بوابة الحركات الاسلامية : "عسكر طيبة".. "تنظيم إرهابي" في شبه القارة الهندية (طباعة)
"عسكر طيبة".. "تنظيم إرهابي" في شبه القارة الهندية
آخر تحديث: الجمعة 26/11/2021 10:23 م علي رجب
تُعد جماعة «عسكر طيبة»، إحدى أبرز الجماعات التي تبث الرعب، حيث تشن حربًا ضد السيطرة الهندية في إقليم كشمير المتنازع عليه باكستان، كما ينظر إليها على أنها أكبر وأنشط الجماعات الإسلامية الإرهابية في جنوب آسيا.

التأسيس:

برزت «عسكر طيبة» أو« لشكر طيبة» خلال مرحلة الجهاد الأفغاني ضد الاتحاد السوفيتي، والتي كانت بداية تشكل نواة الجماعة،  فقد دخل بعض المتشددين التابعين لها إلى "مسرح" كشمير، في حين شارك آخرون في الحرب الأهلية الطاجيكية وفي صراع البوسنة والهرسك. 
وتشكلت جماعة "عسكر طيبة" 1987، علي يد حافظ محمد سعيد؛ أستاذ الهندسة السابق في جامعة بنجاب الباكستانية، في إقليم كونار بأفغانستان لتكون الجناح العسكري لمنظمة أصولية إسلامية من طائفة أهل الحديث في باكستان هي «مركز الدعوة والإرشاد».
وبدأت الجماعة عملياتها المسلحة ضد قوات الاحتلال السوفييتي في أفغانستان بين عامي 1987 و1988 في المقاطعات الشرقية لأفغانستان، خاصة إقليمي باختيا وكونار.
وبعد سنوات قليلة من خروج السوفييت من أفغانستان، وتحديدا منذ عام 1993، وجهت "عسكر طيبة" اهتمامها نحو الجزء الذي تسيطر عليه الهند من كشمير.

المرتكزات الفكرية:

تعتبر جماعة "عسكر طيبة" من الجماعات السلفية، المقربة من تنظيم القاعدة، وهي ذات أقرب السلفية الجهادية.
وتدعي الي تطبيق منهج الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة وهم الصحابة والتابعون وتابعو التابعين باعتباره يمثل نهج الإسلام الأصيل والتمسك بأخذ الأحكام من القرآن الكريم والأحاديث الصحيحة ويبتعد عن كل المدخلات الغريبة عن روح الإسلام وتعاليمه، والتمسك بما نقل عن السلف. 

أهداف "عسكر طيبة":

لخصت جماعة «عسكر طيبة» أجندتها في كتيبها الذي جاء تحت عنوان «لماذا نجاهد»، حيث تتضمن الأجندة:- استعادة الحكم الإسلامي على كل مناطق جنوب آسيا وروسيا وحتى الصين.
-تشكيل اتحاد يضم كل الدول ذات الأغلبية المسلمة المحيطة بباكستان. 
- تحرير كشمير من النفوذ الهندي.

التمويل:

تعتمد عسكر طيبة في تمويلها على جمع التبرعات من المهاجرين الباكستانيين في دول الخليج العربي وأوربا، والمنظمات غير الحكومية ورجال الأعمال الباكستانيين والكشميريين، وهم يقومون بتغطية أنشطتهم الإرهابية تحت ستار الأعمال الخيرية.

مخابرات باكستان وعسكر طيبة:

لقيادة جماعة " عسكر طيبة" علاقات قوية ووثيقة مع المخابرات الباكستانية، فقد ساهم أجهزة الامن الباكستانية في تأسيس "عسكر طيبة" ويعد رئيس الاستخبارات العسكرية السابق "ISI" الجنرال حميد غول، احد مهندسي تأسيس الجماعة، بوصفها الجناح المسلح لمركز الدعوة والإرشاد الإسلامي وكحركة انفصالية في الشطر الهندي من كشمير. ومقر قيادة الجماعة في موريدكي قرب مدينة لاهور شرق باكستان.
وحظي حافظ محمد سعيد مؤسس عسكر طيبة، بدعم كامل من الاستخبارات الباكستانية، التي حصلت بعد ذلك على قطعة كبيرة من الأرض في منطقة "موريدكي"  قرب مدينة لاهور شرق باكستان، لتنظيم خلايا مسلحة وتدريب عناصر مسلحين.
وقد حظيت تلك المعسكرات بتساهل المؤسسات الاستخباراتية الباكستانية القوية بسبب فوائدها ضد الهند وأفغانستان، على الرغم من الأوامر الصادرة إليهم بعدم تصعيد عمليات الآن.
للمزيد عن الجنرال حميد غول، ........... اضغط هنا .

تشكيل عسكر طيبة:

ويزعم مركز الدعوة والإرشاد أنه أعاد تنظيم نفسه إلى جناحين مستقلين: الأول يختص بالدعوة الإسلامية ويرأسه البروفيسور حافظ محمد سعيد أما الثاني فيضطلع بتنفيذ الهجمات المسلحة في كشمير تحت قيادة العالم الكشميري مولانا عبد الواحد كشميري.
وقد شهدت بعض الاجتماعات السنوية للجماعة حضور ما يربو على 100 الف شخص، كانت تطلق خلالها الدعوات للجهاد.
وتشير المزاعم إلى أن شباب المجاهدين يتقاطرون من أنحاء باكستان على معسكرات «عسكر طيبة» في مظفر أباد في أزاد كشمير ـ الجزء الخاضع للسيطرة الباكستانية ـ قبل الدفع بهم إلى كشمير الهندية، على الرغم من أن ذلك يحدث على نطاق ضيق جدًا الآن.
وتعتمد عملية التجنيد على العلاقات الشخصية، التي كثيراً ما تُرسّخ في المساجد أو المراكز الدينية الأخرى حيث يقوم النشطاء باكتشاف وتلقين أعضاء جدد، مما يتم استخدامهم في عمليات انتحارية في أي وقت أخر. فهؤلاء يصبحون خلايا نائمة يتم الاستعانة بهم في تنفيذ هجمات إرهابية ضد أهداف داخل الهند.
وورد في ادعاءات زعماء «عسكر طيبة» أن هناك أكثر من 10 آلاف مسلح مدرب، يوجد من بينهم 7 آلاف مسلح يشتركون في عمليات عسكرية بكشمير الهندية، ومن قادة الجماعة ذکي الرحمان لاخفي "لکھوی"، وضرار شاہ، وابو علقمه، وحماد أمین صادق.
وذكرت الباحثة سامينا ياسمين، الأستاذة في جامعة أستراليا الغربية التي تجري أبحاثا من أجل كتاب عن جماعة عسكر طيبة، إنه على مدار السنين تمخضت «عسكر طيبة» عن جماعات منشقة انفصلت عن الجيش الباكستاني والمخابرات العسكرية، حتى عن قيادة الجماعة نفسها. وأضافت «هناك عناصر في جماعة عسكر طيبة لم تعد خاضعة لسيطرة الجيش، تحركت على مسار لم يتوقعه الناس». وأضافت «بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة، ظهر قطاع داخل جماعة عسكر طيبة قد لا يكون خاضعا لسيطرة الجماعة».

عسكر طيبة وإخوان باكستان:

تمتع عسكر طيبة وجناحها الخيري جماعة الدعوة بعلاقة جيدة مع الجماعة الاسلامية (الإخوان المسلمون في باكستان)، وهو ما يوضع من خلال التنسيق في عدد من المواقف السياسية، سواء ضد حكومة نواز شريف أو فيما يتعلق بالسياسية الخارجة، واخري خروج في مظاهرات لدعم المملكة العربية السعودية في حربها ضد الحوثيين باليمن.
كما تعتبر قضية كشمير من القضايا المركزية والتي يتعاون فيها "الجماعة الاسلامية" مع "عسكر طيبة"، فقد اهتمت الجماعة الإسلامية بقضية كشمير المتنازع عليها بين الهند وباكستان، ويوجد فرع مستقل للجماعة إسلامية في كشمير 
ورأى سيد منور حسن، الأمير السابق الجماعة الإسلامية، أن هناك ازدواجية في المعايير فالأمم المتحدة لا تعطي أي اعتبار لقراراتها الخاصة بكشمير، وبحق تقرير المصير، في حين أنها أصرت على فصل جنوب السودان، وعلى استفتاء تيمور الشرقية وفصلها، وتصر على تجاهل، بل إلغاء قرارها تجاه كشمير لأن صاحب الحق في كشمير هم مسلمون.
وأضاف أن هناك جماعة إسلامية مستقلة في كشمير تقود الشعب والشارع الكشميري وهناك عمل تعليمي وتربوي وسياسي وجهادي لأن هناك احتلالاً والجماعة الإسلامية في كل هذه الأنشطة تقف إلى جانب الشعب الكشميري وتعبر عن رأيه.
وقال عبد الغفار عزيز المتحدث الرسمي باسم « الجماعة الإسلامية »ـ أن قضية كشمير نعتبرها مأساة انسانية وبشرية كبيرة بدأت عام 1947، نتيجة التركات التي ورثناها من الاستعمار، ولكن بعد ان خاضت الدولتان الهند و باكستان حروبا، رفعت هذه القضية الى الامم المتحدة، واصدر مجلس الامن الدولي قرارات عدة تنص على شرعية حق تقرير مصير الشعب الكشميري. والهند رغم وعودها المتكررة بانها ستقوم بإجراء الاستئناف إلا أنها لم تنفذ تلك القرارات، والآن هي تريد أن تحل قضية كشمير بالحديد والنار، وحاليا هناك 700 الف جندي هندي داخل كشمير، وتعداد سكان كشمير يبلغ نحو 10 ملايين، 90 في المائة منهم من المسلمين.
للمزيد عن جماعة الإخوان المسلمين في باكستان، ....... اضغط هنا

الصراع مع الهند:

تضع جماعة "عسكر طيبة"، هدفا هو تحرير  كشمير من الاحتلال الهندي، لذلك نفذت العديد من العمليات ضد اهداف داخل الدولة الهندية، أو في أجزاء من كشمير  تقع تحت السيطرة الهندية، وادعت مجلة «الدعوة» المتحدثة باسم  "جماعة «عسكر طيبة» ان مقاتلي الجماعة نفذوا 98 مهمة انتحارية في كشمير الهندية ما بين عامي 1999 و2000.
وتم تسجيل أول وجود للجماعة في جامو وكشمير في عام 1993 عندما نجح 12 من المرتزقة الباكستانيين والأفغان في التسلل عبر خط المراقبة الذي يفصل بين الهند وباكستان، مع منظمة إسلامي إنكويلابي ماهاز الإسلامية العسكرية حيث نشطت في محافظة بونتش بإقليم جامو وكشمير.
وعلى عكس معظم الجماعات الكشميرية تتكون غالبية أفراد «عسكر طيبة» من غير الكشميريين، إضافة إلى أن مقرها في باكستان.
وكانت جماعة «عسكر طيبة» قد نأت بنفسها عن التحالف مع الجماعات المسلحة الكشميرية الأخرى التي تعرف بمجلس الجهاد المتحد، مفضلة العمل بمفردها. وقد تعرضت في بادئ الأمر إلى التجاهل من جانب الجماعات الأخرى لكنها اكتسبت احترامهم باقتراحها تشكيل فرقة «مقاتلين فدائيين» وهي عبارة عن (فرقة انتحارية)، لتنفيذ هجمات انتحارية ضد القوات الهندية. 
فدائمًا يرد في الهند اسم هذه الجماعة عندما تستعر نيران الإرهاب؛ على سبيل المثال عندما قام في عام 2001 إرهابيون باقتحام البرلمان الهندي في نيودلهي، الأمر الذي كان سيتسبَّب تقريبًا في إحداث حرب بين الهند وباكستان اللتين تمتلكان أسلحة نووية - أو عندما لقي نحو مائتي شخص حتفهم في شهر يوليو من عام 2006 في الاعتداءات التي وقعت على قطارات محلية في مدينة بومباي، إذ دعا في آخر المطاف زعيم هذه الجماعة، حافظ محمد سعيد في التسعينيات إلى مدّ الجهاد، أي الحرب المقدَّسة، من منطقة كشمير إلى جميع أرجاء الهند.
كما تعتبر تفجيرات نوفمبر 2008 الإرهابية في بومباي، من أخطر الهجمات الانتحارية التي شهدتها الهند، والتي اتهم وقتها "عسكر طيبة" بالوقوف وراءها، حيث قام مجموعات من المسلحين بالهجوم على عدد من الفنادق الفاخرة والمطاعم الشهيرة والمستشفيات ومحطات القطارات المكتظة في المدينة التي يزيد عدد سكانها عن 13 مليون نسمة؛ مما تسبب في مقتل 195 شخص، وجرح مئات آخرين واحتجاز عدة سياح أجانب.
واستمرت العمليات الأمنية ضد المهاجمين الذين تحصنوا في عدد من المواقع بينها مركز يهودي وفندق تاج محل حتى أعلنت الشرطة الهندية السبت 29 نوفمبر 2008 انتهاء حالة "حصار مومباي".
من بين المواقع التي استهدفتها الهجمات "فندق برج وقصر تاج محل" الشهير في المدينة والذي يعتبر من أهم معالمها، وكذلك "فندق أوبروي ترايدنت" الفخم في المدينة، وشملت الهجمات محطة شاهترابتي شيفاجي المركزية (فيكتوريا سابقًا) للقطارات والتي تعد من معالم المدينة. ومن بين المواقع التي استهدفت مجمع سكني هو "ناريمان هاوس" حيث يقطن مجموعة من اليهود والإسرائيليين.
للمزيد عن المتهم الرئيسي بتدبير تفجيرات بومباي...... اضغط هنا

حظر الجماعة:

وعقب إعلان الولايات المتحدة الامريكية، علي الارهاب في 2001، وبدا الحرب ضد حكم حركة طالبان في أفغانستان، وتنظيم القاعدة، بدا حكومة اسلام اباد في تغير علاقتها بجماعة "عسكر طيبة"، بفعل الضغوط الامريكية علي باكستان بإنهاء دعمها لجماعات المتشددة، والتي تقوم باعمال ارهابية في منطقة شبة القارة الهندية ووسط اسيا، بما يهدد المصالح الغربية بشكل عام والمصالح الامريكية بشكل خاص.
و في يناير 2002 استلم الرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف، الي الضغوط الأمريكية، واصدر قرار بحظر جماعة «عسكر طيبة» إلى جانب أربع منظمات إسلامية أخرى. وحتى ذلك الوقت كان بإمكان «عسكر طيبة»، التي تركز قتالها مع الهند في كشمير، التحرك بحرية في باكستان لجمع التبرعات وتجنيد الأفراد.
ويُقال إن حافظ محمد سعيد تم إقناعه من قبل المؤسسة الباكستانية بوقف تصريحاته التي ينتقد فيها محادثات السلام بين الهند وباكستان. بيد أنه في مقابل ذلك حصل على ضمانات بعدم اتخاذ أي إجراءات ضد جماعة الدعوة أو «عسكر طيبة» جناحها العسكري، وكذلك بعدم فرض قيود على نشاطاتها التي تتضمن جمع التبرعات وإقامة تجمعات شعبية أو تجنيد كوادر جهادية وتدريبها، ونتيجة لذلك، عاد سعيد إلى نشاطه مرة أخرى عقب عام من السكون بسبب الضغوط الرسمية.
ولم تتجه الحكومة بعد الحظر إلى تفكيك الجماعة لكنها فرضت قيودًا على تحركات قادة الجماعة وطُلب من أعضائها تخفيف نشاطهم، وفي منتصف عام 2002 أعادت الجماعة تسمية نفسها باسم «جماعة الدعوة».
ويقول محمد أمير رانا، الباحث الذي كتب بتوسع عن الجماعات المسلحة في باكستان: «قبل أن تفرض الحكومة حظرا على عسكر طيبة، كان لديها 74 مكتبا في جميع أنحاء باكستان. ولكن بعد الحظر، تم غلق العديد من المكاتب أو تحويلها إلى مكاتب لجماعة الدعوة». وفي شبكة معقدة من المنظمات، كانت جماعة الدعوة منهمكة في عمل أساسي بتجنيد وتحفيز الشباب في المناطق الريفية في بنجاب والسند (وهما أكبر وثاني أكبر محافظات باكستان) من أجل الجهاد. وكان لجماعة الدعوة شبكة منظمة للغاية من المعلمين والمجندين في المناطق الريفية في بنجاب والسند الذين ما زالوا يعملون في تجنيد الشباب من السكان شديدي الفقر وإرسالهم إلى موريدكي حيث مقر الجماعة، من أجل تلقي دورات تعليمية وتدريبية مجانية في الجهاد.
وتم حظر التنظيم كجماعة إرهابية من قبل الهند والولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا وأستراليا. وفي مايو 2008، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية أنها جمدت أصول أربعة قادة جماعة عسكر طيبة بما في ذلك زكي الرحمن لاخفي.
للمزيد عن برويز مشرف، ........... اضغط هنا

جماعة الدعوة :

قبل حظر جماعة "عسكر" طيبة من قبل الحكومة الباكستانية في عهد الرئيس برويز مشرف، أسس حافظ سعيد منظمة باسم "إدارة خدمات خلق" أو "منظمة مساعدة الناس"، مرددا أنه قطع كل علاقاته بـ"عسكر طيبة".
و"جماعة الدعوة" توصف بأنها الجناح الخيري لـ"عسكر طيبة"، وتدار  جماعة الدعوة من قبل قاري عبد الواحد الكشميري، الذي كان يوما عضوا في حزب مولانا سعيد السياسي، ووجهت "جماعة الدعوة" أنشطتها إلى الجزء الذي الخاضع للسيطرة الهندية من كشمير.
وحاليًا تدير "جماعة الدعوة" 200 مدرسة ثانوية، يطلق عليها اسم "مدارس الدعوة"، بجانب كليتين للعلوم الشرعية، كما تقدم المنظمة خدمات طبية مختلفة، مثل خدمات الإسعاف، والعيادات المتنقلة، وبنوك الدم.
أسست المجموعتين الشقيقتين، «عسكر طيبة» و«جماعة الدعوة»، مجموعة من معلمي الدراسات الدينية عام 1986 بالاشتراك مع جامعة لاهور للهندسة والتكنولوجيا. ويقول سهيل عبد الناصر، الصحافي الباكستاني الكبير المتخصص في الشؤون الأمنية: «كانت هناك منظمات مثل «عسكر طيبة» و«جماعة الدعوة»، تعمل كشبكة دعم موازية للمجاهدين في أفغانستان».
وقدمت "إدارة خدمات خلق" الكثير من الخدمات في الشطر الباكستاني من كشمير، وجذبت اهتمامًا عالميًّا بمساعداتها لمنكوبي الزلازل التي ضربت باكستان، خاصة الزلزال الذي ضرب جنوب شرقي إقليم بلوشستان.
وقبل فرض حظر «عسكر طيبة» في 2002، كان للجماعة صحيفة رسمية هي مجلة «الدعوة»، تنشر تقارير مفصلة عن العمليات التي يتعرض لها الجنود الهنود على أيدي مسلحي «عسكر طيبة» وعن أنشطتها المسلحة الأخرى في كشمير. 

العلاقة مع القاعدة :

ومنذ إنشائها، أقامت جماعة «عسكر طيبة» علاقات قوية مع تنظيم «القاعدة». وقد كان عبد الله عزام، المرشد الروحي لأسامة بن لادن ومؤسس مشترك لـ «مكتب الخدمات»، أحد مؤسسي «الجماعة» في «مركز الدعوة والإرشاد» التي هي المنظمة الأم (والتي سميت لاحقاً جمعية «الدعوة»). وعلى الرغم من أنه كان لجماعة «عسكر طيبة» معسكراتها الخاصة في أفغانستان خلال التسعينات من القرن الماضي، إلا أن بعض كوادرها كان قد شارك أيضاً في التدريب في معسكرات تنظيم «القاعدة». وفي أعقاب هجمات 11 سبتمبر، وجد عدد من عناصر تنظيم «القاعدة» مأوى في البيوت الآمنة لجماعة «عسكر طيبة». وازداد التعاون بين المجموعتين بعد أن دخلت جماعة «عسكر طيبة» "المسرح" الأفغاني حوالي عام 2006. واليوم، تتعاون المجموعتان في التدريب والتجنيد للجهاد الأفغاني ضد قوات التحالف وتقومان بتجهيز المقاتلين وتسهيل تسللهم عبر "خط دوراند" الفاصل بين باكستان وأفغانستان.

«عسكر طيبة» والخليج العربي:

تمتع جماعة «عسكر طيبة» بعلاقات ونفوذ قوي مع الجماعات السلفية في دول الخليج العربي، والذي يمثل لها محطة مهمة في جمع التبرعات منذ أيام الجهاد الأفغاني ضد السوفيات وحتي الآن.
ويشكل المتبرعون السلفيون أكبر قاعدة من الجهات المانحة لجماعة «عسكر طيبة» في المنطقة، يستمر الكشميريون في الشتات الذين يعملون في منطقة الخليج بالتبرع بمبالغ كبيرة من المال كما هو معروف عنهم تاريخياً. 
ويأتي الكثير من هذه الأموال من مصادر "خيرية" مختلفة كانت «الجماعة» قد رعتها خلال فترة دامت أكثر من عقدين من وجودها. وبحلول نهاية التسعينيات من القرن الماضي، أصبحت قاعدة «الجماعة» من الجهات المانحة قوية جداً واستمرت في النمو منذ ذلك الحين. وفي عام 2003، بدأ رئيس القسم المالي لجماعة «عسكر طيبة» بالعمل مع قادة «الجماعة» في فرع السعودية على "توسيع تنظيمها وزيادة أنشطتها لجمع الأموال"، حسب وزارة الخزانة الأمريكية.
وتستخدم جماعة «عسكر طيبة» دول "الخليج" أيضاً كمحور للقيام بالأعمال اللوجستية والتجنيد، وفي المقام الأول من أجل أعمالها الجهادية ضد الهند.
كما تمثل دول "الخليج" أماكن مناسبة لقادة ونشطاء جماعة «عسكر طيبة» للالتقاء بينهم، وكنقاط عبور مفيدة للإتجار بجميع أنواع الموارد "المتعلقة بعملياتهم" إلى الهند.
فعلى سبيل المثال، قبل إلقاء القبض على علي عبد العزيز الهوتي وإدانته في 2009، كان هذا القيادي واحداً من كبار نشطاء جماعة «عسكر طيبة» في "الخليج" والواجهة الرئيسية للاتصالات مع «المجاهدين» الهنود، وهي شبكة إرهابية من السكان الأصليين في الهند، فقد قام بنقل الأموال والأسلحة إلى الهند، وساعد على إرسال العشرات من المجندين إلى باكستان من قاعدة عملياته في مسقط، عاصمة سلطنة عمان.
ففي يوليو 2009 ألقت السلطات الهندية القبض على محمد عمر مدني، رئيس عمليات جماعة «عسكر طيبة» في نيبال والمقرب من رئيس الجماعة حافظ سعيد. واشارت التقارير إلى أن مدني قد قام مؤخراً بزيارة إلى المملكة العربية السعودية ومنطقة الخليج لجمع الأموال لجماعة «عسكر طيبة» ولبناء شبكة لوجستية لها في جميع أنحاء المنطقة. كما ظهرت علاقة جماعة «عسكر طيبة» مع خلاياها في السعودية، خلال التحقيقات التي أجرتها الحكومة الهندية في تفجير قطار ركاب في مومباي عام 2006، وذلك اثناء عملية مداهمة لمنزل زعيم جماعة «عسكر طيبة» في مومباي، حيث اكتشف محققو الحكومة الهندية سبعة وثلاثين ألف ريال سعودي، أُرسلت على ما يبدو من السعودية عن طريق "شبكة الحوالة".
 كما كان "فهيم الأنصاري" احد الهنود الذين اعتقل بتهمة تقديم لقطات مراقبة بالفيديو إلى جماعة «عسكر طيبة» لاستخدامها في اعتداءات نوفمبر 2008 في مومباي -- من بين أولئك الذين أُرسلوا إلى باكستان للتدريب. 
ووفقاً للسلطات العمانية، نظر الهوتي أيضاً في فكرة شن عمليات ضد بلده المضيف في منطقة "الخليج". وقد ذكر بأنه ناقش -- مع متعاطفين آخرين مع جماعة «عسكر طيبة» في سلطنة عمان -- فكرة استهداف معالم بارزة في مسقط في يونيو 2007، شملت فندق "جولدن توليب" ومكتب للـ "بي بي سي". ولم توضع أبداً خطط نهائية لتلك الفكرة، ولكن السلطات العمانية كانت قادرة على جمع ما يكفي من الأدلة لمقاضاة الهوتي بصورة ناجحة.

«عسكر طيبة» في الغرب:

تمتلك جماعة «عسكر طيبة» العديد من النشاطات في عدد من الدول الاوربية والولايات المتحدة الأمريكية، فمنذ التسعينيات من القرن الماضي، قامت «الجماعة» بتدريب أجانب كوسيلة لإنشاء شبكات في الغرب. 
ومنذ التسعينيات من القرن الماضي، بدأ نشاط «عسكر طيبة» بصورة مباشرة في الغرب، لتجنيد الشبان وجمع الأموال على حد سواء.
وتعد بريطانيا اكثر مناطق "عسكر طيبة" نفوذا في أوربا، حيث تتخذها الجماعة كنقطة انطلاق لنشاطاتها داخل القارة العجوز، سواء لتجنيد او جمع الأموال أو تنفيذ عمليات ارهابية.
ومن  الحالات البارزة، قام عضو في "شبكة الجهاد في فرجينيا" الامريكية، بمساعدة ناشط بريطاني من جماعة «عسكر طيبة» يدعى محمد أجمل خان، على الحصول على معدات لجماعة «عسكر طيبة» خلال زياراته للولايات المتحدة في عامي 2002 و2003. وقد تبوأ خان منصب رفيع في المؤسسة حيث كان مسؤولاً عن تجنيد الأجانب. 
وفي نهاية المطاف قامت حكومة الولايات المتحدة بتقديم ذلك الناشط من" شبكة الجهاد في فرجينيا" إلى المحاكمة لقيامه بالتدريب مع جماعة «عسكر طيبة»، في حين حكمت محكمة بريطانية في مارس 2006 على خان بالسجن لمدة تسع سنوات لدوره في دعم المجموعة.
كما شارك نشطاء «الجماعة» في الغرب بشكل مباشر في دعم المؤامرات الإرهابية التي خططتها جماعة «عسكر طيبة»، بما في ذلك هجمات خارج الهند. فعلى سبيل المثال، يُشتبه قيام أعضاء أوروبيين في المجموعة بتوفير الدعم المالي لكلاً من ريتشارد ريد ومخططي هجمات القنابل السائلة الذين حاولوا تدمير رحلات جوية عابرة للحدود الوطنية في شهر يوليو 2006. 
كما أرسلت «عسكر طيبة» أيضاً شخصا فرنسيا يدعي "ويلي بريجيت" إلى استراليا في  2003 لكي يدعم الهجمات فيها. وفي عام 2009، اتهمت حكومة الولايات المتحدة الباكستاني الأمريكي ديفيد هيدلي (الملقب داوود جيلاني)-الذي انجذب لأفكار الجماعة،  بإجراء أعمال مراقبة قبل القيام بالمرحلة العملياتية لهجمات 2008 في مومباي. 
كما يُعتقد بأن هيدلي قام أيضاً بأعمال مراقبة في پونا، الهند، حيث تم تفجير مخبز ومقهى ألماني في بداية فبراير المنصرم. وكما هو الحال مع هجمات مومباي، كان ذلك هجوماً اندمجت فيه عناصر مختلفة استهدفت المصالح الغربية والهندية.

المؤسس.. حافظ سعيد:

ولد حافظ سعيد عام 1945، هو أستاذ سابق للدراسات الإسلامية بجامعة الهندسة والتكنولوجيا في لاهور.. أنشأ جماعة عسكر طيبة كجناح مسلح لحزبه المعروف باسم حزب مركز دعوة الإرشاد، وذلك في موريديخاي، وهي بلدة صغيرة قرب لاهور شرقي باكستان.
في عام 2002 حظرت السلطات الباكستانية رسميا عسكر طيبة، التي تتبنى فكر مدرسة أهل الحديث، وهو الفكري المنتشر في باكستان. وقبل حظرها بفترة وجيزة، ترك سعيد الجماعة، متجها إلى العمل الخيري، حيث أسس منظمة باسم "إدارة خدمات خلق" أو "منظمة مساعدة الناس"، مرددًا أنه قطع كل علاقاته بعسكر طيبة.
ومنذ ذاك بدأت عسكر طيبة العمل تحت اسم جديد، هو جماعة الدعوة، وتدار حاليًا من قبل قاري عبد الواحد الكشميري، الذي كان يومًا عضوًا في حزب مولانا سعيد السياسي، ووجهت "جماعة الدعوة" أنشطتها إلى الجزء الخاضع للسيطرة الهندية من كشمير.
وفي عام 2005، ألقي القبض على سعيد لمدة تزيد عن الشهرين من جانب السلطات الباكستانية، واحتجز دون توجيه أي اتهام له، ثم أفرج عنه بموجب تسوية جرت ما بين عائلته والسلطات.
وحاليًا تدير منظمته الخيرية 200 مدرسة ثانوية، يطلق عليها اسم "مدارس الدعوة"، بجانب كليتين للعلوم الشرعية، كما تقدم المنظمة خدمات طبية مختلفة، مثل خدمات الإسعاف، والعيادات المتنقلة، وبنوك الدم.
وقدمت "إدارة خدمات خلق" الكثير من الخدمات في الشطر الباكستاني من كشمير، وجذبت اهتمامًا عالميًّا بمساعداتها لمنكوبي الزلازل التي ضربت باكستان، خاصة الزلزال الذي ضرب جنوب شرقي إقليم بلوشستان.
يعتبر حافظ محمد سعيد من أكثر الأشخاص المطلوبين في الهند وذلك وفقا لمصادر متعددة؛ وذلك للاشتباه بوجود صلة بين جماعة جيش طيبة وتورطها في هجمات مومباي 26 نوفمبر 2008.
وفي ديسمبر 2008، أعلن مسئولان كبيران في الحكومة الباكستانية والشرطة أن حافظ سعيد سيوضع تحت الإقامة الجبرية في باكستان. وقال مسئول كبير في الحكومة طالبًا عدم الكشف عن اسمه: إن "الأوامر صدرت بوضع حافظ سعيد وكذلك ثمانية مسئولين آخرين (في جماعة الدعوة) قيد الإقامة الجبرية". 
للمزيد .............. اضغط هنا

مطلوب إرهابي:

ويعيش سعيد- بروفيسور اللغة العربية والهندسة- وضعًا مربكاً، فهو مطلوب بتهمة الإرهاب لدى الولايات المتحدة الأمريكية، بمكافأة مالية قدرها 10 ملايين دولار، ومنظمته على قائمة الإرهاب التي أصدرتها الأمم المتحدة في العام 2005.
وهو ينفي في كل مناسبة ضلوعه في أي نشاط غير سلمي، كما أن باكستان لم تعلّق رسميًا على قرار الولايات المتحدة باعتباره إرهابيًا مطلوبًا للعدالة، لكنها أعلنت أكثر من مرة أنها لن تتخذ إجراء بحقه دون الرجوع إلى الشرطة والقضاء.
وهو ليس مطلوبًا لدى السلطات الباكستانية، بل وأنه عقد اجتماعًا كبيرًا لأتباعه في ديسمبر 2014 حضر فيه مؤيدوه من كل أنحاء باكستان إلى لاهور، فيما عرف بـ "مسيرة الخيمة"؛ لأن المدينة امتلأت بمئات الخيام التي ضمت مؤيديه بينهم ناشطون من منطقة كشمير المتنازع عليها بين الهند وباكستان.