بوابة الحركات الاسلامية : كتاب يكشف فشل التحديث ادي لصعود الاسلام السياسي (طباعة)
كتاب يكشف فشل التحديث ادي لصعود الاسلام السياسي
آخر تحديث: الإثنين 06/09/2021 01:30 م روبير الفارس

صدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة بالقاهرة كتاب بعنوان "الرمز والوعي الجمعي: دراسات في سوسيولوجيا الأديان" للباحث الدكتور  أشرف منصور، أستاذ الفلسفة بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، والذي صدرت له مجموعة من المؤلفات المهمة، منها "نظرية المعرفة بين كانط وهوسرل"، "العقل والوحي: منهج التأويل بين ابن رشد وموسى بن ميمون وسبينوزا"، و"الليبرالية الجديدة: جذورها الفكرية وأبعادها الاقتصادية".يناقش أشرف منصور في هذا الكتاب الذي يمتد على 125 صفحة، بعض القضايا المرتبطة بالأديان السماوية التوحيدية الثلاثة، اليهودية، والمسيحية، والإسلام، وذلك من خلال قراءات نقدية لأطروحات بعض من كبار المفكرين والباحثين، من أمثال كل من هيجل وسبينوزا وأرنولد توينبي.

صعود الاصولية

الي جانب ذلك اهتم الكتاب برصد مظاهر الصدام بين الحداثة والاصولية فيقول الدكتور اشرف منصور ان الصدام بين المجتمعات التقليدية والحداثة شكل صعود لتيارات الاصولية والاسلام السياسي علي كافة اشكالها المسالم منها والعنيف وترفض هذه التيارات الحداثة المتمثلة في الديمقراطية والنظام البرلماني التمثيلي القائم علي الحوار والتعددية والتسامح مع المخالف في الراي .وتضع امام هذه كلها الشوري واحياء فكرة الخلافة او ولاية الفقيه في الفكر الشيعي . كذلك ترفض الاصولية كل اشكال الحداثة الثقافية مثل الموسيقي والغناء والنحت والرسم وجميع الفنون التمثيلية والاعتراف بثقافة واحدة فقط هي الثقافة الدينية . ولا تعترف بالانتماء الي الدين الذى هو في حقيقته المشروع السياسي للاسلام . ويؤكد الكاتب ان الاسلام نفسه لم يدع ابدا الي التوحيد بين الدين والدولة لسبب بسيط للغاية وهو ان الاسلام لم يؤسس لنظام سياسي معين ولم يوص بشكل خاص في الحكم ان فكرة ان الاسلام دين ودولة هي في حقيتها شعار روجه الاسلام السياسي .

فشل التحديث

يقول الكاتب ان الاسلام السياسي ظهر في كل بلد بعد عملية تحديث فاشلة .فمحاولة مصدق لتأميم البترول الايراني فشلت بأيد امريكية .وعاد الشاه الي الحكم بعد محاولة فاشلة للانقلاب بايد امريكية ايضا .ولم يستطيع الايرانيون فعل شيء الا اللجوء الي تراثهم الشيعس للمقاومة وعزل الشاه نفسه علي يد حركة خلق وقيادة الخوميني. ان فشل مصدق في الخمسينيات يكمن خلف الثورة الاسلامية في السبعينسات .عندما يفشل المجتمع في حل مشاكله بالطرق الحداثية يلجا تلقائيا الي تراثه الديني مستخدما اياه كايدلوجيا للمقاومة والصراع .وقد حدث هذا مع الاخوان في مصر بعد الفشل المتعاقب للعصر الليبرالي القصير في التعامل مع قضية الاستقلال .ومع التيارات الدينية بعد الصلح مع اسرائيل .وفي فلسطين عندما فشلت منظمة التحرير في نيل الاستقلال واقامة الدولة فظهرت الفصائل الاسلامية المعروفة.

ويؤكد الدكتور اشرف ان الاسلام السياسي لا يهدف الي نهضة دينية او حتى اصلاح او احياء ديني فالدين في ذاته ليس هدفه كما ليس من نواياه استثنافا لاي عنصر عقلاني وتنويري في تراثنا الديني ذلك لان هدفه الحقيقي السياسة والوصول للسلطة بركوب الدين وهو في ذلك يكون انتقائيا في تعامله مع تراثه الاسلامي اذ يختار اكثر العناصر الايدلوجية صدامية ونضالية لانها الانفع له في توجهاته .ويتم ذلك باحياء تراث ابن تيمية السلفي والتغاضي عن تراث ابن رشد العقلاني .ويتم احياء اسلام الغزوات والفتوحات وتاكيده في المخيلة الشعبية حتى يصبح هو الاسلام ذاته وهو انجازه الحضاري الاكبر ويتم التغاضي والسكوت المقصود عن الاسلام الروحاني لدي الصوفية والاسلام العقلاني لدي المعتزلة (وبالمناسبة المعتزلة هم من اعتزل السياسة ) والاسلام الاخلاقي الرفيع المتمثل في القران المكي .