونة ويتعاطى مع المشهد السياسى المصرى بدون أن يبتعد عن القواعد الشرعية الحاكمة للفكر الوهابى السلفى مع المزج  بين السياسية والدعوة على خلاف المدرسة السعوية فى الوقت الذى تقف   الجمعية الشرعية لتعاون العاملين بالكتاب والسنة المحمدية فى منطقة وسط فهى  لا تمارس السياسة ولاتتكلم فيها ولا تتخذ أي مواقف سياسي ولكنها فى نفس الوقت تحمى مصالحها من خلال نفوذها السياسى 
الكيانات التى مثلت التيار السلفى المصرى 
الدعوة السلفية"سياسة حتى النخاع " 

   ترجع أصول الدعوة السلفية فى مصر إلى أواخر السبعينيات من القرن الماضي عندما انفصل مؤسسوها وكانوا طلابًا في كلية الطب بجامعة الإسكندرية- عن الجماعات الطلابية الإسلامية التي كانت تسمى”الجماعات الإسلامية.” وكان من بينهم ياسر برهامي وهو الشخصية المهيمنة في التنظيم حاليًا. وقد ساهم موقف الدعوة السلفية ضد العنف ورفض الانخراط في الحياة السياسية الرسمية في أن تصبح مقبولة نسبيًا لدى نظام حسني مبارك. وبالتأكيد فقد تعرضت الجماعة في بعض الأحيان للقمع؛ وخضع قادتها لرقابة مشددة ومُنِعوا من السفر خارج الإسكندرية. ومع ذلك، استفادت الدعوة السلفية كثيرًا من الدعم غير المعلن لأجهزة النظام التي حاولت استخدام السلفيين لتقويض نفوذ جماعة الإخوان المسلمين، وفي ظل هذه الظروف توسعت شبكات الجماعة خارج حدود الإسكندرية عن طريق الطلاب الذين جاءوا لتلقي تعليم الشيوخ قبل العودة إلى مدنهم. وفي فترة وجيزة شكلت الدعوة السلفية نواة أساسية لمنظمة تضم أقساماً وفروعاً مختلفة في ظل مجلس إدارة. كما قامت بإنشاء قسم للخدمات الاجتماعية في الأحياء السكنية ليشابه الأنشطة التي تضطلع بها جماعة الإخوان المسلمين. وقد سمح هذا للجماعة بإقامة علاقات قوية مع المصريين العاديين، على الرغم من أن معظم أنشطتها بقيت غير معلنة. وفي العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وسمح النظام لعدد من الدعاة السلفيين، الذين كان من بينهم من له صلة بالدعوة السلفية، إطلاق قنوات تلفزيونية سلفية على الأقمار الصناعية المصرية. وأصبح الخطاب السلفي منذ ذلك الحين متاحًا للجميع، واكتسب جمهورًا كبيرًا من خارج الدوائر الأصلية للدعوة السلفية. وسرعان ما أصبح بعض من هؤلاء الدعاة، ومن بينهم محمد حسان ومحمد حسين يعقوب
تجسد التيار السلفى المصرى فى عديد من الجمعيات والمجموعات منذ بدايات القرن العشرين الميلادي مثل جمعية «الهداية» التي قادها الشيخ محمد الخضر حسين لكن هذه الجمعيات كانت تنشأ ثم تنحل مع مرور الوقت.
    وكانت هذه الجمعيات تهتم بالشعائر الإسلامية التعبدية المختلفة وتجريدها من البدع، والسعي لتنفيذها علي النحو الذي كانت عليه في العصور الإسلامية الأولى في عصر النبي محمد (ص) وعهد صحابته لاسيما الخلفاء الراشدين بشكل خاص، كما اهتم هذا التيار بالهدي الظاهر ويقصد به اتباع سنة النبي محمد (ص) في الأمور المتعلقة بشكل الملابس وشعر الرأس واللحية بالنسبة للرجال والحجاب وعدم إظهار التزين بالنسبة للنساء.
    وهناك العديد من الجمعيات والجماعات السلفية الناشطة وعلى رأسهم جمعية أنصار السنة والجمعية الشرعية لتعاون العاملين بالكتاب والسنة المحمدية، باعتبارهما من أهم الكيانات المعبرة عن التيار السلفى.
جمعية أنصار السنة المحمدية "وهابية سعودية بأمتياز"
    وهي فصيل من الحركة الإسلامية التقليدية، لها مواقف متشددة حيال التصوف والصوفية، وقام الشيخ محمد حامد الفقي عام 1926 بتأسيس هذه الجمعية وهي تعمل بنشاط حتي الآن، وكان الشيخ محمد حامد الفقي من علماء الأزهر كما كان من مرتادي الجمعية الشرعية، لكنه اختلف معهم في إحدي جزئيات مسألة صفات الله تعالي وهي جزئية من علم العقيدة، وهي من المحددات التي تفرق بين الفرق الإسلامية المختلفة (كالمعتزلة والأشاعرة وأهل السنة والشيعة.. وغيرهم)، ولذلك أنشأ الشيخ حامد الفقي "جماعة أنصار السنة المحمدية" والتى تركز في خطابها علي محاربة بدع زيارة الأضرحة الصوفية، وتعتبر أن البعد عن الإسلام الأول هو أحد أسباب تخلف الأمة الإسلامية، كما أن مسألة وجوب الحكم بالشريعة علي مستوى نظام الحكم في الدولة حاضرة ومنصوص عليها في أدبيات الجماعة وميثاقها ولكنهم عندما يطالبون بها عبر الخطابة والكتابة والدروس المسجدية فإن ذلك لا يصحبه أي عمل سياسي آخر ومعظم علماء «جماعة أنصار السنة المحمدية» هم من علماء الأزهر الشريف حتي اليوم، ولها فروع كثيرة في كل محافظات مصر لكنها أقل حيوية من الجمعية الشرعية رغم أن فكرها الفقهي أكثر حيوية من فكر الجمعية الشرعية
    وتعد جمعية أنصار السنة الجماعة السلفية الرئيسية فى مصر، ومع توطد أواصر الجمعية مع العلماء السعوديين تأثرت الممارسات السلفية المصرية بالوهابية السعودية فى الملبس وطريقة الحياة. وقد أفتتحت الجماعة مراكز لها فى محافظات الدلتا مثل دمنهور والمنصورة، كما أصبحت الاسكندرية ثانى أكبر محافظة مصرية  بها نشاط للتيار السلفى
    وبشكل عام فإن الجماعة لا تهتم بالسياسة بل تهتم بأمور العقيدة والتوحيد، وتعد هذه المدرسة امتداداً للسلفية السعودية، وقد انتشرت هذه الجماعة فى السودان واريتريا وتشاد وأفريقيا الوسطى
وتقوم الجماعة بإصدار مجلة شهرية بعنوان «التوحيد» والتى تعد بعيدة إلى حد كبير عن الحديث في السياسة وذلك بخلاف مجلات الجمعية الشرعية، بل إن هذا مثيراً للدهشة لأن الطرح الفكري لجماعة أنصار السنة أكثر التصاقاً بالسياسة إذا قارناه بالطرح الفكري للجمعية الشرعية -كما سنتناولها لاحقاً بسبب حرص "جمعية أنصار السنة" الواضح والصريح في  ميثاقها على طرح قضية الحكم بالشريعة والدعوة لها والإصرار علي أنها واجب شرعي لا سبيل للهرب منه وأنه السبيل الوحيد للإصلاح والخروج من أزمات الأمة الراهنة.
    ويقدر عدد نشطاء جماعة أنصار السنة في مصر بعدة آلاف ناشط، لكنها قوية بما تملكه من مؤسسات خيرية ومعاهد علمية ومكتبات ومساجد وإن كانت الأخيرة تم ضمها لإشراف وزارة الأوقاف في محاولة حكومية لتكبيل الجماعة والحد من توسع نشاطها وتقليل عدد أعضائها.
    وتوجد امتدادات لجماعة أنصار السنة المحمدية في بعض الدول العربية لكنها لا تتبعها تنظيمياً، وأهم جماعات «أنصار السنة المحمدية» خارج مصر توجد في جمهورية السودان، وهي هناك أقوي وأكبر من جماعة أنصار السنة في مصر رغم أن جماعة مصر هي الأصل، ولكن ربما يرجع السبب لحرية الحركة المتاحة للجماعة هناك بالمقارنة للجماعة في مصر.
   وتتمثل أهداف الجماعة فى الدعوة إلى التوحيد الخالص وإلى حب الله وإرشاد الناس إلى الأخذ بالدين من مصدريه (القرآن والسنة)، وأنه لا مجال للحيد عن هذين المصدرينو الدعوة إلى حب الرسول (ص) واتخاذه أسوة حسنة والاقتاد به فى عباداته وأحكامهو إرشاد الناس أن الحكم لغير الله سيؤدى الى الهلاك فى الدنيا والشقاء فى الآخرة ومواجهة البدع ومحدثات الأمور ومحاربة الخرافات وتحريم تشريف القبور والبناء فوقها واتخاذها مساجد والطواف حولها (فى إشارة إلى الرفض التام للصوفية  والتمسك بالرجولة لاستمرارالقوامة على النساء.
الجمعية الشرعية لتعاون العاملين بالكتاب والسنة المحمدية "سياسة المصالح ووهابية المنهج "
    وعلى الرغم من أنها  لا تمارس السياسة ولاتتكلم فيها ولا تتخذ أي مواقف سياسية، لكن عيسي عاشور صاحب دار الاعتصام أصدر مجلة اسمها "الاعتصام" واتفق مع الجمعية الشرعية على اعتبارها لسان الجمعية، وظلت هذه المجلة تكتب عن السياسة في العصر الملكي ثم امتنعت عن ذلك في عصر جمال عبدالناصر، وعادت لنفس النمط في عصر السادات ومارست المعارضة السياسية الإسلامية بحدة وكأنها إحدى صحف المعارضة مما دفع الرئيس أنور السادات إلي جعلها ضمن الصحف والمجلات التي تمت مصادرتها وفقاً للقرارتالتي أصدرها ضد قوى المعارضة المصرية في 5/9/1981، ولكن عادت تلك المجلة للصدور في عصر مبارك إلي أن توقفت مع انتهاء ترخيصها بوفاة صاحبها.
    ولم تتوقف مسيرة الجمعية عند هذا الحد، فقد أصدرت الجمعية الشرعية في السنوات الأخيرة مجلة باسم «التبيان» وهي تنحو منحى سياسياً أشبه بمجلة الاعتصام لكن الاتجاه الإخواني الذي تميزت به مجلة "الاعتصام" خفت قليلاً في «التبيان» وإن ظل بارزاً بها، ويعكس التوجه السياسي لهاتين المجلتين رغم تعبيرهما عن جمعية تنأى بنفسها عن السياسة حالة عدم الاقتناع بالالتزام الحرفي لقاعدة عدم الاشتغال بالسياسة كما جاء في أهداف تأسيس الجماعة، فتأثرها بجماعة الإخوان المسلمين يظهر بشكل قوي.
    ومن الجدير بالذكر أن الخطاب السياسي لمجلات هذه الجمعية ولبعض دعاتها في المساجد قائم علي أسلوب الإصلاح الجزئي العشوائي، فهو لا يطالب بتغيير شامل ومتكامل كما أنه لا يطرح برنامجا متكاملاً ومحدداً للإصلاح، بل يكتفي بتوجيه النقد لعدد محدود من المظاهر السلبية وقضايا الفساد والفشل السياسي والاقتصادي، وإن كان تركيزهم الأكبر على قضايا الفساد الأخلاقي، ويقتصر تناولهم لأي من هذه القضايا علي بعض جوانبها الجزئية دون الإطار الكلي لها الذي ينتظمه النسق السياسي أو الاجتماعي أو الاقتصادي العام.
    وتركز الجمعية جٌل اهتمامها في مجال تنقية الدين من البدع والخرافات والتبرك والتمسح بالأضرحة أو النذر لها والصلاة فيها، وعلى الرغم من أنها لا تدعو للتمسك بمذهب فقهي محدد فإن من بين علمائها من يلتزمون بمذهب محدد بحكم دراستهم فى الأزهر الشريف، فالمرجع الأساسى لدعاة الجمعية الشرعية هو كتاب الشيخ محمود خطاب السبكي "الدين الخالص" وهو موسوعة فقهية تضم معظم الآراء الفقهية بأدلتها ثم ترجح أحدها.
    وتري هذه الجمعية أن مشكلة الأمة الإسلامية تكمن في البدع والخرافات التي دخلت على الدين ومنها العديد من طقوس التصوف، وأنه إذا تمت تنقية الدين من هذه البدع سوف يعود للأمة مجدها وعزها، وبالرغم من ذلك فإن موقفهم من الصوفية ليس بحدة فصائل إسلامية أخرى ، بسبب الطبيعة الصوفية التي تربى عليها السبكي في الأزهر، وبالتالي فإن الجمعية الشرعية تميل لتقسيم التصوف لنوعين نوع معتدل وهو الملتزم بالسنة ونوع متشدد وهو الذي يتضمن انحرافات عقائدية وفقهية
    وتنتشر فروع هذه الجمعية في جميع أنحاء جمهورية مصر وتعتبر من أقوي وأبرز المنظمات العاملة في العمل الخيري, حيث تمتلك أكثر من 350 فرعاً في مختلف أنحاء البلاد, ورئيسها حالياً هو الدكتور محمد المختار محمد المهدي, وهو من علماء الأزهر

انتقادالمنهج السلفى الوهابى 

تعرّضت الوهابية منذ ظهور حركتهم للنقد من قبل كثير من علماء السنة وذلك للاسباب الاتية
1-  أتهامهم بالإفراط في تكفير وتضليل كل من اختلف معهم وتكفير أئمة الشيعة الإمامية وأكثر الصوفية
2- أتهامهم     بالتعرض  لأئمة السنة بالتخطئة في العقيدة والتبديع في بعض الأحيان والإخراج من دائرة السنة في أحيان أخر مثل ما قالوا عن: الشوكاني، وابن حجر الهيتمي ، والشاطبي  وابن حجر العسقلاني ، والنووي ، والسيوطي ، وتاج الدين السبكي ،  وابن الجوزي ، والرازي ، وأبو حامد الغزالي  والذهبي ومن المتأخرىن: الشعراوي ، ومحمد علوي المالكي  ومحمد علي الصابوني ، ومحمد الغزالي .
3- أتهامهم بتزوير التراث، وذلك بحذف وتغيير ما كان يخالف منهجهم من كتب التراث الإسلامي التي لا يستطيعون منع دخولهم للسعودية لأن عامة المسلمين يحتاجون إليها، مثل كتاب الأذكار للنووي، وحاشية ابن عابدين الحنفي، وحاشية الصاوي على تفسير الجلالين، وحذف الجزء العاشر في بعض النسخ من الفتاوى لابن تيمية وهو الخاص بالتصوف 
4- أتهامهم  بقتال من يقولون عنهم أنهم "معادون لأهل التوحيد" وأخذ أموالهم وأمتعتهم بدعوى أنهم مشركون  مستشهدين بقول المؤرخ ابن بشر: وكان قد أقام هذا الحرب نحو سبع وعشرين سنة. وذكر أن القتلى بينهم في هذه المدة نحو أربعة آلاف رجل وهذا القتل وأخذ الأموال
5- أتهامهمب    الخروج على الخلافة الإسلامية العثمانية، حيث سعى محمد بن عبد الوهاب لإقامة مذهبه بالقوة والسيف، فاستولى على قسم كبيرمن الجزيرة العربية، وهاجم الكويت وساحل عمان ودمشق وكربلاء والنجف.
6- هدم الشواهد والآثار النبوية المتبقية مثل ما فعلوا بمكان ولادة النبي محمد بن عبد الله، ومكان عيشه في مكة، وبستان الصحابي سلمان الفارسي حيث كانت هناك نخلة غرسها النبي محمد بن عبد الله، وبيت الصحابي أبو أيوب الأنصاري، وردم بئر العين الزرقاء، وبئر أريس (بئر الخاتم)
7- هدم الأضرحة والقباب وقبور الصحابة وآل البيت  التي يقام عليهم نوع من أنواع العبادة لانها حسب اعتقادهم والتي تعتبر من وسائل الشرك والغلو في الأنبياء والصالحين, مستندين إلى حديث أخرجه مسلم في صحيحه يقول بنهى النبي محمد عن تجصيص القبور والقعود عليها والبناء عليها. رغم أنها قد تحمل قيمة تاريخية أو أثرية أو فنية أو حتى دينية لغيرهم من المسلمين أو غير المسلمين
8- تحريمهم الاحتفال بالاعياد والمناسبات من ذكرى مولد النبى  باعتبار ذلك عبادة لمن يحتفل بمناسبته وتعظيم له.