بوابة الحركات الاسلامية : روب بوسطن في حوار خاص لبوابة الحركات: فصل الدين عن الدولة أعطى المسلمين حق بنا المساجد وارتداء الحجاب (طباعة)
روب بوسطن في حوار خاص لبوابة الحركات: فصل الدين عن الدولة أعطى المسلمين حق بنا المساجد وارتداء الحجاب
آخر تحديث: السبت 16/01/2016 01:19 م
واشنطن: بوابة الحركات الإسلامية
تعد مؤسسة فصل الدين عن الدولة بأمريكا من أهم المؤسسات وأقدمها في هذا المجال على مستوى العالم، وقد التقينا بواشنطن مدير الإعلام بالمؤسسة روب بوسطن لنعرف تاريخها وفكرها، وكيف تقوم بدورها لتحقيق حماية الدين وحماية الدولة في أمريكا.

نص الحوار

* في البداية ما هو تاريخ ودور هذه المؤسسة؟
- أنشئت هذه المؤسسة في أواخر الأربعينيات من القرن العشرين؛ وذلك لسببين: سبب تاريخي، وسبب ثقافي؛ السبب التاريخي يرجع للآباء المؤسسين لأمريكا الذين رأوا الحرب الأهلية المدمرة، والتي تسبب فيها الصراع الديني؛ حيث كانت معظم الولايات مستعمرات وكل مستعمرة لديها كنيسة تتبعها واختلافات عدة، سبب ذلك الكثير من المشاكل والصراعات فقرروا أن لا توجد كنيسة رسمية للدولة، ورغم أن المسيحية هي الأكثرية إلا أنها لم ولن تحصل على ميزات؛ بسبب ذلك، هذا من ناحية. السبب الثقافي يرجع للتعدد الكبير للأديان في أمريكا وكيف يمكن حماية حرية كل هؤلاء، وهذا لا يأتي إلا بأن للإنجاز الدولة لأي دين  فأنشئت لذلك هذه المؤسسة.

* ما هي آليات عملكم من خلال المنظمة؟ 
- نحن نعمل مع الحكومة لسن قوانين فصل الدين عن الدولة في كل الولايات، ونراقب القرارات والأحكام التي تصدر، وإذا وجدنا حكمًا يربط أي دين بالدولة نرفع قضايا ضد هذا، كما نقوم بدور توعوي للمواطنين بإصدار مجلة شهرية تنشر على الانترنت والصحف.

* قد يرى البعض عندنا في الشرق أن هناك تناقضًا في عمل المؤسسة؟
- نحن نقوم على عنصرين أساسين لا يمكن أن يكون هناك واحد بدون آخر، وهما: لا يوجد دين للدولة، وحرية المعتقد مكفولة للجميع ووجودنا يحمي الأديان؛  حيث الدولة لا تحمي أي دين ونحمي حرية الأديان، لقد كان الاتحاد السوفيتي يفصل الدين عن الدولة ولكن لم يكن لدية حرية عبادات.
والعنصران معا هنا في أمريكا ينتميان للثقافة فوق التسامح، ومن أعمالنا في مجال حماية العبادات والحريات أننا دعمنا حق المرأة المسلمة في ارتداء الحجاب في العمل والمحكمة العليا الأمريكية وهي المرجع الأخير وافقت على ذلك، وأيضًا عندما رفض البعض بناء مساجد دافعوا عن ذلك، وأيضًا وافقت المحكمة العليا.

* وماذا يكون دوركم عندما يستغل أحد السياسيين الدينَ في السياسة مثلما كان يفعل جورج بوش الذي كان كثيرًا ما يقول الله يكلمني؟
- هذا شيء يقلقنا تمامًا، ونحن بسرعة نرد متسائلين: نحن لا نعرف كيف يكلمك الله؟ ولكن هذا لا يتجاوز الكلام، ولكن إذا ما تم اتخاذ قرار على أساس ديني نلجأ للمحكمة العليا، واستغلال الدين أمر قديم، وكلٌّ يستغلها لتبرير أفعاله، فمثلًا أثناء الحرب الأهلية بأمريكا كان الجنوبيون يستخدمون آيات من الإنجيل لتبرير العبودية، في حين أن الشماليين يستخدمون الإنجيل نفسه للتأكيد أنه ضد العبودية،  السياسيون يريدون اللعب على المشاعر، ولكن الدولة لا تدعم أي كنيسة أو مسجد أو معبد، ولا تقدم لهم معونات أو تخفيضات للكهرباء أو الماء، فلا توظف هذه الأماكن، فالناس هم الذين يدعمون دور العبادة  من خلال إيمانهم برسالتها، وإذا لم يدعموها فإنها تغلق أبوابها كما يحدث لبعض الكنائس.

* هناك أمور حياتية يتدخل فيها الدين بشكل كبير، مثل قضايا الأحول الشخصية، فكيف يحدث الفصل هنا؟
- الشيء الذي نريده ألا يكون هناك نوع من الضغط في ممارسسة الدين، ففي يونيو الماضي أصدرت المحكمة العليا قرارًا بزواج المثليين، ورجال الدين لا يقبلون هذا الأمر، وأماكن العبادة غير ملزمة به، نحن مرجعنا هو الدستور والمحكمة العليا، وعندما تسأل المسلمين عن حقهم في تعدد الزوجات نقول: إن دستور البلاد يرفض ذلك.

* هل تعملون خارج أمريكا؟
- معظم أعمالنا في الولايات المتحده، ولكن توجد مشاورات بيننا وبين أصدقائنا في البلاد الأخرى، وقد جاء وفد من أيرلندا لاستنساخ الفكرة، رغم قوة الكنيسة الكاثوليكية هناك، ولكن نجاحنا في حماية الدين حتى لا يكون مذياعًا للحكومة، وكذلك حماية الدولة من خضوعها لتفسيرات الدين ورجاله- يجذب كثيرين لفكرتنا التي تعد ثمارًا لأفكار فلسفية متعددة عن السياسة والحكم، ولعل الدول العربية هي أكثر من يعاني من هذا الخلط.