بوابة الحركات الاسلامية : مأزق حماس في لبنان.. دلالات رفض نصرالله لقاء مشعل (طباعة)
مأزق حماس في لبنان.. دلالات رفض نصرالله لقاء مشعل
آخر تحديث: الخميس 23/12/2021 11:32 ص علي رجب

في موقف يكشف خسائر حركة حماس، بسبب تحركاته من أجل مصالحها الفردية على حساب مصالح الشعب الفلسطيني والقضية والفلسطينية، رفض الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله  لقاء رئيس المكتب السياسي  لحركة حماس في الخارج، خالد مشعل، في ضربة قوية لوجود حماس في لبنان.

واعتبر مراقبون أن عودة العلاقات بين حماس وحزب الله ليست بتلك الصورة القوية التي كانت عليها قبل اندلاع الصراع السوري، واتخاذ التنظيم الفلسطيني موقفا داعما لتنظيم الاخوان الدولي وتركيا في سوريا ضد الحكومة السورية.

واعتبر حزب الله أن ما أقدمت عليه حركة حماس هو خاينة لما يمسى محور المقاومة، وطعن من رئيس مكتبها السياسي آنذاك خالد مشعل لسوريا وحزب الله وايران، ولم تعد العلاقات إلا بعد خروج مشعل من قيادة حماس وتولي اسماعيل هنية قيادة الحركة، مما ادىة إلى عودة العلاقات بين حماس وحزب الله.

وذكرت مصادر عدة، ان الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، رفض طلب حركة حماس في لبنان، للقاء مع خالد مشعل، مؤكدا الحزب على ان مشعل غير مرغوب فيه من قبل حزب الله والأمين العام للحزب.

وأوضحت مصادر ان حسن نصرالله لم يتجاوب مع طلب وجهته اليه القيادة المركزية لحركة "حماس" لتحديد موعد لقاء بينه وبين مسؤول فروع الخارج في الحركة القيادي خالد مشعل (ابو الوليد) على غرار اللقاء الذي كان عقده قبل أشهر مع رئيس المكتب السياسي للحركة والمقيم في غزة اسماعيل هنية.

وصل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في الخارج خالد مشعل إلى لبنان، اليوم الأربعاء، على رأس وفد من الحركةإلى بيروت لبحث أوضاع الحركة في لبنان بعد اشتباكات في مخيم البرج الشمالي بجنوب لبنان.

زيارة مشعل إلى بيروت هي الأولى لقائد حماس السابق منذ 10 أعوام، وتكتسب أهمية كبيرة كون ملف اللاجئين الفلسطينيين في لبنان هو من أكثر الملفات الفلسطينية حساسية وأهمية.

المصادر أوضحت أن نصرالله لم ينسى او يغفر لمشعل مواقفه ضد حزب الله وسوريا ، بعد اندلاع الصراع السوري، ودعم حماس بقيادة مشعل الجبهة المضادة للرئيس السوري بشار الأسد، والوقوف إلى جانب تركيا لاسقاط بشار الاسد.

وفي 8 ديسمبر 2012، وقف رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس، خالد مشعل، ورئيس المكتب الحالي، إسماعيل هنية، أمام حشد من المئات، ورفعا علم الثورة السورية، ليكون ذلك إعلاناً واضحاً بقطع العلاقات مع النظام السوري والوقوف إلى جانب المعارضة السورية.

موقف حزب الله ليس فقط الرافض لزيارة مشعل، بل أيضا هو موقف موحد من اطياف ما يسمى حلف "الممانعة" في لبنان، ضد زيارة مشعل، فقد غرد رئيس حزب التوحيد العربي، الوزير السابق وئام وهاب –المعروف بعلاقته القوية بحزب الله والنظام السوري- على حسابه عبر "تويتر": "خالد مشعل غير مرحب بك في بيروت". وأضاف، "إذهب والتحق بثورات الربيع العربي الإخوانية التي خربت الوطن العربي".

وختم وئام وهاب تغريدته بالقول، "ما زالت سوريا تنزف وليبيا محتلة بسبب ثورات إخوانكم"، وهو موقف يوضح أن زيارة مشعل إلى بيروت يخيم عليها الفشل، في ظل خسارة حلفائه من حزب الله ومحور الممانعة، وأيضا خسارة الفصائل الفلسطينية وفي مقدمتهم حركة فتح التي تستهدفها حماس في المخيمات.

اعتبار محور المقاومة بقياداته واحزابه ومكوناتهم وإعلامه  خالد مشعل "ضيفاً غير مرحب به" تؤكد على أن قائد حماس سجل نقاط عكسية على حركة حماس في لبنان، وباتت خسائر الحركة كبيرة، بسبب مواقف مشعل والحركة الداعم للتنظيم الدولي للإخوان على حساب مصالح القضية الفلسطينية ومصالح الشعب الفلسطيني في المخيمات بلبنان وسوريا أو في غزة والضفة .

ويرى مراقبون أن زيارة مشعل لم تكن على قدر توقعات قيادات الحركة، التي منية بخيبة أمل كبيرة  وخسائر أكبر للحركة في لبنان بين اصدقاء الحركة وأيضا بين أبناء الشعب الفلسطيني في المخيمات.

إلى جانب رفض حسن نصرالله لقاء مشعل، أيضا اعتذر الرئيس اللبناني ميشال عون لقاء رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في الخارج ، مما شكل ايضا ضربة قوية لمشعل وخسارة سياسة كبيرة في ظل التوترات التي شهدها مخيم البرج الشمالي والانفجار الذي اصاب مخازن الاسلحة للحركة.

يمكن القول أن زيارة مشعل إلى لبنان ادت إلى خسائر فادحة لحركة حماس، على المستوى الفلسطيني والمكونات السياسية اللبنانية، وأيضا على مستوى المؤسسات الرسمة في الحكومة والرئاسة اللبنانية، واصبح مشعل ضيف غير مرغوب فيه وهو أيضا ينعكس على حركة حماس التي أصبحت  حركة مشكوك في مصداقيتها وخسرت الثقة الكبيرة التي كانت تتمتع بها بين الفلسطينيين والمكونات اللبنانية.. فهل يشكل ذلك نهاية لحماس في اهم معاقلها في الخارج؟