بوابة الحركات الاسلامية : بيوس العاشر.. بابا الفاتيكان الريفي (طباعة)
بيوس العاشر.. بابا الفاتيكان الريفي
آخر تحديث: الجمعة 20/08/2021 10:46 ص
يعرف بابا الفاتيكان البابا بيوس العاشر (2 يونيو 1835- 20 أغسطس 1914) بالبابا الفلاح لأنه البابا الوحيد خلال القرن العشرين الذي جاء من أصول ريفية فقيرة واعتز بأصوله، وحافظ على هذه التقاليد هو بابا الكنيسة الكاثوليكية بالترتيب السابع والخمسون بعد المائتين من 1903 وحتى 1914؛ وهو أول بابا يعتبر قديس منذ البابا بيوس الخامس. ولد باسم جيوسيبي سارتو عام 1835 في شمال إيطاليا، وعرف عنه الميل للمحافظة، ومعاداة النزعات التحديثية في الكنيسة الكاثوليكية والعالم بل التقيد بالتقاليد إذ أراد الحفاظ على "التقليد والعقيدة الكاثوليكية نقية وصافية". أهم الإصلاحات التي قام بها البابا كانت توحيد قوانين الكنيسة الكاثوليكية في الإدارة والمعروفة باسم "الحق الكنسي" في قانون واحد، وركّز في تعليمه الاجتماعي على "انعكاس القيم المسيحية على الحياة"، وكذلك فقد ركز البابا على التعليم المريمي، واعتبر أنه عبر مريم أي السيدة العذراء والدة المسيح تم "تجديد كل شيء في المسيح"؛ وهو ما اتخذه شعارًا لحبريته، أي لمدة جلوسه علي الكرسي. 
الريفي 
وكان بيوس العاشر البابا الوحيد خلال القرن العشرين المنحدر من بيئة ريفية، صرّح البابا: "لقد ولدت فقيرًا، وأعيش فقيرًا، وأود أن أموت فقيرًا"؛ وقد رفض ترقية أقاربه في السلك الكنسي محتفظين بالرتب الدنيا. اعتبر بيوس العاشر مثل بيوس التاسع خطيبًا مفوهًا وذا شخصية قوية، وكسلفه ليون الثالث عشر ركّز في الفلسفة على توما الإكويني والمدرسة التومانية في الفلسفة، مقابل الفلسفات الحديثة كالوضعية. شخصيته وتعاليمه، اعتبرت غير مدعومة في الأوساط الأرستقراطية الأوروبية خلال مرحلة ما قبل الحرب العالمية الأولى؛ كما أن خلفه بندكيت الخامس عشر بدء بعملية تحديث الكنيسة فلسفيًا وفي شرح العقيدة على مستوى السبب والنتيجة أي لكل شيءٍ في العقيدة سبب، لجعلها أقوى بوجه المادية والوضعية.
وصف البابا من قبل كثيرين بكونه "بابا عظيم وشخص قديس"، وذي شعبية بين الكاثوليك. بعد فترة وجيزة من وفاته، بدأت عملية تطوبيه، التي توجت بإعلانه قديسًا عام 1954، على يد البابا بيوس الثاني عشر.
وعلي اسم البابا بيوس تأسست أخوية كاثوليكية أي جمعية أسست في مدينة إيكون السويسرية في الفاتح من نوفمبر سنة 1970 بمباركة من العرش المقدس الفاتيكان لكن هذه المباركة سرعان ما تأول إلى ابتدا من 6 مايو سنة 1975 وبعدها إلى حرم كنسي يوم ما قام المونسنيور مارسيل لوفيبر برسامة أساقفة جدد دون إذن مسبق من بابا الفاتيكان سنة 1988 الشيء الذي خلق شرخًا جديدًا في الكنيسة الكاثوليكية. يرفض جميع أعضاء هذا التنظيم قدسية بابا الفاتيكان ويعتبرونه بابا دجال وينكرون جميع ما ورد في مجمع الفاتيكان الثاني قام البابا بيندكتس السادس عشر برفع هذا الحرم الكنسي في شهر يناير 2009 كخطوة منه لجمع شمل الكنيسة الأم.
البابوية 
البابا (باللاتينية: papa؛ وباليونانية: πάππας pappas)، هي كلمة تعني أب وتستخدم للدلالة علي المحبة. البابا هو أسقف روما ورأس الكنيسة الكاثوليكية ووفق العقائد الكاثوليكية خليفة القديس بطرس وله سلطة إدارية وتعليمية على الكنيسة الجامعة، وهو معصوم في حالة نادرة، عندما يعلن أنه يشرح العقيدة انطلاقًا من كرسي القديس بطرس.
يرأس البابا الكرسي الرسولي (باللاتينية: Sancta Sedes) نظرًا لكونه خليفة القديس بطرس، والذي يشكل الهيئة العليا لإدارة الكنيسة الكاثوليكية؛ وهو أيضًا رأس دولة الفاتيكان. كان للبابا في السابق دولة تعرف باسم الولايات البابوية، غير أن توحيد إيطاليا قد أدى لإنهائها، وأدت إلى نشوء دولة الفاتيكان عام 1929 بمثابة رمز لاستقلال الكرسي الرسولي عن أي سلطة سياسية في العالم. كان من نتائج التخلي عن الإدارة المدنية، حصر الاهتمام البابوي بأمور الدين والقضايا المتصلة به كالأخلاق. أما لقب البابا، فقد نشأ في الإسكندرية ونعت به أساقفتها، بكل الأحوال فإن التماثل باللفظ لا يشير إلى تماثل في نطاق الوظيفة، أو شرح المهام، على سبيل المثال فإن ولاية بابا الإسكندرية مكانية في مصر وجوارها، أما ولاية الحبر الروماني فهي عالمية.
ينتخب البابا مدى الحياة عن طريق المجمع المغلق، وتعتبر البابوية واحدة من أكثر المؤسسات ديمومة في العالم، وكان لها دور بارز في تاريخ البشرية الحديث. أسهمت البابوية في العصور القديمة على انتشار المسيحية وحسم الخلافات المذهبية والسياسية على حد سواء، ولعبت دور الوسيط بين الممالك المختلفة في أوروبا، ودعمت العلوم والفنون والفلسفات خلال مرحلة عصر النهضة ومولت الكثير من المشاريع الاستكشافية والعلمية إلى جانب الفنية. في الوقت الراهن، تنشط مؤسسة البابوية إلى جانب إدارة الكنيسة وحفظ وحدتها في الحوار المسكوني، والحوار مع سائر الأديان، والعمل الخيري وترسيخ العدالة الاجتماعية، والدفاع عن حقوق الإنسان.