(البطريرك السابع والأربعون).. مينا الأول.. مكيدة راهب ضد الكنيسة

الخميس 01/ديسمبر/2016 - 11:23 ص
طباعة
 
تتناول هذه النافذة، تاريخ مشيخة الأزهر، وتاريخ بطاركة الكنيسة المصرية من خلال التسلسل الزمني.. بغرض التعرف عن قرب على تاريخ الأزهر الشريف والكنيسة المصرية، والأدوار الدينية والاجتماعية والسياسية والفكرية لهؤلاء الأعلام (المشايخ والبطاركة).. باعتبار ذلك جزءًا أصيلًا وفاعلًا من تاريخ مصر
بعد وفاة البطريرك الأنبا خائيل، بحث الشعب عن من يستحق هذه الدرجة السامية ويعتلي الكرسي المرقسي، فرشح الشعب الأنبا مينا الأول بسبب ما عرف عنه من تقوى. وهو من بلدة سمنود وكان راهبًا في دير أبو مقاروتلميذا للبطريرك السابق وجلس على الكرسي المرقسي في أول برمودة سنة 483 ش. الموافق 27 مارس سنة 767 م. وكانت حياته فترة سادها السلام في عهد خلافة المنصور بن محمد حتى أنه أصلح الكثير مما أفسدته الاضطهادات السابقة. إلا إن حدث اضطراب كبير على الكنيسة بسبب راهبًا يدعي بطرس كان يرغب في الأسقفية، ونظرًا لعدم استحقاقه رفض البابا رسامته. فأشاع المذمة ضد البابا، ثم سافر إلى سوريا وأخذ كتابًا زوره يطلب فيه من بابا إنطاكية مساعدات لبابا الإسكندرية، فجمع الكثير من المال، وتوجه الخليفة الذي كان قد فقد ابنًا له، وكان مشابهًا في شكله لبطرس الراهب مما أثلج صدر زوجته حين شاهدته ومكث عندهم بضعة أشهر. ثم أخذ خطابًا مختومًا بخاتم يطلب فيه من وإلى مصر إقامة بطرس بطريركًا بدلًا من البطريرك الذي كان يكرهه. فأحضر الوالي البابا والأساقفة، ولما وقف على حقيقة الأمر، سجن بطرس ثلاث سنوات إلى أن تغير الوالي وخرج بطرس من سجنه، وسافر للخليفة مرة أخرى إلا أنه وهو في طريقه مات هذا الخليفة الذي كان يسانده، فعاد ثانية وجاء وإلى آخر، اضطهد المسيحيين بسبب وشاية الراهب بطرس، فأمسك البابا والأساقفة وسجنهم طالبا منهم الذهب الذي كان بالكنائس، وظل يعذبهم وجعلهم يعملون بطلاء المراكب بالقطران؛ لأنهم لم يقدموا له ما أراد، ولم يكن الوالي راضيًا عن هذه الأفعال إلا أنه نفذ مطالب الراهب؛ خوفًا من الوشاية ضده عند الخلفية، وعاد بطرس إلى بلده منبوذًا إلى أن مات، وتذكر مراجع أخرى أنه قد أشهر إسلامه قبل موته وقضى الأنبا مينا الأول على الكرسي البطريركي ثمان سنوات وعشرة أشهر. وتنيَّح بسلام في 30 طوبة سنة 492 ش. الموافق 26 يناير سنة 776 م. ودفن في الكنيسة المرقسية بالإسكندرية، وعاصر من الحكام عبد الله أو جعفر ومحمد منصور المهدي.

شارك