ونعرض هنا لأهم سلبيات طالبان كما جاء في كتاب "أفغانستان وطالبان ومعركة الإسلام" لأبو مصعب السوري حيث يقول:
"فالطالبان خليط من المولوية وطلبة العلوم الدينية القدماء بالإضافة إلى من لحق بهم من الأحزاب وانضم إليهم من المجاهدين والكوماندات السابقين، بالإضافة للطلاب الجدد خريجي المدارس الدينية في باكستان أو التي افتتحت داخل أفغانستان بعد سيطرة الطالبان، وهم بحكم هذا الخليط كما كان حال الأحزاب الجهادية سابقاً والشعب الأفغاني عموماً كما عهدناه على مر السنوات الطويلة الماضية التي تعاملنا فيها، فباستثناء نخبة من كبار الطالبان وبعض علمائهم ولا سيما الذين تسنى لهم السفر للخارج والتعرف على المذاهب والدعوات الإسلامية، تنتشر في عامتهم السلبيات التالية :
أولاً: انتشار الصوفية بمختلف مراتبها من التربوية السلوكية المقبولة نسبياً إلى الصوفية البدعية المنحرفة.
ثانياً: التعصب للمذهب الحنفي
الأفغان السنة كلهم أحناف، وعلماؤهم كذلك والطالبان كذلك، وغالبهم متعصبون للمذهب، وتعصبهم على مراتب، فالعلماء منهم يعرفون أن هناك مذاهب أربعة يعترفون بها ولديهم كلام يعتبر مثالاً سائداً يقولون: (شار مذهب حق) يعني المذاهب الأربعة حق.
ثالثاً: الجهل العام بأمور الدنيا ومن ذلك السياسة الدولية والاقليمية وأحوال حكام بلاد المسلمين من المرتدين الظالمين العملاء، والجهل العام بألاعيب السياسة الدولية عموماً ودور الدول الخائنة مثل السعودية والباكستان خصوصاً- على حد قول أبي مصعب- هذا الجهل ينعكس على المواقف السياسية بل على الأحكام الشرعية عندهم على هذه الحكومات والمواقف منها ولا سيما السعودية والباكستان والإمارات وبعض من وقف معهم واعترف بهم .
رابعاً: موقفهم من المحافل الدولية والأمم المتحدة
صرح الطالبان أكثر من مرة وطالبوا بحقهم بعضوية الأمم المتحدة وبكرسي أفغانستان فيها إثر مشاكل متعددة، ومنها مشكلتهم مع إيران؛ طالبوا هذه المحافل بالتحقيق في الأمر، وبما يفهم منه الاحتكام إلى المحافل الدولية في فصل هذه المشاكل.. وهذا لا شك مشكلة كبيرة تعتبر من أكبر سلبيات طالبان، وعندي ربما كانت تعدل أو تزيد على مشكلة القبور والأضرحة، وقد أثار هذا شبهات كثيرة حول موقفنا من القتال معهم وسأفصل خلاصة جهدي في الاتصال ببعض كبار الطالبان من أجل إبلاغ الحق ونصحهم في هذا الأمر وتنبيههم وقد قام بهذا إخوة آخرون عديدون.
خامساً: انتشار المنظمات الصليبية في أفغانستان وعملها بحرية
فإنه رغم التضييق في إيجابيات الطالبان على المنظمات الصليبية ونشاطاتها إلا أني أعتقد كما كثير من الإخوة أنه جهد غير كاف، ويبقى نشاط المنظمات وحرية حركتها وسياراتها التي ارتسمت عليها الصلبان الحمر، وشعارات الكفر من كل جانب، ورفرفت أعلامها فوق مكاتبها بكل حرية في الدولة الوحيدة التي يحكم فيها بشرع الله- سلبية كبيرة.
سادساً: من السلبيات التي تذكر على الطالبان تعسفهم في بعض الحالات في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ نتيجة الجهل أو الفظاظة والبداوة ولا سيما بشتون وسط وجنوب أفغانستان الذين يشكلون القاعدة الأساسية للطالبان، فبعض جماعات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يمارسون هذه الشعيرة العظيمة بفظاظة منفرة. فأنا بنفسي ضُربت مرة بعصا على كتفي وإن كان بلطف واستخفاف من أجل أن أدخل لصلاة الجماعة في جلال آباد، وكنت قد صليت لأن الوقت دخل وكنت أريد السفر.
سابعاً: سلبية ذكرت وهي قضية جمع السلاح الثقيل والمتوسط وربما الخفيف من الناس، وكثير من هذا السلاح كان ملكية لأصحابه أو غنائم أخذوها بجهادهم، وقد سبب هذا تمرد بعض القادة الذين كان بالإمكان أن يستوعبهم الطالبان. ولم يذكر الطالبان سبباً لهذا إلا قضية أن هذا هو السبيل الوحيد لضمان الأمن.
ثامناً: يقول الكثير من شيوخ الطالبان في أفغانستان والباكستان والهند بتفسيق وتبديع المودودي، وكذلك سيد قطب وحسن البنا ومعظم رؤوس الإخوان المسلمين، ويصل أحياناً لتكفيرهم عند بعضهم وقد منعت كثير من كتبهم من الانتشار وصودرت ومنع بيعها، ويأتي هذا نتيجة إلى فتاوى قديمة لعلماء بلاد الهند والسند والباكستان وهم محترمون لدى الطالبان؛ وذلك نتيجة لبعض أفكار المودودي والإخوان في أمور يرونهم قد شطحوا بها كموضوع الحديث الصحابة والفتنة الكبرى وغير ذلك، وقد سبب هذا وأكده موقف الجماعة الإسلامية في باكستان وجماعات الإخوان وأعلامهم ضد الطالبان لصالح الأحزاب منذ انطلاقهم وإلى الآن تقريباً، مما رسخ بُغض كثير من الطالبان للإخوان ورموزهم القديمة والحديثة .
تاسعاً: ذكر بعض الإخوة في سلبيات الطالبان انتشار بعض الفساد الإداري وظهور شيء من الرشاوى ولم أر بنفسي شيئاً من هذا، ولكن سمعت بعض الأقاصيص وهي إن صحت مردها إلى الفقر والرواتب شبه الرمزية للموظفين حيث يتراوح الراتب الشهري ما بين 5-10 دولارات فقط حتى للأطباء والمهندسين.