بوابة الحركات الاسلامية : "أحمد رائف".. مع الإخوان وضدهم!! (طباعة)
"أحمد رائف".. مع الإخوان وضدهم!!
آخر تحديث: الأربعاء 25/08/2021 10:09 ص
نظر "أحمد رائف" للتعذيب أنه لصالح الإخوان، واعتبرهم غوغائيين يلهبون الناس بالشعارات والأحلام  دون رؤية إسلامية منضبطة، وهو نفسه الذى اعتبرهم تنقصهم الحصافة السياسية ونسب لنفسه أنه مؤلف شعار "الإسلام هو الحل"  لتكذبه الجماعة بعد أن لفظته فكرًا وتنظيمًا.

تعليمه

وُلد أحمد رائف عام 1940م، حصل على ليسانس الآداب قسم التاريخ  جامعة القاهرة،  وعقب تخرجه عمل في شركة القاهرة العامة للمقاولات ثم عمل بالتأليف وعمل منتج  تليفزيون لمسلسل جمال الدين الأفغاني ومسلسل الجوهرة السوداء وتاريخ القدس، وكان رائف يستعد لإنتاج فيلم خاص عن حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمون.

رائف والإخوان

لم ينضم إلى جماعة الإخوان المسلمين  تنظيميا، لكنه انتمى لها فكرا وعندما تم حل الجماعة  اعتقل وهو في سن الرابعة والعشرين من عمره،   وبقي في المعتقل خلال الفترة ما بين 1965 و1972 م،  وتقابل مع سيد قطب ومنير الدله وصالح أبو رقيق ولما خرج من السجن قرر أن يكتب ما شاهده،  ولكن المرشد العام للإخوان المسلمين محمد مهدي عاكف، قال  في حوار مع جريدة المصري اليوم في 24 أكتوبر 2009م إن رائف  ليس من الإخوان ويدعى انه  مؤلف شعار "الإسلام هو الحل" الذي تبنته جماعة الإخوان المسلمون في حملاتها الانتخابية منذ ثمانينيات القرن العشرين حتى الآن

آراؤه

له العديد من الآراء المثيرة للجدل منها:
ثورة 23 يوليو منتج إخوانى مائة بالمائة
 ثورة  23 يوليو منتج إخوانى مائة بالمائة والانقلاب العسكري الذى قام به الضباط الأحرار عملية إخوانية مائة بالمائة، والضباط الذين خططوا وقاموا بالانقلاب أعضاء بالتنظيم السري لجماعة الإخوان، لكن من قاموا بالانقلاب هم الضباط الأحرار وليس التنظيم الخاص للإخوان، وان تسمية الضباط الأحرار ترجع إلى الصاغ محمود لبيب أول رئيس للتنظيم الخاص بالإخوان في الجيش وأن عدد من يعرفون تفاصيل الانقلاب ما بين خمسة وستة أفراد فقط من التنظيم الخاص، ولم يكن عدد كبير من مكتب الإرشاد يعرف ذلك ومن هؤلاء الذين كانوا يعرفون الموعد والتفاصيل من التنظيم الخاص؟ فريد عبد الخالق ومنير الدله وصالح رقيق وعبد القادر حلمي وحسن العشماوي وصلاح شادي وأنه تم تأجيل الثورة يوما كاملا لحين الحصول على موافقة حسن الهضيبي، وذهب إليه أحد أفراد الإخوان  في الإسكندرية وظل يقنعه حتى وافق في النهاية، وعليه قامت الثورة بموافقة الهضيبي.
جمال عبد الناصر قائد التنظيم الخاص للإخوان 
جمال عبد الناصر كان أكثر المقربين في النظام الخاص، وتولى قيادة التنظيم أو على الأقل كان الشخص الأكثر علما بالانقلاب، وبعد وفاة الصاغ محمود لبيب قائد التنظيم الخاص انتقلت القيادة إلى جمال عبد الناصر، لأن محمود لبيب قبل وفاته أبلغ عبد الناصر أن الانقلاب كان موجودا في رأس حسن البنا، ولبيب على فراش الموت جهز قائمة بأفراد التنظيم الخاص والمشاركين في التخطيط والتدريب من المدنيين والعسكريين، وكان الوحيد الذى يعلم هذه التفاصيل بعد لبيب هو عبد الناصر والإخوان فشلوا في إدارة الصراع فالانقلاب الذى تم لحسابهم لم يضع الإخوان آلية للتنسيق أو التواصل الجيد مع باقي الضباط وخاصة عبد الناصر، الذى كان له طموح في قيادة البلاد ولم يتصور أن الأمور بهذه السهولة، ولكنه كان خائفا من كل شيء وكل من حوله ولكن  الجماعة كانت تريد أن تملى علي عبد الناصر  توجيهاته، كما أن الإخوان لم يفرقوا بين عبد الناصر الأخ الملتزم وعبد الناصر قائد الثورة، والذى تحول وتدرج إلى رئاسة الدولة، وأصبح زعيما في عصر انتشرت فيه الزعامات والصراعات والانقلابات العسكرية، وتعامل معه الإخوان على أنه فرد منهم وعليه السمع والطاعة ولم تكن للإخوان أي خطط لما بعد الثورة والانقلاب ولا حتى تصور لمستقبل الثورة وإدارة البلد، أما عبد الناصر فكان يرتب لكل شيء فكان يجلس معهم يوميا ويشرب معهم الشاي والقهوة، لكنه يذهب ويسهر حتى الفجر ويفكر في التخطيط ونشر رجاله في جميع مرافق الدولة
 عبد الناصر وقطب كانا صديقين عزيزين 
عبد الناصر وسيد قطب كانا صديقين عزيزين، وكان قطب من أهم الشخصيات التي أثرت في قرارات عبد الناصر وصنع أهم القرارات التي بنى بها عبد الناصر مستقبل الثورة مثل التأميم والإصلاح الزراعي وإلغاء الأحزاب وفكرة الدولة المركزية والسيطرة الكاملة لرئيس الدولة، وكانت العلاقة تصل إلى درجة مقابلة يومية بين الاثنين وتليفونات طوال الوقت ولم يكن وقتها سيد قطب عضوا في الإخوان، ولم يكن بعد ذلك لكنه كان محبا للإخوان ولكن بعد انفتاح الثورة على تأسيس الصحف، فكر الإخوان في إنشاء صحيفة باسم "الإخوان المسلمون" وكان لابد أن يكتبوا اسم رئيس تحرير وكان سيد قطب كاتبا وله شأنه ومكانته كصحفي، لكن دون أن يبلغوا قطب فوجئ عبد الناصر، وكان وقتها وزيرا للداخلية الذى يعطى موافقته على الجريدة وأخذ الخطاب واتصل بقطب وهو غاضب وسأله "أنت من الإخوان يا سيد؟ فرد سيد لا أفهم ماذا تقصد، فقال عبد الناصر وأعطاه الخطاب: خذ اقرأ هذا، فكان قطب عنيفا وعصبيا فرد: "اعتبرني من اللحظة دي منهم وتركه وخرج"، وكانت القطيعة بين الصديقين وهو ما يفسر لماذا سجن عبد الناصر قطب 15 عاما دون مبرر
الإخوان طوال تاريخهم تنقصهم الحصافة السياسية 
 الإخوان طوال تاريخهم تنقصهم الحصافة السياسية والذكاء وليس لديهم قدرة على الاستفادة مما يكسبوه ولا يوجد لديهم ساسة ولا مفكرون ولا حتى رؤية واضحة ولا برنامج وتخطيط للمستقبل، فلا كاتب ولا مفكر أو صاحب نظرية لديهم لكن هناك أفرادا ومفكرين وأصحاب نظرية مثل الغزالي وسيد سابق ويوسف القرضاوي والعوا محسوبون على الإخوان ولكنهم جميعا تركوا الجماعة لأنها لم تحتمل مفكرين وأصحاب رأى ونظرية، وكل عضو منفرد بمكتب الإرشاد له رؤية وقرار صائب، لكن مجموعهم معا يساوى صفرا ولا نعلم ماذا يفعلون، فالجماعة مرحلة كالإعدادية في التعليم ومن يريد أن يتقدم للثانوية أو الجامعة عليه أن يتركها لأن منهجهم قاصر وجامد، وهم غوغائيون ويلهبون الناس بالشعارات والأحلام ويحركونهم نحو أهداف عليا مستحيل تحقيقها، وليس لهم رؤية إسلامية منضبطة في طريقة العمل أو حتى المشكلات التي تواجهها مصر ومازالوا يمارسون السياسة كهواة وليسوا محترفين.

مؤلفاته

له العديد من المؤلفات منها:
1-البوابة السوداء   
2- سراديب الشيطان صفحات من تاريخ الإخوان المسلمين
3- البعد الخامس 
4- ناصر ٦٧ سنوات القهر والهزيمة 
5- جمال الدين الأفغاني 
6- وتذكروا من الأندلس الإبادة
7-  مستقبل الإسلام في روسيا وما وراء النهر 

الوفاة

تُوفي  يوم الخميس الموافق 27 يناير 2011 بعد معاناة مع المرض عن عمر  يناهز 70عامًا، وشُيِّعت جنازته  من مسجد رابعة العدوية   بحضور عدد من قيادات جماعة الإخوان المسلمون من بينهم المرشد السابق محمد مهدى عاكف وقال د. عصام العريان،  عنه "أن الجماعة تنعى الفقيد وتقدم تعازيها لأسرته باعتباره واحدًا من أهم أدباء وكتاب محنة سجون الستينيات وما بعدها،  وأنه رغم اختلاف رائف مع الإخوان في كثير من السياسات وانتقاداته للجماعة، إلا أنهم يدعون الله أن يتغمده برحمته، وأننا فقدناه في مرحلة عصيبة وكان البلد في حاجة لمثل كتاباته وخبرته في توثيق هذه الأحداث من خلال الأدب والكتابة".