الهجرة والموت.. كيف يدفع شباب غزة ثمن سيطرة حماس على القطاع؟

الثلاثاء 23/نوفمبر/2021 - 11:58 ص
طباعة علي رجب
 
ينما تسيطر حركة حماس على قطاع غزة، وتحصل على ملايين الدولارات كمنح ودعم للقطاع، يعني الفلسطينيون من أوضاعا معيشية صعبة تجبر الشباب الغزاوي على الهروب من جحيم حكم الحركة للقطاع، بحثا عن فرصة للحياة، ولكن هذه الحياة تذهب بين أمواج البحر حيث عاشت غزة اوقات صعبة مع غرق عددا من بنائها في هجرة غير شرعية على شواطئ اليونان.
والدة الضحية أنس أبو رجلية قالت إن "أنس هاجر من أجل أن يأمن مستقبلة ويساعد ويسند والده وأخوته ويحسن من وضعه ووضع عائلته"، مضيفه  أن "ان سافر من أجل أن يحقق أيضا أحلامه في حياة كريمة  افتقدها في غزة، حلم الهجرة واللجوء الأوروبي، ولكن لم يكتمل هذا الحلم".
وحول تكاليف سفر "أنس" تقول والدته " رحله أنس كانت صعبه وكانت نفقات السفر دين من صاحب زوجي ونسيبي، من أجل أن يستطيع أنس السفر وتحقيق حلمه وتحسين وضعه"، مضيفة في حزن شديد"أنس مش أول شاب فلسطيني يهاجر ولا آخر شاب.. الشباب بيطلعو من الموت بروحو للموت".
واختتم والدة أنس أبورجيله " احنا تعبنا، وموت أنس كسر ظهرنا"، محملة مسؤولية وفاة الشباب الفلسطيني والوضع في غزة للمسؤولين في القطاع، قائله "كل شخص مسؤول عن غزة يتحمل مسؤولية هجرة وموت شبابنا".
وتشير التقديرات إلى أن نسبة البطالة في قطاع غزة بلغت نحو 70%، في القطاع، فيما أظهرت احصائيات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، ان  نسبة الشباب الذين يرغبون في الهجرة للخارج في قطاع غزة 37% مقابل 15% في الضفة الغربية.

اعتبر أستاذ العلوم السياسية والقيادي في حركة فتح الدكتور أيمن الرقب، أن حماس التي تحكم على القطاع منذ 2007  وتحمل مسؤولية كل القطاعات في غزة ومن ضمنها ملف التوظيف ومواجهة البطالة، تتحمل الأوضاع في القطاع.
 وأضاف "الرقب " أن نسبة البطالة تصل الى أكثر 65% وهناك مئات الخرجين الذين لا يجدون فرصة عمل في القطاع، لافتا إلى ان حركة حماس عند التوظيف توظف حركة حماس عناصرها دون النظر إلى بقية لأبناء القطاع وهو ما يزيد نسبة البطالة بين أبناء الشعب الفلسطيني.
وقال القيادي في فتح إن "الملايين التي تصل إلى قطاع غزة تسيطر الحركة عليها والاستفادة منها، وحتى المساعدات الاغاثية تقوم الحركة ببيعها للتحول لأموال لدفع رواتب عناصرها  او لتطوير قدرته العسكرية".
وأوضح "الرقب" أن "المساعدات التي تأتي من القطريين، هناك 10 مليون دولار تصرف للعائلات في قطاع غزة تتحكم فيها حماس بالكامل، فكل عائلة فلسطينية في قطاع غزة لها 100 دولار، ولا تكفي لسد الاحتجاجات العائلية، في ظل غلاء الأسعار والحد الأدنى لمعيشة في قطاع غزة يصل إلى 500 دولار، و60% من قطاع غزة تحت خط الفقر لذلك يلجأ شباب غزة إلى الهجرة ببيع ذهب أمهاتهم او زوجاتهم من أجل تحسين المعيشة ويذهب الابناء إلى المجهول".
وتابع القيادي في حركة فتح قائلا :"عندما قرر الاحتلال فتح أبواب العمل أمام الشباب الفلسطيني في القطاع اصطف نحو 200 ألف من الشباب اصطفوا أمام مكاتب الشغل التابعة لحماس، داخل اسرائيل أي 10% من الشباب يبحثون عن العمل وهي يوضح الوضع الذي يعيش فيه شباب القطاع تحت حكم حماس".
واختتم "الرقب" قائلا "الان تجد فكرة الهجرة تراود كل الشباب الفلسطيني للحصول على جواز جديد يسمح له التنقل في العالم، نظرا لان الجواز الفلسطيني من أضعف فان تكون فلسطيني "طامة" وأن تكون من قطاع غزة "طامة أخرى"  لذلك يلجأ الشباب للهجرة من أجل لقمة العيش".

شارك