بوابة الحركات الاسلامية : "لعنة الغراب" كتاب يفضح تجارة الرقيق التركية في السودان (طباعة)
"لعنة الغراب" كتاب يفضح تجارة الرقيق التركية في السودان
آخر تحديث: الأربعاء 26/08/2020 12:45 م علي رجب

 

فضح كتاب للباحث والكاتب السوداني وابن جبال النوبة الدكتور عمر مصطفى شركيان، جرائم الاحتلال التركي بحق ابناء جبال النوبة بشكل عام والسودان بشكل خاص، والابادة البشرية عبر سياسية منظمة لتجارة الرقيق للحاكم التركي في بداية التاسع عشر.

كتاب "لعنة الغراب" ينشر لاول مرة تاريخ جرائم الاحتلال العثماني، والتي تتمحور في تجارة الرقيق والعبودية، في مناطق جبال النوبة، عبر حملة عثمانية قادة الوالي التركي على مصر محمد علي باشا في 1821.

"لعنة الغراب" الذي صدر حديثا للكاتب شركيان يعد توثيقاً نادراً ونشر لمعلومات في غاية الخطورة عن العبودية في السودان وخاصة في اقليم جبال النوبه إبان الغزو التركي للسودان والحملات الشرسة التى شنها الأتراك على الإقليم من اجل نهب ثرواته البشرية والمعدنية ومحاولاتهم المستميتة للسيطرة على الإقليم وإخضاعه بالكامل والتي بائت بالفشل.

كتاب "لعنة الغراب" يفضح اسرار وتفاصيل جرائم تجارة الرق الرق والعبودية العثمانية في السودان، حيث يتطرق عمر شركيان، بالتفصيل لمأساة فتاتين من جبال النوبة تم خطفهما عبر واحدة من هذه القارات وترحيلهما من جبال النوبة الى مدينة الأبيض السودانية ومنها الى القاهرة حيث مقر الحاكم التركي.

محنة الفتاتين من جبال النوبة واختطافها على يد الاتراك يرويها مغامر ألماني، كان قد أمضى عامين في السودان، بعد لقائهما في القاهرة بمقر الوالي العثماني.

 المغامر الألماني كان بحوزته تقريراً  مروعاً عن العبودية في السودان، ومن ثمَّ تأثر كثيراً بما حدث للفتاتين الصغيرتين وحاول إقناع نائب الملك والقنصل البريطاني لوضع حد لغارات العبودية في السودان.


من هو عمر شركيان؟

عمر مصطفى شركيان مواطن سوداني بريطاني من مواليد قرية تيمين بجبال النوبة و تلقى تعليمه الأولي بها، تخرج في معهد التربية بالدلنج، عمل معلما بمرحلتي الابتدائية و المتوسطة بجبال النوبة، و نال درجة الدكتوراه في تكنولوجيا المنسوجات في جامعة مانشستر بالمملكة المتحدة.
عمر شركيان مؤلف للعديد من الكتب عن السودان، بما في ذلك الحرب في جبال النوبة في السودان (1983-2011).
 يكتب باللغتين العربية والإنجليزية ، وشارك في عدد من المؤتمرات داخل المملكة المتحدة وخارجها لجذب انتباه الجمهور إلى ما يعتبر ، بالنسبة لمعظم الغرباء ، قضية غير معلنة إلى حد كبير في السياسة العالمية. حصل على جواز السفر من أجل الحرية من قبل الاتحاد الأوروبي في ستراسبورغ ، فرنسا ، في ديسمبر 2011 ، لمشاركته الدؤوبة في الحملات المناهضة للحكومة لسجلها المروع في انتهاكات حقوق الإنسان ضد معارضيها في السودان.

الأفارقة الأتراك

تجارة الرقيق التركية، اعادة الى الاذهان الجرائم التركية بحق مكونات الجغرافيا السودانية، وكذلك قضية وأزمة"الأفارقة الأتراك"، والتي بدات تستغلها حكومة رجب طيب أردوغان مؤخرا في التغلغل والنفوذ داخل السودان، بعد قرون من الانكار وعدم الاعتراف بهويتهم.
يوجد داخل تركيا ما يقرب من 20 إلى 25 ألفاً من الأتراك المنحدرين من أصول إفريقية، لكن لا أحد من الأجهزة الرسمية يحتفظ بسجل عن أعدادهم الفعلية.
 ويعتقد المؤرخ التركي لهاكان أردم أنه خلال القرن التاسع عشر، ظلت الحكومة التركية تجلب 10 آلاف عبد أسود داخل الإمبراطورية العثمانية، خلال العام الواحد في المتوسط، بما في ذلك 2000 منهم في ما يعرف الآن بتركيا. 
ويتم استخدام معظمهم عمالاً وطهاة في المنازل، أو مربيات بالنسبة للنساء، ويعمل القليل منهم في المزارع على الطريقة الأميركية. وعلى الرغم من عددهم القليل، فإنهم أسهموا إلى حد كبير في الثقافة والفنون التركية. من بينهم المطربان التركيان الشهيران، أسميراي ومليس سوكمين، كلاهما من نسل المنحدرين من أصول إفريقية.