الأزهر ومواجهة الفكر الإرهابي

الإثنين 29/يناير/2018 - 06:21 م
طباعة
 
أكد الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر، أن الأزهر لا يعتمد على الوسائل التقليدية في مواجهة الأفكار الإرهابية وإنما يتعامل مع هؤلاء من خلال مرصد الأزهر والمنصات الإعلامية به وأحدث التقنيات والوسائل لقطع الطريق على الإرهابيين مثل «داعش» وأخواتها. جاء ذلك خلال ندوة عقدها الأزهر بمعرض القاهرة للكتاب تحت عنوان «رسالة الأزهر الشريف» شارك فيها الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء. وقال شومان إن الأزهر يقوم على الشأن الإسلامي وحراسة اللغة العربية بالداخل والخارج، ولايزال قائماً على اختصاصاته ورسالته، من جيل إلى جيل، وسيستمر في أداء رسالته طالما بقي هناك أناس على وجه الأرض. وأوضح أن الأزهر ليس في محل تنافس ولا يدخل في صراع مع أحد لأننا ليس لدينا مطامع نسعى إليها، كما أنه لا يتدخل إلا في دعم الدولة لجمع فئات الشعب على النسيج الوطني الواحد، ونتقبل كل النقد ما دام بناءً وبعيدا عن نقد الأشخاص.
وفي الأخير يتضح من خطاب الدكتور عباس شومان أن مؤسسة الأزهر رغم ما تقوم به من محاولات لمواجهة الفكري الإرهابي، ما زالت هذه المحاولات قاصرة عن المواجهة الحقيقية، ومع الاحترام الكامل والتام للمؤسسة الأزهرية فن المراكز والمواقع التي تم تدشينها في السنوات الماضية على الشبكة العنكبوتية، لا يدخل عليها سوى القليل من الجمهور الذي مازال لديه ثقة في هذه المؤسسة وهو جمهور قليل بالمقارنة مع من يتم تجنيدهم من الشباب في هذه الجماعات وكأن مؤسسة الأزهر تخاطب نفسها على مستوى الفضاء الإلكتروني.
أما على الشاشة الصغيرة أو ما يطلق عليه الأن القنوات الفضائية، فتقوم مؤسسة الأزهر بتصدير بعض العلماء والشيوخ الذين يفتقرون للحس السياسي أمثال عبد الله رشدي وسعاد صالح وغيرها مما يؤدي في الأخير الى اصدار تصريحات وأراء وفتاوى من قبل هؤلاء تزيد من حالة التوتر المجتمعي من ناحية، وتؤسس لهدم فكرة المواطنة من ناحية أخرى، وقد شاهدنا ما أحدثه عبد الله رشدي وسالم عبد الجليل من توتر حين حديثهما عن الأقباط، وبالمثل ما حدث من قبل الدكتورة سعاد صالح والدكتور صبري عبد الرؤوف، وفي المقابل يمنع الأزهر الصوات التنويرية التي بداخله مثل الدكتورة آمنة نصير والدكتور سعد الدين الهلالي وغيرهم من الظهور .
كل هذا ولم يحاول الأزهر حتى الأن رغم الدعاوى الكثيرة والانتقادات الموجهة الى مناهجه ان يعدل هذه المناهج او يقوم بتنقيحها، رغم ان المطالبة الرئيسية لمنتقدي الأزهر تقوم على تعديل المناهج او تنقيتها من الخرافة والأساطير ومن المسائل الفقهية التي لم تعد تتناسب مع روح العصر.
فمتى يفيق الأزهر من غيبوبته ويعلم انه لو تم ترجمة كتاب "المغني" المقرر على طلبة الثانوية لأي لغة أوروبية سوف يتم اتهام الأزهر بأنه المرجعية الفكرية لداعش وأخواتها، فلما لا يقوم الأزهر حتى الآن بإعمال المناهج البحثية الحديثة في قراءته للتراث؟

شارك