بوابة الحركات الاسلامية : الدكتور حيدر ابراهيم للفيصل : الإسلام السياسي ليس لديه أي مستقبل في السودان (طباعة)
الدكتور حيدر ابراهيم للفيصل : الإسلام السياسي ليس لديه أي مستقبل في السودان
آخر تحديث: الأربعاء 08/12/2021 02:06 م روبير الفارس
يعد  الدكتور حيدر إبراهيم علي أحد أبرز المفكرين السودانيين والعرب، وقد خصص جزء كبير من مشروعه الفكري خصصه لنقد الإسلام السياسي، والمسألة الجوهرية في كل كتاباته هي الاهتمام بقضايا علم الاجتماع الديني. وعبر الدكتور حيدر  في حواره مع مجلة «الفيصل» السعودية  عن تفاؤله بمستقبل السودان، بعد ثورة ديسمبر 2018م، معللًا ذلك باختلاف مسار الثورة السودانية عن نظيراتها العربية.

 ويذكِّر بالمكتسبات التي نالتها المرأة في المدة القصيرة من عمر الثورة، أما عن أسباب الإخفاق فيعزوها للمتسلقين والانتهازيين من رجال النظام السابق، وإلى الفراغ الطبيعي الذي يعقب سقوط الأنظمة المستبدة وقال الدكتور حيدر في حواره الذى اجراءه السيد حسين  ان لامستقبل للإخوان المسلمين في السودان؛ لأن الشعب السوداني عزلهم اجتماعيًّا، وأن فشل مشروعهم في السودان هو هزيمة لمشروع الإسلام السياسي كله.  وقال حيدرلنعلم أن المرحلة الانتقالية شهدت مشكلة وهي ظهور عدد كبير من الانتهازيين والمتسلقين؛ لوجود بعض الفراغ السياسي. فعندما سقط النظام القديم لم تتكون بعده معالم النظام الجديد، لذلك نجد فراغًا، ومن هنا ظهر انتهازيون ومتسلقون تولوا مناصب وهم من جذور السلطة في النظام السابق وليسوا ثوريين، لكن استغلوا الجو العام في البلاد وركبوا موجة الثورة، ولم يدخلوا في معارك حقيقية مع النظام البائد. ويوجد حاليًّا بعض الوزراء في الحكومة الحالية مثل وزير المالية الحالي الذي له خلفية مع الإخوان المسلمين، وهو إلى الآن يصدر تصريحات ضد الثورة واستقرار البلاد، وقد جاء للحكومة من خلال حركة العدل والمساواة المسلحة، ويستغل وجوده في الحكومة ليعبر عن خلفيته الإسلامية وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين. 
وجود مثل هؤلاء الأشخاص في مجلس الوزراء يعطل بعض القرارات التي تصب لصالح البلاد، وأنا أتخوف من مثل هؤلاء. ولكن مع مرور الوقت سيُكشَفون، ولن يستطيعوا الاستمرار كثيرًا.هم الآن معتمدون على العاطفة الدينية في عموم البلاد، وقد كتبت مقالًا مطولًا في هذا السياق أسميته «مسلم وإسلامي وإسلاموي»: فالمسلم هو الإنسان العادي الذي يذهب للمسجد للصلاة ويؤدي الصيام والفرائض كاملة، وهذا المسلم العادي في السودان رافض للإخوان رفضًا كاملًا. أما الإسلاميّ فهو قريب من المسلم العادي في ذهابه للمسجد وأداء الفرائض، ولكن يمكن أن يكون لديه رؤية لتفسير الأشياء من خلال الإسلام، وأيضًا لديه شمولية الإسلام.

 أما الإسلاموي فينتمي لجماعة الإخوان، وهدفه السلطة، ويتخذ الإسلام وسيلةً للوصول إليها مثل جماعة البشير. لكن هذا الإسلام السياسي ليس لديه أي مستقبل في السودان، ولذلك سيُغيّرون لافتة الإخوان المسلمين، وسيعملون من خلال تيارات إسلامية أخرى مثل: الطرق الصوفية وأحزاب طائفية.واضاف حيدر قائلا ان أنصار الإسلام السياسي كانوا يعدون السودان لتكون قاعدة انطلاق للإسلام السياسي، ليس في العالم العربي فقط بل في أفريقيا؛ لذلك أنشؤوا جامعة أفريقيا العالمية وبدؤوا الاشتغال عبر منظمة الدعوة الإسلامية للعمل في أفريقيا. وكانت حركات الإسلام السياسي في المنطقة كلها، ترى السودان قاعدة انطلاق لها. 
وحسن الترابي كانت لديه هذه الفكرة وعَدَّ نفسَه قائدًا للإسلام السياسي في العالم الإسلامي، وقبل فكرة إنشاء المؤتمر الوطني الحزبي قام بتنظيم شعبي دُعِيَ له كل الإسلاميين، وكانت لديهم فكرة لعمل تحالف بين الإسلاميين والقوميين العرب، وبدؤوا الاشتغال على هذه المسألة. وفعلًا رأوا أن السودان يمكن أن يكون قاعدة الانطلاق لهم في إفريقيا والعالم العربي؛ لأنه كان هناك تصور يمكن أن يكون صوابًا أو خطأ وهو أن السودانيين وسطيون في العالم العربي أكثر من شعوب أخرى.
 ومن هنا نؤكد أن إخفاق المشروع في السودان، هو هزيمة لمشروع الإسلام السياسي  وقال حيدر  في الحقيقة أخشى دائمًا من معارك الدين مع الدين. كثير من محاولات التجديد والإصلاح الديني أخفقت منذ محمد عبده والأفغاني. 
ومن هنا يجب أن نسأل: لماذا استعصى الإصلاح والتجديد في العالم الإسلامي؟ فما يحدث هو نوع من التجديد الفقهي في النصوص وليس نوعًا من التجديد في الحياة. والعالم دخل في العلوم والتقنية وغيرها، ونحن نظن أن مشكلتنا في النصوص وليس الاشتباك مع النصوص. فلذلك نسأل السؤال معكوسًا: لماذا استعصت كل محاولات الإصلاح والتجديد الديني في العالم الإسلامي؟