بوابة الحركات الاسلامية : مجاهدو "خلق".. المعارضة المُقلقة للنظام الإيراني الحاكم (طباعة)
مجاهدو "خلق".. المعارضة المُقلقة للنظام الإيراني الحاكم
آخر تحديث: الجمعة 23/10/2020 08:13 ص
تعيش أمانة وقيادات المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ومقرها باريس "المعارضة الإيرانية في الخارج" حالة من القلق والترقب على أعضاء وعوائل مجاهدي خلق في العاصمة العراقية بغداد مع سعي النظام الحاكم في إيران والحرس الثوري عبر المليشيات الشيعية وقيادات فيلق القدس للهجوم وإنهاء وجود مجاهدي خلق في العراق وسط  الحرب الدائرة ضد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش".

هجوم محتمل:

توقعت منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة، شن هجوم وشيك من قبل الحكومة العراقية والمليشيات الشيعية، المدعومة من طهران، على مخيم لعناصرها في محافظة ديالي العراقية شمال شرق بغداد.
وقالت المنظمة في بيان لها، "إنها رصدت تحركات وإجراءات مشبوهة تعيد إلى الأذهان الإجراءات التي قامت بها القوات العراقية، قبل الهجوم على معسكر أشرف لعناصر مجاهدي خلق، في الأول من سبتمبر 2013".
وأضافت أمانة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ومقرها باريس، في بيان لها " يوم الاحد دخل ثلاثة من الميليشيات مخيم ليبرتي بذريعة أنهم يريدون الذهاب إلى المركز الصحي العراقي، للمداواة دون التدقيق في هوياتهم من قبل عناصر الشرطة المرابطين في مدخل ليبرتي، وكانت ملامحهم تدل على أنهم من الميليشيات".
وتابع البيان " قامت شركة وهمية إيرانية تعود إلى قوات الحرس الإيراني، تعمل في منطقة مطار بغداد، بالتصوير جنوب ليبرتي، لمدة طويلة من مختلف الزوايا، وذلك باستخدام رافعة أثقال".
وذكر البيان أنه "في الوقت الذي تتصاعد فيه تدخلات النظام الإيراني في العراق، يوما بعد يوم، بدأت (الميلشيات الإرهابية التابعة للنظام) بتصعيد عمليات الاستطلاع، والتمهيد لشن هجوم على ليبرتي".
وسبق أن طلبت منظمة مجاهدي خلق، التي تصفها إيران بأنها "إرهابية"، مؤخرا من الولايات المتحدة الأمريكية تزويد عناصرها في معسكر ليبرتي قرب بغداد بالسلاح لحماية سكانه.

مجاهدو خلق:

يصل عدد مجاهدي خلق  نحو 3 آلاف من المعارضين الإيرانيين أغلبهم من النساء، وتعرض المعسكر القريب من بغداد بهجوم من قبل عدد من المليشيات المقربة من إيران في سبتمبر 2013 .
وتعتبر مجاهدي خلق أكبر وأنشط حركة معارضة إيرانية، تأسست المنظمة العام 1965 وعلى أيدي مثقفين إيرانيين أكاديميين بهدف إسقاط نظام الشاه في إيران عام 1979.
وقامت حكومة الخميني بإعدام عشرات الآلاف من أعضائها والمنتمين إليها ولكن المنظمة شدت عزمها على مواصلة نشاطاتها داخل إيران وخارجها حتى إسقاط السلطة الإيرانية الحالية.
وكان نظام صدام حسين سمح لمنظمة مجاهدي خلق بالإقامة في معسكر أشرف (80 كلم شمال بغداد) بهدف مساندته في حربه ضد إيران (1980-1988)، وجرد معسكر أشرف من أسلحته بعد اجتياح الولايات المتحدة وحلفائها العراق في 2003، وتولى الأمريكيون آنذاك أمن المعسكر، قبل أن يتسلم العراقيون هذه المهمة في العام 2010.
وفي 8 أبريل 2011 قُتل ثلاثة أشخاص وجرح 14 آخرين في اشتباكات بين الجيش العراقي وعناصر مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة بمعسكر أشرف. وأوضحت المصادر الأمنية العراقية أن الاشتباكات توقفت وأن القوات العراقية تفرض سيطرتها على المعسكر. ويشرف على العمليات قائد القوات البرية الفريق الركن علي غيدان ولا تزال القوات العراقية منتشرة في المنطقة. [2]
أما منظمة مجاهدي خلق فقد أكدت من جانبها في بيان أن الحصيلة الأولية للاشتباكات بلغت 25 قتيلًا، بينهم ست نساء ومئات الجرحى، أغلبهم مصابون بطلقات نارية مباشرة، ووصفت حالتهم بالخطيرة.
فيما تعرّض أحد معسكرات المعارضة الإيرانية لهجوم  في 1 سبتمبر 2013، أسفر عن مقتل 50 على الأقل من عناصر المنظمة، التي جرّدت القوات الأمريكية عناصرها من السلاح بعد غزو العراق، وتلقت وعودًا قاطعة من قادة عسكريين أمريكيين كبار بالحماية، لكن المنظمة نشرت أشرطة فيديو مروعة، تبيّن أن العديد من عناصرها قُتلوا وأياديهم مقيدة وراء ظهورهم، أو حين كانوا يرقدون في أحد مستوصفات المعسكر.

موقف أمريكي:

وفي 2011 أعرب وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس عن قلق بلاده حيال التقارير عن القتل والجرح الناجم عن الاشتباكات في معسكر أشرف، داعيا الحكومة العراقية إلى ضبط النفس والوفاء بالتزاماتها بمعاملة سكان المعسكر وفقا للقانون العراقي والاتزامات الدولية، وأضاف أن أقصى ما يمكن أن تقدمه القوات الأمريكية -القريبة من المعسكر- لسكانه المساعدة الطبية.
وفي ديسمبر 2013 كشف مسئولون في الاستخبارات الأمريكية أن قوات "كوماندوز" إيرانية شاركت في هجوم استهدف معارضين إيرانيين يقيمون في معسكر داخل العراق، وأخذوا معهم سبعة من سكان المعسكر عائدين بهم إلى إيران، وأشار المسئولون إلى أن الحادث يسلط الضوء على يد طهران الطليقة في العراق منذ انسحاب القوات الأمريكية.
وقال قادة منظمة مجاهدي خلق إن قوى الأمن العراقية نفذت الهجوم، لكنّ مسئولين أمريكيين خلصوا إلى أن عددًا من منتسبي الحرس الثوري الإيراني ساعد في التخطيط للهجوم على المعسكر وتوجيهه.
ودعت السفارة الأمريكية والأمم المتحدة في العراق وأيضاً الدبلوماسيين الأوروبيين والإعلاميين والنشطاء المدافعين عن حقوق الإنسان المقيمين في العراق، إلى زيارة عاجلة لـ"أشرف" لتفقد مشاهد ما سمّاه المجلس المجزرة الخامسة بحق الأشرفيين عن كثب، ورؤية المشاهد المروّعة لهذه الجريمة ضد الإنسانية بأعينهم.

موقف الحكومة العراقية:

الحكومة العراقية عقب سقوط نظام صدام حسين طالبت المعارضة الإيرانية بالخروج من العراق وسط رفض من مجاهدي خلق.
 يأتي الموقف العراقي الرسمي وَفقًا لمساعي النظام الحاكم في إيران من للتخلص من مجاهدي خلق، والتي يشكل لها تهديدا كبيرا، رغم ضعف عددهم، حيث يمثلون ثقلًا سياسيًا ورمزيًا لمعارضة للنظام الحاكم في طهران.
واتهمت منظمة "مجاهدي خلق" قوات عسكرية عراقية بالهجوم على المعسكر الذي يقع قرب الحدود الإيرانية ، لكن الحكومة نفت بشكل قاطع تنفيذ أي عملية عسكرية ضد هذه الجماعة.
و حمّل المجلس الحكومة العراقية الامتثال لأوامر طهران، حيث قال في بيانه: "تفيد التقارير الموثوقة الواردة من داخل إيران بأن الهجوم على أشرف بحق الأشرفيين العُزّل قد جاء بأمر من خامنئي، حيث إن قاسم سليماني قد أبلغ المالكي وفالح الفياض الأمر مباشراً في زيارة له لبغداد.

المشهد الآني:

أصبح النفوذ الإيراني  في العراق  ملموسًا وقويًا، غير أن الحكومة العراقية برئاسة حيدر العبادي، لن تُجر إلى السقوط في أزمة دولية بالتعرض لمعسكر "مجاهدي خلق"، رغم المساعي الإيرانية الحثيثة من أجل إنهاء وجود هذه المنظمة في العراق والعالم، لأنه تمثل حالة قلق ممتدة ومستمرة للنظام الإيراني الحاكم.
ولكن في ظل حرب العصابات ونفوذ الحرس الثوري الايراني والمليشيات الشيعية العراقية "الحشد الشعبي" يبدو ان هناك مخاوف حقيقة من تعرض المعارضين الايرانيين لمذبحة علي يد المليشيات الشيعية،  بإعاز من الحرس الثوري الايراني، فهل سينجح المسعي الايراني بإسقاط مجاهدي خلق أم ان المقومة ستظل باقية في العراق؟