بوابة الحركات الاسلامية : (الشيخ التاسع والثلاثون للجامع الأزهر).. إبراهيم حمروش (طباعة)
(الشيخ التاسع والثلاثون للجامع الأزهر).. إبراهيم حمروش
آخر تحديث: الخميس 06/10/2016 12:49 م
الشيخ التاسع والثلاثون للجامع الأزهر
المشيخة: التاسعة والثلاثون 
مدة ولايته: 5 شهور 
من (30 ذي القعدة 1370-1سبتمبر 1951م ) إلى (9 فبراير 1952) 
المذهب: الحنفي 
الوفاة:1380ه- 1960م 
تتناول هذه النافذة، تاريخ مشيخة الأزهر، وتاريخ بطاركة الكنيسة المصرية من خلال التسلسل الزمني.. بغرض التعرف عن قرب على تاريخ الأزهر الشريف والكنيسة المصرية، والأدوار الدينية والاجتماعية والسياسية والفكرية لهؤلاء الأعلام (المشايخ والبطاركة)... باعتبار ذلك جزءًا أصيلًا وفاعلًا من تاريخ مصر
ولد إبراهيم بن إبراهيم حمروش بقرية الخوالد مركز إيتاي البارود محافظة البحيرة في 20 ربيع الأول عام 1297 هـ - 1 مارس 1880 م وتوفى في عام1380 هـ- 1960 م عن عمر يناهز 80 عامًا وصلي عليه بالأزهر، وأجريت له المراسم الرسمية، ليكون بذلك الشيخ التاسع والثلاثون للجامع الأزهر على المذهب الحنفي وعلى عقيدة أهل السنة. 
نشأته وتعليمه 
نشأ في قريته الخوالد وتربَّى فيها، وحفظ القرآن بكتاب القرية وتعلم مبادئ القراءة والكتابة والحساب بها تمهيدًا للالتحاق بالأزهر، ودرس علوم الأزهر المقررة حينئذ مثل: التفسير، والحديث، والتوحيد، والتصوف،، وأصول الفقه، وعلم الكلام، والنحو، والصرف، والعروض، والمعاني والبيان، والبديع والأدب، والتاريخ، والسيرة النبوية، والفقه على المذهب الحنفي على يد الشيخ "أحمد أبي خطوة"، ودرس النحو على الشيخ "علي الصالحي كبار مشايخ عصره ودرس على يد الإمام محمد عبده كتاب "أسرار البلاغة"، و"دلائل الإعجاز"، وتأثر به وخاصة في دعوته لإصلاح التعليم بالأزهر، ثم ألتحق بامتحان العالمية، في عام 1324هـ - 1906م، بعد أن أمضى في الدراسة بالأزهر 12عام وفق قانون الأزهر ورغم صعوبة الامتحان الا أنه أستطاع أن يجتازه بعد امتحان أستغرق 3ساعات في 14عِلْمً أمام لجنة تتألف من كبار علماء الأزهر على رأسهم الإمام "عبد الرحمن الشربيني" شيخ الجامع الأزهر الذي كان على رأس الممتحنين باللجنة، وكان الامتحان يتم بشفاهة ويستغرق ساعات طويلة، ليصبح معلمًا بالجامع الأزهر وإلى جانب تدريسه للمواد الشرعية قام بتدريس الرياضيات، وفاز بعدة مكافآت مالية كان يرصدها "رياض باشا" رئيس الوزراء في ذلك الوقت لمن يفوز بامتحانات الرياضيات وعندما أفتتحت مدرسة القضاء الشرعي في مصر اختير الشيخ حمروش في 29 شعبان 1326هـ- 26 سبتمبر 1908م للعمل بها، واختص بتدريس الفقه وأصوله، وظل يعمل بالتدريس بها حتى عام 1335هـ- 1916م ثم اختير للعمل قاضيا بالمحاكم الشرعية، وأتصل خلال تلك الفترة بالشيخ "المراغي" الذي اختياره للعمل معه عقب تعينه شيخا للأزهر ثم عُيِّن شيخا لمعهد "أسيوط" الديني عام 1347هـ -1928م، ثم شيخا لمعهد "الزقازيق" في عام 1348هـ- 1929م، ثم عُيِّن عميدا لكلية اللغة العربية في عام 1350هـ - 1931م فقام بالعديد من الإصلاحات بها وأختار أكفأ الأساتذة لها، ووضع نظاما لا يقبل طالبا بها إلا بعد الاختبار والتحقق من استعداده، ثم عين في عام 1364هـ - 1944م عميدا لكلية الشريعة ثم تولى رئاسة لجنة الفتوى في الأزهر عام 1351هـ - 1932م إلى جانب احتفاظه بعمادة كلية اللغة العربية وحصل على عضوية جماعة كبار العلماء في 28 من صفر 1353هـ- 10 من يونيو 1934م ثم عضوا في مجمع اللغة العربية منذ إنشائه، وكان من الرعيل الأول الذين أرسوا قواعد المجمع اللغوي.
شيوخه 
تعلم على يد عدد من كبار علماء عصره على رأسهم الإمام محمد عبده في البلاغة والشيخ "أحمد أبي خطوة"، في الفقه على المذهب الحنفي والشيخ "علي الصالحي في النحو. 
فترة ولايته 
تولي الشيخ إبراهيم حمروش مشيخة الأزهر يوم (30 ذو القعدة 1370هـ الموافق 1 سبتمبر 1951م حتى 9 فبراير 1952م)، لمدة لم تتجاوز 6 شهور وكان أول عمل قام به هو تمسكه بزيادة الميزانية المخصصة للأزهر زطالب بزيادتها، وإعادة الدرجات والبنود التي حذفت منها، ولم تلق هذه السياسة الحازمة من قبل الشيخ قبولا من الحكومة والإنجليز الذين ضغطوا على الملك فاروق فأعفاه من منصبه في (9 فبراير 1952).
وظلَّ الشيخ إبراهيم حمروش يواصل عمله بعد خروجه من مشيخة الأزهر، يكتب المقالات للصحف، ويفتح بيته أمام تلاميذه ومحبيه، ويواظب على حضور جلسات مجمع اللغة العربية بالقاهرة، حتى وافاه الأجل في عام (1380هـ = 1960).
تلاميذه 
 كان للشيخ العديد من التلاميذ تعلموا على يداه في الأزهر وخلال عمله بالقضاء الشرعي ومنهم الإمام "حسن مأمون" الذي تولى ولي مشيخة الأزهر بعد ذلك، والشيخ "علام نصار"، والشيخ "حسنين مخلوف"، وقد تولى الاثنان منصب الإفتاء، والشيخ "فرج السنهوري" وكان من أعلام الفقه في مصر.
مواقفه
يُذكر للشيخ إبراهيم حمروش العديد من المواقف، منها: 
الشيخ والشيخ مصطفى عبد الرازق
حين توفي الإمام "المراغي" شيخ الأزهر سنة (1365هـ= 1945م) تخطت الحكومة من تنطبق عليهم الشروط لتولي المشيخة، واختارت شيخا من خارج الأزهر هو الشيخ "مصطفى عبد الرازق"، ولم يكن الإمام عضوا بجماعة كبار العلماء التي كانت شرط للاختيار، وأن يكون ممن عملوا بالتدريس بالأزهر؛ فاحتج الشيخ "حمروش" هو والشيخ "مأمون الشناوي" وكيل الأزهر و"عبد المجيد سليم" على تدخل الحكومة في شئون الأزهر ومخالفتها القانون، وقدّم الثلاثة استقالتهم من مناصبهم في الأزهر.
الشيخ وحادثة الشرطة بالاسماعلية 
عندما اعتدت القوات الإنجليزية في الإسماعيلية على الشرطة المصرية، وحاصرت مقرها،دعا إلى وحدة الأمة، ضد ضغوط الاستعمار الإنجليزي وأصدر بيانا قويا ضد القوات الإنجليزية في الإسماعيلية جاء فيه: "إني باسم الأزهر وعلمائه لأعلن استنكاري لهذا الإجرام الفظيع الذي اُنتهكت فيه الأعراض، واستُبيحت فيه الأموال، واعتُدي على حرية الإنسان وحقه المشروع في أن يطالب بحريته واستقلاله.. وليعلم الإنجليز أن هذه الفظائع التي يصبونها على رءوس أبنائنا لن تُلِينَ للشعب قناة، ولن ترد عن المطالبة بجلائهم من وطننا العزيز".
مؤلفاته 
شغلت المناصب التي تولاها الشيخ حمروش عن التفرغ للتأليف المنتظم، فلم يترك سوى رسالته التي تقدم بها لنيل عضوية جماعة كبار العلماء، وبعض الدراسات اللغوية والمقالات في الصحف والدوريات، كان أهمها بحثه الذي رفض فيه كتابة المصحف بالرسم الإملائي حتى لا يصبح عرضة للتبديل والتغيير، وكان مجمع اللغة قد كلّفه بدراسة هذا الموضوع، وقد أخذ المجمع بنتائج الشيخ حمروش، ورفض المشروع المقدم له بكتابة المصحف بالرسم الإملائي ومن أهم ما ترك ما يلي: 
- "عوامل نمو اللغة" وهو البحث الذي نال به عضوية هيئة كبار العلماء. 
- دراسات قام بنشرها مجلة مجمع اللغة العربية. 
- عدة مقالات صحفية.